المهاجرون الأفارقة في اليمن: معاناة لا يلتفت إليها العالم
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
خلافًا للاهتمام الذي أظهرته الدول الأوروبية تجاه معاناة المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، يعاني عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في اليمن البلد الذي يرزح تحت الحرب منذ ما يزيد على ثمانية أعوام، من سوء المعاملة والانتهاكات ويعيشون في ظروف مزرية دون أن يلتفت لهم أحد، بعد أن فشل هؤلاء في الوصول إلى دول الخليج وعجزت المنظمات الدولية عن إعادتهم إلى بلدانهم.
في كلّ عام، يخوض عشرات الآلاف من الشباب والشابات والأطفال غير المصحوبين بذويهم رحلات خطيرة من القرن الأفريقي إلى اليمن، أملًا بالوصول إلى دول الخليج الغنية، هربًا من الفقر والبطالة وتأثيرات تغيّر المناخ، حيث سجّلت المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 86,000 مهاجر إلى شواطئ اليمن منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي.
هذا العدد يفوق بشكل ملحوظ إجمالي المهاجرين الذين وصلوا إلى اليمن طوال العام الماضي والبالغ عددهم 72,300 فردًا، إستنادًا إلى بيانات الأمم المتحدة، التي تؤكد أنّ هؤلاء غالبًا ما يجدون أنفسهم في ظروف يُرثى لها، حيث يستغلّهم المُتاجِرون بالبشر في العمل القسري وغيره من أشكال الاستغلال الأخرى. ويفيد المهاجرون أنهم عندما يُدركون عدم قدرتهم على الوصول إلى وجهتهم، عادةً لعدم قدرتهم على دفع المال، يختار الكثيرون العودة إلى ديارهم ولكنهم لا يستطيعون ذلك، بسبب نقص المال.
ومنذ بداية هذا العام، سجلت المنظمة الدولية للهجرة مغادرة أكثر من 153,000 مهاجر إثيوبي على الطريق الشرقي الذي يؤدي إلى جيبوتي أو الصومال، وصولًا إلى اليمن، وبمعدل أكثر من 20,000 شخص شهريًا. وهذا يمثّل زيادةً بنسبة 32 في المائة عن العام الماضي، حيث وصل إلى جيبوتي أكثر من 71,000 مهاجر عبر إثيوبيا، وبمعدل 12,000 شخص تقريبًا يدخلون شهريًا، وهذه زيادة بنسبة 12 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبعيدًا عن أنظار العالم الذي يولي اهتمامًا خاصًا بالمهاجرين الذين يتّجهون نحو أوروبا، يقطع القادمون من القرن الأفريقي طرقًا صعبة عبر الصومال، أو تتقطّع بهم السبل في جيبوتي، أو يسافرون عبر طرق التفافيه في الدولتين لتخطي نقاط المراقبة، قبل أن يخوضوا غمار "رحلات الموت" على قوارب تقلّهم إلى سواحل اليمن.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إنّ المهاجرين في اليمن يتعرّضون لانتهاكات جسيمة، ويحتجزهم المتاجرون بالبشر والمهرّبون في ظروف مزرية، وإنها تعمل بالشراكة مع المانحين على إعادتهم إلى بلدانهم بأمان وكرامة.
وحسب تقرير حديث للمنظمة، فإنّ انعدام الأمن وحملات الاعتقال والنقل القسري للمهاجرين الأفارقة في اليمن أدى إلى تقطّع السبل بحوالى 43 ألفًا، وسط انتشار العنف والاستغلال وسوء المعاملة على نطاق واسع، وقالت إنه وفي جميع أنحاء البلاد" يتصرّف الجناة بمنأى عن العقاب".
التقرير يبيّن أنّ معظم المهاجرين من القرن الأفريقي، والذين يصلون إلى اليمن، يأملون في الوصول إلى دول الخليج للعثور على عمل، لكنهم لا يتوقعون الانتهاكات والتحديات التي يواجهونها بعد عبورهم البحر، حيث يقعون في كثير من الأحيان في أيدي المهربين "الذين يسيطرون بعد ذلك على كل خطوة في رحلتهم".
ويؤكد مركز الهجرة المختلط في تقريره عن الربع الأول من العام الجاري أنّ موسم الجفاف السادس في القرن الأفريقي أدى إلى تفاقم عملية النزوح، بحيث نزح أكثر من 3.5 مليون شخص من الجفاف داخليًا في إثيوبيا، وما يقرب من 1.5 مليونًا من النازحين المتأثّرين بالجفاف والصراع في الصومال، حيث عبر نحو 100 ألف صومالي الحدود إلى كينيا، باحثين عن ملاذ في مخيمات للاجئين.
ويذكر المركز أنه خلال هذه الفترة، وصل 41.453 لاجئًا ومهاجرًا إلى اليمن، مقارنةً بـ19.652 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ونبّه إلى أنّ هذه الزيادة تشير إلى عودة أعداد المهاجرين الذين يتحرّكون على طول الطريق الشرقي إلى أرقام ما قبل جائحة كورونا.
المركز تحدّث كذلك عن تعرّض النساء والفتيات للإيذاء والاستغلال الروتيني، مما يؤدي إلى العديد من حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إنه، وبعد زيادة عمليات إنزال اللاجئين القادمين من سواحل الصومال في محافظة شبوة، تمّ الكشف عن تحرّكات الوافدين الجدد في مأرب، في أعقاب تزايد الأعمال العدائية ضد المهاجرين هناك؛ إذ إنه وبمجرد وصول هؤلاء إلى مأرب، يخضع المهاجرون لرقابة مشدّدة من شبكات التهريب، ويصعب الوصول إليهم من قبل منظمات الإغاثة.
