قانون القمع الإلكتروني: حماية للفاسدين أم خنجر في ظهر النزاهة؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
#سواليف
#قانون_القمع_الإلكتروني: حماية للفاسدين أم #خنجر في ظهر #النزاهة؟
بقلم: ا د محمد تركي بني سلامة
بينما ينتظر الأردنيون من هيئة النزاهة و #مكافحة_الفساد أن تحتضنهم شركاء في محاربة الفساد، فان #قانون_الجرائم_الإلكترونية يحوّلهم إلى متهمين بدل أن يكونوا جنوداً في معركة #تطهير #الوطن من #الفاسدين.
إن هذا القانون لا يعزز النزاهة، بل يوفر مظلة تحمي الفاسدين، مما يعيق جهود الهيئة ذاتها، التي تعتمد في كثير من الأحيان على المعلومات القادمة من المواطنين الشرفاء. هؤلاء الذين يخاطرون بنشر الحقائق، لا يفعلون ذلك حباً في الإثارة، بل بدافع وطني حقيقي، ويواجهون ضغوطاً وتهديدات لمجرد أنهم اختاروا قول الحقيقة. فمن المنطقي إذن أن يكونوا أكثر وطنية وإخلاصاً للمؤسسات من بعض القائمين عليها، الذين وجدوا في قانون الجرائم الإلكترونية ملاذاً آمناً يقيهم من المساءلة!
مقالات ذات صلة الصبيحي: 33 ألف متقاعد ضمان تزيد رواتبهم على 1000 دينار 2025/01/31مهما بلغت جهود هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، فإن الواقع يُثبت أن حجم الفساد المكتشف والمعلن عنه لا يمثل سوى جزء يسير من الفساد الحقيقي المستشري في البلاد. الفساد ليس مجرد قضية أفراد فاسدين هنا وهناك، بل هو شبكة متكاملة تتغلغل في مفاصل الدولة، وهذا يتطلب إرادة صلبة لكشفه والقضاء عليه دون تمييز. وهنا نوجه دعوة واضحة للهيئة بأن تتحلى بأقصى درجات الشفافية، وأن تعلن بشكل دوري عن إنجازاتها في مكافحة الفساد، لأن ذلك من شأنه تعزيز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، وإرسال رسالة واضحة بأن لا حصانة لفاسد مهما علا شأنه أو تحصن بالمناصب والنفوذ.
لا شك أن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تبذل جهوداً كبيرة في ظروف معقدة، وسط ضغوط هائلة من قوى لا تريد لمحاربة الفساد أن تنجح. إن العمل في هذا المجال يتطلب شجاعة وإصراراً، وقد أثبتت الهيئة في العديد من القضايا أنها قادرة على مواجهة التحديات. ولكن الرهان الحقيقي لا يكمن فقط في محاربة الفساد المكشوف، بل في تفكيك شبكاته المخفية التي تستفيد من قوانين التكميم والمماطلة البيروقراطية. الهيئة بحاجة إلى دعم المجتمع، لكنها أيضاً مطالبة بأن تكون أكثر حزماً وجرأة في كشف كل الحقائق، وعدم الرضوخ لأي ضغوط.
إن استخدام قانون الجرائم الإلكترونية كأداة لإسكات من يكشفون الفساد هو ضربة قاصمة لمبدأ الشفافية، ويخلق بيئة طاردة للنزاهة. لكن رغم كل هذه المحاولات، أثبت الأردنيون أنهم أكثر وعياً وتصميماً على حماية بلدهم من اللصوص والمتنفذين. منصات التواصل الاجتماعي أصبحت منبراً لكشف “الغسيل القذر”، ولن يُمرّر الأردنيون قوانين تحصّن الفاسدين تحت مسمى “تنظيم الفضاء الإلكتروني”. فإذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لمحاربة الفساد، فعلى الجهات الرقابية، وعلى رأسها هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، أن تؤكد أن القانون لا يُستخدم لتكميم الأفواه، بل كسيف على رقاب الفاسدين، وأنه لا أحد فوق المحاسبة مهما كان موقعه أو نفوذه.
نسخة إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد: هل أنتم معنا …؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف خنجر النزاهة مكافحة الفساد تطهير الوطن الفاسدين هیئة النزاهة ومکافحة الفساد
إقرأ أيضاً:
أمير الشرقية يستقبل محافظ "هيئة الأمن الصناعي" ويشيد بجهودها في حماية المنشآت
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير الشرقية، في مكتب سموه بديوان الإمارة اليوم الاثنين، محافظ الهيئة العليا للأمن الصناعي المهندس عالي بن محمد الزهراني، وعددًا من مسؤولي الهيئة.
وأشاد أمير الشرقية بالدور المحوري الذي تقوم به الهيئة في وضع السياسات والخطط الأمنية لحماية المنشآت الحيوية، وتطوير خطط الطوارئ والاستجابة السريعة، مؤكداً أن هذه الجهود تسهم في تعزيز أمن المنشآت الصناعية والبترولية والخدمية، وحماية مقدرات الوطن ومكتسباته الاقتصادية.
أخبار متعلقة أمير الشرقية: التطور السريع بالعالم يجعلنا أكثر حذراً تجاه الأطفال25% تحسنًا في الاستجابة الإسعافية بالشرقية.. وأمير المنطقة: إنجاز يأتي بدعم القيادةمحافظ الأحساء يستقبل رئيس المحكمة الإدارية ويتابع أهم المنجزاتوقدّم نائب المحافظ المهندس إبراهيم بن عبدالقادر آل أبوعيسى عرضاً لسمو أمير المنطقة عن أعمال ومهام الهيئة، ودورها في صناعة الأمن والسلامة والإشراف على المنشآت البترولية والصناعية والخدمية، وجهودها في رفع مستوى السلامة فيها، إضافة إلى خططها المستقبلية واستراتيجياتها الحالية.
وفي ختام اللقاء، قدّم المهندس الزهراني شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة الشرقية على دعمه المتواصل لأعمال الهيئة في المنطقة وتوجيهاته السديدة، مؤكداً أن الهيئة تعمل على تطوير منظومتها الأمنية وفق أعلى المعايير لضمان حماية المنشآت الحيوية.