«فى السجن كل شىء مشوه حتى صوت المطر لم يكن مفرحاً، إنما مروره من السياج أعطاه نغماً مشوهاً»، هكذا تحدثت لانا فوالحة عن تفاصيل مؤلمة مر بها جميع الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، مشاهد مؤلمة تثير الحزن والشجن، كلما تذكرها الأسرى المحررون، فلم يدع السجان الإسرائيلى أدوات تعذيب وتنكيل من ضرب وإهانة وتجويع بحق الضحايا، إلا واستعملها لتشويه وتدمير معنوياتهم طول الحياة.

تصف «لانا»، تفاصيل الحياة داخل سجنها، قائلة: «هناك كل شىء بارد وقاس وملىء بالانعزال حتى أصوات المطر التى كانت جميلة فى الخارج مشوهة بين الأسياج، رؤية القمر من خلف القضبان كانت تذكيراً بالحرية المسلوبة، وأصوات الأبواب التى تُفتح وتُغلق كانت جزءاً من المشاهد اليومية القاسية».

تتذكر «لانا» مشهد اعتقالها فى 27 نوفمبر أثناء عودتها من عملها إلى منزلها ليلاً، فمشاعر الخوف والعجز ملأت قلبها، عندما وجدت نفسها أمام قوة مدججة بالسلاح، لتبدأ بعدها سلسلة من الانتهاكات فى ظل البرد القارس، إذ تعمد الاحتلال مصادرة الأغطية والملابس للإمعان فى قهر الأسرى داخل السجن، شعرت «لانا» أن حريتها لم تكن مقيدة كأى أسير، بل كانت مقيدة داخل الأسر نفسه، حيث لم يُسمح لها بأبسط الأشياء مثل التحكم فى الضوء، كان عليها أن تتكيف مع الظروف المفروضة، حيث تنام عندما يُطفأ الضوء دون أى قدرة على اتخاذ قرارات بسيطة.

الألم الأكبر كان عزلتها عن أهلها: «لم يكن يُسمح لى بالتواصل مع أهلى إلا من خلال المحامين الذين يزورون الأسيرات بشكل متباعد»، مشيرة إلى أن هناك أسيرات مكثن فى الاعتقال لمدة 10 أشهر، ولم يزرهُن المحامون سوى مرتين أو ثلاث، هذا الانقطاع الكامل عن الأهل كان يزيد من معاناة الأسرى النفسية.

ومن مفارقات القدر أن تدرس الشابة الفلسطينية علم النفس والاجتماع، وتتعرض للتنكيل النفسى فى سجون الاحتلال، فترى ما درسته واقعاً مريراً تعايشه كل يوم، «التجربة تركت آثاراً جسدية ونفسية متشابكة، تأثرت عظامى من البرودة». ترى «لانا» أن تجاوز تجربة الاعتقال وبناء حياة جديدة ليس أمراً سهلاً، خصوصاً أن الأسرى خرجوا من الاعتقال إلى واقع الحرب والضغوط النفسية العامة فى فلسطين، ومع ذلك عبرت عن الأمل فى التعافى التدريجى، بخاصة أنها خريجة كلية علم النفس والاجتماع، لكنها ترى أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة تحرير الأسيرات اتفاق الهدنة

إقرأ أيضاً:

مقاومة الجدار: قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية

قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان إن مصادقة ما يسمى بـ"كابينيت الاحتلال الإسرائيلي" على تسوية وإقامة 19 مستوطنة جديدة في أنحاء الضفة الغربية تعتبر خطوة أخرى في سباق إبادة الجغرافية الفلسطينية لصالح مشروع الاستيطان الاستيطاني، معتبرا أن هذا القرار بمثابة تصعيد خطير ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس نظام الضمّ والفصل العنصري والتهويد الكامل للأرض الفلسطينية.

وقال شعبان إن "هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة المستوطنين بزعامة نتنياهو وسموتريتش، الرامية إلى شرعنة البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستعمرات رسمية، بما يكرّس السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي الفلسطينية".

