في إطار سعيها للانتقال من فكرة الثورة إلى فكرة بناء الدولة، تعمل الإدارة السورية الجديدة على تدعيم هذا البناء وترسيخه من خلال بناء جيش وطني يضم كافة التشكيلات والفصائل العسكرية التي تشكلت نتيجة ظروف ومعطيات معينة أيام الثورة السورية.

وقد أبدت أغلب هذه الفصائل استعدادها للانخراط في وزارة الدفاع، وذلك بحسب وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أثناء لقائه مع الصحفيين في دمشق الأحد 22 يناير/كانون الثاني، لتبقى بذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المكون العسكري الوحيد الذي يرفض حل نفسه، ويصر على الاندماج بالجيش الوطني ككتلة وليس كأفراد، وهو ما ترفضه الإدارة السورية الجديدة بشكل نهائي لاعتبارات متعددة.

إلى جانب ذلك تطالب قسد أيضا بنوع من "الفدرالية المرنة" كما سمتها القيادية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد في تصريحات صحفية، إلى غير ذلك من الميزات التي تجعل من قسد تشكل أكبر تحد للإدارة السورية الجديدة، وخاصة بالجانب العسكري نظرا لامتداداتها الإقليمية وعلاقاتها الدولية.

دعم وتسليح أميركي

تتلقى قوات سوريا الديمقراطية دعمها من الولايات المتحدة الأميركية على نحو مباشر، وفق ما أعلنه مسؤولون أميركيون في عدة مناسبات.

فبعدما أصدرت قسد بيانها التعريفي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، والذي قدمت نفسها فيه على أنها "تكتل عسكري وطني لكل السوريين يضم الأكراد والعرب والتركمان والسريان"، وأوضحت أن هدفها الرئيسي هو دحر تنظيم الدولة الإسلامية واستعادة جميع الأراضي التي اجتاحها التنظيم المتشدد آنذاك.

إعلان

بدأت الولايات المتحدة بتقديم الدعم المباشر لهذه القوات، بعد يومين من هذا البيان، إذ أعلن المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية الوسطى -في بيان صدر بعد تأسيس قوات سوريا الديمقراطية- أن "التحالف الدولي ألقى 50 طنا من الأسلحة لمجموعات عربية سورية مسلحة خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة" وفق البيان، من دون تحديد اسم هذه المجموعة.

وعلى الرغم من محاولة الولايات المتحدة التسويق لها على أنها تمثل كل مكونات الشعب السوري، فإن عامودها الفقري يتكون من وحدات حماية الشعب  (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) بمعنى أنها تعد امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني (Pkk) المصنف على لوائح الإرهاب التركية والغربية.

ولا يقتصر الدعم الأميركي على الأسلحة وتقديم الخبراء والمستشارين، إذ تقوم قوات التحالف والقوات الأميركية بشكل خاصّ بعمليات تدريب مستمرة منذ عام 2014 لعناصر قسد بشكل عامّ ضِمن عدد من القواعد العسكرية التابعة لها والمجهّزة لهذا الغرض كقاعدة "هيمو" الواقعة على طرف مدينة القامشلي.

لكن معظم عمليات التدريب هذه موجهة لعناصر وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد "يات" (YAT) والتي تحظى بالدعم والتسليح الأعلى من جانب القوات الأميركية، وذلك بحسب دراسة أصدرها مركز جسور للدراسات عام 2023.

وتوضح الدراسة أن عمليات التدريب تشمل استخدام الأسلحة الرشاشة والقناصات وتدريب مجموعات محددة على استخدام الطائرات المسيّرة في عمليات المراقبة إضافة للتدريب على استخدام أجهزة الاتصال وتحديد المواقع والمراقبة والتشويش.

شماعة محاربة الإرهاب

على الرغم من إعلانها القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في آخر معاقله في منطقة الباغوز شرقي دير الزور عام 2019، فإن قوات قسد ما زالت تصدر نفسها للعالم على أنها تحارب الإرهاب، مستغلة حمايتها وإشرافها على السجون التي تضم الآلاف من عناصر وقيادات التنظيم الذين مازالت دولهم ترفض إعادتهم.

