دمشق-سانا

عند قراءة المواطن السوري للمجموعة القصصية الصادرة حديثاً لرواد العوّام، تحت عنوان “شيطان أخرس”، سوف يجد أنها تعكس الواقع المأساوي الذي عاشه في ظل حكم النظام البائد وما جره على الشعب من محن ونكبات.

اختار العوّام عنوان مجموعة كناية عن القول المأثور “الساكت عن الحق شيطان أخرس”، مجسداً لقصصه شخوصاً نسج من خلالها للواقع المأساوي بطريقة قريبة إلى نفس المتلقي، إلّا أنّها تصبّ جميعاً في بلد واحد اختار له اسماً مستعاراً كنايةً عن سوريا فترة النظام البائد، متناولاً للسجون والمعتقلات والتغييب والهيمنة على الإعلام وتسييره كما يريد، والحزب الحاكم واستئثاره بالسلطة، بطريقة لا تخلو من السخرية إزاء سياسات هذا النظام.

اختار العوّام أسلوب الرمز والإيحاء ولم يشر إلى الواقع بصورة مباشرة، حيث لم يذكر اسم البلد واسم الشخصيات المقصودة، بل كان انتقاؤه للأسماء مبنياً على أسلوب التهكم من الطبقة الحاكمة في تلك البلاد الافتراضية.

غلب على أسلوب العوّام لغة سلسة قريبة من كل الشرائح مبتعداً عن التكلّف في السرد والإسهاب اللامبرر، فكانت مجموعته تحاكي كل فئات المجتمع وكأنه ينطق بلسان حالهم، ولم يكن الشيطان الأخرس إلا إسقاطاً على واقع كنا نخشى فيه من الكلام والتفوه بأي شيء قد يقودنا إلى الموت.

يذكر أن هذه المجموعة تقع في 192 صفحة من القطع المتوسط وصادرة عن دار دريم الكويتية، وهي الإصدار الرابع للعوّام بعد روايتين وكتاب تناول من خلالها الثورة السورية وجرائم النظام.

ومن الواجب ذكره أن رسومات الكاريكاتير بريشة الأديب ممدوح حمادة.

وسام شغري

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

قبائل بني العوام بحجة تُسقط الحماية القبلية عن الخونة وتؤكد الجهوزية للمعركة مع العدو

يمانيون../
جسدت قبائل بني العوام في محافظة حجة، يوم الثلاثاء، موقفًا استثنائيًا في توقيته ودلالاته، بإعلانها البراءة الكاملة من الخونة والعملاء، وتأكيد جهوزيتها القتالية لمواجهة الكيان الصهيوني ضمن معركة الأمة الكبرى. وجاء ذلك في نكف قبلي واسع النطاق يعكس حيوية القبيلة اليمنية واستعادتها لدورها التاريخي كحامية للسيادة ودرع للمقدسات.

النكف الذي شارك فيه وكيل محافظة حجة أحمد الأخفش، ومدير المديرية حسن الأشول، ومسؤول التعبئة العامة ماجد مران، إضافة إلى مشايخ ووجهاء المنطقة، لم يكن مجرد فعالية احتجاجية، بل جاء تتويجًا لمسار قبلي يتكامل مع الخط الوطني المقاوم، ويترجم حالة التلاحم الشعبي مع خيارات الثورة اليمنية في مواجهة العدوان الصهيوني–الأمريكي.

وفي تحول حاسم، وقّعت قبائل بني العوام وثيقة شرف قبلية نصت على البراءة الكاملة من كل من ارتبط بالعدوان على اليمن أو ارتضى العمالة لأمريكا والكيان الصهيوني. وبهذا الإعلان، تسقط الحماية القبلية عن كل متورط بالخيانة، ليُصبح مطرودًا من السند الاجتماعي، لا يُحمى ولا يُجَار، في رسالة تؤكد أن القبيلة اليمنية تجاوزت الحسابات الضيقة واصطفت في معسكر الكرامة.

