زنقة 20 ا متابعة

يواجه الفلاحون بعدد من المناطق التابعة لإقليم زاكورة، لاسيما على مستوى واد تزارين وواد تغبالت، تحديات متفاقمة بسبب انجراف التربة الناتج عن الفيضانات والعوامل الطبيعية، ما يؤدي إلى فقدان أراضٍ زراعية شاسعة ويهدد استدامة النشاط الفلاحي في المنطقة.

وأمام هذا الوضع البيئي المقلق، وجه نواب برلمانيون سؤالًا كتابيًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، دعوا فيه إلى تدخل حكومي عاجل واتخاذ تدابير ملموسة لحماية الأراضي المتضررة من التعرية، وإنشاء حواجز وقائية تحد من توسع الظاهرة وتحافظ على خصوبة التربة.

وأوضح أصحاب السؤال أن هذه الظاهرة، التي تتكرّر سنويًا بفعل العوامل المناخية والتغيرات الطبيعية، تشكل تهديدًا مباشرًا للمعيشة اليومية للفلاحين والسكان المحليين، وتؤثر سلبًا على الأمن الغذائي المحلي والنشاط الفلاحي الذي يُعد المورد الأساسي لعدد كبير من الأسر القروية.

كما طالب النواب بإدراج المناطق المتضررة ضمن البرامج الوطنية لحماية التربة والموارد المائية، وتخصيص اعتمادات استثنائية لدعم جهود التهيئة الوقائية وحماية الأراضي الزراعية من التدهور البيئي.

ويأتي هذا النداء في ظل تنامي المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، والحاجة الملحّة إلى مقاربة تنموية شاملة تجمع بين حماية البيئة وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

د. شيماء الناصر تكتب: العالم على حافة الانهيار البيئي

إن استمرار العالم في تجاهل التغير المناخي، أو بالأحرى التباطؤ في التحرك لمواجهته، يضع البشرية جميعًا على حافة الانهيار البيئي. نحن نشهد يوميًا تفاقم الكوارث البيئية، التي قد تتجاوز قدرتنا على التكيف والتعافي. الأحداث الأخيرة، مثل الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة المحيط الهادئ، والذي تبعه تسونامي وتحذيرات بالإخلاء لكثير من الجزر والشواطئ، تمثل إنذارات قوية لما يمكن أن يحدث إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمواجهة التغير المناخي.
وعلى الرغم من أن الزلازل ناتجة عن انزلاق الصفائح التكتونية وتحرر الطاقة الزلزالية بشكل مفاجئ، فإن العلاقةالمحتملة بينها وبين التغير المناخي تستحق الانتباه.

فعلى الرغم من أن الربط بينهما قد يبدو ضعيفًا، يمكن القول إن التغير المناخي يسهم في زيادة هذه الكوارث الطبيعية بشكل غير مباشر. فذوبان الجليد في القطب الشمالي يحرر الضغط عن القشرة الأرضية، مما قد يؤدي إلى زيادة النشاط الزلزالي والبركاني في مناطق معينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى البحار والمحيطات وزيادة وزن المياه فوق قاع المحيطات تؤثر على مناطق الصدوع، بينما قد يؤثر التغير في أنماط الأمطار والفيضانات على زيادة الانهيارات الأرضية، مما يسهم فيحدوث زلازل أصغر.

السؤال المطروح هو: متى وكيف سيتحرك العالم بشكل أسرع لمواجهة التغير المناخي؟ يبدو أن الخطوات الحالية بطيئة، على الرغم من التحذيرات المناخية التي صدرت على مدار العقود الماضية. كما أن التمويلات المتاحة لمواجهة التغير المناخي لا تزال غير كافية. إذا لم يتحرك العالم بسرعة، فإن الصورة المستقبلية ستكون مروعة، حيث ستتزايد الكوارث الطبيعية بشكل غير مسبوق، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات فقدان الأرواح والممتلكات. ستشكل هذه الكوارث تهديدًا للأمن الغذائي العالمي، بسبب تدهور المحاصيل الزراعية، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى تهجير ملايين السكان من مواطنهم، في حين أن انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لتراكم المياه غير النظيفة سيزيد من تعقيد الأوضاع الصحية.

وفي هذا السياق، يتوجب على الدول الكبرى، التي تعتبر المتسبب الأكبر في زيادة التلوث وانبعاثات الغازات الدفيئة عدم التملص في أن تتحمل مسؤولياتها وليس كما فعلت الولايات المتحدة الامريكية بانسحابها من اتفاقية باريس للمناخ، للمرة الثانية، تحت ذريعة اعتبارات اقتصادية، حيث يُظهر تجاهلها لقضية التغير المناخي وآثارها الوخيمة على العالم. لذا، يجب تعزيز الضغط الدولي من قبل الحكومات الأخرى، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية،  لحسم وتوحيد الجهود. ومن الجوانب الأساسية التي ينبغي التركيز عليها
المطالبة بالشفافية العالمية حيث يجب على جميع الدول، وخاصة الكبرى، أن تكشف عن حجم انبعاثاتها الحقيقية والجهود المبذولة لتقليل تلك الانبعاثات.

ثانياً. تطبيق العقوبات الدولية

يجب فرض عقوبات على الدول التي تتقاعس عن الالتزام بتعهداتها في اتفاقيات المناخ، لضمان أن تكون هناك عواقب رادعة لتلك الأفعال.

ثالثاً. مساعدة الدول النامية

ينبغي تعزيز التعاون الدولي لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار التغير المناخي، إذ تدفع هذه الدول ثمنًا باهظًا من الأرواح نتيجة الأزمات المناخية، بسبب نقص الموارد المالية والتقنية.

إن التغير المناخي ليس مجرد مسألة بعيدة أو مستقبلية، بل هو واقع نعيشه اليوم. لتجنب السيناريو المأساوي الذي ينتظرنا، يتعين على المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل ومنسق. إن الوقت ينفد، وكل لحظة تمر دون اتخاذ إجراءات فعلية تعتبر فرصة مهدرة. لذا، يجب أن نتحد جميعًا لنكون جزءًا من الحل، لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.
 

طباعة شارك المحيط الهادئ الطاقة الزلزالية التغير المناخي

مقالات مشابهة

  • أجواء صيفية مستقرة في جميع المناطق ودرجات حرارة ضمن معدلاتها الطبيعية
  • د. شيماء الناصر تكتب: العالم على حافة الانهيار البيئي
  • عاجل. ترامب: أتوقع محادثات بنّاءة مع بوتين وشعرت بالاستياء من موقف زيلينسكي حول مبادلة الأراضي
  • غضب دولي ومطالب بتحقيق مستقل عقب اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة في غزة
  • عاجل: مقترح لإلغاء الطابور الصباحي لحماية الطلاب من ارتفاع درجات الحرارة
  • بكوب دقيق ذرة .. طريقة عمل البسيسة الفلاحي
  • الموجة لم تبلغ ذروتها.. يومان لاهبان بانتظار الأردنيين وتحرك رسمي لحماية المواطنين (انفوغراف)
  • عاجل | طقس غير مستقر في الأردن اليوم.. أمطار رعدية محتملة في مناطق متفرقة
  • عاجل | الأمن العام يحذّر من تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار في المناطق الشرقية والجنوبية والوسطى
  • الأرصاد الجوية: أجواء معتدلة ودرجات حرارة ضمن معدلاتها الطبيعية في أغلب المناطق