إعلان

وفي هذا السياق، أكدت قسد في 21 يناير/كانون الثاني الجاري أنها تعارض تسليم السجون التي تحوي عناصر من تنظيم الدولة للحكام الجدد في دمشق، وأوضحت أنها تتأهب لهجمات من جانب الجماعة الإرهابية (تنظيم الدولة)، وتراقب محاولاتها للظهور من جديد، وفقا لوكالة رويترز.

يؤمن موقف قسد هذا غطاء سياسيا لها،  تجلى -مثلا- في تأكيد وزيري الخارجية الفرنسي والألماني أثناء زيارتهما إلى سوريا في الثالث من الشهر الجاري على ضرورة التوصل إلى حل سياسي مع الأكراد.

يؤمن لها كذلك دعما ماليا مستمرا، إذ تحصل قسد على حصة دعم مالي سنوي من دول التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركيّة التي خصّصت مبلغ 542 مليون دولار من ميزانية وزارة دفاعها عام 2023 لبرنامج "تدريب وتجهيز" القوات الشريكة لها في سورية والعراق.

وفي هذا السياق يشير الباحث في مركز الحوار السوري عامر المثقال إلى أن ورقة تنظيم الدولة وسجونه في شمال شرق سوريا هي آخر أدوات قسد لتقديم نفسها كحارس للمنطقة ضد الإرهاب، وهي مهمة تبدو الإدارة السورية الجديدة قادرة على إدارتها، مما ينزع الذرائع الأميركية باستمرار دعم قسد.

ويؤكد المثقال في حديثه للجزيرة نت أن العامل الأساسي في قوة واستمرارية قسد هو الدعم الأميركي، ويضرب مثالا على ذلك بمعارك قسد مع قوات العشائر العربية في عام 2023 حيث تمكنت العشائر من إخراج قسد من عشرات القرى والبلدات في ريف دير الزور الغربي والشرقي، قبل أن تعود قسد إلى تلك القرى عبر الدعم الأميركي والإسناد الجوي من قوات التحالف.

هل تملك "قسد" 100 ألف مقاتل؟

في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة ذا تايمز البريطانية، قال قائد قسد مظلوم عبدي إن قواته مستعدة لحل قواتها المكونة من 100 ألف عنصر، والانضمام إلى جيش سوري جديد بقيادة السلطات التي ستتولى الحكم بعد نظام بشار الأسد، بشرط "ضمان حقوق الأكراد والأقليات الأخرى".

إعلان

وتشير التقارير إلى أن النسبة الكبرى من هؤلاء المقاتلين هم من العرب، ووفقًا للبنتاغون كان الأكراد يشكلون 40% من قسد، بينما العرب يمثلون 60% في مارس/آذار 2017، رغم أن مصادر أخرى تشير إلى أن نسبة المقاتلين العرب كانت أقل من ذلك، ومع ذلك هناك إجماع على أن القيادة في قسد تعود للأكراد.

وإلى جانب العرب والأكراد السوريين يوجد قيادات وعناصر أجنبية في قوات قسد، إذ نقلت رويترز في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي اعترف مظلوم عبدي لأول مرة بوجود هذه العناصر بصفوف قواته بالقول إن المقاتلين الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة مع تركيا بشمال سوريا.

عبدي: المقاتلون الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون (رويترز)

وتعليقا على تصريحات مظلوم عبدي حول أعداد مقاتلي قسد، ينفي الباحث المختص بتطورات الشرق السوري سامر الأحمد أن تصل الأرقام إلى هذا العدد، ويؤكد على أنها تتراوح بين 20 و30 ألفا وأقل من ذلك حتى، وخاصة بعد سقوط النظام وحصول الكثير من الانشقاقات، إضافة إلى الأحداث التي شهدها ريف دير الزور الشرقي.