وكان وزير الداخلية الجيبوتي، سعيد نوح حسن، أعرب عن مخاوفه من إغراق بلاده بالأعداد المتزايدة من المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل وعابروها. فيما سجّلت آلية الرصد التابعة لمنظمة الهجرة الدولية إلقاء الشرطة الجيبوتية القبض على ما لا يقل عن 3000 مهاجر لا يحملون وثائق في سلسلة من الاعتقالات. وذكرت أنه تمّ نقل المهاجرين المحتجزين إلى مراكز للترحيل.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المهاجرین الذین القرن الأفریقی العام الماضی الوصول إلى إلى الیمن فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يتجاهل معاناة الشعب وأزمة الوقود
في ذروة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي أودت أكثر من 20 إسرائيليًا، أظهرت الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انفصالًا واضحا عن واقع الجبهة الداخلية ومعاناة المواطنين، وفق ما قالته صحيفة ذا ماركر الاقتصادية في تقرير لها.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد عن بُعد، تجاهل نتنياهو كليًا ذكر القتلى أو الجرحى أو حتى الإشارة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمدن مثل بيتاح تكفا، وبات يام، وحيفا، في وقت كان يتحدث فيه بحماس عن "النجاحات العسكرية".
ووصفت الصحيفة ذلك بـ"الانفصال الكامل" عن الواقع، مشيرة إلى أن نتنياهو "يُظهر حماسًا للإنجازات القتالية ويتفادى التطرق لأي مسؤولية تجاه المدنيين".
أزمة وقود وتعطّل بسلاسل التوريدأحد أبرز التداعيات الاقتصادية المباشرة للهجوم الإيراني تمثل في تعطيل منشآت "بازان" لتكرير النفط في حيفا بعد أن تعرضت لضربة مباشرة.
وبحسب ذا ماركر، أعلنت شركة سونول أنها ستقلص أو توقف تزويد الوقود للعملاء التجاريين نتيجة هذا العطل، في إشارة واضحة إلى أزمة محتملة في الإمدادات.
يُشار إلى أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين صرّح لوكالة رويترز أمس الأربعاء بأن إسرائيل ستستأنف صادراتها من الغاز الطبيعي عندما يمنحها الجيش الإذن بذلك، وذلك في ظل استمرار تبادل الضربات الجوية مع إيران.
كما أكدت الصحيفة أن شركات الطيران مثل ويز إير ألغت رحلاتها حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، في حين تقطّعت السبُل بـ220 موظفًا من شركة بيزك للاتصالات، وبقوا عالقين في مونتينيغرو ونابولي بسبب توقف الطيران الإسرائيلي، وسط غياب أي خطة حكومية لإعادتهم.
وكشفت ذا ماركر أن نحو 3 آلاف شخص أُجبروا على إخلاء منازلهم نتيجة سقوط الصواريخ، بعضهم مستأجرون لا يعلمون ما إذا كانوا سيحصلون على تعويض أو يمكنهم إلغاء عقود الإيجار.
إعلانوبحسب الصحيفة، تطرح تساؤلات قانونية حول مدى مسؤولية الدولة تجاه الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة، دون أي إعلان حكومي رسمي بشأن خطة دعم أو تعويض.
ونشرت الصحيفة فقرة خاصة بأسئلة وأجوبة شملت:
هل سيحصل المستأجرون على إعفاء من الإيجار؟ هل يمكن تعويضهم عن الأثاث والملابس المحترقة؟ هل عليهم الاستمرار في دفع فواتير الكهرباء والماء رغم الإخلاء؟واللافت -حسب الصحيفة- أن الوزارات المعنية لم تُصدر حتى الآن أي تعليمات رسمية بشأن هذه القضايا، في حين تعيش العائلات في ضباب قانوني واقتصادي خانق.
تصدّع في الأداء المدنيوهاجمت ذا ماركر أداء وزيرة المواصلات ميري ريغيف، التي قالت في تصريح صادم للإسرائيليين العالقين في أوروبا، "استمتعوا، أنتم في الخارج"، وهو ما وُصف في التقرير بأنه يعكس استهتارًا وسطحية غير مسبوقة من وزيرة مسؤولة عن مئات العائلات التي لم تتمكن من العودة لإسرائيل، والتي تركت أطفالها أو أعمالها أو مرضاها دون ترتيب.
وأوردت الصحيفة أن تصريحات ريغيف وأسلوب إدارتها يعكس سيطرة ثقافة "المحسوبية والولاء السياسي".
وكتب الصحفي أفي برإيلي في السياق ذاته أن "المحسوبية بلغت حدًا جعل بعض الشخصيات النافذة تعود لإسرائيل بطائرات خاصة أو عبر سيناء، في حين تُرك عامة الناس لمصيرهم"، متسائلًا "هل نحن في دولة أم في معسكر لاجئين؟".
تقييمات عالمية تُطلق إنذارا مبكرًاوفي تقييمها الأول منذ اندلاع المواجهة مع إيران، أصدرت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني تحذيرًا بشأن مخاطر محتملة على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بـ:
تعطّل البنية التحتية للنقل. تقلبات أسعار الطاقة. التأثير على حركة التجارة.ورغم ذلك، لم تُخفّض ستاندرد آند بورز أو وكالة فيتش التصنيف الائتماني حتى الآن، لكنها شددت على أن استمرار التصعيد أو فشل الحكومة في إدارة الجبهة المدنية سيُضاعفان المخاطر الاقتصادية والمالية خلال الأشهر المقبلة.