غزة تتجهز لاستقبال أبنائها.. تفاصيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
يستعد مئات آلاف النازحين الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم ومناطقهم التي هجروا منها قسرا شمال قطاع غزة، في إطار تطبيق تفاصيل وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وشكل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وعودة النازحين في اليوم السابع من بدء سريانه، بارقة أمل بعودة لم شمل عائلات تقطعت أوصالها وأذاب الشوق قلوبها منذ عامٍ وخمسة أشهر من البعد والحرمان.
وبدأت الاستعدادت في مدينة غزة لاستقبال النازحين العائدين، حيث شرعت البلديات بفتح الشوارع المغلقة بأنقاض المنازل المدمرة، فيما شرعت مؤسسات ومبادرات دولية ومحلية بإقامة مخيمات مؤقتة لاستقبال النازحين فيها، خصوصا أن معظم هؤلاء فقدوا منازلهم بفعل شدة التدمير الذي حل بغزة.
عقبة نتنياهو
أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه إنه لن يتم السماح بعودة السكان من جنوب غزة إلى شمالها، قبل الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود.
وجاء إعلان مكتب نتنياهو، بعد تسلم الجانب الإسرائيلي للمجندات الأربعة ظهر السبت، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات.
وكان نتنياهو طالب بالإفراج عن أربيل يهود بالاسم خلال عملية التبادل اليوم السبت، لكن كتائب "القسام" فاجأته بإعلان أسماء 4 مجندات، ليس من بينهن يهود، وهي مستوطنة وليست مجندة.
وتسبب إعلان "القسام" بضغط كبير على نتنياهو، إذ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه لن يجرؤ على رفض الأسماء التي وضعتها "حماس" لا يصطدم بمواجهة مع عائلاتهم.
وقال مصدر قيادي في حماس للجزيرة: "أبلغنا الوسطاء ان أربيل يهودا على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل"، وهذا من شأنه أن يسحب الذرائع من حكومة الاحتلال، ويمنعها من الإخلال بالاتفاق.
"نعد الثواني والدقائق"
وقال نازحون في جنوب قطاع غزة في تصريحات منفصلة لـ"عربي21" إنهم يعدون الثواني والدقائق، إيذانا ببدء العودة إلى منازلهم وأحيائهم التي هجروا منها قسرا مع بداية الحرب الوحشية على قطاع غزة.
وأكد العديد منهم أنهم يتجهزون للإنطلاق نحو شمال القطاع فور الإعلان عن بدء تحرك النازحين، مشيرين إلى أن هذه العودة، أفشلت كل مخططات التهجير وأثبتت أن الفلسطينيين لا يتركون أرضهم في كل الظروف، وتحت كل أنواع الضغط والمجازر والجرائم التي يتعرضون لها.
وشدد هؤلاء على أنهم سيضعون خياما على أنقاض منازلهم المدمرة، وأنهم سيعودون إلى أحيائهم وحاراتهم رغم شدة الدمار الذي حل بها بفعل آلة التخريب الإسرائيلية.
تفاصيل العودة
وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، يُسمح بعودة النازحين جنوبي القطاع إلى شماله سيرًا على الأقدام عبر شارع الرشيد (البحر) بدون تفتيش في اليوم السابع، والذي يوافق اليوم السبت، كما يُسمح في نفس اليوم بالعودة بالمركبات عبر شارع صلاح الدين مع تفتيش تحت إشراف مصري قطري.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي بيانا على تفاصيل العودة حصلت "عربي21" عن نسخة منه جاء فيه:
يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال من شارع الرشيد – البحر (مشياً على الأقدام فقط، وليس بالمركبات والسيارات)، ويبدأ ذلك من صباح يوم الأحد القادم 26 كانون/ يناير.
يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال وذلك من خلال مفترق الشهداء "نتساريم" - شارع صلاح الدين (بالمركبات والسيارات فقط، وليس مشياً على الأقدام)، ويبدأ ذلك من صباح يوم الأحد القادم 26 يناير 2025م، وسيكون هناك تفتيش عبر (جهاز X-RAY) لجميع المركبات بأصنافها.
