Helion الناشئة تسابق الزمن لتشغيل أول مفاعل نووي اندماجي
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
رغم التحديات الهائلة التي تواجه مشاريع الاندماج النووي، تؤكد شركة Helion الناشئة أنها قادرة على تحقيق اختراق تقني يمكّنها من توليد الكهرباء عبر مفاعلها الاندماجي بحلول عام 2028، متجاوزة التأخيرات التي شهدها مشروع ITER الدولي، والذي لم ينجح حتى الآن في إنتاج تفاعل اندماجي مستدام.
تمويل ملياري ورؤية واعدةتأسست Helion عام 2013، وتمكنت من جمع تمويل بقيمة 425 مليون دولار بدعم من شخصيات بارزة مثل سام ألتمان وبيتر ثيل، ليصل إجمالي استثماراتها إلى أكثر من مليار دولار، وتبلغ قيمتها السوقية حاليًا 5.
تعتمد الشركة على مبدأ الاندماج النووي، الذي يُعد بمثابة "الكأس المقدسة" للطاقة النظيفة، حيث يولد كميات هائلة من الكهرباء دون انبعاثات كربونية أو نفايات مشعة طويلة الأمد، على عكس المفاعلات النووية التقليدية. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق تفاعل اندماجي مستدام ينتج طاقة أكثر مما يستهلك، وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد، حتى مع مشاريع بمليارات الدولارات مثل ITER.
نهج مختلف.. بلا توربينات بخاريةعلى عكس المفاعلات الأخرى التي تعتمد على الحبس المغناطيسي أو القصور الذاتي، تتبنى Helion نهجًا فريدًا. حيث تقوم بحقن الديوتيريوم والهيليوم-3 في طرفي المفاعل، لتسخينهما إلى بلازما يتم تسريعها بسرعات تصل إلى مليون ميل في الساعة. عندما تتصادم البلازما في مركز المفاعل، يتم ضغطها مغناطيسيًا لتصل إلى درجة حرارة 100 مليون درجة مئوية، مما يؤدي إلى حدوث الاندماج.
بدلاً من استخدام التوربينات البخارية التقليدية لتحويل الحرارة إلى طاقة كهربائية، تعتمد Helion على تحفيز التيار الكهربائي مباشرة من التفاعل الاندماجي عبر المجالات المغناطيسية، مما يجعل النظام أبسط وأكثر كفاءة.
التحديات التقنية لا تزال قائمةورغم أن Helion نجحت في تحقيق معدلات نبض سريعة تقترب من متطلبات الاندماج، إلا أن التنفيذ على نطاق واسع لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا. ووفقًا للرئيس التنفيذي ديفيد كيرتلي، فإن تحقيق اندماج مستدام يتطلب التغلب على عقبات تقنية ضخمة، مثل التحكم في النبضات الكهربائية التي تصل إلى ملايين الأمبيرات.
وتكمن المشكلة الأساسية التي تواجه جميع المفاعلات الاندماجية في السيطرة على طفرة الطاقة الهائلة التي تحدث عند التفاعل. فحتى الآن، لم يتمكن أي مشروع من ضبط هذه الظاهرة وتسخيرها لتوليد طاقة مستقرة.
خطوات مستقبلية وانتظار النتائجتؤكد Helion أن مفاعلها الجديد Polaris أصبح "قيد التشغيل"، لكنها لم تكشف عن أي نتائج حتى الآن. وإذا تمكنت الشركة من الوفاء بوعودها، فقد يكون هذا المشروع نقطة تحول في مجال الطاقة الاندماجية، مما يمهد الطريق لمصدر طاقة نظيف ومستدام يمكنه إمداد المدن بالكهرباء دون أي تأثير بيئي سلبي.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح Helion حيث فشلت المشاريع الأخرى؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاندماج النووي الكهرباء انبعاثات كربونية
إقرأ أيضاً:
السعودية.. الأمير تركي الفيصل يشعل تفاعلا بما قاله عن ضربة إيران وربط مفاعل ديمونا بإسرائيل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثار رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بأعقاب ما قاله حول الضربة الأمريكية التي وجهت لمنشآت نووية إيرانية وربط ذلك بمفاعل ديمونا النووي في إسرائيل.
تصريحات الأمير تركي المتداولة جاءت في مقال رأي نشرته صحيفة "ذا ناشونال"، الخميس، وقال فيه: "في عالمٍ يسود فيه الإنصاف، لرأينا قنابل التدمير القاذفة الأمريكية من طراز B2 تُمطر ديمونا ومواقع إسرائيلية أخرى، فإسرائيل، في نهاية المطاف، تمتلك قنابل نووية، خلافًا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.. والأدهى من ذلك، أن إسرائيل لم تنضم إلى تلك المعاهدة، وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يُفتّش أحدٌ منشآتها النووية".
وتابع الأمير السعودي في جزء من مقاله قائلا إنّ "من يبرّرون هجوم إسرائيل الأحادي على إيران بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء عام 1996، الداعية إلى تدمير الحكومة الإيرانية، لقد جلبت لهم تهديدات إيران الدمار.. من المتوقع أن يُبدي الغرب دعمًا منافقًا لهجوم إسرائيل على إيران.. ففي نهاية المطاف، لا يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمرًا، وإن كانت بعض الدول قد تراجعت مؤخرًا في دعمها".
ويذكر أن الأمير تركي الفيصل رد في مقابلة سابقة أجراها مع قناة "فرانس 24" العام 2023 على سؤال حول موقف إسرائيل من الاتفاق السعودي الإيراني واحتمال أن يدفع ذلك نتنياهو إلى توجيه ضربة لإيران لأنه لا يرى حلا آخر لبرنامج طهران النووي، قائلا: "اعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس بحاجة لعذر إذا أراد أن يضرب إيران، وكنا نسمع عن ضربات إسرائيلية ضد إيران منذ 15 عاما، منذ العام 2005 كان هناك دائما أخبار على نحو ما بأن إسرائيل تحضر لضربة ضد إيران.."
وكانت السعودية قد عقّبت في بيان على الضربة الأمريكية بإيران، قالت فيه: "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.. وإذ تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد".
وتابعت: "كما تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وسبق للسعودية أن أعربت في بيانها بتاريخ الـ13 من يونيو عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني وكبار القادة العسكريين، إذ قالت وزارة الخارجية في بيان: "في حين تدين المملكة هذه الهجمات الشنيعة، فإنها تؤكد أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) يتحملان مسؤولية كبيرة لوقف هذا العدوان".