ويوضح الأحمد في حديثه للجزيرة نت أن أعداد قوات قسد كانت كبيرة أيام التعبئة العامة في المعارك ضد تنظيم الدولة، وكانت الاشتباكات على عدة جبهات في الرقة والحسكة وعين العرب، إذ كان كل مجلس عسكري من هذه المناطق يُجند آلاف المقاتلين من أبنائه في تلك المعارك.

ويتفق الباحث عامر المثقال مع الأحمد في أن الأعداد الحقيقية لقسد لا تتجاوز الـ30 ألف مقاتل، أغلبهم من المكون العربي الجزء الأكبر منهم، وهذه -بحسب المثقال- مشكلة أخرى تواجهها قسد بسبب نقص المقاتلين من المكون الكردي، واضطرارها لتجنيد العرب إجباريا بصفوفها، وهؤلاء ينشقون عند حصول أي مواجهات حقيقية كما حدث في معارك دير الزور.

إعلان

وبحسب الباحث المثقال فإن عبدي يهدف من هذه التصريحات إلى تضخيم قوة قسد للضغط على الإدارة الجديدة من أجل تحصيل مكاسب رسمية كأن تضاف قسد ككتلة عسكرية مستقلة داخل الجيش لها صلاحياتها الخاصة بشمال شرقي سوريا.

يذكر أن هذه القوات تسيطر على مساحة تزيد عن 35 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعني أنها تستحوذ على قرابة 18.92% من أراضي سوريا.

الأحمد: أعداد قوات قسد تتراوح بين 20 و30 ألفا أو أقل وخاصة بعد سقوط النظام وأحداث ريف دير الزور الشرقي (رويترز) تفوق اقتصادي

أتاحت سيطرة قسد على المناطق النفطية في شمال شرقي سوريا موردا اقتصاديا هاما لها، جعلها متفوقة على باقي المناطق السورية خلال سنوات الحرب السورية، إلى جانب ذلك حرص التحالف الدولي على توفير دعم مالي سنوي لها، وخصصت بعض الدول ميزانية بمئات الملايين من الدولارات في صرف أجور المقاتلين وتأمين المصاريف المالية الأخرى.

وتستفيد قسد من هذا الدعم المادي بشكل رئيسي في صرف رواتب وأجور مقاتليها وإدارييها التي تتراوح بين 100 إلى 800 دولار أميركي، وتُعتبر هذه الأجور الأعلى مقارنةً ببقية المجموعات المسلّحة المحلية الأخرى في سورية ومن ضِمنها قوات النظام السوري مما ساعد قسد إلى حدّ كبير في ضمان استمرار التجنيد في صفوفها.

وفي منتصف عام 2022، أعفت الولايات المتحدة مناطق قسد من العقوبات المفروضة على الاستثمارات الأجنبية، وقد ترجمت قسد هذه الخُطوة على أنّها دعم لجهودها في إعادة تأسيس البِنْية التحتية ضِمن مناطق سيطرتها، وذلك بحسب دراسة سابقة لمركز جسور للدراسات.

وإضافة إلى النفط والموارد الطبيعة كالزراعة، تلجأ قسد كذلك إلى أخذ ضرائب وأتاوات كبيرة من كل القطاعات الاقتصادية بكل مناطق الجزيرة السورية، فمثلا بالشهر الماضي فرضوا على محلات الصرافة والذهب مبلغا من 7 آلاف إلى 10 آلاف دولار كتبرع للقوات، ولتغطية التكاليف العسكرية، بحسب الأحمد.

إعلان

ويتابع الأحمد أن "قسد" كانوا ينتجون طبعا -بحسب كلامهم- ما يصل إلى 100 ألف برميل من النفط السوري، حيث يغطون به السوق المحلي، ويقومون ببيعه للنظام والمعارضة وهيئة تحرير الشام، إضافة إلى تهريبه للعراق، مما يؤمن لهم واردات شهرية تقدر بملايين الدولارات.

يذكر أن شرط الاحتفاظ بحصة محددة من حقول وعائدات النفط، كان من ضمن الشروط التي تصر عليها "قسد" خلال مفاوضاتها مع الإدارة السورية الجديدة، وذلك بحسب ما نقلته مصادر مقربة من الإدارة الجديدة للجزيرة نت.