في اليوم الثاني والعشرين (22) للاتفاق يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال وبالعكس (مشياً على الأقدام أيضاً من خلال مفترق الشهداء "نتساريم" شارع صلاح الدين إضافة إلى استمرار حركة المواطنين من شارع الرشيد - البحر)، ويكون ذلك من يوم السبت 8 شباط/ فبراير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطينيين غزة الاحتلال الدمار فلسطين غزة الاحتلال الدمار عودة النازحين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الأقدام
إقرأ أيضاً:
تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي
أحمد شعبان، الاتحاد (غزة)
أخبار ذات صلةحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا»، أمس، من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والتي يواجهها مئات الآلاف من النازحين لا سيما في المخيمات والمناطق من جراء اشتداد المنخفض الجوي الذي يشهده القطاع وما يرافقه من هطول غزير للأمطار.
وقالت الوكالة في بيان صحفي: إن «غمر المياه الشوارع وتسربها إلى خيام النازحين فاقم من سوء الأوضاع»، لافتةً إلى أن انخفاض درجات الحرارة والاكتظاظ الشديد ونقص النظافة تزيد من احتمالات انتشار الأمراض خصوصاً بين الأطفال.
وأكدت أن تفاقم المعاناة يمكن تجنبها من خلال السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق بما في ذلك الإمدادات الطبية ومواد الإيواء اللازمة التي تمكن الأسر من مواجهة ظروف الشتاء بسلام وكرامة.
وانهارت أمس 3 مبان، بمناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة، وأفاد شهود عيان بأن الانهيارات طالت 3 مبانٍ غربي مدينة غزة.
وأوضح الشهود أن هذه المباني كانت تؤوي عدداً من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها لعدم توفر بدائل سكنية، فيما لم يتبين تسجيل إصابات.
وحذر جهاز الدفاع المدني في بيان، من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وما يجلبه من أمطار تؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت بفعل القصف.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، تلقى جهاز الدفاع المدني بغزة أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم بفعل المنخفض العاصف.
ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر أمس الأول، غرقت آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية العاصفة إلى مساء اليوم الجمعة.
ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعاً مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
كما أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، أمس، وفاة رضيعة في مدينة خان يونس جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار.
وقال البرش: «وفاة الرضيعة رهف أبو جزر بخان يونس جنوبي القطاع جراء البرد وغرق خيمتها بمياه الأمطار».
الإعلان جاء في وقت تداول فيه ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حالة وفاة لرضيعة في خان يونس، قالوا إنها توفيت بسبب البرد.
وشدد محللون فلسطينيون على أن الوضع الإنساني في القطاع يشهد تدهوراً متسارعاً، في ظل نقص المساعدات وتعثر وصول الإمدادات الإغاثية، موضحين أن إسرائيل تسمح فقط بدخول نحو 30% من حجم المساعدات المتفق عليها ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار.
وأشار هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن السلطات الإسرائيلية تُعرقل عمل المنظمات الإنسانية داخل القطاع، مما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات من جميع المعابر.
وأوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أنه رغم توقف الحرب، فإن الوضع الإنساني في غزة لم يتحسن، ولا يزال السكان يعانون نقصاً كبيراً في المواد الغذائية، التي تدخل القطاع بكميات قليلة للغاية وتُباع بأسعار كبيرة لا يستطيع الشخص العادي تحملها، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية بصورة غير مسبوقة.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن إسرائيل لا تلتزم بإدخال المساعدات الإنسانية، إذ إنها تسمح بدخول نحو 30% فقط من الكمية المتفق عليها ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار، إضافة إلى استمرار عمليات القتل بشكل يومي، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار الأمني والنفسي ويلقي بظلاله الثقيلة على الأسر الفلسطينية.
وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية والمنازل أدى إلى معاناة كبيرة لآلاف النازحين، الذين يبحثون عن مأوى يقيهم برد الشتاء القارس، خاصة بعد التدمير الكلي لنحو 85% من منازل غزة، في حين دُمّر 15% جزئياً ولا يمكن العودة إليها، خصوصاً في خان يونس ورفح، مما يزيد الوضع الإنساني تعقيداً.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، زيد الأيوبي، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي وغير مسبوق في تاريخ المنطقة، وهناك مجاعة حقيقية نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع دخول الغذاء بالكميات اللازمة، إضافة إلى نقص المواد الطبية وغالبية الاحتياجات الأساسية.
ودعا الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لإجبار إسرائيل على السماح بدخول المساعدات من جميع المعابر، خصوصاً معبر رفح الذي تمنع إسرائيل دخول الإمدادات منه، وحتى حين تسمح ببعضها، فهي لا تكفي لسد الرمق.