استُشهد 72 فلسطينياً في مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر يوم الخميس، بينهم سبعة مدنيين سقطوا قرب مراكز توزيع المساعدات، بحسب مصادر طبية في مستشفيات القطاع، في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح أن المستشفى استقبل 17 شهيداً، بينهم أطفال، جراء غارة شنتها طائرات مسيرة تابعة للاحتلال استهدفت السوق المركزي في المدينة، مما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا ودمار واسع في المنطقة.

وفي سياق متصل، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف ممنهجة لمبانٍ سكنية شرقي مدينة غزة، كما فجّر ثلاث عبوات ناسفة عبر روبوتات مفخخة في شارع مسعود شرق جباليا شمالي القطاع.

وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، شيّع المواطنون جثامين سبعة شهداء سقطوا في قصف استهدف خياماً للنازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، في جريمة جديدة تستهدف الفارين من جحيم الحرب.

وفي مدينة غزة، شنت الطائرات الحربية للاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على منازل في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة، وتسببت الغارات في دمار واسع، وأظهرت لقطات مصورة اللحظات الأولى بعد القصف، وسط حالة من الفزع بين المدنيين.

وفي ظل الحصار المستمر، أعلنت مصادر طبية في مستشفى المعمداني وفاة الرضيع أحمد طليب نتيجة سوء التغذية والجفاف، ليرتفع عدد الأطفال الذين قضوا بسبب سوء التغذية في قطاع غزة إلى 61، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي.

وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن نحو 70 ألف طفل يعانون من مضاعفات صحية ناجمة عن نقص التغذية، محملة الاحتلال مسؤولية منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من أربعة أشهر.

وأشارت منظمة اليونيسف في تقرير حديث إلى أن عدد الأطفال الذين استقبلوا علاجاً بسبب سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة 50% خلال شهر مايو الماضي مقارنة بشهر أبريل، ما يعكس تدهوراً خطيراً في الوضع الغذائي للأطفال.

من جهتها، وصفت غادة الحداد، مسؤولة الإعلام في منظمة أوكسفام، الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي"، مؤكدة في مقابلة مع قناة الجزيرة أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح في حربه على القطاع، ويقصف منشآت المياه والصرف الصحي بشكل متعمد، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

بدوره، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، من أن الأرض الفلسطينية المحتلة تمر بنقطة تحول خطيرة، مؤكداً أن اللاجئين الفلسطينيين باتوا يشعرون بقلق بالغ مع تدمير الوكالة التي اعتمدوا عليها لعقود.

وقال لازاريني إن ما يجري هو تنفيذ لمشروع أُعِدّ على مدار سنوات لفصل الفلسطينيين عن أرضهم، مشدداً على أن آلية توزيع المساعدات الحالية في غزة "مذلة، كارثية، وتزهق الأرواح"، في ظل تقاعس دولي مستمر أدى إلى استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء العدوان.

في سياق ردود الفعل الدولية، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى السماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، مشددة خلال القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.

ورغم صدور بيان ختامي للقمة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى، ورفع الحصار عن قطاع غزة، فإن الحسم بشأن فرض عقوبات محتملة على الاحتلال الإسرائيلي جرى تأجيله إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.

ودان البيان تصاعد العنف الاستيطاني، والتوسع غير القانوني للمستوطنات، واستمرار العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، داعياً إلى فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين ومَن يموّلهم.

وفي غزة، طالب رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف استهداف المدنيين والمناطق التي تشهد توزيعاً للمساعدات الإنسانية، معتبراً أن تعمّد الاحتلال قصف من يسعى للحصول على الغذاء يشكل جريمة حرب تتطلب موقفاً دولياً واضحاً وحاسماً.

وتتزايد التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية أوسع في القطاع، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب الغذاء والماء والدواء، واستمرار استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية، وسط صمت دولي غير مبرر تجاه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند تصاعد المجازر في غزة وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية تقييمات استخبارية تؤكد فشل الضربات الأميركية ضد إيران رسائل صباحية جميلة في يوم الجمعة للأخ أدعية لزيادة الرزق والتوفيق في محرم مسجات ليوم الجمعة روعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًبراد بيت بصدد إصدار فيلم عن هارفي وينشتاين يكشف عن إساءاته الجنسية

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان

أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)

