أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الدين واحد بين جميع الأنبياء، مشيرًا إلى أن توحيد الله كان محور الرسالات السماوية، وأن الصلاة كانت جزءًا من هذه الرسالات، ولكن ليس بالضرورة بنفس الشكل الذي نعرفه اليوم.

وأضاف الجندي، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الخميس، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى بالصلاة المعروفة لدينا الآن، موضحًا أن الصلاة كما نعرفها كانت موجودة قبل الإسراء، حيث كان هناك نوع من العبادة والصلاة، كما ورد في الحديث الشريف عندما قال أبو سفيان لهرقل عن أوامر النبي بالصلاة والزكاة والصوم، مما يثبت وجود الصلاة قبل الإسراء.

خالد الجندي يشيد بمعرض الكتاب: يحج إليه كل من يسعى للعلم والمعرفة خالد الجندي: السنة النبوية تقدم أحكامًا لم يذكرها القرآن (فيديو)

وأشار الجندي إلى أن الصلاة كانت موجودة أيضًا في زمن الأنبياء السابقين، مستشهدًا بمواقف عدة، مثلما ورد في القرآن الكريم عن سيدنا زكريا عندما نادته الملائكة وهو يصلي في المحراب، وكذلك ما ذكره عيسى بن مريم عندما قال: "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا".

وأكد الشيخ خالد الجندي أن الصلاة، على اختلاف أشكالها، كانت جزءًا أساسيًا من تعاليم الأنبياء، مما يدل على وحدة الأديان ورسالات الأنبياء في عبادة الله الواحد. كما أشار إلى أن المعجزة هي أمر خارق للعادة يعجز الآخرون عن الإتيان بمثله، موضحًا أن المعجزة تأتي تأكيدًا على صدق دعوى النبوة، ولا يمكن للنبي تكرارها إلا بإذن الله.

وذكر الجندي أن هناك أربعة أنواع من خوارق العادات في العقيدة الإسلامية، وهي: المعجزة، الكرامة، الخوارق، والفاضحة. حيث أوضح أن المعجزة هي أمر خارق للعادة يظهر مع دعوة النبوة ويجريه الله على أيدي الأنبياء، ولا يمكن تكرارها إلا بإرادة الله، أما الكرامة، فهي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد الولي أو الرجل الصالح، ولكن لا يكررها هذا الولي إلا إذا شاء الله.

وفيما يتعلق بالخوارق، أوضح الشيخ خالد الجندي أنها تحدث على يد الشيطان وأتباعه، وغالبًا ما تتم بواسطة الخداع والتلبيس، كما في حالة السحر الذي يظنه البعض معجزة، مثلما حدث مع عصا فرعون وحبال السحرة في القرآن.

أما الفاضحة، فهي أمر خارق للعادة يحدث على يد مدعي النبوة أو أصحاب الدعوات الزائفة، وتكشف زيفهم، كما حدث مع مسيلمة الكذاب الذي حاول تقليد المعجزة النبوية بإبراء عين قتادة، ولكنه فشل، بل إن معجزته كانت سببًا في فضحه، حيث عميت عين الرجل الأعور الأخرى بدلاً من أن تبرأ العوراء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي الرسالات السماوية الإسراء الصلاة الأنبياء النبي محمد صلى الله عليه المعجزة أمر خارق للعادة خالد الجندی أن الصلاة

إقرأ أيضاً:

المعجزة الصينية.. و"نظرية القط"

صدق المفكر الفرنسي الشهير "أندريه مالرو" حين قال يومًا عن الصين إنه "بلد صبور جدًّا.. وخاسر من يدخل معه اختبار الصبر"، فيما قال "شواين لاي" رئيس وزراء الصين الأسبق للزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال زيارته للقاهرة عام 1963م.. عبارة أشبه بالنبوءة: "عندما نسبق الغرب ونتخطاه، فإننا سنحول مركز الثقل في العالم، ونعيده إلى الشرق".

ويبدو أن "المعجزة الصينية" قد أوشكت على التحقق، وهي نتاج لخطة منهجية نابعة من فكر الزعيم الصيني الأسبق "دينج شياو بينج" (1904- 1997م)، والذي أعلن في عام 1978م، انفتاح الصين على العالم صائغًا أحد أكبر قصص النجاح في نهايات القرن العشرين، وهي القصة التي نرى فصولها شاخصًة أمامنا حتى اللحظة، حيث تنبأ هذا الرجل أن الصين ستكون القوة العظمى بالعالم بعد 50 عامًا.

