موجة عالمية نحو التشدد.. منهج الرئيس الأمريكى ينعش القوى المحافظة فى العالم.. نهج ترامب غير المنضبط يغرى القادة الأوروبيين بتبني سياسات أكثر حدة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع شروع الرئيس دونالد ترامب فى ولايته الثانية، أصبحت زعامته منارة للحركات الشعبوية المحافظة فى جميع أنحاء العالم. وقد لاقى موقفه المتشدد بشأن الهجرة والقيم التقليدية والتشكك تجاه المؤسسات العالمية صدى لدى الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة فى جميع أنحاء أوروبا. وفى حين تشترك هذه الأحزاب فى موضوعات شاملة، فإن خطابها وسياساتها ونهجها قد يختلف حسب طبيعة كل دولة.
المشهد الشعبوى
من حزب "البديل من أجل ألمانيا" فى ألمانيا إلى "إخوة إيطاليا" فى إيطاليا، و"التجمع الوطني" فى فرنسا، وحزب "الحرية" فى النمسا، تكتسب الحركات الشعبوية المحافظة أرضية. وتدافع العديد من هذه الأحزاب عن السياسات القومية، وتتحدى المعايير الديمقراطية الليبرالية، وتعارض الهجرة. ومع ذلك، فإنها تختلف فى مستوى التطرف والدرجة التى تتبنى بها الميول الاستبدادية.
على سبيل المثال، ناضل حزب البديل من أجل ألمانيا للتخلص من ارتباطه بخطاب الحقبة النازية، فى حين خففت جورجيا ميلونى فى إيطاليا من مواقفها بعد صعودها إلى السلطة. وفى النمسا، تبنى حزب الحرية هويته اليمينية المتشددة بالكامل، مستخدمًا شعارات تذكرنا بالدعاية النازية لحشد الدعم.
ردود الفعل
يتميز خطاب ترامب بأنه أحد أكثر الشخصيات صراحة فى هذه الحركة. إن موقفه الصريح بشأن الهجرة، بما فى ذلك الوعود بالترحيل الجماعي، يذهب إلى أبعد من العديد من نظرائه الأوروبيين. وفى حين خففت ميلونى من لغتها بشأن الهجرة، يواصل ترامب استخدام المصطلحات التحريضية، واصفًا الهجرة بأنها "غزو".
ومع ذلك، يظل نفوذ ترامب قوياً. تشير ناتالى توتشي، عالمة السياسة الإيطالية، إلى أن نهج ترامب غير المنضبط قد يغرى القادة الأوروبيين بتبنى موقف أكثر مواجهة.
وتمثل الحرب فى أوكرانيا إحدى القضايا الرئيسية التى تفرق بين الشعبويين اليمينيين الأوروبيين. لقد تعهد ترامب بإنهاء الحرب لكنه لم يوضح كيف. وعلى النقيض من ذلك، وضعت ميلونى نفسها كمؤيد قوى لأوكرانيا، متحالفة مع التيار الرئيسى الأوروبي، فى حين حافظ فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر وحزب الحرية النمساوى على مواقف مؤيدة لروسيا، حيث ألقيا باللوم على العقوبات الغربية فى الصراعات الاقتصادية. أما حزب القانون والعدالة الحاكم السابق فى بولندا، والذى كان متحالفاً ذات يوم مع أوربان، فقد نأى بنفسه عن روسيا بسبب اختلاف وجهات النظر بشأنها.
الخطاب المتطرف
فى حين يتقاسم ترامب وحلفاؤه الأوروبيون مواضيع قومية وشعبوية، سعى البعض إلى تخفيف خطابهم لرفع درجة جاذبيتهم بين الناخبين. لقد نأى التجمع الوطنى الذى تقوده مارين لوبان فى فرنسا بنفسه عن ماضيه المتطرف، وركز على القضايا الاقتصادية بدلاً من سياسات الهوية. وعلى نحو مماثل، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا، على الرغم من جذوره المتطرفة، استقطاب الناخبين من التيار السائد من خلال اختيار أليس فايدل، الخبيرة الاقتصادية المثلية، كمرشحة رئيسية له.