وأظهرت القبائل في نكفها الجهوزية الكاملة لرفد الجبهات ومعسكرات التدريب بالمقاتلين، مشيرة إلى أن المواجهة مع العدو الصهيوني لم تعد نظرية أو مؤجلة، بل باتت خيارًا مطروحًا تتطلبه المرحلة. هذا الموقف ينسجم مع ما أعلنته القيادة الثورية والقوات المسلحة بشأن معركة الفتح الموعود، ويؤكد أن المجتمعات القبلية ليست فقط خزانات بشرية للدفاع، بل شركاء في القرار المقاوم.

ولم يكن حضور فلسطين وغزة في كلمات المتحدثين رمزيًا، بل كان جوهريًا وراسخًا، حيث شددت القبائل على أن معركة اليمن هي امتداد لمعركة فلسطين، وأن العدوان على غزة لن يمر دون رد. وقد ثمّنت مواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خاصة في قيادته لتحرك بحري واستراتيجي شلَّ حركة الموانئ الصهيونية، ومنها ميناء حيفا، وفرض واقع جديد في المعادلة الإقليمية.

وقدمت قبائل بني العوام في توقيعها على وثيقة الشرف، نموذجًا للوعي الجمعي الذي يرفض المساومة على القضية الفلسطينية ويربط بين الخيانة المحلية والعدوان الخارجي. فبهذا الربط، تعيد الوثيقة تعريف “العدو” باعتباره ليس فقط من يحمل السلاح ضد الوطن، بل من يبرر بقاء الكيان الصهيوني أو يصمت عن جرائمه.

واختُتم النكف ببيان شامل عبّر عن ثبات الموقف الديني والإنساني والوطني لليمن تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن اليمن، شعبًا وثورةً وقيادة، سيظل في موقعه الطبيعي سندًا للمقاومة. وأشاد البيان بالعمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق كيان الاحتلال، معبرًا عن العزم على مواصلة هذه العمليات حتى يتحقق الوعد الإلهي بزوال هذا الكيان الغاصب.

وتأتي هذه التحركات القبلية في سياق تصاعدي يواكب المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، حيث بات الصراع مع الكيان الصهيوني يتخذ أبعادًا عسكرية مباشرة من محور المقاومة. وفي هذا الإطار، تشكل بيانات البراءة من العملاء والجهوزية للمواجهة إشارات على أن اليمن لن يكون ساحة خلفية، بل فاعلاً مباشرًا في مشروع المقاومة الإقليمية.

وتمثل قبائل بني العوام، بموقفها هذا، تجسيدًا لنبض شعبي يدرك حجم التهديدات ويتحرك بحس المسؤولية، في وقت تتسارع فيه المتغيرات وتتعاظم التحديات.

مقالات مشابهة

  • إصابة عدة أشخاص جراء انفجار قذيفة من مخلفات النظام البائد في محل لبيع الخرداوات في حماة
  • مجموعة قصصية هندية تفوز بجائزة بوكر العالمية للروايات المترجمة لهذا العام
  • قبائل بني العوام بحجة تُسقط الحماية القبلية عن الخونة وتؤكد الجهوزية للمعركة مع العدو
  • عاملان في المتحف الوطني بدمشق يرويان كيف قاما بحماية القطع والمقتنيات الأثرية من التخريب والسرقة ليلة سقوط النظام البائد
  • قبائل بني العوام بحجة تعلن البراءة من الخونة والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني
  • في خطوة غير مسبوقة… وزارة الثقافة تكرم الحارسين اللذين حميا مقتنيات المتحف الوطني ليلة سقوط النظام البائد
  • المنافذ البرية والبحرية: تسليم 1438 محجوزة من أيام النظام البائد من سيارات ومعادن ثمينة وغذائيات لأصحابها
  • محافظة درعا تبدأ حصر أضرار المنازل السكنية زمن النظام البائد
  • صانع محتوى يستعرض تجربة توضح أن الأمن والأمان أسلوب حياة بالمملكة .. فيديو
  • محمد التابعي والملك فاروق .. حين اختار القلم بدلًا من القصر