الصورة والعمى .. كأن شيئًا ما قد مات!
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
« أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»
من سورة الحج، الآية 64.
تعاظم اهتمامي بموضوع الصورة خلال الحرب على غزة، فقد كانت هذه الحرب الإبادية المدمرة في جهة منها مختبرًا حقيقيًا موحشًا للصور، هذا لمن يرقب المشهد من خارجه وليس لمن هو جزء من الحدث.
من شريط الإبادة الطويل، على مدى عام ونصف العام، أريد فقط أن أحتفظ بالصورة الأخيرة للجسد، الطفل، العليل حتى الموت في سرير بمستشفى أبي يوسف النجار في رفح.. أريد فقط أن أحتفظ بصورة يزن الكفارنة الذي قتله الإسرائيليون عطشًا لرائحة الجلوكوز في الدم. تكفي صورة واحدة لكي أتذكر، وصور يزن كانت درسي لتجاوز النظر في الصورة إلى قراءتها نصًا أحفوريًا يتكشَّف كلما جددت النظر وأطلت التأمل.
كأن شيئًا ما قد مات.. أجل، من المؤكد أن شيئًا فطريًا في تكويننا الطينيّ الأول قد انتُهك مرارًا حتى الموت بفعل الكاميرات وإشعاع الصور المُحرق، وكأن حواسنا أصبحت على حين غفلة أقل ذكاءً مما كانت عليه بالأمس، لذا لا بدَّ أن أوصي أصدقائي المصورين بضرورة قراءة كتاب «حول الفوتوغراف» لسوزان سونتاغ، كي يدركوا على الأقل أي أسلحة فتَّاكة تلك التي يصوبونها نحونا في المحافل والأوقات السعيدة.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
العلماء يستبعدون وجود “الكوكب إكس” في 75% من مواقعه المحتملة
الولايات المتحدة – استبعد علماء الكواكب الأمريكيون وجود “الكوكب إكس”، بصفته كوكبا تاسعا افتراضيا في نظامنا الشمسي، في 75% من مناطق السماء التي كان يُعتقد أنه قد يوجد فيها.
جاء ذلك بعد دراسة شاملة لأطراف النظام الشمسي باستخدام تلسكوب PAN-STARRS1 في هاواي، ونُشرت نتائج الدراسة على موقع arXiv.org.
وأجرى فريق بقيادة ماثيو هولمان من مركز “هارفارد-سميثونيان” للفيزياء الفلكية أحد أوسع عمليات البحث عن أجسام بحجم كوكب في تلك المناطق النائية. وكشفت الدراسة عن 692 جرما سماويا صغيرا، منها 23 كوكبا قزما و109 أجرام جديدة. ورغم عدم العثور على “الكوكب إكس” أو أجسام كبيرة أخرى، إلا أن البحث ضيّقَ نطاق احتمالية وجوده إلى حد بعيد.
واستخدم العلماء تلسكوب PAN-STARRS1 المصمم أساسا لرصد الأجرام السماوية سريعة الحركة مثل الكويكبات والمذنبات للبحث عن كواكب بطيئة الحركة بفضل تطوير خوارزمية خاصة. وقامت الخوارزمية بدمج صور متعددة لمناطق السماء نفسها التُقطت أعوام 2009-2017، مستفيدة من وجود كويكبات معروفة بمساراتها الدقيقة في الصور لتحديد حركة الأجرام البعيدة بدقة.
وسمح هذا بتحليل حركة الأجرام السماوية الواقعة على بعد 80 وحدة فلكية (المسافة بين الأرض والشمس) أو أكثر. ولم تُظهر أي من الصور التي حللها الفريق أي أثر لـ”الكوكب إكس”، مما حصر احتمالية وجوده في منطقة صغيرة من السماء قرب مستوى مجرتنا درب التبانة، وهي منطقة لم يفحصها بعد التلسكوب بدقة كافية وتحتاج إلى مزيد من البحث في المستقبل.
يذكر أن عالمي الكواكب قسطنطين باتيغين ومايكل براون أعلنا عام 2016 عن اكتشافهما لأدلة على وجود “الكوكب إكس” الغامض. وأطلق هذا الاسم على الكوكب التاسع الافتراضي للنظام الشمسي، والذي يبعد عن الشمس مئة مليار كيلومتر على الأقل (حوالي 670 وحدة فلكية)، ويقترب حجمه من حجم نبتون أو أورانوس. ولم تنجح عمليات البحث عنه حتى الآن، مما يدفع العديد من الفلكيين للتشكيك في وجود “الكوكب إكس” والبحث عن بدائل تُفسر طبيعة هذا الجرم السماوي ومكان وجوده الحقيقي.
المصدر: Naukatv.ru