يشار إلى أن مناطق سيطرة قوات "قسد" تشهد في الفترة الأخيرة خسائر اقتصادية كبيرة جراء الغارات التركية والتي تستهدف مواقع عسكرية ومحطات نفطية وبنية تحتية وشركات تجارية ومعامل في مناطق شمال شرقي سوريا.

متظاهرون أكراد يرتدون قمصانا عليها كلمة كوباني ويحملون صورة عبد الله أوجلان (الأوروبية) وجود عقيدة أيدلوجية

إضافة إلى ما سبق، تمتاز قوات قسد بوجود عقيدة أيديولوجية تقاتل من أجلها، ويدعم هذه العقيدة اعتبارهم عبد الله أوجلان رمزا للنضال والحرية، وهي بذلك تسير على نهج حزب العمال الكردستاني.

وفي هذا السياق، يوضح الباحث المختص بالشأن الكردي بمركز رامار للبحوث أن من عوامل قوة قسد هو اعتمادها في لحظة التشكل على عناصر كردية سورية انضمت لحزب العمال، وهؤلاء يمتلكون خبرة عسكرية قديمة تمتد لما يقارب عقدين وأكثر من الزمن، كما يتميزون بالتزام عسكري في القتال مبني على التزام أيديولوجي.

ويضيف رشيد في حديثه للجزيرة نت أن هؤلاء العناصر كانوا يخضعون لدورات أيدلوجية وعقائدية تتضمن أفكار حزب العمال الكردستاني ومقاتلة الأتراك، والفكر الاشتراكي الشيوعي، وهؤلاء ينتمون إلى وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، أما بقية تشكيلات قسد فلا يوجد عندها هذه العقيدة.

وفي تاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تشهد عدة مناطق تسيطر عليها قسد في شمال شرقي سوريا احتفالات بذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني، وعادة ما تتزامن مع مسيرات بسيارات تابعة لقسد والإدارة الذاتية، تجوب عدة مناطق وهي ترفع أعلام الحزب وصور عبد الله أوجلان.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة السوریة الجدیدة العمال الکردستانی الولایات المتحدة شمال شرقی سوریا تنظیم الدولة للجزیرة نت وذلک بحسب دیر الزور إضافة إلى قوات قسد على أنها إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

بن حبتور يشارك في المؤتمر العلمي الأول للإدارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر

الثورة نت/..

شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، اليوم في افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الأول للإدارة الطبية الذي تقيمه كلية الادارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية تحت شعار “نحو إدارة طبية فاعلة لخدمات طبية مستدامة ذات جودة عالية”.

وأشاد الدكتور بن حبتور بانعقاد هذا المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات طبية شملت العديد من التخصصات.. معبرا عن الشكر لرئيس الجامعة وطاقمها الأكاديمي والإداري الذين استطاعوا أن يحققوا النجاحات بالرغم من التحديات ذات الصلة بالواقع الاستثنائي الراهن.

ولفت إلى أن القيادات العليا تنظر بتقدير إلى ما تحققه جامعة 21 سبتمبر وما شهدته من تطور وتوسع في نشاطها العلمي والأكاديمي التخصصي خلال أعوام قليلة.

وأوضح أن ارتباط الجامعة بثورة 21 سبتمبر يضاعف المسئولية عليها في التطوير المستمر لأدائها العام وتجويد مخرجاتها.. منوها بالدور المسئول لوزير التعليم العالي السابق حسين حازب في إسناد الجامعة خلال الفترة الماضية.

ونوه عضو السياسي الأعلى بدور هذه الجامعة في رفد القطاع الصحي بالأطباء المؤهلين في معظم التخصصات.. مؤكدا أن الأطباء اليمنيين استطاعوا خلال سنوات العدوان والحصار أن يتقدموا خطوات كبيرة بشهادة الكثير من المختصين والمتابعين.

وذكر أن الإدارة الطبية تعد من أهم التخصصات الصحية التي تضيفها الجامعة لقطاع التعليم الطبي على مستوى اليمن.. واصفا هذه الخطوة بالتجربة القوية التي تحسب للجامعة وقيادتها.

