إيناس عبدالوهاب
لعظيم ما رأت عيني منها، حاولت أن أصف روعة جمالها فوجدت لسانها الذي أحد من السيف على الطغاة قد تحدث نيابة عني، ورأيت عزتها التي هي أقوى من الصاروخ على المجرمين قد أذهلتني،
لتتوالى الأحداث متسارعة فتضع كل ما كُتب وراء ظهرها لأن هناك ما تقدمه أعظم مما قد قيل أو يقال عن أي أحداث عبر التاريخ، وأقوى من قصص الخيال والأساطير إنها .
هاهي اليمن.. الشراع لمن أراد أن يبحر في بحر العزة والعنفوان، والمرساة لمن أراد أن يرسو في شاطئ القوة والبأس، والجبل الشامخ لمن أراد أن يلامس نجوم السماء، والتاريخ لمن أراد أن يتخلد ذكره عبر العصور؛ ففي أي مجلس أو محفل تجد اليمن تبرز من بين ثنايا المتحدثين ليُنثر اللؤلؤ وتُنشر العطور وتزهو الأجواء بعبق أزكى البخور، وعند جموع المحللين وهامات المتحدثين تُخرس الألسن وتنحني لها جبهات المتطاولين.
وإن المتأمل جيدا سيدرك ان يمن اليوم هي حسين الأمس؛ من صنع برؤيته القرآنية الحصن المنيع، ومن بنى بنظرته الإيمانية الثاقبة جيل العظماء، ومن رسّخ بثقافته منطق العقلاء، ومن سقى بدمه جذور الوعي لتُحصد ثماره بصيرة ونورا وهداية لأولي الأبصار.
فتعود بذوره في الأرض من جديد، لتُكون قوى تخترق طريقها لتصل إلى مواقع ومعسكرات المجرمين فتزلزل كيانهم وتؤرق منامهم، وتغوص في اعماق البحار والمحيطات لتغرق خُيلائهم وتشتت قُواهم،
حسين الأمس اليد الضاربة لكبر المتكبرين،
ومعول اليوم المحطم لجسور الجبارين،
حسين الأمس عبد طريق النجاة ببذل الجهد وتقديم العطاء فعزّ عليه أن يرى المرأة تقهر وينتهك عرضها،
عز عليه أن يرى الأطفال تذبح وتباد،
عز عليه أن يرى أمة الإسلام تائهة وضائعة في الوقت الذي تستباح فيها حياتها،
فشخص المرض ووصف العلاج الذي يحيي هذه الأمة من جديد،
كلمات من نور الأمس أضاءت القلوب المتعطشة للهدى،
ليكون نور القرآن هو المخرج من الوضع المزري للعرب،
كلمات من نور الأمس خرجت من إحساس صادق في اهتماماته،
درس على مكث القرآن ليترجمه مواقفا في الواقع، ولينقله إلى أفئدة المحبين للأولياء الصالحين، والمتقبلين أن يتحركوا بالحق ليكونوا هم من يغيروا الواقع ومن صنعوا بفضل الله المتغيرات، وعدلوا البوصلة وأصبحوا الرقم الصعب في المعادلة، لتكون مواقفهم في مستوى مواجهة الأعداء، فصنعوا بفضل من الله وتوجيهات من ملازم الحسين وخطابات السبد العلم عبدالملك يحفظه الله المستحيل، فأرعبوا العدو في البحار والمحيطات حتى هرب بعيدا عن إقليم المواجهة، وقهقروا الجبناء في ساحات القتال، فقد جسدوا الأخلاق والمبادئ والقيم حتى يكون الموقف المشرف الذي ترفع به رؤوسهم وتبيض به وجوههم، فلم يذلوا ولم يكلوا أمام كل التحديات،
إنه يمن اليوم الذي ظهر فيه نور حسين الأمس ما بين الجبهات، ولمع كالبرق في حدقات العيون والمقلات،
فجزاك الله عنا سيدي الحسين خير الجزاء، وسلام الله عليك يوم عشت ويوم ارتقيت شهيدا ويوم تبعث حيا…
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: یمن الیوم
إقرأ أيضاً:
لم أنم منذ الأمس.. وزير داخلية الكويت فهد اليوسف يكشف قضية مروّعة أرّقته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—ألقى رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الداخلية، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الضوء على قضية مؤلمة دفعته لعدم النوم ليوم كامل، كاشفا تفاصيلها.
جاء ذلك في كلمة للوزير الكويتي، خلال المؤتمر الصحفي للتعريف بقانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الجديد في معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية، الخميس، حيث قال: "أنا لحين مو نايم من الأمس، ممكن أتصور وأتوقع كل شيء يصير، لكن الي صار معي الأمس، القضية، ما أظن أنها حصلت بتاريخ الكويت، أو حصلت ولكن ليس بالمدة التي صارت أمس.."
وتابع: "أخو يقتل اخته، مخدرات، هيّنة، من سنة 2022 بشهر يناير.. لولا مجهود الإخوان في وزارة الداخلية ما انمسك الذي قام بهذه القضية، قتل اخته بشهر واحد 2022، نحن آخر 2025، ما لي شغل بهذا.. لا أبو لا أم لا ثلاث إخوان لا ثلاث خوات ولا رجل بلّغ.."
وأضاف: "شنو هذه العائلة أنا ما مرّت علي، أمس جلبت الثلاث بنات، والأب والأم وحطيتهم أمامي، ولا مهتمين، طبعا الأولاد جبتهم ثلاثة، والجنائية حطوا لي العظام وصفوها بعد ما أخرجت من مكان دفنها، صفيناها وبينت هيكل، جبتهم وفرجيتهم الصور بالتلفون وقلت لهم اختكم تسلم عليكم.. هيكل.. منظر! أنا مو نايم للحين.."