صحيفة الجزيرة:
2025-12-14@10:08:52 GMT

العمارة القديمة بنجران.. تراث معماري فريد

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

في رحلة تطور العمارة بمنطقة نجران، التي كانت تقوم بسواعد أبنائها من البنائين بالوسائل اليدوية والمواد المحلية، وأصبحت سردًا مبهجًا عن رحلة تكرّم الماضي، وتتطلع إلى المستقبل انطلاقًا من رؤية 2030، التي تسعى للحفاظ على التراث في مختلف مجالاته ومنها التراث المعماري الأصيل على مر العصور، حيث يلتقي التراث مع الحداثة مع انبثاق مشاريع مدن المستقبل كـ “نيوم”، و”القدية”، التي تتميز بالاستدامة وتدمج التكنولوجيا مع الطبيعة لتُوجد بيئة مستقبلية فريدة.


التراث المعماري بمنطقة نجران, لا زال يحتفظ بطابعه الفريد والمتنوع في شكله ومسمياته وطريقة بنائه، إذ تُمثل “البيوت الطينية” جزءًا أصيلًا بكل ما يحتويه من حلول معمارية تجسد الظروف البيئية المحلية، بداية من التصاميم الإنشائية التي تنسجم مع احتياج الفرد والمجتمع من حيث العادات والتقاليد الضاربة في أعماق التاريخ، تضاف إلى المخزون التراثي المتراكم طيلة الفترات الزمنية السابقة، حيث تعد مدينة نجران القديمة أحد أهم المكونات التراثية المعمارية الثقافية على مستوى شبه الجزيرة العربية بما تحتويه من مناطق أثرية تضم القلاع والقصور والبيوت التقليدية، التي تشكل إرثًا تاريخيًا يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون.
وأوضح لهيئة “وكالة الأنباء السعودية ” الأستاذ المساعد في التصميم الحضري بكلية الهندسة بجامعة نجران الدكتور عبدالرحمن المجادعة: أن بناء البيت التقليدي بنجران يغلب عليه البناء الرأسي على التوسع الأفقي، إذ لا تتجاوز مساحة البناء 100 متر مربع، حيث يخصص المتبقي من الأرض مساحات مفتوحة للمواشي في أثناء النهار، ومخازن للغلال، ومساحات للمعيشة في فصل الصيف، وقد اتسمت البيوت الطينية القديمة بالبساطة والجمال والتناسق، وتم بناؤها وفق سياق حضري مختلف عن المدن الإسلامية القديمة، التي كان يتم بناؤها كوحدة مترابطة مكونة من أجزاء أساسية وهي: (المسجد، والسوق، وقصر الحكم، والمساكن)، فيما جاءت مدينة نجران القديمة بسياق مختلف مكون من عدد من التجمعات السكنية تجمعها معايير اجتماعية، وتقع وسط المزارع، بدون أسوار للحماية، وذلك نتيجة شعورهم بالأمن والاستقرار والتماسك الاجتماعي.
وأضاف المجادعة، أن أنماط البيوت التقليدية النجرانية، تتكون من خمسة أنماط، وهي: “القصبة”، و”الدرب”، و”المُشولقْ”، و”المربع”، و “المقدمْ”، حيث ينتشر نمط بيوت “القصبة” عادة في وسط القرى، ويستفاد منها في مراقبة الحقول الزراعية، إذ يتصف شكلها بالدائرة المتكونة من قاعدة كبيرة، تضيق كلما ارتفع البناء، وكذلك يطلق عليها اسم الأبراج، لأنها تشبه أبراج الحراسة، فيما يمتاز “المُشولقْ” بغرف تطل جميعها على المدخل الرئيس، ولها فتحات صغيرة، ويأخذ البيت إما شكل حرف U أو L، ويتكون من دورين أو ثلاثة أدوار، وأكثر أنماط البيوت القديمة انتشارًا هو نمط البيت الدرب، وله سبعة أدوار، فيما تتراوح طوابق البيوت ذات النمط المربع بين طابق وثلاثة طوابق، وكان نمط البيت “المقدم” يراعي الإمكانات الأقل، إذ يتكون من طابق واحد وسطح.
كما أكد دور العناصر الزخرفية في إضفاء الجمال وتزين البيوت التقليدية في المنطقة، إذ تُجمّل الأحزمة الأفقية الحافة العليا للمباني، ويصل عرضها إلى 80 سم، إضافةً إلى احتواء بعضها على أقواس مفرغة، فيما تؤطر النوافذ والأبواب باللون الأبيض لمادة الجبس أو الجص، كما أن الطريقة التي توزع فيها النوافذ تصنع إيقاعًا منتظمًا في شكل المبنى الخارجي، وتتخذ المباني عامة لونًا يمثل طبيعة المواد المستعملة في أثناء البناء، كالخشب والجبس الأبيض والطين.
بدوره أوضح أحد المهتمين والعاملين في ترميم البيوت الطينية بنجران، ناصر عيران، أن الإقبال من الأهالي على ترميم بيوتهم الطينية في تزايد مستمر نظير حرصهم على تراثهم المادي وما تضفيه من جمال على القرى والمزارع المحيطة بها، وكذلك لصغر مساحة الأرض التي يقع عليها بيت الطين فلا يكون هناك جدوى من التقسيم بين الورثة، فيكون إعادة ترميمها والمحافظة عليه هو الخيار الأنسب، مع الاستفادة من خدمات هيئة التراث الخاصة بتوثيق موارد التراث العمراني في سجل وطني يشمل حصر الآثار، ومواقع التراث العمراني في عموم مناطق المملكة، وتوثيقها ميدانيًا ورقميًا، لتكون ضمن الذاكرة التاريخية، وواجهة بصرية للمكان والطبيعة، وإتاحة معلوماتها للباحثين والمختصين؛ للاطلاع عليها بيسرٍ وسهولة.
وتحدث عن طريقة بناء البيوت الطينية القديمة من الطين والحجارة، وتسمى المرحلة الأولى بـ”الوثر”، يتبعها وضع صف أفقي من الحجارة يُعرف باسم “المدماك” الأول، ويستغرق في الشتاء من يومين لثلاثة أيام حتى يجف، بينما في فصل الصيف يوم واحد، ويليه وضع المدماك الثاني حتى يُشيد البناء، بينما يُبنى السقف من خشب أساسه جذع النخيل وسعفه، والأثل أو السدر، ويمر السقف بعملية تلييس بالطين من الأسفل، تُسمى بــ”الصماخ”، ويُنتظر حتى 15 يومًا قبل استخدام الجير الأبيض ويطلق على العملية اسم “القضاض”، تليها مرحلة الدرج والتلييس بالطين، وتسمى بالتعسيف.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

