أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن استنكارها لتصريحات الرئيس الأمريكي العائد "دونالد ترامب" بشأن رؤيته لمعالجة الوضع الكارثي في قطاع غزة، والتي عبر فيها عن عزمه على الحث لتهجير سكان قطاع غزة نحو كل من مصر والأردن بصورة مؤقتة أو طويلة الأمد.

وأكدت المنظمة أن رؤية "ترامب" تشكل في ذاتها خطرًا داهمًا على صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي ساهم في حقن الدماء، ويعد تشجيعاً لاستمرار السياسة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في هذا التوقيت الذي شرعت فيه سلطات الاحتلال في تكرار جريمة الإبادة الجماعية وتشجيع خطر التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين ومخيمها للاجئين.

وأضافت: وتشكل رؤية "ترامب" انتهاكًا جسيمًا لأحكام المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 الخاصة بتنظيم قواعد حماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، والتي تنص على " يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلي أراضي دولة الاحتلال أو إلي أراضي أي دولة أخري، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".

كما تشكل انتهاكًا جسيمًا ومُجرمًا لأحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية للعام 1998 وتشكل جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 / فقرة "د" والتي نصت على أن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جرائم ضد الإنسانية".

وكذا تشكل جريمة حرب وفق المادة 8 / فقرة "ب - 8" والتي نصت على "قيام دولة الاحتلال على نحو مباشر أو غير مباشر، بنقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، أو أبعاد أو نقل كل سكان الأرض المحتلة أو أجزاء منهم داخل هذه الأرض أو خارجها".

وتعبر المنظمة عن رفضها القاطع لما تضمنته رؤية "ترامب" لما تشكله من عصف واضح بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي القلب منها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضيه المحتلة في يونيو 1967، وتعتبر المنظمة أن هذه الرؤية تشكل محاولات يائسة لتقويض القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وتضع حداً لدور ما يسمى بـ"الراعي الأمريكي" عملية السلام في الشرق الأوسط.

وتُثمن المنظمة ورفاقها في الحركة الحقوقية الفلسطينية موقف مصر الصلب الذي رفض كافة الضغوط والمغريات لتهجير سكان قطاع غزة، فإن المنظمة تناشد حكومتي مصر والأردن إعلان موقفهما الواضح لرفض رؤية "ترامب"، وامتناعهما عن أي تفاعل معها.

وتدعو المنظمة لتعزيز العمل الجماعي العربي والتشبيك مع 140 دولة عضو بالأمم المتحدة اعترفت بالدولة الفلسطينية نحو رفض ما طرحه الرئيس الأمريكي، وتعزيز الاستعداد للمؤتمر المزمع للدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 والمرتقب في مارس المقبل بسويسرا لحث المؤتمر على تبني آليات تفعيل الاتفاقية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وتنشيط آليات المساءلة والمحاسبة لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، وبينها جريمة التهجير القسري للسكان داخل وخارج الإقليم المحتل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العربية لحقوق الإنسان ترامب تهجير سكان قطاع غزة مصر الأردن غزة التهجير

إقرأ أيضاً:

المجلس النرويجي للاجئين: إطلاق النار على وفد دبلوماسي لم يكن تحذيرًا بل انتهاكًا واضحًا

علق  أحمد بيرم، المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط، على رواية الاحتلال الإسرائيلي التي تقول إن إطلاق النار خلال جولة الدبلوماسيين في الضفة الغربية كان تحذيريًا، قائلا، إنّ المزاعم الإسرائيلية بأن إطلاق النار الذي استهدف وفداً دبلوماسياً خلال جولة في الضفة الغربية كان "تحذيرياً" غير مقبولة، مشيراً إلى أن الحادث لا يمكن اعتباره عرضياً في ظل وجود تنسيق مسبق.

100 عام من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبلغاريا.. ومدبولي يبحث تعزيز التعاون الاقتصاديمنتصف النهار يسلط الضوء على إطلاق النار على دبلوماسيين بجنين ومقتل اثنين من سفارة إسرائيل بواشنطنرصاص الاحتلال يطال الدبلوماسية.. وفد أجنبي يتعرض لإطلاق نار في جنينفرنسا تستدعي سفير الاحتلال لديها على خلفية إطلاق نار تجاه وفد دبلوماسي دولي


وأضاف خلال تصريحات مع الإعلامية نهى درويش، في برنامج «منتصف النهار»، على قناة القاهرة الإخبارية، أنّ الحادث ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن وثقت اعتداءات استهدفت صحفيين، وفرق إغاثة، وحتى بعثات دبلوماسية، متابعًا، وأضاف أن الجانب الإسرائيلي كان على علم مسبق بزيارة الوفد، والتي تمر عادة عبر إجراءات تنسيقية معقدة وطويلة الأمد، مما يجعل روايته موضع شك.


وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية، أشار بيرم إلى أن البيان المصري الأخير الذي رحّب بتطور مواقف بعض الأطراف تجاه الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، يعكس دوراً محورياً تقوم به القاهرة في دعم القضية الفلسطينية، لافتًا، إلى أن مصر تواصل جهودها للضغط من أجل إدخال المساعدات ووقف الاعتداءات، واصفاً هذا الدور بأنه "حيوي ولا غنى عنه".


وأكد بيرم أن الموقف الأوروبي يشهد تحولات واضحة، سواء من خلال تصعيد الخطاب الإعلامي أو عبر التلويح بفرض عقوبات على إسرائيل إذا ما استمرت في انتهاكاتها، متمما: "يبدو أننا أمام صحوة أوروبية أو إدراك متأخر لحجم الكارثة، ونأمل أن يقود هذا الزخم إلى نتائج ملموسة، ليس فقط في غزة، بل في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة".

طباعة شارك جنين الضفة الغربية الاحتلال فلسطين اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • حركة فتح: هدف إسرائيل من عربات جدعون هو التهجير لا الأمن
  • نيبينزيا: روسيا تدعو إلى التحقيق في تقرير الأمم المتحدة حول وضع المدنيين في أوكرانيا
  • الأورومتوسطي يدعو العالم إلى منع تنفيذ جريمة التهجير القسري بحق أهل غزة
  • المجلس النرويجي للاجئين: إطلاق النار على وفد دبلوماسي لم يكن تحذيرًا بل انتهاكًا واضحًا
  • تفجر قضية استغلال طفلات قاصرات في معمل نسيج بطنجة مقابل 4 دراهم.. منظمة حقوقية : انتهاك صارخ واتجار بالبشر
  • لا أتوقع أي نتيجة'.. ترامب يستهين بقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
  • تقرير حقوقي يرصد أكثر من 2200 انتهاك في إب خلال 2024
  • باعوين يترأس وفد عُمان في اجتماع المنظمة العربية للتنمية الإدارية
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة: الحصار الإسرائيلي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة
  • لماذا لم يزر ترامب دولة الاحتلال في جولته الأخيرة؟ محللون يجيبون