أسعار النفط تستقر بعد تعهد ترامب بفرض رسوم على واردات عدة سلع
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
استقرت أسعار النفط بعد انخفاض بنسبة 2% ، مع تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإدخال مجموعة واسعة النطاق من التعريفات الجمركية على الواردات، بما في ذلك على بعض السلع الصناعية الرئيسية.
تم تداول خام "برنت" قرب 77 دولاراً للبرميل، في حين تداول خام "غرب تكساس" الوسيط فوق 73 دولاراً للبرميل.
قال ترمب إنه سيفرض التعريفات الجمركية على بعض السلع المنتجة في الخارج في "المستقبل القريب"، من أجل إجبار المنتجين على تصنيعها في البلاد، بما في ذلك منتجات الصلب والألمنيوم والنحاس.
وفي الوقت نفسه، تم تأكيد سكوت بيسنت كوزير للخزانة، وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أنه يؤيد التعريفات الجمركية الشاملة التي تبدأ من 2.5%. في جلسة الاستماع، أيد بيسنت فرض قيود أكثر صرامة على النفط الروسي، بينما قال أيضاً إن الولايات المتحدة يمكن أن "تجعل إيران فقيرة مرة أخرى" من خلال العقوبات.
في كندا، قالت رئيسة وزراء ألبرتا إن البلاد يجب أن تستعد للتعريفات الجمركية في الأول من فبراير، وهو التاريخ الذي كشف عنه ترمب في تصريحات سابقة كموعد لفرض الرسوم الجمركية على كندا. يأتي أكثر من نصف واردات الولايات المتحدة من الخام من جارتها الشمالية، ومعظمها من ولاية ألبرتا.
ترقب لاجتماع "أوبك+"
لا تزال أسعار الخام أعلى بشكل متواضع منذ بداية العام، حيث ارتفعت الأسعار نتيجة شتاء بارد في نصف الكرة الشمالي، والعقوبات على الخام الروسي والشحن، ولكنها انخفضت مع تهديدات ترمب بالرسوم الجمركية التي هزت الأسواق.
جاء تراجع يوم الإثنين وسط نزاع تعريفات بين كولومبيا والولايات المتحدة، فضلاً عن عمليات بيع أوسع نطاقاً في الأسواق العالمية.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في مجموعة "آي إن جي" إن أخبار الرسوم الجمركية "ستؤثر على المشاعر، وفي حين يبدو أن التركيز ينصب بشكل أكبر على المعادن في الوقت الحالي، فإن خطر التصعيد والتعريفات الجمركية الأوسع نطاقاً يتزايد".
بالنظر إلى المستقبل، يتوقع تجار النفط أن يلتزم تحالف "أوبك+" بسياسة العرض الحالية في اجتماع مراجعة الأسبوع المقبل، ومقاومة ضغوط ترمب لتعزيز الإنتاج وخفض أسعار الخام. في الوقت الحاضر، يعتزم التحالف إعادة بعض الإنتاج المقيد، على دفعات شهرية بدءاً من أبريل.
من المرجح أن تكون أحجام التداول في آسيا يوم الثلاثاء أقل بسبب عطلة رأس السنة القمرية القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النفط السلع خام برنت منتجات الصلب ترمب أسعار النفط أوبك
إقرأ أيضاً:
من هي أكثر الدول الآسيوية تضررا من إغلاق مضيق هرمز؟
"أ.ف.ب": يتّجه حوالي 84 % من النفط العابر في مضيق هرمز قبالة سواحل إيران إلى بلدان آسيوية، أبرزها الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وهي اقتصادات حسّاسة جدّا إزاء أيّ قيود قد تفرض على الملاحة البحرية في حال تصاعد حدّة النزاع في الشرق الأوسط.
وفي الربع الأوّل من العام، عبر في هذا المضيق الاستراتيجي 14.2 مليون برميل من النفط الخام يوميا، فضلا عن 5.9 مليون برميل في اليوم من منتجات نفطية أخرى، أي 20 % تقريبا من الإنتاج العالمي، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة (EIA).
ويعدّ مضيق هرمز سبيل التصدير شبه الوحيد للنفط الخام الآتي من السعودية والإمارات والعراق والكويت وقطر وإيران.
فيما يأتي، أبرز البلدان الآسيوية التي توجّه إليها صادرات النفط العابرة في المضيق.
- الصين
بحسب تقديرات الخبراء، يمرّ أكثر من نصف النفط المستورد إلى آسيا الشرقية عبر المضيق.
وهي خصوصا حال الصين التي استوردت في الربع الأول من العام 5.4 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر المضيق، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.