وأشار الدكتور بن حبتور، إلى أن إرادة الإنسان اليمني واجهت تحالف العدوان الأمريكي السعودي والعدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني.. وقال” رغم الحصار والصعوبات إلا أن الإنسان اليمني ظل حاضرا للتضامن الأخوي والديني والإنساني فيما معظم أبناء الأمة في سبات وكأنهم لا يشاهدون ما يتعرض له إخوانهم في غزة من عدوان وجريمة إبادة من قبل العدو الإسرائيلي”.

وأضاف ” نعتز كشعب يمني بأننا وإخواننا في عزة نتقاسم الجوع والصواريخ والقنابل من ذات العدو”.

وفي التدشين الذي حضره محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، نوه نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس بمبادرة جامعة 21 سبتمبر في تنظيم هذا المؤتمر العلمي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى اليمن.

وهنأ الجامعة بحصولها على شهادة الاعتماد الأكاديمي الوطني البرامجي في برنامج الإدارة الطبية، كأول برنامج معتمد على مستوى الجامعات اليمنية والذي يمثل إضافة نوعية لتحسين إدارة المؤسسات الطبية.

واعتبر الدكتور الدعيس جامعة 21 سبتمبر من أكثر الجامعات التي تولي البحث العلمي اهتماماً كبيراً من خلال الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات التي تقيمها، ترجمة لرسالتها وتحقيقاً لوظائفها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

وحث المشاركين في المؤتمر على الخروج بتوصيات نوعية وقابلة للتطبيق والقياس للاستفادة منها في تحسين الإدارة الطبية بالمؤسسات والمنشآت الصحية.

من جانبه أكد رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة الدكتور أحمد الهبوب أهمية انعقاد المؤتمر بالتزامن مع منح الاعتماد الأكاديمي لبرنامج الإدارة الطبية في الجامعة.

وأشار إلى أن التعليم الطبي يحظى بمكانة رفيعة وتزداد أهميته كلما زادت جودته والتي لا تتحقق إلا بحوكمة إداراته.. مبيناً أن قيادة جامعة 21 سبتمبر أدركت العلاقة والأبعاد التطويرية للتخصصات الطبية والمتمثلة في مكانتها العلمية وجودتها الأكاديمية وإدارتها الرشيدة والعمل على تحقيقها.

فيما أشاد وزير التعليم العالي السابق حسين حازب إلى الإنجازات التي حققتها الجامعة في فترة وجيزة على الصعيد الأكاديمي والتعليمي.. مؤكدا أن الجامعة تعد إحدى ثمار ثورة 21 سبتمبر التي أزاحت الظلم والطغيان.

واستعرض المراحل والمنعطفات التي واجهت التعليم العالي في ظل العدوان والحصار وخاصة جامعة 21 سبتمبر والجهود التي بذلت من القيادة والحكومة لدعم الجامعة الناشئة والأخذ بيدها للوصول بها إلى هذه المرحلة.

بدوره أكد رئيس جامعة 21 سبتمبر- رئيس المؤتمر الدكتور مجاهد معصار، أن المؤتمر يأتي انطلاقاً من رؤية الجامعة الاستراتيجية، والمسؤولية الوطنية في دعم القطاع الصحي عبر إدارة طبية رشيدة تواكب التحديات وتستلهم أفضل الممارسات العالمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يسعى إلى توفير منصة تجمع بين الخبراء المحليين والدوليين والباحثين والممارسين الصحيين، وصناع القرار، لمناقشة التطورات في مجال إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات، وتبادل المعرفة وعرض أحدث الأبحاث في مجالات الحوكمة الصحية، وإدارة الجودة، والتحول الرقمي وتمويل الخدمات الطبية، للإسهام في إيجاد حلول مبتكرة تسهم في رفد الميدان الطبي بمعطيات علمية وعملية تترجم على الواقع إلى خدمة صحية مستدامة.

