لماذا توقف سيدنا جبريل ولم يدخل مع سيدنا النبي؟.. يسري عزام يجيب
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أكد الدكتور يسري عزام، إمام جامع عمرو بن العاص، أنه رحلة الإسراء والمعراج، أوقف سيدنا جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "تقدم يا رسول الله"، وهو مشهد يعكس عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضاف إمام جامع عمرو بن العاص، خلال تصريح، اليوم الاثنين: "جبريل عليه السلام، وهو الملك الذي خلق من نور العزة، توقف عن التقدم عند نقطة معينة، وقال: 'أما أنا فلو تقدمت لاحترقت، ولكن أنت يا محمد لو تقدمت لا اخترقت أنوار الجلال.
وأوضح الدكتور عزام أن هذا التوقف من سيدنا جبريل كان بسبب أن الأنوار الإلهية التي تجلت على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة كانت أقوى من قدرة جبريل نفسه على تحملها. في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الإنسان المخلوق من طين، كان قد أُعدّ خصيصًا لتحمل هذا النور العظيم بفضل تعلقه التام بالله تعالى وخصه بمقام النبوة، الذي جعل طينه عجنًا بأنوار الجلال الإلهي.
وأشار عزام إلى أن هذا الموقف يوضح الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة، وبين القدرة البشرية والإلهية، بينما تجلى النور الإلهي في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، فإن الملائكة، حتى لو كانت من نور، لم يكن بإمكانها الاقتراب من هذا النور إلا من خلال أمر الله سبحانه وتعالى.
واختتم بكلمات منسوبة إلى الشيخ عبد الحميد الشهاوي، الذي قال: "وفوق متن بساط الأنس، شافه الله بكل سر عن العالين مكتتم"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعبر عن أن النبي صلى الله عليه وسلم، في لحظاته مع ربه، كان في حال من القرب الذي لا يستطيع أي مخلوق آخر أن يبلغه، إذ كانت رؤيته لله ورؤياه في هذه اللحظات تتم في يقظته، لا في حلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رحلة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج ذكرى الإسراء والمعراج الشيخ يسري عزام سيدنا جبريل المزيد النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
يسري جبر يوضح معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، ردًا على سؤال حول قوله تعالى: «وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ» وقوله: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»، في مقابل قوله ﷺ: «لا تُفَضِّلوني على موسى» و«لا نُفَرِّقُ بين أحدٍ من رُسُله»، إن هذا ليس تناقضًا، بل تنوع في المعنى والمقام.
وأوضح الدكتور جبر أن قول الله تعالى «لا نفرق بين أحد من رسله» معناه الإيمان بجميع الأنبياء والرسل دون تفريق في أصل النبوة أو الصدق، فكلهم صادقون مبلِّغون عن الله، والنبوة في أصلها واحدة لا تتفاوت. أما التفضيل الوارد في القرآن فهو تفضيل في المراتب والدرجات عند الله، فمنهم من جعله الله رسولًا، ومنهم من جعله من أولي العزم، فـ الأنبياء متفاضلون في المكانة لا في أصل النبوة.
وبيّن أن القرآن هو سيد الكتب المنزلة كما أن النبي محمد ﷺ هو سيد ولد آدم، ولكن هذا التفضيل لا يعني الانتقاص من شأن الأنبياء الآخرين، بل هو تقدير لمقامهم جميعًا في إطار مراتب فضلٍ أرادها الله.
وأضاف أن نهي النبي ﷺ عن قول "خيرٌ من موسى" أو "لا تفضلوني على يونس" كان من باب الأدب والمصلحة، لأن ذلك كان في مواقف مع اليهود وغير المؤمنين بالنبي، فكان يخشى أن يثير الحديث عن تفضيله على موسى غضبهم فيتجرؤوا على مقام النبوة، ولذلك قال: «لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم»، أي لا تفتحوا باب الإساءة للدين بسبب جدال غير حكيم.
وأشار الدكتور جبر إلى أن النبي ﷺ كان يعلّم الأمة أدب الحديث عن الأنبياء، حتى لا تغطي أنوار فضائله ﷺ على مكانة الأنبياء السابقين في قلوب الناس، فقال: «لا تُخَيِّروني على موسى»، و«إنما ذك إبراهيم» حين قالوا له: يا خير البرية، تواضعًا منه ﷺ وحفظًا لمقام أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
وقال الدكتور يسري جبر: "لا تناقض بين التفضيل وبين عدم التفريق؛ فالتفضيل من الله في المقام، وعدم التفريق من المؤمن في الإيمان، ونحن نؤمن بجميع الأنبياء، ونحبهم جميعًا، ونضع نبينا محمدًا ﷺ في مكانته التي تليق به، فهو سيد ولد آدم، ونبي الأنبياء، وإمام المرسلين".