وكانت السعودية العام الماضي ثاني أكبر مزوّد للصين بالنفط، مع 1.6 مليون برميل في اليوم، أي حوالي 15 % من وارداتها الإجمالية بحسب المصدر عينه.
وتعدّ إيران نفسها مصدرا كبيرا للهيدروكربونات المستوردة من الصين. وفي أبريل، بلغت الواردات الإيرانية إلى الصين 1.3 مليون برميل في اليوم، بحسب مركز "كبلر". ويوجّه الجزء الأكبر من هذه الواردات إلى مصاف صينية صغيرة (تُعرف بمصافي أباريق الشاي) تعمل على نحو مستقلّ عن الشركات النفطية التابعة للدولة، بما يتيح لهذه المجموعات الكبيرة تفادي العقوبات الأمريكية.
وتشتري الصين، بحسب "كبلر" أكثر من 90 % من صادرات إيران النفطية.
- الهند
في الربع الأول من العام، استوردت الهند 2.1 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب بيانات الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.
وهي تعوّل كثيرا على هذا المعبر الاستراتيجي، إذ إن بلدان الشرق الأوسط، خصوصا العراق والسعودية، زوّدتها مطلع عام 2025 حوالي 53 % من وارداتها النفطية، بحسب الصحافة الاقتصادية المحلية، ما يضع نيودلهي في وضع حرج في ظلّ تصاعد التوتّرات في المنطقة، رغم ازدياد الواردات النفطية الروسية إلى الهند منذ ثلاث سنوات.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينج بوري على إكس: "سنتّخذ كلّ التدابير اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا".
وأشار قائلا: "نوّعنا مصادر الإمداد في السنوات الأخيرة... ويتمتّع موزّعونا باحتياط يكفي لأسابيع وهم يعتمدون على سبل عدة للإمداد"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
- كوريا الجنوبية
بحسب أرقام قطاع النفط الوطني، يعبر حوالي 68 % من واردات النفط الخام إلى كوريا الجنوبية عبر مضيق هرمز، أي حوالي 1.7 مليون برميل في اليوم وفق تقديرات الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.
وتعتمد كوريا الجنوبية بشكل خاص على السعودية التي زوّدتها العام الماضي بثلث وارداتها النفطية لتصبح أكبر مزوّد للنفط في البلد.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية: "ما من اختلالات راهنا في واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لكن أزمة إمداد قد تطرأ بحسب تطوّر الوضع".
وأشار البيان إلى أن "الحكومة والجهات المعنية في القطاع أعدّت العدّة لحالات الطوارئ مبقية على احتياط استراتيجي من النفط يوازي حوالي مائتي يوم من الإمدادات ومخزون كاف من الغاز الطبيعي المسال".
- اليابان
تستورد اليابان 1.6 مليون برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.
وبالاستناد إلى بيانات الجمارك اليابانية، كان 95 % من النفط الخام الوارد إلى الأرخبيل العام الماضي يأتي من الشرق الأوسط.
وبدأت شركات شحن منتجات الطاقة في البلد تكيّف ترتيباتها. وأفادت مجموعة "ميتسوي او اس كاي" وكالة فرانس برس "نتّخذ تدابير لنخفّض قدر المستطاع فترات بقاء سفننا في الخليج".
- بلدان أخرى
استوردت بلدان أخرى في آسيا مليوني برميل من النفط الخام في اليوم عبر مضيق هرمز في الربع الأول من العام كانت أبرزها تايلاند والفلبين. لكن أوروبا (0.5 مليون) والولايات المتحدة أيضا (0.4 مليون) كان لهما أيضا حصّة من النفط العابر في المضيق.
- بدائل محدودة
قد تحاول البلدان الآسيوية تنويع مصادر الإمداد، لا سيّما من خلال زيادة مشتريات النفط الأمريكي، لكن من المستحيل تعويض إجمالي الكمّية الواردة من الشرق الأوسط.
وعلى المدى القصير، "قد يوفّر الاحتياط العالمي من النفط ومخزون الإنتاج في أوبيك بلس وإنتاج الغاز الصخري الأمريكي حماية نسبية"، بحسب خبراء في مصرف "MUFG".
وتتمتّع السعودية والإمارات ببنى أساسية تسمح بتفادي العبور في مضيق هرمز، ما قد يحدّ من رقعة الاختلالات في حال حدوثها. غير أن طاقة العبور التي تقدّرها الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة بحوالي 2.6 مليون برميل في اليوم تبقى محدودة جدّا.
أما خطّ أنابيب التصدير غورة-جاسك الذي أنشأته إيران للتصدير عبر خليج عُمان والذي لم يستخدم منذ العام الماضي، فلا تبلغ طاقته القصوى سوى 300 ألف برميل في اليوم، بحسب الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطاقة.