«نهر النيل تاريخ ممتد» ندوة في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
شهدت قاعة «ديوان الشعر»، ندوة «نهر النيل تاريخ ممتد»، من ضمن محاور «مؤسسات»، في اليوم السابع من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، بمركز المعارض بالتجمع الخامس.
وجاءت الندوة بحضور الدكتور خالد وصيف، مساعد الوزير بـ «وزارة الموارد المائية والري»، وأدار الندوة الدكتور محمد يوسف.
وأبدى خالد وصيف، إنه يريد في بداية الندوة تقديم صورة شاملة عن المياه في الكون، فالمياه لها معانٍ سياسية واقتصادية مهمة، فالمياه تغطي الكون بنسبة 97٪، و3% منها مياه متجمدة وعميقة لا يستفيد منها الإنسان.
وأوضح خالد وصيف، أن نهر النيل يعد أطول الأنهار على مستوى العالم، فهو نهر فريد من نوعه، إذ ينبع من الجنوب إلى الشمال، على عكس الأنهار الأخرى التي تنبع من الشمال إلى الجنوب، أو من الشرق إلى الغرب، أو العكس.
وأشار وصيف إلى أن المؤرخ الشهير «هيرودوت» له مقولة شهيرة بعنوان «مصر هبة النيل»، لأنه استطاع أن يقرأ ملامح النيل، مضيفًا أن الري في مصر حاليًا ليس بالأمر السهل، فالمزارع المصري يتنافس مع المزارع في روسيا، وأن كل الإمبراطوريات التي مرت على مصر اهتمت بالفلاح المصري والزراعة، فالملك «مينا» كان أول من تدخل في تحديد مسار النيل في عام 3200 قبل الميلاد.
وأوضح خالد وصيف، أن الوالي محمد علي باشا، مثل نقطة مفصلية في تاريخ مصر، وكان الهدف تكوين جيش حديث وقوي، وكان لا بد أن يُمول من الموارد المالية الخاصة بمصر، وكانت الزراعة هي المورد الأساسي.
وتابع خالد وصيف: أن محمد علي فكر في إنشاء شبكات الري المصرية، وخلال تنفيذ هذه الشبكات ظهرت مقولة شهيرة بأن المصريين بنوا شبكات الري «بالدم والدموع»، خاصة أن ترعة المحمودية توفي فيها ما يقرب من 20 ألف فلاح، وهو رقم كبير جدًا في ذلك الوقت، كما أن ترعة الإبراهيمية مات فيها العديد من الفلاحين، ولا تزال رفاتهم موجودة حتى الآن عند الحفر، كما أن محمد علي فكر في تقديم قنطرة، وهو عمل هندسي يهدف إلى حجز المياه، ولذا حرص محمد علي على إرسال الشباب إلى فرنسا، وأصبح بعضهم وزراء بعد ذلك، وتم تصميم القناطر.
وأكد خالد وصيف، أن كل حاكم في مصر لا بد أن يترك بصمة على نهر النيل، لذا جاء «عباس حلمي» لإنشاء خزان أسوان، ومن هنا جاء مصدر للكهرباء، حيث مثل نقلة كبيرة في تاريخ مصر، ولكن خزان أسوان لا يستطيع تخزين المياه إلا لمدة سنة واحدة فقط، وانتقل خالد وصيف إلى الحديث عن ترعة السلام، التي رفضت دول حوض النيل إقامتها، ولكن مصر اعتمدت على خريطة «هيرودوت» التي توضح أن من حقها إنشاء ترعة السلام، وذلك قبل الانتقال إلى الحديث عن السد العالي.
وألقى وصيف الضوء على فيلم سينمائي يحمل عنوان «ابن النيل»، حيث سلط الفيلم الضوء على غرق الأراضي بسبب فيضانات النيل، وأن بناء السد العالي كان بمثابة ترويض للنهر بشكل كبير، حيث يخزن كمية مياه كبيرة تُستخدم طوال العام، وكان بناؤه له انعكاسات سياسية كبيرة مثل العدوان الثلاثي وتأميم قناة السويس، فلا يمكن فصل تاريخ مصر عن نهر النيل، وأن مصر دولة عادلة، فالاتفاقية بينها وبين السودان لا تزال مستمرة حتى الآن، كما أن السودان تستفيد من السد العالي أكثر من مصر.
وأوضح وصيف أن النيل هو المصدر الرئيس الذي تعتمد عليه مصر، لكنها تعتمد أيضًا على مياه الأمطار، ومياه التحلية، وكذلك المياه الجوفية، ولكن علينا أن ندرك أن المياه الجوفية تحتاج إلى معدات خاصة لاستخراجها لأنها غير متجددة.
وتحدث وصيف عن أهمية محطات معالجة المياه في مصر، وألقى الضوء أيضًا على التغيرات المناخية التي أثرت على الشواطئ وجعلتها تتآكل، وهو من أكثر التحديات التي نواجهها اليوم.
وأضاف وصيف: مصر لا تزال متمسكة بعلاقتها مع الدول الإفريقية، وخاصة دول حوض النيل، حيث تقوم بتقديم خدمات ومشروعات، لأن هذا يخلق صورة ذهنية قوية على مدار التاريخ.