ولكي يصل "دينج" إلى مبتغاه، فقد انتهج نظريًة شهيرة عُرفت بـ"نظرية القط"، وهي نظرية اقتصادية براجماتية مفادها "لا يهم إن كان القط أسود أو أبيض، إن اصطاد فأرًا فهو قط جيد"، وتهدف هذه النظرية إلى التأكيد على أن الاقتصاد المخطط والسوق ليسا أداتين متعارضتين، بل يمكن أن تتعايشا، وأن الاقتصاد المخطط يمكن أن يستعير جوانب من اقتصاد السوق لتحقيق التنمية الاقتصادية، وهو ما شكل أساس سياسات "الإصلاح والانفتاح" في الصين. ومن الناحية الفكرية، لا ترفض "نظرية القط" النظرية الماركسية اللينينية، أو "الماوية"- نسبًة إلى "ما وتسي تونج"- ولكنها تتكيف مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية المُعاصرة في الصين.

واستلهامًا من سياسة "لينين" الاقتصادية الجديدة، شجعت "نظرية دينج" على بناء الاشتراكية داخل الصين من خلال جعلها تستوعب بعض "الخصائص الصينية"، والتي استرشدت في الأصل بسياسة الإصلاح الاقتصادي بالصين بهدف التحسين الذاتي والتنمية للنظام الاشتراكي، ولم تقترح نظريته تحسين، أو تطوير النظام الاقتصادي المغلق في الصين، بل اتجهت إلى الإطاحة بالنظام الاقتصادي القائم واستبداله بنظام أكثر انفتاحًا. كما رأى "دينج" أن الاستقرار الداخلي عامل مهم في التنمية الاقتصادية، حيث قال: "الصين في الحاجة الماسة إلى الاستقرار.. وبدون بيئة مُستقرة، لا يمكننا تحقيق أي شيء، بل ربما نخسر ما اكتسبناه".

ومن وجهة نظر "دينج"، كانت المهمة التي تواجهها القيادة الصينية ذات شقين: تعزيز تحديث الاقتصاد الصيني- الحفاظ على الوحدة الأيديولوجية للحزب الشيوعي، وسيطرته خلال الإصلاحات الصعبة التي يتطلبها التحديث.

وقد رأى "دينج" أنه: "فقط من خلال التطوير المستمر للقوى الإنتاجية يمكن لأي بلد أن يصبح قويًا، ومزدهرًا تدريجيًا، مع ارتفاع مستوى المعيشة". كذلك رأى أنه من أجل تحقيق الاشتراكية، وسد الفجوة بين الصين والرأسمالية الغربية، فإنه يتعين على الصين استيعاب بعض عناصر السوق، وأبعاد الرأسمالية في اقتصادها، غير أن تطبيق ذلك يجب أن يكون من خلال الدولة، وهذه المبادئ- في رأي "دينج"- سَمحت بتفسير أكثر ليبرالية لتحديث الصين إلى دولة اشتراكية نموذجية، وهذه الأبعاد تشمل خصائص السوق مثل: التخطيط والإنتاج والتوزيع والتي يمكن تفسيرها على أنها اشتراكية بالأساس.

ومن المبادئ الأساسية في فكر "دينج" ومدرسته، اتخاذ موقف رافض للغاية ضد أي شكل من أشكال "عبادة الفرد" التي تجلت في الصين خلال حُكم "ماو تسي تونج"، والاتحاد السوفيتي تحت حُكم "ستالين"، كما تُقلل النظرية من شأن تركيز "الماويين" على الصراع الطبقي على أساس أن هذا الصراع من شأنه أن يصبح عائقًا أمام التنمية الاقتصادية، وبموجب هذا الرأي، فإن التمسك بفكر "ماو تسي تونج" لا يعني التقليد الأعمى لأفعاله.

وأخيرًا.. فقد لعبت "نظرية القط" دورًا حاسمًا في تحويل الصين من "اقتصاد التخطيط المركزي" الذي كانت تُسيطر عليه الدولة بالكامل سابقًا إلى "اقتصاد السوق الاشتراكي"، مما أدى إلى زيادة سريعة في النمو الاقتصادي داخل البلاد، مما أدى إلى تحقيق "المعجزة الاقتصادية الصينية".

مقالات مشابهة

  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: العلماء ورثة الأنبياء والإخلاص والتواضع ركائز طالب العلم
  • يد الله كانت معنا اليوم.. نشأت الديهي يهنيء الرئيس السيسي بتوقيع اتفاق السلام
  • طبقات الأنبياء و الأولياء الصالحين في الأرض المقدسة
  • خالد الجندي: كل المؤامرات الحقيرة باءت بالفشل.. ومصر لم ولن تبيع أشقاءها في فلسطين
  • الشيخ خالد الجندي: الرئيس السيسي حمى القضية الفلسطينية ومنع التهجير
  • الشيخ خالد الجندي عن أهل غزة: المؤمن المتمسك بعقيدته لا يُقهر
  • المعجزة الصينية.. و"نظرية القط"
  • معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • يسري جبر يوضح معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • دعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًا