الأسيرة الفلسطينية المحررة لانا فوالحة: خشيت نسيان ملامح أهلي من فرط القهر والتعذيب
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
«فى السجن كل شىء مشوه حتى صوت المطر لم يكن مفرحاً، إنما مروره من السياج أعطاه نغماً مشوهاً»، هكذا تحدثت لانا فوالحة عن تفاصيل مؤلمة مر بها جميع الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، مشاهد مؤلمة تثير الحزن والشجن، كلما تذكرها الأسرى المحررون، فلم يدع السجان الإسرائيلى أدوات تعذيب وتنكيل من ضرب وإهانة وتجويع بحق الضحايا، إلا واستعملها لتشويه وتدمير معنوياتهم طول الحياة.
تصف «لانا»، تفاصيل الحياة داخل سجنها، قائلة: «هناك كل شىء بارد وقاس وملىء بالانعزال حتى أصوات المطر التى كانت جميلة فى الخارج مشوهة بين الأسياج، رؤية القمر من خلف القضبان كانت تذكيراً بالحرية المسلوبة، وأصوات الأبواب التى تُفتح وتُغلق كانت جزءاً من المشاهد اليومية القاسية».
تتذكر «لانا» مشهد اعتقالها فى 27 نوفمبر أثناء عودتها من عملها إلى منزلها ليلاً، فمشاعر الخوف والعجز ملأت قلبها، عندما وجدت نفسها أمام قوة مدججة بالسلاح، لتبدأ بعدها سلسلة من الانتهاكات فى ظل البرد القارس، إذ تعمد الاحتلال مصادرة الأغطية والملابس للإمعان فى قهر الأسرى داخل السجن، شعرت «لانا» أن حريتها لم تكن مقيدة كأى أسير، بل كانت مقيدة داخل الأسر نفسه، حيث لم يُسمح لها بأبسط الأشياء مثل التحكم فى الضوء، كان عليها أن تتكيف مع الظروف المفروضة، حيث تنام عندما يُطفأ الضوء دون أى قدرة على اتخاذ قرارات بسيطة.
الألم الأكبر كان عزلتها عن أهلها: «لم يكن يُسمح لى بالتواصل مع أهلى إلا من خلال المحامين الذين يزورون الأسيرات بشكل متباعد»، مشيرة إلى أن هناك أسيرات مكثن فى الاعتقال لمدة 10 أشهر، ولم يزرهُن المحامون سوى مرتين أو ثلاث، هذا الانقطاع الكامل عن الأهل كان يزيد من معاناة الأسرى النفسية.
ومن مفارقات القدر أن تدرس الشابة الفلسطينية علم النفس والاجتماع، وتتعرض للتنكيل النفسى فى سجون الاحتلال، فترى ما درسته واقعاً مريراً تعايشه كل يوم، «التجربة تركت آثاراً جسدية ونفسية متشابكة، تأثرت عظامى من البرودة». ترى «لانا» أن تجاوز تجربة الاعتقال وبناء حياة جديدة ليس أمراً سهلاً، خصوصاً أن الأسرى خرجوا من الاعتقال إلى واقع الحرب والضغوط النفسية العامة فى فلسطين، ومع ذلك عبرت عن الأمل فى التعافى التدريجى، بخاصة أنها خريجة كلية علم النفس والاجتماع، لكنها ترى أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة تحرير الأسيرات اتفاق الهدنة
إقرأ أيضاً:
مركز حقوقي يوثّق شهادات مروّعة لأسرى محررون من سجون الاحتلال
#سواليف
عبر المركز الفلسطيني للدفاع عن #الأسرى عن قلقه البالغ إزاء ما يتعرّض له #الأسرى_الفلسطينيون في #سجون_الاحتلال الإسرائيلي من #انتهاكات_جسيمة تمسّ كرامتهم وحياتهم.
وقال المركز في بيان له، الاثنين: إن فريق التوثيق لديه تمكن من إجراء مقابلات مباشرة مع عدد من الأسرى الـ12 الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال يوم أمس الأحد، 8 يونيو/حزيران 2025، بعد شهور من الاعتقال التعسفي الذي رافقته انتهاكات جسيمة.
وأفرج الاحتلال أمس عن المعتقلين عند حاجز كيسوفيم (جنوب شرق قطاع غزة)، ونقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، لإخضاعهم للفحوص الطبية بعد ما تعرضوا له من تجويع وتعذيب جسدي ونفسي منهجي داخل سجون الاحتلال.
مقالات ذات صلة مستوطن يهاجم نتنياهو .. على ماذا تبتسم يا عديم الإحساس يا محتال يا فاشل 2025/06/09وتكشف الشهادات التي وثّقها المركز الحقوقي عن تعرض المعتقلين لظروف احتجاز لا إنسانية، من أبرزها:
التعذيب الجسدي والنفسي المتواصل، باستخدام أساليب محرّمة دوليًا. التجويع المتعمد والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة. الإهمال الطبي الممنهج، وخاصة للمصابين والجَرْحى، وتركهم دون علاج. الاحتجاز في مواقع عسكرية غير مخصصة لاحتجاز المدنيين، ولفترات طويلة دون تهمة أو محاكمة. الاعتداءات الجماعية داخل مراكز الاحتجاز، بما في ذلك الضرب والتعليق والتجريد من الملابس.وأكد عدد من المفرج عنهم لفريق المركز أنهم اعتُقلوا خلال الاجتياحات العسكرية لمناطقهم منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن بعضهم كان في حالة صحية حرجة عند الإفراج، بسبب ما تعرض له من تعذيب وسوء معاملة.
وحذّر المركز من استمرار سياسة الإخفاء القسري بحق آلاف الفلسطينيين المعتقلين من قطاع #غزة، والذين ترفض سلطات الاحتلال الكشف عن أماكن احتجازهم وظروفهم الصحية.
وأكد أن هذه الممارسات تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وترقى إلى #جرائم_حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إصدار تقرير مفصل عن حالة الأسرى المفرج عنهم وظروف احتجازهم.
كما طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.
ودعا محكمة الجنايات الدولية إلى إدراج هذه الجرائم ضمن تحقيقاتها الجارية بحق الاحتلال الإسرائيلي.