رجل أعمال بريطاني يدعو لفرض ضرائب أكبر على الأثرياء.. لماذا؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
طالب رجل الأعمال البريطاني ديل فينس، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، بفرض ضرائب أكبر على أثرياء العالم للتصدي للثراء الفاحش وتحقيق العدالة الاجتماعية والحد من تأثير المليارديرات على الحكومات ووسائل الإعلام.
ويقول رجل الأعمال البريطاني -وهو أحد أبرز المستثمرين في الطاقات البديلة- إنه وقّع إلى جانب أكثر من 370 مليونيرا من 22 دولة، رسالة تدعو قادة دول العالم إلى فرض ضرائب على أصحاب الثروات الطائلة بهدف مواجهة تبعات الثراء الفاحش.
وقال إنه تم تسليم هذه الرسالة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي حضره أكثر من 60 من رؤساء الدول والحكومات من بينهم دونالد ترامب الذي شارك عبر الإنترنت بعد أيام من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
الثراء الفاحش وتأثيره على المصلحة العامةأوضح الكاتب أن السبب في توقيعه على هذه الرسالة هو أنه لاحظ على مدار الأسابيع الماضية حجم التأثير الذي مارسه أثرياء الولايات المتحدة على وسائل الإعلام والمشهد السياسي في المملكة المتحدة.
وذكر الكاتب أن أبرز هذه الشخصيات هو إيلون ماسك الذي ضخ ربع مليار دولار في حملة ترامب الانتخابية، وزادت ثروته الإجمالية خلال الفترة الماضية بمقدار 170 مليار دولار، وقد قرر الآن تحويل اهتمامه من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة.
إعلانونشر ماسك عبر حسابه الشخصي على "إكس" سلسلة من المنشورات التي تناولت مواضيع متعددة تتعلق بالمملكة المتحدة، مثل علاقته المتقلبة مع اليميني نايجل فاراج زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، واستطلاع رأي حول إمكانية "تحرير" المملكة المتحدة من حكومتها الاستبدادية.
وحسب الكاتب، من المتوقع أن يسهم ماسك مع مجموعة من المليارديرات في التبرع بمبالغ ضخمة لحزب "إصلاح المملكة المتحدة"، وهو أمر قانوني إذا تم عبر شركاته في المملكة المتحدة.
وأوضح أن ماسك يطمح أيضا إلى امتلاك نادي ليفربول لكرة القدم، وفقا لما ذكره والده، كما أن تقارير إعلامية تشير إلى احتمال انضمام تيك توك قريبا إلى إمبراطورية ماسك الرقمية.
واعتبر الكاتب أن مارك زوكربيرغ، الذي أعلن مؤخرا رفع بعض القيود على المنشورات في منصات ميتا المختلفة، مدعيا الدفاع عن "حرية التعبير"، يدافع في حقيقة الأمر عن "حرية الكذب"، وفق تعبيره.
ويرى الكاتب أن ما نشهده حاليا هو ظاهرة جديدة تتمثل في تسامح الدول مع أصحاب الثروات الفاحشة العابرين للحدود، وعدم وجود أي رقابة على أنشطتهم، مضيفا أن تركيز الثروة والسلطة أصبح يشكل تهديدا واضحا للديمقراطية.
ذكر الكاتب أن ثروة المليارديرات قد ارتفعت بمقدار تريليوني دولار في العام الماضي، وهو ما يعادل حوالي 5.7 مليارات دولار يوميا، بمعدل أسرع 3 مرات من العام الذي قبله.
وأكد أن هذا النمو في الثروة يتزامن مع استقرار في عدد الفقراء عالميا منذ عام 1990، مما يعكس التفاوت المتزايد بين الأغنياء وبقية فئات المجتمع.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الأرقام تمثل تحذيرا واضحا من تبعات اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مضيفا أن استثمار الأثرياء في السياسة ووسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي يهدد الديمقراطية ومستقبل البشرية ككل.
إعلانوشدد الكاتب على ضرورة التحرك للحد من تأثير المال في السياسة ووسائل الإعلام، وإصلاح ملكية وسائل الإعلام، وفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن تمويل الأحزاب السياسية يجب أن يكون علنيا للحد من تأثير المانحين في المشهد السياسي، وقال إنه كرجل أعمال ثري ومانح سياسي لا يرى أي حرج أو تناقض في المطالبة بأن يدفع المليونيرات ضرائب كبرى.
واعتبر أن مصلحة الدول الحقيقية تكمن في الاستثمار في القوى العاملة، والبنية التحتية المستدامة، والأنظمة القانونية المستقرة، والبنية الصحية المتطورة، وضمان الفرص للجميع، وليس فقط لقلة من الأغنياء.
وختم الكاتب بأنه من العدل أن يدفع الأثرياء، وهم أكبر المستفيدين من النمو الاقتصادي، حصة من الضرائب توازي ما يجنونه من أرباح.
يشار إلى أن دراسة نشرتها منظمة أوكسفام التنموية الاثنين الماضي كشفت أن عدد المليارديرات في العالم بلغ 2769 مليارديرا في عام 2024، بزيادة قدرها 204 مليارديرات مقارنة بالعام السابق.
