الغزيّون ينصبون خيامهم على أنقاض بيوتهم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
الثورة /
لم يمنع حجم الدمار الهائل بمخيم جباليا الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم المدمرة والإقامة فوق أنقاضها منذ اليوم الأول لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري.
المواطنون عادوا على وجه السرعة ونصبوا خياما في عدد من أحياء المخيم شمال قطاع غزة، وأصروا على قضاء الليلة الأولى بعد وقف إطلاق النار في قلب المخيم.
ووفق ما قاله بعض العائدين ، فإن ذلك «يعكس إصرارا على الحياة، وتمسكا بالمخيم الذي يعتبر رمزا فلسطينيا يشير إلى حق العودة وقضية اللاجئين».
وقد حوّل الجيش الإسرائيلي جميع منازل المخيم إلى أكوام ركام، كما دمر البنية التحتية بالكامل على مدار أكثر من 3 شهور من عمليته العسكرية المكثفة التي بدأها بالشمال في 5 أكتوبر 2024 واستمر فيها حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ .
يقول الفلسطيني أيوب التلي من حي تل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا، إن إسرائيل دمرت منزل عائلته المكون من 4 طوابق وحولته إلى ركام.
ويضيف: «صدمة كبيرة شعرت بها عندما شاهدت المنزل وطريقة تدميره، يبدو أن الجيش حرقه قبل نسفه، وذلك يعني أننا لن نتمكن من انتشال أي مقتنيات منه».
ويتابع: «بعد ساعات طلبت من أبنائي البدء بتنظيف الركام حول المنزل وإيجاد مساحة لإقامة خيمة عليها، وبالفعل تم ذلك ونمت ليلة الاثنين فيها برفقة نجلي الأكبر بهاء».
ويلفت التلي إلى أن «أهالي مخيم جباليا يتميزون بقدرتهم على الصمود ومعاندة الجيش الإسرائيلي ورفضهم التهجير والخروج من أراضيهم».
ويتابع: «صحيح أن المصاب كبير والجرح عظيم، لكن نحن لا نستسلم لليأس أبداً ونصر على البقاء والتعمير منذ اليوم الأول».
ويقول: «لست أنا فقط من نصبت خيمة، هناك عشرات من أهالي مخيم جباليا نصبوا خيامهم وسكنوها رغم عدم وجود أي مقومات للحياة في المكان».
انعدام مقومات الحياة
ذات الأمر فعله الفلسطيني تامر حنونة، الذي أقام خيمة فوق ركام منزله المدمر في قلب المخيم، وأحضر زوجته وأبنائه للعيش فيها.
ويقول للأناضول: «نحن خلقنا لنعيش في المخيم، ولا نقبل الحياة بأي مكان آخر غيره مهما كانت المغريات»، إلى أن تتسنى عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها بفلسطين التاريخية عام 1948.
ويشير حنونة إلى أن لديه بديل ليسكن فيه بمدينة غزة، لكنه فضل الخيمة في مخيم جباليا الذي ولد وتربى وتزوج فيه.
ويضيف: «ارتباطنا بالمخيم هو ارتباط عميق وكبير، ولا يمكن أبداً أن نتخلَى عن الحياة فيه إلا لو متنا».
وبخصوص الوضع الإنساني في جباليا، قال حنونة: «لا يوجد أي شي ولا أي مقومات، لكن الفلسطيني عنيد ويصر على الحياة بكل الظروف».
ويزيد: «حجم الدمار في المخيم مهول جداً ولا يمكن لأي بشر تصوره، لا يوجد مبرر لكل هذا الدمار إلا أن الجيش الإسرائيلي تلقى ضربات موجعة فيه من أبنائه المقاومين».
ويتابع حنونة: «ستعود الحياة قريباً إلى مخيم جباليا، وأنا متأكد أن كل أهله سيعودون للعيش فيه حتى ولو بخيام على أنقاض منازلهم المدمرة».
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل صباح الأحد، بدأ النازحون الفلسطينيون في مختلف أنحاء القطاع العودة إلى منازلهم، باستثناء العودة من جنوبه إلى شماله حيث من المقرر أن تبدأ هذه الخطوة في سابع أيام الاتفاق.
وسبق للجيش الإسرائيلي القول في بيان: «إذا التزمت حماس بكافة تفاصيل الاتفاق فابتداء من الأسبوع المقبل سيتمكن سكان قطاع غزة من العودة إلى شمال القطاع وسيتم إصدار توجيهات بهذا الشأن».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأونروا: التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات الإنسانية يستهدف كل شيء
أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عدنان أبو حسنة إن التعنت الإسرائيلي في دخول المساعدات الإنسانية يستهدف كل شيء يتعلق بمناحي الحياة، ولا يزال هناك 100 صنف من المواد الغذائية وغيرها ممنوع دخولها للقطاع.
وأضاف أبو حسنة في مداخلة هاتفية لقناة (دي إم سي) «أن معدل الشاحنات التي تدخل إلى القطاع حاليًا هو أفضل مما كانت تدخل سابقًا ولكنها لا تلبي كل الاحتياجات داخل غزة، نظرًا لأن الاحتياج هائل وكبير».
وأوضح أن القطاع الطبي في غزة من أكثر القطاعات تضررًا ويعاني من انهيار كبير ولا يزال يعاني من المشاكل الكبيرة نتيجة لنقص الأدوية والمعدات والكوادر الطبية، منوهًا بأن المنخفض الجوي الذي تعرضت له البلاد في الأيام الماضية اجتاحت خلاله مياه الأمطار عشرات الآلاف من الخيام.
وتابع أن هذا المنخفض الجوي تسبب في أضرار واسعة بمناطق النزوح ومراكز الإيواء من شأنه أن يزيد من نسبة الأمراض الصدرية والمعوية في ظل انتشار سوء التغذية بصورة كبيرة في مختلف مناطق القطاع.
وأشار إلى أنه تم إدخال عشرات الآلاف من الخيام بعد وقف إطلاق النار إلا أن الاحتياج الفعلى يقدر بمئات الآلاف من الخيام لتغطية حجم الدمار والنزوح القائم.
وكانت «قافلة زاد العزة 93» قد انطلقت من مصر إلى قطاع غزة وتضم أكثر من 10 آلاف و500 طن من المساعدات الإنسانية تشمل 4800 طن سلال غذائية ودقيق و4200 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية، وتضم القافلة شاحنات تحمل 1500 طن مواد بترولية، وتأتي هذه الجهود في إطار الدعم الغذائي والإغاثي المقدم من مصر لأهالي غزة للتخفيف من معاناتهم.
اقرأ أيضاً«القاهرة الإخبارية»: هجوم إسرائيلي على أستراليا بعد حادثة إطلاق النار باحتفالات عيد الحانوكا
حماس فى ذكراها الـ38: غزة محاصرة والضفة تنزف والقدس تحت التهويد
مدير معهد فلسطين للأمن القومي: اغتيال رائد سعد يهدف لإرباك حماس ورفع معنويات الداخل الإسرائيلي