ثنائية المريخ… دراسة تكشف سر الكوكب الأحمر العملاق
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
يعتبر المريخ موطنا ربما لأعظم لغز في النظام الشمسي، وهو ما يسمى بالثنائية المريخية، والتي حيرت العلماء منذ اكتشافها في السبعينيات.
وتقبع المرتفعات الجنوبية للمريخ (التي تغطي حوالي ثلثي سطح الكوكب)، على مستوى يصل إلى 5 أو 6 كيلومترات أعلى من الأراضي المنخفضة الشمالية.
ولم يلاحظ العلماء في أي مكان آخر في النظام الشمسي، مثل هذا التباين الكبير والحاد على هذا النطاق.
وانقسم العلماء حول السبب، فيما إذا كان ذلك نتيجة لعوامل خارجية، مثل الاصطدام بكويكب ضخم بحجم القمر، أو عوامل داخلية، مثل تدفق الحرارة عبر باطن الكوكب المنصهر.
وفي بحث جديد نُشر في “جيوفيزيكال ريسيرش ليتيرز”، قام الباحثون بتحليل الزلازل المريخية التي تم اكتشافها بواسطة مركبة الهبوط “إنسايت”، التابعة لوكالة “ناسا”، والتي تقع بالقرب من الحدود الفاصلة بين جانبي الثنائية.
وكشفت دراسة كيفية انتقال اهتزازات الزلازل المريخية، عن أدلة على أن أصل الثنائية المريخية يكمن في أعماق الكوكب الأحمر.
ولا يشكل الارتفاع الفارق الوحيد بين جانبي التناقض المريخي، حيث تمتلئ المرتفعات الجنوبية، بالحفر وتنتشر عليها خطوط من الحمم البركانية المتجمدة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن سطح الأراضي المنخفضة الشمالية أملس ومسطح، وخالٍ تقريبًا من الندوب المرئية وغيرها من السمات المهمة.
ومن خلال القياسات الجيوفيزيائية والفلكية، نعلم أيضًا أن قشرة المريخ أكثر سمكًا بشكل ملحوظ تحت المرتفعات الجنوبية، وعلاوة على ذلك، فإن الصخور الجنوبية ممغنطة (مما يشير إلى أنها تعود إلى عصر قديم عندما كان المريخ يتمتع بحقل مغناطيسي)، في حين أن صخور الأراضي المنخفضة الشمالية ليست كذلك.
إقرأ أيضا.. دراسة تكشف وجود كميات مياه ضخمة في المريخ
وتم اكتشاف التناقض المريخي في سبعينيات القرن العشرين، عندما أظهرت الصور من مسبارات فايكنغ اختلافًا في الارتفاع وكثافة الحفر الناتجة عن الاصطدام.
ويمكن استخدام كثافة سطح الحفر (عدد الحفر لكل وحدة مساحة) لحساب عمر الصخور السطحية، فكلما كان السطح أقدم، زاد عدد الحفر، لذا يبدو أن المرتفعات الجنوبية أقدم من الأراضي المنخفضة الشمالية.
ويعتقد العلماء أيضًا أنه كان هناك ذات يوم محيط شاسع من الماء السائل على المريخ، ومن المرجح أنه كان في المنطقة نفسها التي توجد بها الأراضي المنخفضة الشمالية.
وكان أصل ثنائية المريخ لغزًا طويل الأمد في علم الكواكب. أي نوع من العمليات الطبيعية التدريجية أو العنيفة أو الظاهرة أو القوة الكونية أو الكارثة في المرحلة المبكرة من المريخ (نظرًا لعمر الصخور على السطح) يمكن أن يقدم إجابة عن هذا السؤال؟ ظهرت فرضيتان رئيسيتان.
الأولى هي ما يسمى بالفرضية الذاتية، وتزعم هذه النظرية أن الاختلاف في انتقال الحرارة من خلال ارتفاع المواد الأكثر دفئًا، وانخفاض المواد الأكثر برودة داخل وشاح المريخ، أدى إلى ازدواجية مرئية على سطحه.
الفرضية الثانية هي فرضية خارجية، والتي تنص على أن سبب الازدواجية يأتي من الفضاء، وهذا يعني التأثير الكارثي لجسم واحد بحجم القمر أو عدة أجسام أصغر حجمًا، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل سطح الكوكب.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المرتفعات الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والمبرمجون.. دراسة تكشف "نتائج صادمة"
كشفت دراسة جديدة أنه على عكس الاعتقاد الشائع، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الأحدث تسبب في إبطاء مطوري البرمجيات أصحاب الخبرة خلال تعاملهم مع أكواد البرمجة الأساسية التي يعرفونها جيدا، بدلا من أن يزيد من سرعة عملهم.
وأجرت منظمة (ميتر) غير الربحية المتخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي دراسة متعمقة على مجموعة من المطورين المحنكين، في وقت سابق من العام الجاري، أثناء استخدامهم (كيرسر)، وهو مساعد برمجة شهير يعمل بالذكاء الاصطناعي، لمساعدتهم على إكمال المهام في مشاريع مفتوحة المصدر مألوفة لديهم.
وقبل الدراسة، كان المطورون الذين يستخدمون أكوادا مفتوحة المصدر يعتقدون أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسرع من إنجازهم للمهام، وقدروا أنه سيقلل من الوقت اللازم لإنجاز المهام بنسبة 24 بالمئة.
وحتى بعد إكمال المهام باستخدام الذكاء الاصطناعي، اعتقد المطورون أنهم قللوا الوقت اللازم لإنجاز المهام بنسبة 20 بالمئة.
لكن الدراسة وجدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي أدى إلى عكس ذلك، فقد زاد من الوقت اللازم لإنجاز المهام بنسبة 19 بالمئة.
وقال المؤلفان الرئيسيان للدراسة جويل بيكر ونيت راش إنهما صدما بالنتائج.
وتتناقض النتائج مع الاعتقاد السائد بأن الذكاء الاصطناعي يجعل المهندسين البشريين أصحاب الخبرة المرتفعة أكثر إنتاجية بكثير.
وأظهرت الدراسة أن الاعتقادات السائدة لا تنطبق على جميع سيناريوهات تطوير البرمجيات، وعلى وجه الخصوص، أظهرت هذه الدراسة أن المطورين المحنكين المطلعين على أكواد البرمجة الأساسية شهدوا تباطؤا في إنجاز المهام.
وينبع التباطؤ من حاجة المطورين إلى قضاء بعض الوقت في مراجعة وتصحيح ما تقترحه نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقال بيكر: "عندما شاهدنا مقاطع الفيديو، وجدنا أن نماذج الذكاء الاصطناعي قدمت بعض الاقتراحات حول عملها، وكانت الاقتراحات في كثير من الأحيان صحيحة من حيث توجهها، لكن ليس بالضبط ما هو مطلوب".
وذكر المؤلفان أنهما لا يتوقعان أن يحدث التباطؤ نفسه في سيناريوهات أخرى، مثل المهندسين المبتدئين أو الذين يعملون على أكواد برمجة أساسية ليسوا على دراية بها.