لا تزال حركة حماس تحتجز عددًا من المواطنين الأمريكيين والروس في قطاع غزة، وسط جهود دبلوماسية مكثفة من الولايات المتحدة وروسيا للإفراج عنهم. ونجحت واشنطن في إطلاق سراح اثنين من رعاياها، بينما تمكنت موسكو من استعادة مواطن واحد، وفقًا لما أوردته الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR).

وتشير الإذاعة إلى أن الضغوط الدولية على حماس تتزايد نتيجة لهذه الاحتجازات، مما ينعكس سلبًا على الوضع في غزة، حيث تتأثر المساعدات الإنسانية والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية.

وتحت وطأة هذه التحديات، يعاني سكان القطاع من تفاقم الأزمات اليومية وسط مشهد سياسي متوتر.

وفي ظل محاولات القوى الكبرى تحقيق أهدافها عبر هذه الضغوط، يبقى المدنيون في غزة هم الأكثر تضررًا، إذ يؤدي تصاعد العزلة الدولية إلى مزيد من المعاناة، بينما تركز الأطراف الفاعلة على حساباتها السياسية دون إيلاء اهتمام كافٍ للأوضاع الإنسانية المتردية.

وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد 15 شهرًا من المواجهات، لا تزال الهدنة هشة، ما يثير قلق الفلسطينيين من احتمال تجدّد القتال.

وفي ختام تقريرها، شدّدت الإذاعة على الحاجة إلى حلول تُركز على تحسين الظروف الإنسانية في غزة، محذّرة من أن الضغوط الدولية المتزايدة قد تؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد تزيد الوضع تعقيدًا وتُضعف أي جهود جادة لتحسين حياة الفلسطينيين.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر سيطرة الدعم السريع على هجليج في الإنتاج النفطي للسودان؟

الخرطوم- بسيطرة قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، على حقل هجليج النفطي الإستراتيجي بولاية جنوب كردفان، يكون السودان فقد كل إنتاجه النفطي بالكامل، مع توقّف صادر بترول دولة جنوب السودان الذي تتم معالجته في الحقل، في وقت اعتبر فيه خبير عسكري سيطرة الدعم السريع على هجليج تعني أن المعركة انتقلت من ميادين المدن إلى قلب الشريان الاقتصادي للدولة.

وقال مصدر مأذون للجزيرة نت إن الدعم السريع وصل إلى الحقل صباح اليوم بعد انسحاب القوات المسلحة من اللواء 90 بمدينة هجليج أمس الأحد، وسُمح للمهندسين والفنيين والعمال بمغادرة الحقل بالسيارات نحو مدينة ربكونا الحدودية بدولة جنوب السودان.

وأضاف المصدر وهو من العاملين بقطاع النفط -رفض ذكر اسمه- أن المهندسين قبل المغادرة أغلقوا الآبار ومحطة المعالجة المركزية بالحقل لتأمينها من المخاطر.

أهم المصادر

ويقع حقل النفط العملاق في منطقة هجليج قرب الحدود مع جوبا، ويبعد نحو 45 كيلومترا إلى الغرب من منطقة أبيي بولاية جنوب كردفان السودانية.

ويشكّل الحقل أحد المحاور الرئيسة لقطاع النفط في السودان، إذ يعدّ مصدرا رئيسا لإمدادات الخام إلى مصفاة الخرطوم، ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال التصدير عبر ميناء بورتسودان. ويضم منشآت رئيسية، أهمها محطة ضخ النفط الرئيسة، ومحطة معالجة الخام، وخزانات الوقود، ومحطة لتوليد الكهرباء.

وقال وزير الطاقة والنفط الأسبق بالسودان، جادين علي حسن، للجزيرة نت، إن توقُّف العمل بحقل هجليج يعني فقدان السودان لإنتاجه من النفط بالكامل والمقدر بين 30 و40 ألف برميل يوميا، إضافة لكل إيراداته من معالجة ونقل 50 ألف برميل من صادر نفط دولة جنوب السودان.

وأشار الوزير إلى أن ما تبقي للسودان من إيرادات قطاع النفط عبارة عن رسوم عبور لجزء من نفط الجنوب القادم عبر الأراضي السودانية في الخط الناقل بولاية النيل الأبيض عبر محطة الجبلين.

توقّف العمل بحقل هجليج  يعني فقدان السودان لإنتاجه من النفط بالكامل (رويترز)تغيير قواعد اللعبة

وقال الخبير الإستراتيجي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، العميد دكتور جمال الشهيد، إن منطقة هجليج لم تكن يوما مجرد حقل نفطي، بل نقطة تماس جيوسياسي ترتبط فيها الحدود بالموارد، وتتداخل فيها الحسابات السودانية والجنوبية، وقد أثبتت أحداث 2012 أن السيطرة عليها ليست شأنا اقتصاديا فقط، بل قضية سيادة وطنية.

إعلان

وفي 20 أبريل/نيسان 2012، وبعد عام على الاستفتاء الذي أدى لانفصال جنوب السودان، استعاد الجيش السوداني مدينة هجليج بعد سيطرة جيش جوبا عليها لشهور.

وأشار الشهيد خلال حديثه للجزيرة نت، إلى أن سيطرة الدعم السريع على هجليج تعني تغييرا في قواعد اللعبة عبر الضغط على الثروة الوطنية نفسها.

