أُخلِيَ سبيله قبل أسبوعين.. هذا ما فعله أحد السوريين في منطقة الجديدة (صورة)
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
صــدر عــــن المديريّـة العـامّـة لقــوى الأمــن الـدّاخلي ـ شعبة العـلاقـات العـامّـة البــــــلاغ التّالــــــي:
في إطار المتابعة اليوميّة التي تقوم بها قوى الأمن الدّاخلي لمكافحة عمليّات سرقة السّيّارات من مختلف المناطق اللّبنانية، توافرت معطيات لشعبة المعلومات حول قيام أشخاص مجهولين بالتّحضير لعملية تهريب سيّارة مسروقة من الدّاخل اللّبناني إلى الأراضي السّورية عبر المعابر غير الشّرعية في وادي خالد.
على الأثر، باشرت القطعات المختصّة في الشّعبة إجراءاتها الميدانية والاستعلامية والعمل على تحديد مواصفات السّيّارة المُراد تهريبها وكشف المتورطين بالعمليّة وتوقيفهم. وبنتيجة المتابعة الفنيّة والتّقنيّة، تمكّنت من تحديد السّيّارة المذكورة وهي نوع “جيب شيروكي” لون أسود مسروقة من محلّة الجديدة بتاريخ 25-1-2025
بتاريخ 27-1-2025 وبعد رصدٍ ومراقبة دقيقة، تمكّنت إحدى دوريّاتها من رصد “الجيب” المسروق في القبيّات، وعليه لوحات مزوّرة، فكمنت له وأوقفته وسائقه، وتبيّن أنّه يُدعى:
م. ج. (من مواليد عام 1999، سوري الجنسيّة)
وهو من أصحاب السّوابق بجرائم سرقة سيّارات وسجين سابق وقد أخلي سبيله من سجن القبة منذ حوالَي أسبوعين.
بتفتيش السيّارة تم ضبط اللّوحات الأساسيّة العائدة لها مخبّأة قرب مقعد السّائق.
أودع الموقوف والسيّارة واللّوحات المضبوطة القطعة المعنيّة لإجراء المقتضى القانوني بحقّه، والعمل لا يزال جاريًا لتوقيف متورطين آخرين.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حينما يستدعي بعض السوريين نتنياهو!
رفع سوريون، في السويداء والساحل، صور نتنياهو، أو "أبو يائير" كما سماه البعض، كما رفعوا أعلام إسرائيل التي بات عليها طلب كبير من جمهور يرى فيها المخلص من ظلم شركاء الوطن والأمل الأخير للولوج إلى بر الأمان، وبر الأمان هنا هو الانفصال وتشكيل كيان منسجم وعصري، ومغادرة العيش مع الهمج أبناء الخيام والكهوف!
المشكلة أن "أبا يائير" هذا، الذي تُرفع صوره كما كانت تُرفع صور جيفارا في زمن مضى، يستخدم الأقليات في سوريا لأهداف يحلم بتحقيقها، فلم يخف يوما رغبته في تقسيم سوريا ورؤية خمسة كيانات تتربع على خريطتها، ولم يدع وسيلة للتحريض على سوريا لإبقاء العقوبات عليها واستمرار عزلها؛ لتقديره أن هذا هو الطريق الأنسب لتفكيكها وتحويلها إلى دويلات طوائف متقاتلة وضعيفة. ومقابل ذلك، وعد بالعمل في مجالات الزراعة وبناء المستوطنات في الجولان تحديدا، وربما في مناطق الشريط الحدودي التي احتلها الجيش الإسرائيلي بعد سقوط نظام الاسد، والمشكلة أن البعض يمنّي النفس في الحصول على تقدير أكبر عبر تشريفه في الخدمة بالجيش الإسرائيلي مستقبلا!
كان ملحوظا ازدياد شراسة المطالبة بالانفصال، والفيدرالية واللا مركزية، بعد زيارة أحمد الشرع إلى واشنطن، وما قيل عن اختراقات دبلوماسية تم تحقيقها ولا سيما في ملف إلغاء العقوبات، وقد كشفت الصحافة الإسرائيلية حجم انزعاج نتنياهو من هذا الوضع، واعتقاده أن الشرع عاد "منفوخا" بعد الزيارة وبات يطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي تم احتلالها بعد سقوط النظام، وتعبيرا عن هذا الانزعاج زادت نسبة التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا، وزار نتنياهو قرية حضر في ريف دمشق، وأكد أن جيشه لن ينسحب من تلك المناطق، وقامت طائراته باستعراض جوي في سماء سوريا من شمالها إلى جنوبها.