ولكن فى النمسا، كثف حزب الحرية موقفه. فقد تبنى هربرت كيكل، زعيم الحزب، لغة استفزازية وإشارات تاريخية تعكس الدعاية النازية. ويشير هذا الموقف إلى أنه فى حين تخفف بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة من حدة خطابها، فإن أحزاباً أخرى تضاعف من خطابها المتشدد.
قضية أساسية
يتناقض تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين بشكل صارخ مع بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية، التى تبنت سياسات أكثر دقة. على سبيل المثال، يدعم حزب البديل من أجل ألمانيا ترحيل المهاجرين المجرمين ولكنه يقدم مسارات التكامل للآخرين. ويواصل حزب فيدسز المجري، بقيادة أوربان، تصوير المهاجرين باعتبارهم تهديدا للأمن القومي، باستخدام لغة معادية للأجانب لحشد الدعم.
ومع تطور حركة اليمين العالمية، يظل السؤال مطروحًا: هل يشكل نموذج ترامب للشعبوية غير المفلترة قادة المستقبل، أم أن الحركات الأوروبية ستشق طريقها بنفسها؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البدیل من أجل ألمانیا فى حین
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تجمّد قرارات اللجوء وتمنع الهجرة من دول العالم الثالث
قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد كافة القرارات المتعلقة باللجوء في الولايات المتحدة، إلى جانب إجراءات أخرى تهدف إلى تشديد سياسة الهجرة، كنتيجة مباشرة للهجوم الذي وقع في واشنطن قبل يومين، وأسفر عن مقتل جندية من الحرس الوطني وإصابة جندي بجروح خطيرة.
وعقب الهجوم، أعلن ترامب وعدد من المسؤولين الأمريكيين تشديد جوانب مختلفة من سياسة الهجرة الأمريكية، وأفاد مدير دائرة الهجرة جوزف إدلو، في منشور عبر منصة "إكس"، بأن دائرة الهجرة علقت "كل القرارات" المتعلقة بمنح اللجوء في الولايات المتحدة "حتى إخضاع مختلف الأجانب لتدقيق أمني".
يأتي قرار التجميد بعد أقل من شهر من إعلان الحكومة الأمريكية عزمها خفض منح اللجوء إلى نحو 7500 حالة سنويا، مقابل نحو مئة ألف في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وأعلنت وزارة الخارجية أيضا تعليق إصدار التأشيرات لأي حامل جواز سفر أفغاني يتقدّم بطلب. وكتب وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو عبر منصة "إكس": "ليس للولايات المتحدة أولوية أهم من حماية بلدنا وشعبنا".
وأكد ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه سيمنع "الهجرة من كل دول العالم الثالث"، فيما قالت الإدارة الأمريكية إنه سيكون مراجعة شاملة ودقيقة لتصاريح الإقامة الدائمة الممنوحة لمواطني 19 دولة، تشكل مصدرا للقلق بينها أفغانستان وهايتي وإيران وفنزويلا.
وبعدما تواصلت وكالة "فرانس برس" الجمعة مع دائرة الهجرة الأمريكية، لمعرفة ما هي دول العالم الثالث المعنية بإعلان ترامب الأخير، أشار مسؤولون فيها إلى القائمة نفسها التي تضم 19 بلدا.
ووفق البيانات الرسمية، ينحدر أكثر من 1.6 مليون أجنبي من حاملي تصاريخ الإقامة (غرين كارد)، أي ما يعادل 12% من المقيمين الدائمين، من إحدى هذه الدول، ويتخطى عدد الأفغان وحدهم 116 ألفا.
وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، وصل أكثر من 190 ألف أفغاني إلى الولايات المتحدة منذ تولي حركة طالبان الحكم في كابول.