وأضاف "باعتباري كنت أحد قادة تحرير هجليج عام 2012، فأنا أدرك تماما الوزن العسكري والاقتصادي والسياسي لهذا الموقع، وأفهم حجم المخاطر التي يفتحها أي تغيّر في وضعه الأمني".

وأردف أن القوات المسلحة السودانية سحبت قواتها المنفتحة في الحقل، وتحديدا اللواء 90 مشاة، في خطوة وُصفت بأنها إعادة تموضع تفرضها ظروف الميدان. لكن هذا التحرك ترافق مباشرة مع هجوم نفذته "مليشيا الدعم السريع " بالطيران المسيّر على منشآت الحقل، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين وإخلاء جزء من الطاقم، في مؤشر واضح على انتقال الصراع نحو "استهداف مراكز الثقل الوطني".

ضغط  وتنافس

وقررت شركة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي" إنهاء استثماراتها النفطية في السودان بعد 30 عاما من الشراكة، على خلفية التردي الأمني في حقل بليلة الذي تديره بولاية غرب كردفان.

وطلبت الشركة التي تمثل الحكومة الصينية، بموجب خطاب رسمي، عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال ديسمبر/كانون الأول الحالي لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة اتفاقية تقاسم الإنتاج واتفاقية خط أنابيب النفط الخام في حقل بليلة، وشدد الخطاب على ضرورة إنهاء الاتفاقيتين في موعد لا يتجاوز 31 من هذا الشهر، نظرا لظروف "القوة القاهرة".

وحذّر الشهيد من أن أي فراغ أو ضعف في تأمين المنطقة يخلق سريعا بيئة تنافسية تجذب الأطراف المسلحة، خصوصا تلك التي تبحث عن تعزيز موقعها السياسي عبر السيطرة على مفاصل الإنتاج.

وأشار إلى أن استخدام الدعم السريع للطيران المسير في قصف منشآت هجليج يعبر عن تطور نوعي في أدواته، وقال إن الهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل محاولة لإحداث تأثير نفسي واقتصادي مزدوج عبر:

تعطيل العمل. إرهاب العاملين. إظهار القدرة على بلوغ منشأة ذات حماية عالية.

وتابع "السيطرة الفعلية أو حتى الاقتراب من مناطق الإنتاج تمنح ميزة تفاوضية كبيرة، لأن النفط هو عمود الاقتصاد، وتعطيله يسبب ضغطا على الحكومة وعلى دولة جنوب السودان التي يعتمد اقتصادها على مرور نفطها عبر السودان".

وأوضح أن "الدعم السريع يريد القول إنه قادر على تهديد محيط الدولة الاقتصادي، وليس فقط المناطق الحضرية أو العاصمة".

صور نشرها مقاتلون من الدعم السريع يقولون إنها لسيطرتهم على هجليج في ولاية غرب كردفان pic.twitter.com/Bd2MnKP9IB

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 8, 2025

الداخل والخارج

ورأى الخبير العسكري الشهيد أن أمن هجليج ليس شأنا سودانيا داخليا فقط، وأن استهداف منشآت النفط ينعكس مباشرة على دولة جنوب السودان التي يمر إنتاجها عبر الأراضي السودانية، وعلى الشركات العاملة في القطاع، وعلى دول الجوار التي تراقب تطورات المنطقة خشية انتقال عدم الاستقرار إلى عمق حدودها.

أما التأثير الداخلي -بحسب الشهيد- فهو أن استمرار التهديدات قد يزيد الضغوط على الدولة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ويرفع تكلفة حماية المنشآت، ويجعل الحقل أكثر عرضة لهجمات تهدف لتعطيل الإنتاج وإرباك الاقتصاد.

إعلان

وبالمقابل، قالت قوات الدعم السريع -في بيان اليوم الاثنين- "تحرير منطقة هجليج النفطية يشكل نقطة محورية في مسار تحرير كامل تراب الوطن بما تُمثّله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل موردا مهما لعصابة بورتسودان في تمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".

وأضاف البيان أن الدعم السريع سيقوم على "تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح شعب جمهورية جنوب السودان الشقيق الذي يعتمد بشكل كبير على موارد النفط المتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية، وتوفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم".

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر سيطرة الدعم السريع على هجليج في الإنتاج النفطي للسودان؟
  • دولة التلاوة و“صاحب الحنجرة الذهبية”.. الشيخ طه الفشني بين التلاوة والإنشاد
  • الأربعاء.. بيت السناري ينظم ندوة لإحياء ذكرى رحيل الشيخ طه الفشني
  • سقوط فتاة في حفرة بشارع الإذاعة والتلفزيون في عمان 
  • هل تؤثر الفراخ السردة على صحة الإنسان؟
  • تراجع الضغوط الاميركية و 90 مليون دولار للجيش
  • دبلوماسي: روسيا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل موقف موسكو تجاه القضايا الدولية
  •  سحب رعدية على الأغوار الجنوبية وموجة غبارية كثيفة تؤثر على الطريق الصحراوي
  • كيف تؤثر المصانع والمشاريع الكبرى على صحة الإنسان والبيئة؟!
  • قوات الدعم السريع تحتجز العشرات من مواطني مدينة بابنوسة غرب كردفان