وفاة شاب يمني غرقاً خلال رحلة هروب إلى أوروبا
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
لقي الشاب اليمني عبدالرحيم القاسمي مصرعه غرقاً في منطقة كاليه الفرنسية، بعد انقلاب قارب كان يقلّه مع مجموعة من المهاجرين العرب في البحر البارد أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزي نحو بريطانيا.
ووفقاً للمعلومات الواردة، نجا بقية الركاب الذين كانوا على متن القارب، بينما فارق عبدالرحيم الحياة في الحادثة، التي تعكس مأساة المهاجرين الفارين من أوطانهم بحثاً عن مستقبل أفضل.
تعد هذه الحادثة جزءاً من سلسلة طويلة من المآسي التي يعانيها اليمنيون نتيجة استمرار الحرب التي دخلت عامها الحادي عشر.
ويبقى مشهد انقلاب القارب في مياه متجمدة مع مجموعة مهاجرين يواجهون المجهول، رمزاً للمعاناة التي تدفع الشباب اليمني إلى خوض المخاطر، تاركين خلفهم وطناً بلا أفق، بحثاً عن حياة قد لا يجدونها أبداً.
الحرب والفقر
مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل، يلجأ مئات الشباب اليمني إلى الهجرة غير الشرعية عبر طرق محفوفة بالمخاطر، أملًا في حياة كريمة بعيداً عن واقع الفقر والحرب.
وحسب التقارير، شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في أعداد المهاجرين اليمنيين الذين يحاولون عبور الحدود إلى أوروبا، مع تسجيل عشرات الوفيات نتيجة انقلاب القوارب أو التعرض لظروف قاسية في طريق الهجرة البرية سيما في الغابات.
يأتي ذلك في ظل غياب أي مؤشرات لحل سياسي ينهي الحرب في اليمن التي طال أمدها، مع انسداد الأفق أمام الحلول السلمية واستمرار المعاناة الإنسانية، حيث يعيش أكثر من 80 بالمئة من السكان تحت خط الفقر، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
ودعت منظمات حقوقية الحكومات الأوروبية إلى توفير ممرات آمنة للمهاجرين، للحد من تكرار هذه الكوارث الإنسانية، وسط مطالبات دولية بضرورة إيجاد حلول عاجلة للأزمة اليمنية، التي تعد المحرك الرئيسي لموجات الهجرة من البلاد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
توأمان يعيشان حياة الحرب في غزة
غزة "رويترز": لم يعرف التوأمان الفلسطينيان عدي وحمزة سوى الحرب منذ أن تفتحت أعينهما على الدنيا، فقد ولدا تحت سماء يمتزج فيها الهواء برائحة البارود، بعد أقل من شهر على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023.
كان الهجوم العسكري المدمر، الذي شنته إسرائيل على غزة،هو الذي حدد المعالم ورسم التفاصيل لحياة الطفلين.
منذ ولادة عدي وحمزة أبو عودة في الثاني من نوفمبر 2023، فقدا منزلهما وعاشا في الخيام وفي الشوارع، وقُتل والدهما وهو يسعى للحصول على الطعام وأصيب اثنان من أشقائهما.
وعانى كلاهما من الجوع المستمر ونوبات المرض المتكررة ودوي القصف المرعب المتواصل.
يعيش التوأمان الآن في مخيم مكتظ على الشاطئ وسط صرخات الناس من حولهم بشكل شبه مستمر، وصيحات الباعة الجائلين، وأزيز الطائرات الحربية ودوي الطلقات النارية يتردد من بعيد.
وتحلم والدتهما إيمان بمستقبل أفضل لهما ينعمان فيه بالسلام والطعام والبيت والتعليم.
يعاني الولدان بالفعل من صدمة نفسية وبطء النمو. وتخشى أمهما من تعرضهما، ومعهما الجيل الجديد من أطفال غزة، لنوبات هلع مستمرة إذا تواصل الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
فرت الأسرة من منزلها الذي كان قريبا من الخطوط الأمامية في بداية الحرب ولجأت إلى مدرسة مكتظة بالنازحين. وكان الوقود شحيحا عندما جاء إيمان المخاض مما اضطرها إلى الذهاب إلى المستشفى سيرا على الأقدام. كان جناح الولادة أيضا مكتظا بالجرحى والمصابين.
وقال محمد سالم مصور وكالة رويترز الذي كان موجودا هناك في ذلك اليوم إن دوي إطلاق النار ومشاهد المواكب الجنائزية والنحيب من مشرحة قريبة اختلطت جميعها مع صرخات الأطفال حديثي الولادة.