اقرأ أيضاًمعرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يستضيف ندوة «الإعلام التنموي ودوره في بناء الشخصية المصرية»
معرض الكتاب 2025.. ندوة نقاشية عن الميكانيكا ودور جاليليو في تطوير علم الفيزياء
بحضور نخبة من الخبراء.. معرض الكتاب يستعرض أهمية المتاحف المصرية المتخصصة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أهمية المياه الدكتور محمد يوسف السد العالي فيضانات النيل محاور مؤسسات معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض الكتاب 2025 نهر النيل وزارة الموارد المائية والري معرض الکتاب نهر النیل محمد علی
إقرأ أيضاً:
نبض النيل يولد الكهرباء.. مصر تضيف 300 ميجاوات من السد العالي للطاقة النظيفة
في خطوة استراتيجية تُعزز موقع مصر إقليميًا في ملف الطاقة النظيفة وتدعم توجهها نحو التحول التدريجي إلى مصادر مستدامة، شهد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، السبت، بدء التشغيل الفعلي لأول محول قدرة جديد في محطة توليد كهرباء السد العالي بمحافظة أسوان، في إنجاز تقني يُمثل نقطة تحول في مسيرة تحديث المنظومة الكهرومائية الوطنية.
يمثّل المحول الجديد نقلة نوعية في قدرة محطة السد العالي، إذ يرفع القدرة الإنتاجية بواقع 300 ميجاواط إضافية، بعد أن تم ربطه رسميًا بالشبكة القومية للكهرباء، ضمن خطة شاملة لإحلال وتجديد وحدات محطات السد العالي وأسوان 1 و2.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الحيوي نحو 52 مليون يورو (ما يعادل 60.1 مليون دولار)، بالإضافة إلى 226 مليون جنيه مصري (نحو 4.5 مليون دولار)، ويمثل المشروع جزءًا من خطة الدولة لتعزيز كفاءة البنية التحتية الكهربائية، وتأمين إمدادات طاقة نظيفة وموثوقة للمواطنين.
من 2100 إلى 2400 ميجاواط.. طفرة إنتاجية تنقذ ملايين الدولاراتخلال جولته الميدانية لمتابعة سير تنفيذ المشروع، كشف الوزير عصمت أن الهدف الأساسي يتمثل في رفع القدرة الإجمالية لمحطة السد العالي من 2100 إلى 2400 ميجاواط، اعتمادًا بالكامل على الطاقة الكهرومائية النظيفة، ما يساهم في توفير نحو 269 مليون دولار سنويًا كانت تُنفق على الوقود الأحفوري، فضلًا عن تقليل البصمة الكربونية.
وأضاف أن التوسعة الجديدة تُسهم في إطالة العمر التشغيلي للمحطة، وتعزيز دورها الحيوي كمصدر استراتيجي للطاقة، مما يعكس التزام الدولة المصريّة بتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للطاقة، التي تستهدف الوصول إلى 42% من الكهرباء المولّدة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وصولًا إلى 65% بحلول 2040.
عرض فني موسّع واستراتيجية ربط تدريجيمن جانبه، قدّم المهندس هشام كمال، رئيس شركة المحطات المائية، عرضًا فنيًا شاملًا استعرض خلاله الهيكل العام لشبكة المحطات الكهرومائية التابعة للشركة، والتي تضم محطات: أسوان 1، أسوان 2، نجع حمادي، إسنا، أسيوط، بالإضافة إلى السد العالي، بإجمالي قدرة توليدية تصل إلى 2832 ميجاواط.
كما تناول العرض تفاصيل الجدول الزمني لربط المحولات الجديدة تدريجيًا على الشبكة القومية، وأبرز تحديات التشغيل والصيانة، وآليات التدريب المستحدثة للكوادر الفنية، إضافة إلى المشاريع المستقبلية الهادفة إلى تعزيز مساهمة الطاقة المائية في مزيج الطاقة المتجددة المصري.
السد العالي أصل استراتيجي.. والتطوير خيار لا تراجع عنهوأكد الدكتور محمود عصمت أن محطة السد العالي تمثل أصلًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في منظومة الطاقة المصرية، ليس فقط بفضل قدرتها الإنتاجية، ولكن لدورها الأساسي في تأمين استقرار الشبكة الكهربائية الموحدة، وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود التقليدي.
وأوضح أن خطة الوزارة تتضمن تطوير شامل للمحطات المائية ورفع كفاءتها التشغيلية، مع التركيز على ترشيد استهلاك الوقود وتحقيق الاستدامة البيئية، بما يتوافق مع توجه الدولة إلى تحقيق التحول الكامل نحو الطاقة الخضراء.
كما شدّد الوزير على أهمية الالتزام الصارم ببرامج الصيانة الدورية للمحولات والمعدات، إلى جانب الإسراع في تنفيذ بقية مراحل المشروع بمحطة السد العالي ومحطتي أسوان 1 و2، مؤكدًا على ضرورة تنفيذ برامج تدريبية نوعية ترتقي بمهارات الكوادر الفنية بما يتناسب مع التحديات التقنية المتقدمة التي تتطلبها إدارة وتشغيل المحطات الكهرومائية الحديثة.
محطة السد العالي تعود للواجهة بثوب جديدمع دخول أول محول جديد الخدمة وربطه بالشبكة القومية، تعود محطة السد العالي إلى واجهة مشهد الطاقة المصرية بثوب أكثر حداثة وكفاءة، وتُبرهن الدولة المصرية على قدرتها في تحديث الأصول الاستراتيجية، ليس فقط في إطار إدارة مواردها، بل في سياق قيادة إقليمية لمستقبل أكثر استدامة.
هذا التطوير يمثّل رسالة واضحة بأن مصر تتحرك بثقة نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات، وتُحوّل تراثها الهندسي إلى رافعة حقيقية لمستقبل نظيف ومستقر في مجال الطاقة.