وأضاف أن القرار يشكل تحديا صارخا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 2334، ويدقّ ناقوس الخطر بشأن مستقبل الضفة الغربية التي تتعرض لعملية استعمار ممنهجة تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني وتحويل المدن والقرى إلى جيوب معزولة ومحاصرة.

وبين شعبان أن هذا القرار جاء في سياق تصاعدي واضح للمشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي، الذي يسير وفق خطة متكاملة تهدف إلى موضعة أكبر قدر ممكن من المستعمرات والتكتلات الاستعمارية في الجغرافية الفلسطينية بهدف الفصل الجغرافي وإخضاع الحياة الفلسطينية لمنطق الجنون الاستعماري، مؤكدا أن هذا الإعلان يضاف إلى سلسلة إعلانات كبيرة لحكومة الاحتلال في مسألة التقدم بجملة قرارات حول المستوطنات، ففي 23 آذار 2025، أعلن الاحتلال عن فصل 13 حيا استيطانياً عن مستوطنات كبرى واعتبارها مستعمرات مستقلة، في خطوة هدفت إلى منحها صلاحيات إدارية وأمنية منفصلة، وتوسيع مساحة السيطرة للمستعمرين في عمق الأرض الفلسطينية.

ثم أعقب ذلك في 29 أيار 2025 قرار آخر يقضي بتحويل 22 بؤرة استيطانية إلى مستوطنات

قائمة بذاتها، وهو ما شكّل آنذاك أخطر عملية "شرعنة" لمواقع استيطانية غير قانونية منذ عقود.

وبين أنه ومع مصادقة الكابينيت على إقامة وتسوية 19 مستوطنة جديدة، يتضح أن هذه القرارات ليست أحداثا منفصلة، بل محطات متتابعة في مشروع استعماري شامل يستهدف فرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية يسبق أي حل سياسي محتمل، ويؤكد أن حكومة الاحتلال الحالية تعمل وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى إنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا عبر توسيع المستعمرات وربطها بشبكات طرق استعمارية وأمنية تخدم فقط المستعمرين.

وأكد شعبان أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية كافة، ستواصل العمل القانوني والدبلوماسي والميداني لفضح جرائم الاستعمار الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، داعيا إلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة والدول الأطراف السامية في اتفاقيات جنيف لوقف هذا التمدد الخطير.

وشدد شعبان على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقه التاريخي فيها، ولن تُرهبَه مشاريع الاستعمار، مهما بلغت إجراءات الاحتلال من تطرف وعدوانية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: 12 ضحية وانهيار 13 منزلًا وأكثر من 27 ألف خيمة بسبب المنخفض الجوي داخلية غزة تصدر بياناً بشأن الأوضاع في القطاع خلال المنخفض جباليا النزلة: مخيمات غارقة وسيول تحاصر النازحين في كارثة إنسانية متفاقمة الأكثر قراءة استطلاع رأي: أغلبية إسرائيلية تؤيد العفو عن نتنياهو مستوطنون يقطعون خطوط ناقلة للمياه في الأغوار الشمالية يديعوت: نتنياهو يحاول إقناع ترمب أنه مضطهد لتكثيف جهود العفو عنه موعد قرعة كأس العالم 2026 بتوقيت الأردن والقنوات الناقلة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ياسمين عبد العزيز : لا أعرف القهر .. ومحبش الست الضعيفة
  • أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
  • وقفة لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين أمام مقر الإسكوا
  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: الأوضاع في غزة كارثية
  • الاحتلال يحكم بسجن أسير ويُجدد الاعتقال الإداري لآخرين
  • "مقاومة الجدار": قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
  • مقاومة الجدار: قرار إقامة المستوطنات حرب إبادة للجغرافية الفلسطينية
  • الاحتلال يصدر ويُجدد الاعتقال الإداري بحق 41 معتقلًا
  • لقطات تكشف سماح القسام لأسرى بالاحتفال بعيد يهودي (شاهد)
  • "الشعبية" تدين إعدام 110 أسرى منذ 2023 وتطالب بفتح تحقيق دولي بجرائم الاحتلال