مناقشة في حضرة التاريخ والمؤرخين لـ زكريا الشلق بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
شهدت قاعة العرض بجناح وزارة الثقافة المصرية، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة ضمن محور "المصريات" لمناقشة كتاب "في حضرة التاريخ والمؤرخين" للدكتور أحمد زكريا الشلق، المؤرخ الكبير.
شارك في النقاش الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، وأدار الجلسة الدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر.
استهل الدكتور عبد الحميد شلبي الندوة بالإشادة بها، واصفًا إياها بـ"التاريخية" نظرًا لحضور اثنين من عمالقة التاريخ.
وأوضح أن الندوة مخصصة لمناقشة أحدث الأعمال العلمية للدكتور أحمد زكريا الشلق، مشيرًا إلى أنه طالما أتحفنا بإنتاجه العلمي الرصين.
وأضاف أن مجرد ذكر اسم الدكتور زكريا يعني أننا أمام عالم جليل يأخذنا في كتابه إلى عوالم من الثقافة والفكر والأحداث التي مرت بها مصر.
من جانبه، رحب الدكتور أحمد زكريا الشلق بالضيوف والحضور، موضحًا أن الكتاب صدر منذ أسابيع قليلة، ومشيرًا إلى أن "التاريخ شيخ"، ونحن ندخل مقام هذه الحضرة.
وأضاف أن العنوان قد يبدو جذابًا، لكنه يخشى ألا تكون الموضوعات بنفس الجاذبية.
وأوضح أن الكتاب يتناول عدة فصول تضم دراسات تاريخية علمية موثقة عن الجبرتي، والإسكندرية في القرن التاسع عشر، ومحمد علي وحكم مصر. كما يحتوي القسم الثاني على مجموعة مقالات عن السير الذاتية لمفكرين وشخصيات تاريخية بارزة. ولفت إلى أنه اجتهد في كتابة هذا الكتاب على مدار ثلاث سنوات، معتمدًا على دراسات وأبحاث دقيقة، مشيرًا إلى أن قراءة فصل تولي محمد علي باشا ستكون ذات فائدة كبيرة للقارئ.
وأكد "الشلق" أن الدراسات الأكاديمية ليست حكرًا على الأكاديميين، لكنها تتطلب الالتزام بالمنهج العلمي والتوثيق الدقيق. وأضاف أن جوهر القضية يكمن في المنهج، مشددًا على أن المؤرخ يجب أن يكون موضوعيًا وغير منحاز، حتى تصبح أعماله مرجعًا يُعاد طباعته مرات عديدة بفضل مصداقيته.
كما أكد أن الموضوعية هي أحد أسس التفكير العلمي، لافتًا إلى أن النقد يمثل تحديًا للاستسلام، وأنه ينبغي للقارئ ألا يسلّم بكل ما يقرأ، فالتاريخ ليس مجرد سرد، بل عملية تحليلية نقدية.
وأشار "الشلق" إلى أن الكتاب يتضمن سيرة عن طه حسين، موضحًا أنه اعتكف شهورًا لقراءته قبل أن يكتب عنه عشر صفحات توفر للقارئ المعاصر رؤية مكثفة وسهلة الاطلاع. كما تطرق إلى سيرة إدوارد سعيد وشهادته عن القاهرة، معتمدًا على قراءة متعمقة لمؤلفاته.
في سياق متصل، أعرب الدكتور محمد صابر عرب عن سعادته بالمشاركة في الندوة، مشيدًا بالدكتور الشلق الذي ينتمي إلى جيل قدم إسهامات إنسانية وأكاديمية رائعة. وأكد أنه لا يتمنى أن يكون هذا الكتاب هو الإنجاز الأخير للدكتور زكريا، بل يتطلع إلى المزيد من إنتاجه العلمي.
وأضاف الدكتور عرب أن الكتاب يتميز بلغة سلسة وجذابة، مؤكدًا أنه لو لم يكن الدكتور زكريا أستاذًا للتاريخ، لكان أستاذًا في اللغة، نظرًا لاستخدامه الفلسفة في كتاباته، مشيرًا إلى أن الدكتور زكريا يمتلك رؤية فلسفية عميقة وأسلوبًا أدبيًا متميزًا.
كما أوضح "عرب" أن العديد من مؤلفات الدكتور زكريا تُدرَّس لطلاب الدراسات العليا، معلنًا عزمه تدريس بعض موضوعات هذا الكتاب للطلاب. وأشاد بالطريقة التي حلل بها الدكتور زكريا الأحداث وأضفى عليها أبعادًا اجتماعية وتاريخية وسياسية، خصوصًا في الفصل الذي تناول شخصية محمد علي والجبرتي، مؤكدًا أن الكتاب سيظل مرجعًا مهمًا في تاريخ مصر الحديث لسنوات قادمة.
وأشار إلى أن عنوان الكتاب جذاب ومعبر، حيث يربط بين التاريخ والمؤرخين بشكل وثيق. كما أكد أن الدكتور زكريا قدم معالجة متميزة في قسم المقالات، إذ تحرى الدقة والتحقيق العلمي بمنهجية رفيعة.
