حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

يواصل قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية الأداء المتفوق من حيث نمو الأرباح المستدام، في ظل القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليوم الأول من توليه منصبه، ما ينعكس على أداء أسهم شركات التكنولوجيا المدرجة، حسب توقعات أسامة العشري، خبير الأسواق المالية، وعضو «جمعية التحليل الفني – بريطانيا»، والذي أكد في دراسة عن «تأثير القرارات السياسية والاقتصادية للرئيس الأميركي»، أنه من المرجح أن تركز أسواق الأسهم على إلغاء الرئيس ترامب، للقرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس السابق بايدن، والذي يتناول مخاطر الذكاء الاصطناعي، ما قد يسمح لقطاع التكنولوجيا الأميركي بمواصلة نمو الأرباح المستدام.

 
وقال، إنه بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي إلغاء «ترامب» للقرار الذي يقضي بأن تكون 50% من جميع المركبات الجديدة المباعة كهربائية بحلول عام 2030، إلى جانب تجميد أموال البنية التحتية غير المنفقة لشحن الطاقة، إلى تفضيل شركات الطاقة التقليدية، مع التأثير على صناعات السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة مما يؤثر إيجاباً على أداء مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية، مشيراً إلى أن عوائد الدولار الأميركي والسندات الحكومية، حققت انتعاشاً، بعد تصريحات «ترامب» المتعلقة بالتعريفات الجمركية، فيما قلصت العملات الكندية والمكسيكية مكاسبها، وانخفضت أسعار النفط بعد أن وقع «ترامب» على عدة قرارات تهدف إلى تعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية.

أخبار ذات صلة مرشح لمنصب مستشار ألمانيا يحذر من تشديد سياسة الهجرة ميلان.. «قمة الدراما» في «الوقت القاتل»!

ووفقاً للدراسة فإن مؤشرات الأسواق المالية في هونج كونج، ارتفعت بعد أن أوقف «ترامب» مؤقتاً التعريفات الجمركية الخاصة بالصين، ووجه تعليمات إلى إدارته بمعالجة الممارسات التجارية العالمية غير العادلة والتحقيق في امتثال الصين لاتفاق تجاري سابق مما يعزز الاحتمالات بأن الرئيس الأميركي يعتزم التفاوض على اتفاق جديد مع الصين.
 وأوضحت الدراسة أن إعلانات «ترامب» من اليوم الأول لتولية الرئاسة تشير إلى محاولة تحقيق توازن بين الأولويات السياسية والاقتصادية المتضاربة غالباً. 
وقالت، إن خطة «ترامب» لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وسط سوق عمل ضعيف، تستهدف مواجهة الضغوط التضخمية المخيمة على الاقتصاد الأميركي، عبر تحرير وتعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار النفط وتخفيف توقعات التضخم، منوهة بأن أسعار النفط انخفضت بالفعل بعد إعلان «ترامب» خطته بشأن سياسة الطاقة، وذلك بعد أن سجلت ارتفاعاً خلال الشهر الماضي بسبب العقوبات الأميركية الصارمة ضد كيانات النفط الروسية.التعريفات الجمركية
وفيما يخص التعريفات الجمركية التي يطمح الرئيس الأميركي لاستخدامها كأداة للتفاوض، ذكرت الدراسة أن خطاب الرئيس الأميركي، افتقر إلى إيضاح تفاصيل محددة حول خطته لفرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين، واقترح فقط استخدامها كأداة لتمويل الحكومة. ولفتت إلى أنه مع ذلك، فإن تعليقات «ترامب» اللاحقة بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا اعتباراً من أول فبراير 2025 إلى جانب خطط لمراجعة اتفاقياته التجارية السابقة مع هذه الدول والصين، تشير إلى استراتيجيته للاستفادة من التعريفات الجمركية لتقليل العجز التجاري الأميركي وجلب الاستثمارات في التصنيع وفرص العمل، وقد تخفف هذه الخطة من مخاوف السوق من نشوب حرب تجارية شاملة، مؤكدة أنه على صعيد آخر مازالت الأسواق والبنك الاحتياطي الفيدرالي والمستثمرين ينتظرون بفارغ الصبر الإعلان عن سياسات أكثر تفصيلاً، فيما يتعلق بتسلسل التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية والتعريفات الجمركية لتقييم تأثيرها المحتمل على النمو الاقتصادي والتضخم والأسواق.