وثمن الدكتور معصار الجهود المبذولة من قيادة الكلية واللجان العلمية والتنظيمية والمساعدة وجميع الشركاء والداعمين والمشاركين من داخل اليمن وخارجه في الإعداد والتنظيم للمؤتمر.

فيما أشار نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية – نائب رئيس المؤتمر الدكتور مطيع أبو عريج، وأمين عام المؤتمر الدكتور منير القاضي، إلى أن الإدارة الطبية الصحية أصبحت عنصراً اساسياً في تحقيق النجاح والاستدامة من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لتحقيق أقصى درجات الكفاءة والجودة في تقديم الخدمات الصحية.

ولفتا إلى أن المؤتمر يسعى إلى تحسين كفاءة وفاعلية الإدارة الطبية، وتطوير الخدمات الصحية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية بالصحة العامة وصحة البيئة، ورفع الوعي بأهمية تخصصات الإدارية الطبية، ودعم البحث العلمي في علوم الإدارة الطبية.

من جانبها استعرضت عميدة كلية الطب الدكتورة سلوى الغميري، الإنجازات التي حققتها الجامعة خلال الخمس السنوات الماضية، في المجالات والبرامج الأكاديمية والبنية التحتية والمعامل والكوادر الأكاديمية والإدارية.

وأكدت أن الجامعة التي بدأت بخمس كليات وخمسة برامج أصبحت اليوم تضم تسع كليات و20 برنامجاً اكاديمياً في البكالوريوس وستة برامج دبلوم، واستطاعت استقطاب 415 عضو هيئة تدريس مقابل 34 في البداية ووصل عدد المعيدين إلى 150 مقارنة 40 عند التأسيس.

وذكرت الغميري أن الجامعة بدأت بثمان قاعات دراسية وعشرة معامل، وصارت اليوم 20 قاعة دراسية و20 معملاً طبياً، فضلاً عن افتتاح مجمع العيادات الطبية لتقديم الخدمات للمرضى وخدمة المجتمع.

في حين أعلن أمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، عن منح المجلس شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الوطني الذهبي لبرنامج الإدارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر كأول برنامج على مستوى اليمن.

وعقب الافتتاح بحضور رؤساء الجامعات الحكومية ونواب رؤساء جامعة 21 سبتمبر، ومدراء المستشفيات والهيئات، والمدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبد الرزاق، جرى تكريم عضو المجلس السياسي الأعلى والجهات الراعية والداعمة.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين 71 ورقة وبحثا علميا تتمحور حول الحوكمة، والإدارة الحديثة للمنظمات الصحية، وإدارة الجودة والتحسين النوعي وإدارة واعتماد المؤسسات والمرافق الصحية، والابتكار في الإدارة الطبية، والتمويل والتأمين الصحي، وتطوير الكوادر البشرية في القطاع الصحي، ودور التحول الرقمي والتكنولوجيا في تحسين الإدارة والجودة في قطاع الرعاية الصحية وضمان استدامة خدماته.

وكان الدكتور بن حبتور اطلع على مرافق الجامعة والمعامل الطبية والقاعات الدراسية، والخدمات التي يقدمها مجمع العيادات الطبية التابع للجامعة.

مقالات مشابهة

  • سوريا الجديدة بين الحرية والمسؤولية… محاضرة في ثقافي حمص
  • إيران: لسنا في عجلة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة
  • لاعبو كمال الأجسام يواجهون احتمالية أكبر للموت.. لماذا؟
  • سوريا ما بعد الأسد.. صراعات الجيران وانقسامات المجتمع مع انهيار دولة المخابرات
  • رويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لإسرائيل
  • ريمة: حفل تخرج ومسير عسكري لخريجي قوات التعبئة العامة بالجبين
  • وزير الزراعة يبحث مع التنمية البريطانية السورية والفاو سبل دعم القطاع الزراعي في سوريا
  • بن حبتور يشارك في المؤتمر العلمي الأول للإدارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر
  • بينها سوريا.. أكبر 10 دول منتجة للفستق في العالم
  • سوريا تحسم الجدل حول طباعة العملة الجديدة