مدفأة قاتلة في البيوت الأردنية: 9 وفيات وتحذير عاجل من الأمن العام

حذّرت مديرية الأمن العام في الأردن المواطنين الذين يملكون المدفأة المعروفة تجارياً باسم “الشموسة” من الاستمرار في استخدامها، داعية إلى إيقاف تشغيلها فوراً وعدم إشعالها داخل المنازل تحت أي ظرف، بعد تسجيل حالات اختناق مميتة خلال الساعات الماضية.

وأكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن هذا التحذير بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن جميع حالات الاختناق التي وقعت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ارتبطت باستخدام النوع ذاته من المدافئ.

وشهد الأردن تسجيل تسع حالات وفاة اختناق خلال 24 ساعة فقط، تعود لعائلتين في لواء الهاشمية بمحافظة الزرقاء، نتيجة استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الناجم عن عدم الاحتراق الكامل للغاز في مدفأة “الشموسة”.

وأوضح الناطق الإعلامي أن الجهات المختصة باشرت بفحص عينات من مختلف أنواع هذه المدافئ، على أن يتم الإعلان عن النتائج فور انتهاء الفحوصات المخبرية. كما أشار إلى أن فرقاً مشتركة بدأت بحصر هذه المدافئ داخل المحال التجارية والمصانع التي تقوم بتصنيعها، تمهيداً لمنع بيعها إلى حين صدور النتائج النهائية.

وتُسوَّق مدفأة “الشموسة” على أنها وسيلة تدفئة اقتصادية قادرة على العمل لفترات طويلة باستخدام أسطوانة غاز واحدة، إلا أنها متهمة بعدم تحقيق احتراق كامل للغاز، ما يزيد من خطر تسرب غاز أول أكسيد الكربون داخل الأماكن المغلقة.

وأظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها مديرية الأمن العام أن هذا النوع من المدافئ كان القاسم المشترك في الحادثتين المميتتين، وأن سبب الوفاة في جميع الحالات هو الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند مدفأة قاتلة في البيوت الأردنية: 9 وفيات وتحذير عاجل من الأمن العام ترامب يشعل الداخل الكولومبي: جماعة مسلحة تحظر التجول في معاقل الكوكايين نهاية مهمة أممية تاريخية في العراق… ماذا بعد مغادرة "يونامي"؟ مسيّرات الموت فوق الأبيض: قتلى وجرحى وتصعيد خطير في كردفان بين الدعم والاحتقان: هل تشعل أسعار البنزين احتجاجات جديدة في إيران؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًبريطانيا ترد.. أوروبا قوية وسنبقى خلف أوكرانيا

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: سعاد العامري قدّمت إسهامات رائدة في الحفاظ على التراث المعماري الفلسطيني
  • محمد بن راشد يهنئ سعاد العامري من فلسطين لفوزها بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم
  • ميدان سباقات الخيل بنجران يُنظّم اليوم حفل سباقه الـ12 للموسم الحالي
  • الخيمة التراثية بنجران تسهم في نقل الموروث الثقافي بين الأجيال
  • مدفأة قاتلة في البيوت الأردنية: 9 وفيات وتحذير عاجل من الأمن العام
  • أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة.. اكتشاف بقايا معبد أثري فريد من عصر الأسرة الخامسة بالجيزة
  • وزير السياحة والآثار يشارك في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الحضارات القديمة بالعاصمة اليونانية أثينا
  • وزير البلديات والإسكان يطلع على المشاريع والخدمات البلديَّة بنجران
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • الكشري المصري.. كيف تحول من وجبة شعبية إلى تراث عالمي؟