أسواق السندات
وذكر العشري، أنه بالنسبة لأسواق السندات الأميركية فقد أغفلت الموجة الأولى من الأوامر التنفيذية لـ «ترامب» إلى حد كبير التأثيرات المباشرة على التعريفات، وتراجعت عوائد السندات مع تراجع المخاوف بشأن التضخم، ومع ذلك مازالت التعريفات الجمركية مطروحة على الطاولة، ما قد يؤدي إلى إبقاء العائدات متقلبة خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح أن العائدات طويلة الأجل للسندات كانت قد ارتفعت قبل تنصيب «ترامب» تحسباً للسياسات التضخمية، حيث ارتد العائد على السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 25 نقطة أساس من مستوى 4.793% قبل أسبوع، بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأضعف من المتوقع لشهر ديسمبر، مرجحاً أن تظل تقلبات عوائد السندات مرتفعة طبقاً لسياسات «ترامب المعلنة»، مع الإشارة إلى ضعف احتمالية حدوث ارتفاع كبير في عائد السندات لأجل 10 سنوات. 
و اختتم العشري، بالإشارة إلى أن مؤشر الدولار الأميركي (DXY) قلص خسائره المبكرة، بعد أن قال «ترامب» إنه قد يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25%، على كندا والمكسيك بحلول الأول من فبراير، مما أدى إلى انخفاض العملتين الكندية والمكسيكية بأكثر من 1% مقابل الدولار قبل أن تتعافى بعد ذلك.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التعریفات الجمرکیة الرئیس الأمیرکی بعد أن

إقرأ أيضاً:

 ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي.. تخفيض الرسوم الجمركية إلى 15%

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد 27 يوليو 2025، التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي ينص على خفض الرسوم الجمركية إلى 15%، في خطوة أنهت شهوراً من التصعيد والتوتر بين الجانبين، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي عبر الأطلسي.

وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع حاسم في اسكتلندا جمع ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في وقت كانت فيه الأسواق العالمية تترقب مصير التهديدات الأمريكية السابقة التي تضمنت فرض رسوم تصل إلى 30% على واردات أوروبية اعتباراً من 1 أغسطس، بعد تهديدات مماثلة في 12 يوليو (30%) و2 أبريل (20%).

وأكد ترامب أن الاتفاق “مرضي للطرفين”، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لن يفرض رسوماً على الصادرات الأمريكية.

وأوضح أن قطاع الأدوية قد يُستثنى من الاتفاق، معتبراً أنه “شيء خاص جداً”، وهو ما أثار تحفظات أوروبية نظرًا لأهمية صادرات الأدوية الأوروبية إلى السوق الأمريكية.

من جهتها، أشادت فون دير لاين بالاتفاق ووصفته بأنه “يعزز الاستقرار والقدرة على التنبؤ” ويجنّب الشركات على جانبي الأطلسي أضراراً اقتصادية جسيمة.

في وقت سابق من يوليو، كتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ستواجه تعريفات بنسبة 30% بدءاً من 1 أغسطس”.

وفي رسالة رسمية إلى فون دير لاين، وصف العلاقة التجارية مع أوروبا بأنها “الأكبر في العالم”، وأكد: “رغم العجز التجاري الكبير، قررنا المضي قدمًا نحو تجارة أكثر توازنًا وعدلاً”.

وكان الاتحاد الأوروبي استعد لرد مضاد يشمل تعريفات على سلع صناعية وزراعية بقيمة 95 مليار يورو، وفق قوائم أعدّتها المفوضية بالتنسيق مع العواصم الأوروبية.

وحذّرت فون دير لاين من أن فرض الرسوم كان سيؤدي إلى “تعطيل سلاسل التوريد” وضرر مباشر للمستهلكين والمرضى.

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وصفت تهديدات ترامب بأنها “خيار سيء لكنه ليس كارثياً”، فيما قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وصفها بـ”الابتزاز غير المقبول”.

هذا وتزامناً مع الاجتماع، خرجت احتجاجات في شوارع بريطانيا ضد سياسات ترامب، لا سيما في ملف الهجرة والحرب في غزة، في حين لقي الرئيس الأمريكي استقبالاً حافلاً في مطار غلاسكو بريستويك حيث رافقه نجلاه إريك ودونالد جونيور.

مقالات مشابهة

  • الكويت تجدد التزامها بـ«أوبك+» وتراهن على استقرار أسعار النفط العالمية
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • الرئيس الأميركي يقلص مهلة إنهاء حرب أوكرانيا إلى 10 أيام
  • رحلة استسلام الاتحاد الأوروبي لسياسة ترامب الجمركية
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • عاجل | الرئيس الأميركي: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك
  • ترامب يُعلن التوصل لاتفاق تجاري على الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
  • ترامب: الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي لن تقل عن 15%
  • وزير التجارة الأمريكي يعلن دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ مطلع أغسطس
  •  ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي.. تخفيض الرسوم الجمركية إلى 15%