عالم أزهري: رحلة الإسراء والمعراج حدثت يقظة بعد رؤى منامية متعددة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن رحلة الإسراء والمعراج للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت يقظة، ولكن سبقها رؤى منامية متعددة، تهيئةً للنبي لتحمل هذا الحدث العظيم.
وأوضح الدكتور يسري جبر، في تصريح له، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى الإسراء والمعراج في منامه عدة مرات قبل أن تحدث يقظة، وهذا من رحمة الله به، حيث أعدّه الله نفسيًا وروحيًا لهذه الرحلة المباركة، مستشهدا بقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن لفظ "عبده" يشير إلى الروح والجسد معًا، مما يدل على أن الحدث وقع يقظة.
وأشار إلى أن بعض الروايات التي وردت حول كون الإسراء والمعراج منامًا قد تكون صحيحة ولكنها تسبق الحدث الحقيقي الذي وقع يقظة، موضحا أن الآية القرآنية: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس"، تدل على أن الرؤيا في هذه الحالة كانت بصيرة يقظة، لأن الرؤيا المنامية وحدها لا تثير جدلًا أو تعجبًا بين الناس، بعكس الرؤية اليقظة التي كانت سببًا في فتنة البعض وتصديق آخرين.
وأكد أن الإسراء والمعراج كانت من أعظم المعجزات التي شرف الله بها نبيه الكريم، لتكون اختبارًا وفتنة للناس، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم بفصاحته يوضح أبعاد هذا الحدث بشكل لا يقبل الشك.
المسلم يعرج ويتقرب إلى الله بهذا الأمر
ونوه بأن للمسلم نصيبًا من إسراء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتمثل في العبادة والصلاة، حيث قال الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
وأبان أن استخدام لفظ "عبده" في الآية بدلاً من "نبيه" أو "رسوله"، يشير إلى أن الإسراء والمعراج يمثلان تكريمًا لكل عباد الله المؤمنين، وليس حصرًا على النبي فقط، مضيفا أن عبودية الإنسان لله هي مفتاح هذا النصيب، حيث تتفاوت درجة العبودية بين الناس على قدر معرفتهم بالله.
وأشار إلى أن أعظم تجلٍ لهذه العبودية يتحقق أثناء الصلاة، حيث يبدأ المسلم رحلته الروحية نحو الله من خلال التوجه إلى المسجد الحرام، وقراءة القرآن، والركوع، والسجود، موضحا أن لحظة السجود تمثل أقرب ما يكون العبد من ربه، وهي نوع من المعراج الروحي الذي يتكرر في كل صلاة.
وبيّن أن هذه التجربة الروحية قد يدركها أولياء الله الصالحون بشكل أعمق من خلال صفاء النفس وكثرة الذكر، مضيفًا أن على المسلم الذي لا يشعر بهذه الحالة أن يتذكرها بعقله وقلبه أثناء الصلاة، لينال من بركة هذه المعاني العظيمة
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رحلة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج الإسراء المزيد الإسراء والمعراج إلى أن
إقرأ أيضاً:
القارئ أحمد نعينع ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: فقدت أخا حبيبا وصديقا عزيزا
نعى المقرئ الشيخ الدكتور أحمد نعينع، قارئ مسجد القصر الجمهوري، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، الذي وافته المنية فجر اليوم عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد رحلة علمية ودعوية حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن.
وقال نعينع في بيانه:" بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، تلقّيتُ ببالغِ الحزنِ والأسى نبأَ وفاةِ أخي الحبيب وصديقي القديم، العالِم الجليل، الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته".
عرفتُه منذ عشرات السنين، عرفته عن قرب، أخًا وصديقًا ورفيقًا و سافرنا معًا إلى بلادٍ كثيرة.
عرفتُه عالمًا ربانيًا، وصاحبَ خُلُقٍ رفيع، ووجهٍ بشوش، وهمةٍ في خدمة كتاب الله وسنّة نبيّه ﷺ، عاش عمره في ميدان الدعوة والعلم، يعلّم، ويُربّي، ويُذكّر بالله، لا يملّ ولا يكلّ، يجمع بين العلم والعمل، وبين التواضع والهيبة.
كان رحمه الله طيب المعشر، رقيق القلب، جمّ التواضع، واسع العلم، لا يضيق صدره بالنقاش، ولا يردّ سائلاً إلا بالرفق واللين.
لقد فقدتُ فيه أخًا عزيزًا وصاحبًا غاليًا، كانت بيننا مودة صادقة استمرت على مرّ السنين، فكان حضورُه دائمًا باعثًا على السكينة والطمأنينة.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.