واختتم "عرب" حديثه بالإشادة بما كتبه الدكتور زكريا الشلق عن طه حسين، مؤكدًا أن تحليله يفوق في أهميته ما كتبه نقاد الأدب عنه. كما أبدى إعجابه بما قدمه المؤلف عن الشيخ عبد الوهاب النجار، مشيرًا إلى أن النص يفقد قيمته دون عقل ناقد قادر على تحليله وفهم أبعاده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب قاعة العرض فعاليات البرنامج الثقافي جناح وزارة الثقافة المصرية المزيد الدکتور زکریا مشیر ا إلى أن أن الکتاب زکریا ا
إقرأ أيضاً:
في دورته العشرين.. مكتبة الإسكندرية تعلن عن انطلاق معرض الكتاب الدولي
موعد انطلاق معرض الكتاب
تستعد مكتبة الإسكندرية لإطلاق الدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، في الفترة من الإثنين 7 يوليو الجاري، وحتى الإثنين 21 يوليو، وتقام الدورة العشرين بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويأتي المعرض هذا العام تحت رعاية QNB bebasata.
وأعلن الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، أن شخصية المعرض لهذا العام وزير الخارجية المغربي السابق والمفكر الكبير محمد بن عيسى، أحد أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية السابقين، والذي رحل عن دنيانا في مارس 2025.
كما صرَّح أن المكتبة تحرص عند تنظيم المعرض على تواجد أقوى دور النشر في مصر والوطن العربي، كما تحرص كذلك على توفر أحدث الإصدارات داخل أروقة المعرض.
المشاركين بالمعرض في دورته الـ 20
وأضاف أن معرض هذا العام يشارك فيه نحو 78 دار نشر مصرية وعربية، وقد تم تخصيص جناحًا للطفل يضم أكتر من 15 دور نشر متخصصة في طبع ونشر كتب الأطفال، كما تم تخصيص جناح للكتب القديمة والنادرة والخاص بسور الأزبكية.
ويُقام على هامش المعرض برنامج ثقافي يقدم وجبة ثقافية مميزة للجمهور، والذي يشتمل على مجموعة كبيرة من الفعاليات تتجاوز 215 فعالية ثقافية يتحدث فيها ما يقارب من 800 متحدث ومحاضر، ويُشارك فيه بالتوازي مع مقر المكتبة الرئيسي بالإسكندرية كل من: بيت السناري بحي السيدة زينب، وقصر خديجة بحلوان.
ويتضمن برنامج هذا العام على عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل، كما تتنوع محاوره وتشمل محاور اجتماعية لدعم الشباب والمرأة والطفل، ومحاور ثقافية تتناول موضوعات تراثية وشعرية وأدبية وتكنولوجية ونفسية ورياضية.
هذا وقد أكد أحمد زايد أن المكتبة حريصة على تواجد مبدعي الإسكندرية في برنامجها الثقافي بشكل مكثف، بما لهم من تواجد رائع على الساحة الإبداعية المصرية والعربية. ويقدم البرنامج الثقافي ورش عمل للتدريب على فنون السرد بمختلف أنواعه، ويقدم كذلك عروضًا علمية وترفيهية وفلكلورية على ساحة بلازا مكتبة الإسكندرية.
جوائز معرض الكتاب
وجدير بالذكر أن المعرض يشهد هذا العام توزيع جوائز مسابقة القراءة الكبرى التي أطلقتها مكتبة الإسكندرية، وتقام احتفالية توزيع الجوائز عصر يوم الخميس 17 يوليو بالقاعة الكبرى بمركز مؤتمرات المكتبة وسط حضور عدد من الكتاب والمفكرين والمثقفين.
أصدارات المكتبة هذا العاموتشارك المكتبة هذا العام بمجموعة من الإصدارات المتنوعة والتي يبلغ عددها 33 عنوانًا جديدًا من الكتب، والكتالوجات، والدوريات، والمجلات، والكراسات، وكتيبات سلسلة «تراث الإنسانية للنشء والشباب» التي وصل عددها حتى الآن إلى 80 كتيبًا، بالإضافة إلى رصيد إصداراتها من الـ 1109 عناوين.
أبرز الكتب
ومن أبرز العناوين الجديدة، كتاب "الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة: دراسة سوسيولوجية للتقاطعات الراهنة" الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية، وكتاب "حجر رشيد.. استعادة لغة قدماء المصريين" الصادر عن مركز دراسات الخطوط، والعدد السابع من دورية "علوم المخطوط" الصادرة عن مركز ومتحف المخطوطات، والعدد الثالث من دورية "قبطيات سكندرية" الصادرة عن مركز الدراسات القبطية، وكراسة "السرد المصري في العقد الأول من الألفية الثالثة" الصادرة عن مختبر السرديات، ومجلة "ذاكرة مصر (العدد 56)" الصادرة عن المكتب الفني بمكتب مدير المكتبة.
كما تشارك المكتبة بكتالوج "أحمد عبد الوهاب.. في حرم السكون" الصادر عن إدارة المعارض والمقتنيات الفنية، وكتاب "أعمال ندوة زكي نجيب محمود.. الفيلسوف الأديب" الصادر عن قطاع التواصل الثقافي، وبكتيبا: "حسن فتحي.. مهندس الهوية المعمارية المصرية"، و"رسالة في التسامح.. فولتير" من سلسلة تراث الإنسانية للنشء والشباب.