تقييمات استخبارية تؤكد فشل الضربات الأميركية ضد إيران
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
كشفت صحيفة تلغراف البريطانية، استنادًا إلى مصادر استخبارية أوروبية، أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية في إيران لم تؤثر على مخزون طهران من اليورانيوم عالي التخصيب، وسط استمرار الجدل داخل الولايات المتحدة بشأن مدى فاعلية تلك الضربات.
وأفادت التقييمات الاستخبارية الأولية بأن مخزون إيران، البالغ نحو 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية، لا يزال سليمًا، إذ لم يكن مركّزًا في منشأة فوردو فقط، بل جرى توزيعه على مواقع متعددة داخل الأراضي الإيرانية.
وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن لم تزود حلفاءها الأوروبيين بمعلومات استخبارية حاسمة بشأن النتائج التفصيلية للهجوم، كما امتنعت عن الإفصاح عن خطواتها المستقبلية تجاه البرنامج النووي الإيراني. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول مدى الضرر الحقيقي الذي ألحقته الضربات بالبنية النووية الإيرانية.
تقرير استخباري أولي، نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، أشار إلى أن الضربات لم تدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، واقتصرت آثارها على تأخير محدود لا يتجاوز بضعة أشهر. هذا التسريب قوبل برفض شديد من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي اتهمت أطرافًا داخلية بمحاولة تقويض مصداقية العملية العسكرية والتقليل من فاعليتها.
الرئيس ترامب جدّد، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، تأكيده على أن الضربات الجوية "محَت بالكامل" منشآت إيران النووية، مؤكدًا أن الطائرات الهجومية أصابت أهدافها بدقة عالية، وأنه لم يتم نقل أي مواد نووية من منشأة فوردو قبل الهجوم.
وفي المؤتمر ذاته، وصف ترامب ظهور وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس الأركان الجنرال دان كين بأنه "الأكثر احترافية"، مهاجمًا وسائل الإعلام الأميركية التي اتهمها بنشر معلومات "كاذبة"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن التسريبات.
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الأميركي بأن تقييمات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تشير إلى أن الضربات أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات، متهمًا السلطات الإيرانية بترويج "روايات غير صحيحة" بهدف الحفاظ على تماسك جبهتها الداخلية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بعض المنشآت النووية التي تعرضت للهجوم لحقت بها "أضرار جدية"، دون أن يحدد طبيعة تلك الأضرار.
وفي تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أكد مصدر إيراني كبير أن معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب في منشأة فوردو تم نقله إلى موقع غير معلن قبل تنفيذ الهجوم الأميركي، ما يعزز احتمالية أن تكون طهران قد استبقت الضربات بناءً على تقديرات استخبارية أو تسريبات محتملة.
يأتي هذا التطور في ظل استمرار التوتر بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية البرنامج النووي الإيراني والدعم العسكري الذي تقدمه طهران لفصائل المقاومة في المنطقة، بما في ذلك دعمها لحركات المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وتراقب الأطراف الأوروبية الوضع عن كثب، في ظل مخاوف من تصعيد عسكري أوسع قد يؤثر على استقرار المنطقة، وسط غياب موقف أميركي واضح بشأن المرحلة المقبلة من المواجهة مع إيران.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
ترمب في قمة الناتو: قضينا على التهديد النووي الإيراني والضربة تشبه هيروشيما
في تصريحات مثيرة خلال مشاركته في أعمال قمة الناتو المنعقدة اليوم في لاهاي بهولندا، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الجوية الأخيرة على إيران قضت على جزء كبير من بنيتها النووية والعسكرية، واصفًا العملية بأنها “أقوى ما شهده العالم منذ عقود”.
وقال ترمب في كلمته خلال الجلسة العامة:
“ما قامت به قواتنا المسلحة خلال الأيام الماضية في إيران يشبه من حيث التأثير ما حدث في هيروشيما وناغازاكي. لقد كانت ضربة لا تُنسى، حاسمة وموجّهة، وسجّلت رسالة واضحة مفادها: لا مجال للتهديد النووي بعد اليوم”.
أخبار قد تهمك رئيس الأركان الإسرائيلي: الحملة ضد إيران لم تنتهِ 24 يونيو 2025 - 8:26 مساءً رئيس إيران: مستعدون للحوار والدفاع عن حقوقنا على طاولة المفاوضات 24 يونيو 2025 - 6:11 مساءًوأوضح ترمب أن الضربات الأميركية، بالتنسيق مع إسرائيل، استهدفت مواقع حساسة مرتبطة ببرامج التخصيب الصاروخي والنووي الإيراني، مؤكدًا أن هذه العملية “أضعفت قدرة طهران على تطوير أي سلاح نووي خلال المستقبل المنظور”.
وأضاف:
“لقد قضينا بنسبة كبيرة على تهديد إيران النووي، وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان عدم عودة هذا التهديد مجددًا، لقد انتهى زمن التساهل والمهادنة”.
تحذير مباشر لطهران
وجّه ترمب تحذيرًا صريحًا لإيران من التفكير في الرد العسكري، مشددًا على أن “أي محاولة للرد ستقابل بجولة ثانية من الضربات، أشد وأوسع”.
وقال:
“المرحلة الثانية من الرد ستكون مؤلمة بدرجة لا تتخيلونها. رسالتنا إلى قادة إيران واضحة: العالم لن يقف مكتوف الأيدي أمام مشروعكم التوسعي والنووي”.
إشادة بالحلفاء
وفي السياق نفسه، أشاد ترمب بمواقف بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي أعربت عن دعمها للإجراءات الأميركية، ووصف ذلك بأنه “موقف شجاع يعزز الأمن الجماعي في الشرق الأوسط والعالم”.
ودعا ترمب الحلفاء إلى مواصلة رفع الإنفاق الدفاعي، معتبرًا أن “المرحلة المقبلة تتطلب قدرًا أعلى من الجاهزية والردع”.
ردود فعل دولية
من جانبها، اعتبرت طهران تصريحات ترمب “عدوانية واستفزازية”، مؤكدة أن برنامجها النووي “سلمي بحت”، وأنها “سترد في الوقت والمكان المناسبين”.
فيما عبّر مراقبون دوليون عن قلقهم من تصاعد اللهجة التصعيدية، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة أوسع.
و جاءت تصريحات ترمب بعد أيام من تنفيذ ضربات عسكرية أميركية وإسرائيلية منسقة استهدفت مواقع إيرانية، بينها منشآت تخصيب يورانيوم ومراكز لإنتاج الصواريخ في وسط وغرب إيران، في تصعيد هو الأخطر منذ عقود.