قالت إديم ووسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إن الخرطوم تحولت إلى «مدينة أشباح» بعد أكثر من عامين من القتال العنيف الذي اندلع في منتصف أبريل 2023.
وحذرت المسؤولة الأممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان، واصفة إياها بأنها «أكبر أزمة نزوح في العالم». 
وأشارت إلى دمار هائل في الخدمات الأساسية، ونقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ويواجه ملايين السودانيين أزمة إنسانية غير مسبوقة، جراء استمرار عمليات النزوح واللجوء بسبب النزاع المسلح، إضافة إلى انهيار جهود الإغاثة، في ظل نقص التمويل بشكل حاد، وتزايد التحديات الأمنية.
واعتبرت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، أن ما يمر به الشعب السوداني من أزمات إنسانية متفاقمة بفعل النزوح واللجوء، يشكل جرحاً نازفاً في الضمير العالمي، وصرخة استغاثة ينبغي التعامل معها بكل مسؤولية وجدية. وأوضحت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحرب المستمرة دفعت الملايين إلى مغادرة منازلهم للبحث عن مأوى آمن، مشيرة إلى أن المنظمة الدولية للهجرة وثقت فرار ملايين السودانيين، مما يبرز خطورة الموقف واتساع نطاق الأزمة.
وأشارت إلى أن هذه الأرقام لا تعبر فقط عن أزمة لوجستية، بل تعكس معاناة إنسانية عميقة تطال الأطفال والنساء وكبار السن الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الكريمة، من غذاء ودواء ومأوى، مشددة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية لمسؤولياتهم تجاه الشعب السوداني المنهك، من خلال زيادة التمويل والدعم العيني للمنظمات الإنسانية الفاعلة داخل السودان وفي دول الجوار، والعمل على فتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات، بعيداً عن العوائق الأمنية والسياسية.
ودعت شرارة إلى ممارسة ضغوط سياسية فعالة على أطراف النزاع بهدف وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات جدية، إلى جانب تفعيل آليات العدالة الدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين، مشددة على أن إنقاذ ما تبقى من الأمل في السودان يبدأ بوقف النزيف الإنساني، وأن الصمت أمام معاناة هذا الشعب يُعد جريمة لا يمكن تبريرها.
من جهته، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن النزاع المسلح المتواصل في السودان يُعد السبب الجوهري في التدهور الإنساني، سواء من حيث النزوح الداخلي أو اللجوء الخارجي، مشيراً إلى أن هذا الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وذكر حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن برنامج الأغذية العالمي نبه إلى خطر المجاعة وسوء التغذية الذي يتعرض له اللاجئون والنازحون، لكنه لم يسلط الضوء على الكارثة التي يواجهها الأطفال في المخيمات، نتيجة تدهور الأوضاع الصحية، ونقص الغذاء، وغياب مياه الشرب، وتفاقم المخاطر الأمنية.
وأشار إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة التحدي الإنساني في السودان يتمثل في التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السودانية، بالتوازي مع توفير دعم إنساني كافٍ يسهم في وقف النزيف الدموي، والتمهيد لمرحلة التعافي وإعادة الإعمار، مشدداً على ضرورة وقف الأعمال القتالية بين الطرفين المتنازعين، مع تقديم دعم متزايد للنازحين واللاجئين، سواء عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية أو من خلال الدول المانحة التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق وقف إطلاق النار، والدفع نحو حل سياسي.
وقال الدبلوماسي المصري، إن السودان بحاجة إلى تجاوز كل ما يُهدد وحدته وسلامته الإقليمية، مما يتطلب مبادرة وطنية شاملة تضم مكونات المجتمع السوداني كافة، من أحزاب وقوى سياسية ومجتمعية، لإطلاق حوار سوداني سوداني يتناول الأمن والاستقرار والنواحي العسكرية، إضافة إلى دعم النازحين واللاجئين، وهو ما يستوجب وقفاً فورياً لإطلاق النار.
وشدد حليمة على أهمية تشكيل حكومة انتقالية مدنية تحظى بدعم واسع من القوى السياسية، وتكون مؤهلة لإدارة مرحلة انتقالية تتضمن إعادة البناء، وصياغة دستور دائم، وتحديد موعد لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، مشيراً إلى وجود تحركات عربية تهدف إلى إنهاء النزاع في السودان، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهود والتنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.

أخبار ذات صلة مستوطنون إسرائيليون يقيمون بؤرة استيطانية شمال رام الله مكتبة الشباب بمكتبة محمد بن راشد تثري الوعي وتبني المستقبل

مقالات مشابهة

  • 235 وفاة جراء المجاعة في غزة بينهم 106 أطفال.. ومنظمات دولية: التجويع متعمد
  • 8 وفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية بغزة خلال 24 ساعة
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة إنسانية بغزة ويطالب الاحتلال بالسماح بدخول المساعدات
  • 500 رضيع في غزة يصارعون الموت نتيجة المجاعة وسوء التغذية
  • 5 وفيات بينها طفلان نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • اقترح تحالفاً دولياً لتثبيت الاستقرار.. ماكرون يحذر من كارثة إنسانية
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان
  • حماية الصحفيين: ندين قتل الصحفيين الفلسطينيين ونطالب بحملة دولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي
  • ماكرون يحذر من كارثة إنسانية في حال غزة ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار
  • تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة تضرب اليمن