وفي الوقت نفسه، ظل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي ثابتا، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع.
وتوقعت أوكسفام أنه سيكون هناك ما لا يقل عن 5 أشخاص في أنحاء العالم ممن ستبلغ ثرواتهم تريليون دولار بعد 10 سنوات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المملکة المتحدة الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: سنستخدم الهدنة للوصول أكبر عدد ممكن من سكان غزة
قالت الأمم المتحدة إنها ستحاول الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص الذين يتضورون جوعًا في غزة بعد إعلان كيان الاحتلال الإسرائيلي أنها ستوفر ممرات آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمر بفعل الحرب.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن لديه ما يكفي من المواد الغذائية في القطاع أو في طريقها إليه لإطعام سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة 3 أشهر تقريبًا.
أخبار متعلقة بسبب تأخر المساعدات.. 63 وفاة من الجوع في غزة خلال شهر يوليو3 مطالب جريئة للأمم المتحدة ضد الاحتلال الإسرائيليوقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر في منشور على إكس: "نحن على اتصال بفرقنا على الأرض، وسنبذل كل ما في وسعنا للوصول إلى أكبر عدد من الناس الذين يتضورون جوعًا".ثلث سكان غزة لا يأكلون أيامًاوذكر برنامج الأغذية العالمي إن الهدن والممرات الآمنة يفترض أن تسمح بتسليم المواد الغذائية العاجلة بشكل آمن.
وقال في بيان، إن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء".
وأضاف أن ثلث سكان غزة لا يأكلون أيامًا، وأن 470 ألف شخص في القطاع يواجهون ظروفًا أشبه بالمجاعة تتسبب في وفيات.
وأكد البرنامج الحاجة إلى أكثر من 62 ألف طن من المساعدات الغذائية شهريًا لإطعام كل سكان غزة.
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: "يمتلك ما يكفي من الغذاء في المنطقة، أو في طريقه إليها، لإطعام جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر تقريبًا"، مضيفًا أن فرقه "سلمت 350 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية إلى غزة الأسبوع الماضي".#اليوم | @WFP_Arabic https://t.co/vGugc9KoZR— صحيفة اليوم (@alyaum) July 27, 2025
ولفت إلى أنه إضافة إلى الإعلان الأحد عن "هدنة"، تعهدت إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى قطاع غزة مع تسريع إجراءات التصاريح، و"ضمانات بعدم وجود قوات مسلحة أو إطلاق نار قرب القوافل".
وأضاف: "معًا، نأمل أن تسمح هذه الإجراءات بزيادة المساعدات الغذائية العاجلة للوصول إلى المحتاجين دون مزيد من التأخير".إلزام الاحتلال بضمان توفير الغذاءوقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة في غزة، ملزمة ضمان توفير ما يكفي من الغذاء للسكان.
وذكر في بيان أن "الأطفال يتضورون جوعًا ويموتون أمام أعيننا، غزة مشهد بائس من الهجمات القاتلة والدمار الشامل".
وانتقد "مؤسسة غزة الإنسانية"، الهيئة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والتي بدأت في أواخر مايو توزيع المواد الغذائية بعد منع عمليات التوزيع التي تنظمها الأمم المتحدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 63 وفاة في غزة خلال شهر يوليو بسبب الجوع - وفا
وقال تورك إن مواقع التوزيع "الفوضوية والمُعسكرة" التابعة للمؤسسة "تفشل تمامًا في إيصال المساعدات الإنسانية بالنطاق والحجم المطلوبين".
وبحسب مكتبه، فقد قُتل أكثر من 1000 فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ بدء عمليات المؤسسة، نحو ثلاثة أرباعهم في محيط مواقعها.وضع كارثي يتدهور بسرعةوأعلن مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي يوم الجمعة على تطبيق إكس، أن "تجويع سكان غزة يجب أن ينتهي الآن".
وأضاف "نقف مع زملائنا في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات الضرورية والمنقذة للحياة لمئات الآف المعرضين لخطر الموت".
" #العالم_الإسلامي" تشيد بموقف #المملكة الدؤوب والمساند للقضية الفلسطينية#اليوم https://t.co/saoELkUWvH— صحيفة اليوم (@alyaum) July 27, 2025
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الذي يرأسه فليتشر، من أن الوضع في غزة "كارثي ويتدهور بسرعة".
وأشار إلى أن أزمة الجوع تتفاقم، وأن سوء التغذية يزيد مخاطر تفشي الأمراض، وأن العواقب قد تصبح مميتة بسرعة.
وأكد أن فرق الأمم المتحدة مستعدة لتكثيف عمليات تسليم المساعدات إلى قطاع غزة ما إن يُسمح لها بذلك.
وأضاف: "إذا فتحت إسرائيل المعابر وسمحت بدخول الوقود والمعدات، وسمحت للطواقم الإنسانية بالعمل بأمان، فإن الأمم المتحدة ستسرع تسليم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه النظيفة ومعالجة النفايات والإمدادات الغذائية ومواد الإيواء".