صحيفة البلاد:
2025-05-17@14:56:32 GMT

رضا الناس غاية لا تدرك

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

رضا الناس غاية لا تدرك

رضا الناس غاية لا تُدرك. هذه الحكمة تُلخص معاناة أولئك الذين يضعون رضا الآخرين فوق كل اعتبار، ظانين أن ذلك هو السبيل إلى النجاح والقبول الاجتماعي. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن السعي المستمر لإرضاء الجميع ليس فقط مستحيلاً، بل هو طريق مؤكّد إلى الفشل والإرهاق النفسي والجسدي.

الشخص الذي يحاول أن يُرضي الجميع يصبح أسيرًا لرغبات الآخرين وتوقعاتهم، متجاهلًا احتياجاته الشخصية وأولوياته.

في العمل، تجد هؤلاء الأشخاص مرهقين دائمًا، يلبُّون كل طلب حتى وإن كان ذلك على حساب أعمالهم الأساسية. ينهكون أنفسهم في مهام ثانوية، بينما تتراكم المهام الاستراتيجية التي تتطلب تركيزهم. هؤلاء الناس يعيشون في حلقة مفرغة من الشعور بالذنب والإرهاق، يحاولون موازنة كل شيء، لكنهم ينتهون بأنهم لا ينجزون شيئًا فعليًا.

الرغبة في مساعدة الآخرين ليست أمرًا سلبيًا في حدّ ذاتها، فهي قيمة إنسانية نبيلة. ولكن عندما تتحول هذه الرغبة إلى التزام دائم، يصبح الشخص عُرضة للاستغلال وسوء التقدير. كثيرًا ما يكون هذا السلوك نابعًا من اعتقاد خاطئ بأن قيمته تتحدد بمدى قبوله من الآخرين، أو خوفه من الانتقاد والرفض. هذا التفكير يؤدي إلى فقدان التوازن بين العطاء والأخذ، ويجعل من المستحيل أن يشعر بالرضا عن نفسه.

العقلية التي تدفعنا لإرضاء الجميع، تنبع غالبًا من معايير غير واقعية نضعها لأنفسنا. مدير يشعر أنه يجب أن يكون دائمًا متاحًا لموظفيه، أو موظف يعتقد أن رفض أي طلب هو دليل على ضعفه أو عدم كفاءته. هذه المعايير تعرقل الإنتاجية، وتؤدي إلى الإجهاد. يجب على كل فرد أن يعيد النظر في هذه المعايير، ويضع حدودًا واضحة بين عمله ووقته الخاص. على سبيل المثال: يمكن للمدير أن يُخصص ساعات محددة للتواصل مع فريقه، ويُخصص بقية الوقت للتركيز على المهام الكبرى.

الإنسان الذي يقول “نعم” لكل شيء، سواء كان ذلك في العمل أو الحياة الشخصية، يجد نفسه غارقًا في الالتزامات. هذه السلوكيات تُعيق قدرته على التركيز على أولوياته الحقيقية، وتُضعف إنتاجيته. يمكننا أن نتعلم قول “لا” بلطف، ودون شعور بالذنب. من المهم أن ندرك أن الوقت هو المورد الأكثر قيمة لدينا، وأننا إذا استمررنا في إهداره على أمور ثانوية، فسوف نخسر فرصًا لا تُعوض في ما يهمنا حقًا.

هناك أيضًا من يعتقد أن الاعتماد على الآخرين هو ضعف، فيُفضل أن يتحمل كل الأعباء بنفسه. هذا النمط من التفكير، لا يضر فقط الفرد، بل يضر أيضًا الفريق، أو المؤسسة ككل. القدرة على التفويض، ليست علامة ضعف، بل هي مهارة قيادية تُظهر الثقة في الآخرين، وتعزِّز العمل الجماعي. الشخص الذي يُصر على فعل كل شيء بنفسه، لن يجد وقتًا للأفكار الإبداعية أو التخطيط الاستراتيجي، بل سيظل عالقًا في التفاصيل اليومية.

الحياة قصيرة جدًا لنقضيها محاولين إرضاء الجميع. هناك دائمًا من سيُنتقد، مهما حاولت أن تكون مثاليًا. لذلك، بدلاً من السعي لإرضاء الآخرين، ركِّز على أهدافك وقيمك وأولوياتك. تذكَّر أن سعادتك ونجاحك لا يجب أن يكونا رهينة بآراء الآخرين. وانا انصح هنا واقول: ضع حدودك، احترم وقتك، وكن صادقًا مع نفسك. إذا فعلت ذلك، ستجد أن رضاك عن نفسك أهم بكثير من رضا الآخرين، وستكون قادرًا على تحقيق التوازن الذي يمنحك السلام الداخلي والنجاح الحقيقي.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

6 شهور .. محمد صلاح يتحدث عن تمديد عقده مع ليفربول

أكد الدولي المصري محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنجليزي، رغبته في الفوز بالكرة الذهبية خلال الفترة المقبلة.


وقال صلاح في تصريحات عبر شبكة سكاي سبورتس :"من قبل كان الأمر يُثير جنوني ولكن هناك بعض الأمور لا تكون بيدك ولكن لن أستسلم وأتمنى الفوز بها يومًا ما ولكن لا أدرى ماذا علي أن أفعل ولكن أمتلك فرصة جيدة للفوز بها هذه المرة وسنرى".
وعن تمديد عقده، أضاف: "أعرف سياسة النادي في التعامل مع اللاعبين الذين تجاوزا الثلاثين لذا لم أتوقع استمراري وظلت المفاوضات لمدة 6 أشهر حتى سار الأمر بسرعة وأعتقد أن النادي كان يختبرني لمعرفة ما إذا كنت سأستمر في العطاء أم لا، لم أكن أريد أكثر من ذلك، قلت عامين فقط".
وعن هجوم ليفربول على أرنولد، تابع: "أعتقد الجماهير كانت قاسية عليه بطريقة ما فلم يكن يستحق ذلك حينها، بل كان يستحق أن يعامله الجمهور بأفضل طريقة ممكنة لأنه قدم كل ما لديه، لا ينبغي أن نتصرف بهذه الطريقة مع أي شخص يُقدّر دائمًا الأشخاص الذين قدموا إلى هنا".
واختتم: "أعتقد أنه كان بحاجة إلى تحدٍ جديد، تحدث معي عنه، إنه قراره بالتأكيد، يبلغ من العمر 26 عامًا وفاز بالبطولة مرتين أو ثلاث مرات، ماذا كان بإمكانه أن يفعل أكثر من ذلك؟، أتمنى له كل التوفيق حقًا، سأظل على تواصل معه دائمًا".

طباعة شارك محمد صلاح ليفربول الكرة الذهبية

مقالات مشابهة

  • سعي أميركي بريطاني لوقف دائم لإطلاق النار بين الهند وباكستان
  • في عيد ميلاده| منال سلامة: عادل إمام فرح كل الدول.. ويتريع في قلوب الجميع
  • غوارديولا: الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي أمر في غاية الأهمية
  • 6 شهور .. محمد صلاح يتحدث عن تمديد عقده مع ليفربول
  • جوارديولا: الفوز بكأس الاتحاد أمر في غاية الأهمية لمانشستر سيتي
  • تركيا في القمة! كم يعمل ويكسب الجميع في أوروبا؟
  • كبارة: طرابلس تحتاج الى جهود الجميع
  • الدريم يروي قصة الحادث الذي تسبب في إصابته بعرج دائم .. فيديو
  • إندبندنت عربية: السعودية قادرة على جمع العرب.. ولقاء ترامب والشرع فاجأ الجميع
  • أسهل حاجة الفلوس.. ياسمين عز تستفز الجميع بتعليقها عن حادثة نور النبوي