صحيفة البلاد:
2025-07-05@13:14:52 GMT

قصة «جريش العقيلي» (2)

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

قصة «جريش العقيلي» (2)

نواصل اليوم سرد قصة مثل شعبي تداوله الناس قبل أكثر من قرن وسط المملكة العربية السعودية وتحديداً جنوبي منطقة القصيم.
المثل نصه باللهجة العامية: ” الجريش هو نفسه بس الايدين اللي حافت الجريش ما كزيته لك”.

وبعدما غادر الملك عين العقــيلي، صار أمير المذنب (آنذاك) فهد العقــيلي، يتحرَّى (يستطلع) عودة الملك للرياض، لكي يبعث له الجريش، فلما بلغته أخبار عودة الملك للرياض، كلّف أحد رجاله الثقاة أن يحمل معه عدداً من أكياس الجريش، وأن يذهب بها إلى الرياض، وبعدما يصل يسأل عن قصر الملك، ومن ثم يسلمها للمسؤول عن الضيافة ويخبره برسالة يوصلها للملك مفادها أن “هذا هو الجريش الذي طلبه طويل العمر من فهـد العقــيلي”.

‏وصل الجريش لقصر الملك، وتم استلامه، وطُبِخ من قبل طهاة القصر، وقُدِمَ للملك وأُخْبِرَ جلالته أن “هذا هو الجريش الذي كنت طال عمرك قد طلبته من فهـد العقــيلي أمير المذنب لما أكلته عندهم”. تذوق الملك الجريش، فوجد مذاقه مختلفاً عما كان قد تذوقه عند فهد العقــيلي عندما مرهم (زارهم) في ديرتهم “عين العقــيلي” بالمذنب. فقال الملك لحظتها كلمته المشهورة: “هذا مهوب الجريش اللي أكلناه عند فهد العقــيلي إلى جا للرياض يمرنا”.

‏مرت الأيام، وزار فهد العقــيلي الملك في الرياض ودار الحديث بينهم عن أحوال الناس ومعاشهم. ثم قال الملك للعقيلي “يا فهد أكلنا عندك جريش زين مرة وأرسلت لنا شي مختلف”. فقال فهد العقــيلي الكلمة التي راحت (فيما بعد) مثلاً وهي:
‏”الجريش هو نفسه بس الايدين اللي حافت الجريش ما كزيته لك”.
‏وكان العقيلي يقصد أن طبخ الجريش يتطلب نوعاً من العناية ومتابعة الاهتمام به لساعات على نار هادئة، وأن السبب في تغير مذاقه هم الناس الذين قاموا على طبخه.

‏والناس تعرف أن طبخ الجريش يحتاج جهداً كبيراً، وناراً هادئة، ومتابعة لساعات لكي يكون مذاقه طيباً لذيذاً.

ogaily_wass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (15)

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: وَضعتُ شوكة وملعقتين وسكينًا صغيرًا على طاولة التقديم، وشرعتُ بوضع المعكرونة في وعاء كبير.. بدت ساخنة في شكلها ولذيذة في طعمها، لكن عمَّتي شعرت بالسأم من أطباقي المتكررة، وأظهرت استيائها بشكل واضح.

ماتيلدا: من جديد المعكرونة يا ابنة أخي، تعلمي طبقًا جديدًا.

جوليتا: لا تحبين الفاصوليا الخضراء، ولا تحبين أيًا من تلك الأشياء المعلبة، هاتي صحنكِ بعد الحساء، سأضع لك المعكرونة جربيها.

ماتيلدا: تبدو ساخنة، كانت تغلي كثيرًا.

جوليتا: قلبك فقط يغلي هنا، ويغلي القصص الجيدة يا عمتي.

ماتيلدا: نعم لأن ألبيرتو وضع قلبي يغلي كما تغلي المعكرونة في مياه غليان غير مناسبة، سريعًا كان يخرجني من الحزن الذي كنتُ أعيشه دونه أيامًا طويلة، فأردد له أغنياتي وأخبر آهاتي، وأشرح أمنياتي في اللحن، وبينما كنتُ أريد أن أخبره عن خططي، أننا سنغادر المدينة لمدة طويلة، لأن خورخيه منتج الأسطوانات المطولة يرغب أن نزور بلدانًا بعيدة، وأن نكون حاضرين في المهرجانات الموسيقية لنحصد الجوائز، وأن اكتب شيئًا أكثر سلاسة وأكون أكثر براعة في كتابة الأغنيات.

ردَّدتُ له أغنيتي: "قل لحبيبي ألّا يغيب"، وقلت له إن الناس أحبت اللحن، وأحبت الكلمات التي وجهتها في خاطري العميق لك يا ألبيرتو.

لم يتكلم، بقى صامتًا ينظر إليّ، قال لي: الحياة باتت صعبة يا عزيزتي.

علينا أن نكون معًا في أحلام اليقظة أكثر من الواقع، لكن من سيأبه لأحلام اليقظة التي لا تكتمل وسط نهارٍ طويل هكذا كان جوابي، إن سراباته لا تزعجني، وأنني سأسافر وارتحل واستقل أي مركبة لأذهب لأي مسرح يستقبل نجمة عظيمة مثلي.

من أنت يا ألبيرتو؟ أنت شيء صغير في عين الناس، إنك لا تعرف الإحساس.

بينما أنا يُميِّزُني الناس في المتاجر وفي العروض وحتى في المسارح المهملة فما بالك بالمهمة منها، وأنا أتمايل وأردد مع الجمهور الأغنيات، بينما أنت رجل هارب من واقع جميل.

مرتحل إلى أقصى يمين، وأنا في يسار الحياة امضي في يقين أن حب الآخرين قد وصلني بصدق كبير.

ألبيرتو: إذن خذيني معكِ، سألغي ذهابي إلى العالم المتقدم.

ماتيلدا: ماذا يا ألبيرتو؟ ماذا تعتقد أن الناس ستصفق لكلامك هذا.

سأذهب لوحدي، وأجعل وجدي يتحرك أمام أنهار وتلال وعيني سترى المجهول والغير معلوم، وسأمضي بعيدًا عن اليقظة، لقد صار لي نهوض آخر، ووقوف مغاير، فلن تكون معي سائر.

لم ينطق شيئًا، حين علم أنني كتبت شيئًا أعظم من "قل لحبيبي ألّا يغيب"، كتبت "سأغيب أنا خلف الجبال، وسأضيع في وميض نهار ساطعٍ للغاية، وسأعود فقط حين يناديك قلبي، وسأكون هناك، هناك في البعيد، ولن أجيد إلا حب اللحن، وليكن لشِعري هذا عمر مديد".

انبهر خورخيه المنتج حين تلوتُ عليه الكلمات، بدا عليه التركيز، تدبر قليلًا، وقال لي مازحًا: حين ينكسر قلبك يا ماتيلدا تكتبين شيئًا عظيمًا.

ماتيلدا: لقد انكسر كثيرًا أمام وجع الحياة يا خورخيه، لقد ذاب وانحسر، لقد راح واستراح في تابوت عهد قديم، لقد صار بين الرماد، لقد كان يعيش بالطبع الكساد، إنه قد ينبض من جديد فقط حين يرى الدنيا وما بها من أمور أخرى غير هذا العذاب، غير ذاك السراب.

خورخيه: لقد أصبحتِ شاعرة بكل شيء يا ماتيدا، ستكون الأيام القادمة صاخبة، وراغبة أن تنجحي وتحصدي الجوائز، وأن تنالي نيلًا مختلفًا.

ماتيلدا: فلنذهب بالأمتعة لأول محطة قطار سائر إلى البلدات الجارة، إلى الناس المارة نحو قرب المسارح والصالات والمقاهي، إلى العيون الفضولية نحو لحننا يا خورخيه، فلنذهب، فلنغادر، ولنهاجر بعقولنا باتجاه الحرية، باتجاه سعادة أبدية، باتجاه ما ينتظرنا.

خورخيه: فليكن لك ما تريدين هذه المرة يا ماتيلدا فأنتِ نجمة!

ماتيلدا: صار خورخيه أخيرًا يعترف بوجود لمعانٍ خاص يخص حضوري ووجودي، وكل ما كان يهمني في تلك الأيام أن أغادر وأجول الدنيا، وإن كانت لهوًا وعبثًا أو كان غيابًا مؤكدًا عن طقسٍ يعني بأُناسٍ من ماضٍ عَفِن، وقلت لخورخيه: سنذهب إلى كل الدنيا.

مقالات مشابهة

  • «اتقرصت؟ اعرف مين اللي قرصك واعمل إيه».. نصائح مهمة من نجل د. هاني الناظر
  • عبد الستار صبري يودع شيكابالا برسالة مؤثرة بعد اعتزاله: «واحد من عناقيد المهارات اللي هنفتقدها»
  • عوض بابكر : رحيل من لا يُعوَّض
  • استشهاد اللاعب الدولي مهند اللي متأثرا بإصابته بقصف إسرائيلي على غزة
  • وفاة اللاعب الفلسطيني مهند اللي متأثرا بإصابته بالقصف الإسرائيلي
  • بيت الملك والأردنيين
  • اعترافات فيلسوف جهادي
  • ابتزاز وحبس سنة .. قصة فيديو فضيحة بنات الجيم اللي قلبت الدنيا
  • الحب في زمن التوباكو (15)
  • مش مصدق اللي عمله..إعلامي يشيد بـ مستوى الهلال السعودي أمام مانشستر