وقال إن الشعور بين الأطباء والمرضى في ذلك الجناح كان غريبا، موضحا أنه كان مزيجا بين الفرح والحزن.
وضعت إيمان توأميها بعد وصولها المستشفى بفترة وجيزة، وكان وزن كل منهما ثلاثة كيلوجرامات.
وكانت إسرائيل قد قطعت جميع الإمدادات إلى غزة في بداية الحرب، وكان هناك نقص في حليب الأطفال وغيره من الضروريات مثل الحفاضات.
وقالت إيمان إنها كانت تبحث عن نساء بقسم الولادة يمكنهن التبرع ببعض مسحوق الحليب.
وأضافت "أفر على كشك الولادة.. على النساء النايمات في الكشك أبحث عن حليب زايد لأرضع ابني".
وقالت إيمان إن وجود عدد قليل من الأسرّة دفعها للعودة في نفس اليوم إلى المخيم الواقع على بعد كيلومتر واحد تقريبا ومعها طفلاها الرضيعان.
* الحرب دمرت غزة
وبحلول يوم ولادة التوأمين في الثاني من نوفمبر 2023، كان عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة قد تجاوز تسعة آلاف، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
خلال فصل الشتاء الأول للتوأمين، تركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية على مجمع ناصر الطبي بالقرب من المدرسة التي لجأت إليها الأسرة للاحتماء بها.
تعرضت المنطقة للحصار، وفرت الأسرة تحت قصف عنيف، وانتهى بها المطاف في المواصي، وهي منطقة على الشاطئ أعلنتها إسرائيل منطقة آمنة.
وكان الشتاء قاسيا في الخيمة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى بضع درجات فوق الصفر ليلا. وليس هناك نظام صرف صحي ولا يوجد سوى القليل من المياه النظيفة في الجوار، وأصيب التوأمان بالإسهال.
ومع عدم توفر حفاضات، قطعت إيمان شرائط من القماش يمكن تنظيفها وإعادة استخدامها، وربطتها بأكياس بلاستيكية. ومع ذلك، أصيب التوأمان بقروح وطفح جلدي.
ومع مرور أشهر عام 2024، أصبح من الصعب العثور على الطعام. وقالت إيمان إن والد التوأمين، واسمه أيمن، قُتل على يد القوات الإسرائيلية أثناء خروجه لشراء الخضار في 27 يوليو من ذلك العام.
عندما أُعلنت هدنة في يناير، عادت إيمان والطفلان إلى منزل الأسرة المدمر. لكن فترة راحتهما لم تدم طويلا، وفرضت إسرائيل حصارا شاملا واستأنفت العمليات العسكرية في مارس.
اضطرت الأسرة إلى النزوح مجددا. وبدون خيمة، عاشت في الشارع المجاور لمجمع ناصر الطبي لعدة أسابيع قبل أن تعود إلى المواصي لتجد أن المكان الذي كان يؤويها قد دُمر.
ولم تكن إيمان تأكل ما يكفي من الطعام ليعينها على إرضاع التوأمين رضاعة طبيعية، ولم تجد حليبا صناعيا. كانت تصنع مشروبا من الأعشاب وتغمس الخبز فيه لإطعامهما. وقالت إنهما كانا يهذيان أثناء النوم وهما جائعان وخائفان أو يستيقظان ليلا وهما يبكيان.
وكان من المتوقع أن يبدأ عدي وحمزة في المشي بحلول شهر مايو ، عندما بلغا 18 شهرا، لكن كان عدي قد بدأ يخطو بضع خطوات بينما حمزة يحبو فقط. وأخبر أحد الأطباء إيمان أنهما يعانيان من نقص الكالسيوم وهو ما يؤخر نموهما.
قالت إيمان إن التوأمين، بعد أن قاربا العامين من العمر، يستطيعان المشي بالكاد .
وتقضي شقيقتهما الكبرى هالة (20 عاما) معظم الوقت بصحبتهما..هناك رائحة حفرة الصرف الصحي التي تحفرها كل عائلة بجوار خيمتها ورائحة الدخان المنبعث من المواقد الطينية حيث تخبز النساء أرغفة صغيرة من الخبز.
وهذه الأرغفة، التي يصاحبها أحيانا وعاء من الخضار أو الأرز أو المعكرونة أو العدس، هي كل ما تأكله الأسرة.
وأعربت إيمان عن أملها في أن يحظى فلذتا كبدها بحياة سعيدة وأن تنتهي الحرب وتصبح حياة الأسرة أفضل مما هي عليه الآن.