الحراك التشكيلي السوري يعود إلى دمشق بعد سقوط النظام بمعرض لـ 13 فناناً في غاليري زوايا
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
دمشق-سانا
عاد الحراك الفني التشكيلي السوري في دمشق للنشاط بعد سقوط النظام البائد، من خلال معرض فني مشترك ضم أحدث نتاجات 13 فناناً وفنانة من أجيال متعددة وتجارب متنوعة في فني التصوير والنحت.
وضم المعرض الذي تستضيفه صالة زوايا 25 عملاً توزعت بين اللوحات والمنحوتات، بمواضيع تناولت الإنساني والمدن والتراث والأسطورة، حيث جاءت اللوحات بأحجام كبيرة وتقنيات متعددة، والمنحوتات بأحجام بين الكبير والمتوسط وبخامات متنوعة، لتعكس تلك الأعمال رؤى وأفكار وتجارب أصحابها.
الفنان التشكيلي جمعة النزهان في تصريح لمراسل سانا أعرب عن سعادته بعودة النشاط لمعارض الفن التشكيلي كخطوة إيجابية في المجتمع السوري، مشيراً إلى أن الحضور الكثيف للجمهور في افتتاح المعرض يعكس التعطش لدى الناس لهذه الفعاليات.
وبين النزهان أن مشاركته جاءت بعنوان “أيقونة فراتية” رسمها بعد تحرير سوريا وعبرت عن الفرح الذي يعيشه السوريون بالنصر العظيم للثورة من خلال مجموعة نساء بزيهن الفراتي يحتفلن بعروس شابة ترمز لسوريا، والسعادة تعم المكان والابتسامة على وجوه الجميع.
وكشف النحات الدكتور سمير رحمة عن المساعي لإطلاق هذا المعرض، عبر حوار ثقافي بين الفنانين وأصحاب صالات العرض منذ شهر، وتنظيم اجتماعات طرحت أهمية عودة الحياة التشكيلية بسرعة إلى النشاط، لأن الحراك الثقافي يعكس رؤى المجتمع ومثقفيه وقيمه الحضارية والثقافية.
وحول مشاركته بأعمال بأسلوب تجريدي جمالي قال رحمة.. “قدمت عملين، أحدهما بخامة الرخام التركي بتوضع شاقولي يحمل التلخيص والاختزال في الشكل الفني، وهو أسلوبي في إيصال أفكاري ببساطة للمشاهد، أما العمل الثاني فكان من خامة الرخام الإيطالي بتوضع أفقي”.
النحاتة أمل زيات التي شاركت في المعرض بمجسمين يجسدان امرأتين بخامة الأسلاك المعدنية، أوضحت أن هذه التجربة الجديدة تعمل عليها منذ عام ونصف العام بعد أن استهوتها هذه المادة بما تحمله من مطواعية واحتمالات واسعة للتجريب للتعبير عن أحاسيس المرأة المتنوعة بين الصلابة والتأمل والتحدي.
وحول عودة الحراك الثقافي السوري للنشاط مؤخراً أكدت الزيات أن الفن والثقافة من أهم عوامل بناء المجتمع وتكوين جيل جديد، لاستمرار رسالة الحياة نحو المستقبل الأفضل.
وقدمت الفنانة التشكيلية سراب الصفدي لوحتين جديدتين بأسلوبها التعبيري المعروف، ولفتت إلى أنها تسعى للتعبير عن المرأة وعالمها في أعمالها، مجسدة اجتهاد الأنثى لتتوازن بحضورها بين البيت والمجتمع والعمل، مع الكثير من الدراما والحالات الإنسانية، معتبرة أن المعرض إيذان بعودة النشاط الفني السوري، ما يبشر بالمزيد من الإنتاج الثقافي بكل مجالاته.
المعرض الذي يستمر 15 يوماً شارك فيه أيضاً كل من النحاتين مصطفى علي و هلا الجاري ويمنى برهوم والتشكيليين سوسن الزعبي ونبيل السمان ومحمد العلبي وغسان عكل ومحمد المفتي وصالح الخضر.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رسالة مؤثرة من نجم شهير تضع فناناً قديراً في صدارة التريند: حلم تجسيد سيرته يتحول إلى حديث الجمهور
تصدر اسم الفنان يوسف فوزي تريند محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد موجة واسعة من التفاعل أثارها ظهور نادر له وحديث عاطفي كشف فيه عن أمنيته في تحويل قصة حياته الطويلة ومشواره الفني الغني إلى عمل درامي، متمنياً أن يجسد دوره نجم الجيل الحالي أمير كرارة الذي يكن له محبة كبيرة ويعتبره الأقرب لقلبه.
هذا التصريح الإنساني الصادق لم يمر مرور الكرام، إذ سرعان ما رد عليه النجم المُشار إليه برسالة مفعمة بالمشاعر والوفاء، عبّر فيها عن امتنانه لاختياره لتجسيد سيرة فنان يعتبره بمثابة أب وأخ أكبر، مؤكدًا أن هذا الشرف كبير وسيحرص على تقديمه بكل إخلاص إذا أُتيحت الفرصة.
وقال كرارة في رسالته: "ربنا يمنحه الصحة والعافية، هو صاحب فضل كبير عليّ، وقريب جدًا من قلبي، واختياره لي لتقديم سيرته شرف أعتز به كثيرًا"، مضيفًا: "ما زلت أذكر أنه حضر كتب كتابي عندما كنت صغيراً، وكان دائمًا محبًا للناس وداعمًا لكل من حوله. هو فنان كبير وشخصية راقية، وأتمنى أن أُجسد مسيرته في عمل يليق بتاريخه وعطائه".
وكان الفنان الكبير يوسف فوزي قد ظهر في مقابلة بعد غياب طويل عن الأضواء بسبب ظروفه الصحية، حيث يعاني من مرض مزمن أثر على حركته، لكنه لم يفقد روحه المرحة وكلماته التي تعكس طاقة أمل، فحرص على تهنئة جمهوره بمناسبة عيد الأضحى وتمنى لهم الصحة والسعادة.
وفي حديثه، كشف عن رغبته في أن يرى مسيرته الطويلة تُجسد دراميًا، مشيدًا بأداء النجم الشاب وروحه القريبة من القلب، ومؤكدًا أنه يراه الأجدر بتقديم شخصيته لما يتمتع به من موهبة وحضور وشعبية كبيرة.
التفاعل الجماهيري الواسع مع هذه التصريحات لم يقتصر على مواقع التواصل فقط، بل فتح باب النقاش حول ضرورة توثيق حياة رموز الفن الذين أثروا الساحة الفنية بإسهاماتهم، خصوصًا أولئك الذين غيّبهم المرض عن الشاشات، لكنهم لا يزالون حاضرين في قلوب الملايين.
العلاقة التي جمعت بين الفنانين تحولت إلى مثال حي للوفاء في زمنٍ ندر فيه الاعتراف بالجميل، إذ امتدت الصداقة بينهما لسنوات، وامتزجت بذكريات خاصة وتقدير إنساني عميق، ما جعل الجمهور يتعاطف بشدة مع هذه القصة، ويطالب بتقديم العمل الدرامي قريبًا، تكريمًا لفنان لم يبخل يومًا بعطائه.
ويبقى هذا التفاعل دليلاً على أن الجمهور لا ينسى من زرع البهجة في قلوبه، وأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يعيش في ذاكرة الناس من خلال الأعمال والوفاء والقصص التي تمس الوجدان.