بالتوازي مع ذلك، ارتفع سقف المطالب والتحدي لدى المراهنين على نتنياهو في المقلب السوري؛ نصّب مظلوم عبدي نفسه ناطقا باسم الأقليات، وطالب كناية عن الجميع بالفيدرالية واللا مركزية، اشتدت المعارك في شرق سوريا والهجمات على مواقع الجيش السوري، وفي السويداء زادت الاحتكاكات مع قوى الأمن الموجودة في الريف الغربي، وجاءت أحداث حمص لتشعل الأوضاع في الساحل وترتفع الأصوات المطالبة باللا مركزية، أو بلغة أقل تشذيبا الانفصال أو التأسيس له.
من الواضح أن هناك من يريد دفع السلطة الحالية إلى ارتكاب خطأ ما، هناك استدعاء صريح لمجزرة أو سقطة جديدة، ليجري تبرير ما سيأتي من مطالبات وتحركات، ومن الواضح أن بعض القوى تجهّزت لهذا الحدث جيدا، عسكريا وإعلاميا وسياسيا، وهناك مايسترو خارجي يدير شبكة معقدة من التفاعلات والترتيبات وغرفة عمليات واحدة، وما ينقص حتى اللحظة لبدء التشغيل أن سلطة دمشق تبدو أكثر وعيا؛ ربما نتيجة نصائح إقليمية ودولية، أو حتى نتيجة حساب دقيق للمخاطر والخسائر التي قد تنتج عن أي فعل غير مدروس بعناية.
في تقييم الأوضاع، من وجهة نظر القوى الداخلية التي ترغب في توريط السلطة، يبدو أن الوقت يضيق مع تسارع التحولات المحلية والإقليمية، وأن الأوراق التي في حوزتهم لم تعد قابلة للاستثمار، فقد تقادمت أخطاء السلطة، في الساحل والسويداء، وانتهت مفاعيلها، وثمة حاجة إلى تحديث جديد يتم استخدامه ورقة جديدة في إقناع الخارج أو إحراجه لإعادة النظر في الملف السوري، وإعادة تقييم سياساته والخلوص إلى نتيجة واحدة: من حق من يطالب بالانفصال حماية نفسه وتأسيس كيان مستقل والتحالف مع من يريد أو طلب الحماية ممن يريد، وأن هذه السلطة لا ينفع معها غير العزل والاستمرار بالعقوبات.
لماذا هذا الاستعجال بالتسريع في إيقاع السلطة في مطب جديد؟ ثمّة عاملان يفسران هذا الأمر: الأول اقتراب استحقاق اندماج قوات قسد في الجيش السوري، وتسليم حقول النفط والمطارات والمعابر في شرق سوريا بضغط تركي وموافقة أمريكية، وظهور بداية تململ في السويداء من حكم الحرس الوطني ولا فعالية وعود الهجري بالاستقلال، مقابل ازدياد الأوضاع بؤسا في السويداء نتيجة الفساد وانقطاع مرتبات الموظفين وتعطل الحياة الاقتصادية جراء منع التجارة والنشاطات الاقتصادية مع دمشق والمحافظات السورية الأخرى. والعامل الثاني، سقوط جميع الرهانات على نشوب حرب بينية ضمن هياكل السلطة السورية وتراجع احتمالات سقوطها، وهو رهان وصل إلى حد اليقين لدى قوى الأمر الواقع في شرق سوريا وجنوبها.
إزاء ذلك، لم يبق سوى رفع سقف التصعيد والتحدي لسلطة دمشق، حتى لو كان الثمن بحرا من الدماء، فالمشكلة أن هذه القوى أحرقت سفنها مع سوريا كوطن، ورتبت على نفسها وعود والتزامات لا تتضمن أي شراكة سياسية أو حتى شكل من أشكال المعارضة الداخلية، وترى أن أي تراجع سيؤدي إلى حرقها وإخراجها من المشهد، ولن تكون قوى مقبولة لدى حواضنها، ولا لدى من ارتبطت بهم في الخارج، هم يشعرون بخطر يقترب ويتصرفون بناء على ذلك بتوتر وارتباك، لدرجة يصبح معها الذهاب إلى الحرب إنقاذ وجودي لهم.
في هذا السياق، يأتي استعطاف نتنياهو لحثه على الاسراع بالتحرك، لإنقاذ الموقف الآخذ بالتصدع. نتنياهو يشكّل أخر الأوراق بعد أن سقطت جميع الأوراق، لكن من قال إن نتنياهو قابل للاستخدام لهذه الدرجة وأنه سيكون جاهزا لتلبية النداء عندما يطلب منه أحدهم النجدة؟
x.com/ghazidahman1