لاكروا: شهادة استثنائية لغزّي عائد إلى بيته
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
اضطر الشاب مصعب ناصر -الذي كان مساعدا تنفيذيا قبل الحرب- مثل العديد من سكان مدينة غزة إلى ترك منزله والنزوح جنوبا مع عائلته للاستقرار في مخيم مؤقت بدير البلح، وعند وقف إطلاق النار قام برحلة ذهابا وإيابا لمدة 24 ساعة لمعرفة ما يمكن إنقاذه من حياته القديمة.
وفي تقرير بقلم جان بابتيست فرانسوا حكى مصعب قصته لصحيفة لاكروا قائلا إنه خرج يوم الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني عند الفجر ومعه زجاجة ماء صغيرة دون أن تكون لديه فكرة عما ينتظره، وهو يفكر كيف سيقطع المسافة سيرا على الأقدام، لأن 16 كيلومترا التي تفصل المخيم في دير البلح عن مدينة غزة -حيث كان يعيش قبل قصف الجيش الإسرائيلي لها- ليست بالهينة.
في السابق كان الأمر يستغرق نصف ساعة بالسيارة كما يروي مصعب، والآن نتقدم مترا بعد متر على هذا الطريق المليء بالحفر والأنقاض، متجنبين الأماكن الخطيرة التي تظهر عليها آثار القصف، ناهيك عن السيارات المحترقة وأعمدة الكهرباء المنهارة والأشجار المقتلعة.
أبحث عن صور عائلية
"من الصعب التعرف على أي شيء، لم أتعرف على المكان الذي كنت أعمل فيه، وهو مؤسسة مياه البلديات الساحلية الذي تم تدميرها بالكامل، فكل شيء مدمر كما لو أن المنطقة تعرضت لإعصار، تمكنت من تحديد مسجد الشيخ عجلين الذي كنت أصلي فيه، جلست لأستريح هناك بجانب المئذنة المائلة الشاهد الأخير على هذا المكان المليء برائحة الموت والدمار".
إعلانوأخيرا، وصل مصعب إلى حي تل الهوى "رأيت ما لا يمكن قوله، هذا المستشفى الذي ولدت فيه ابنتي الأولى لم يبق منه سوى هيكل أسود، والمدرسة التي درست فيها أصبحت كومة من الطوب، والسوق الذي كان صاخبا يضج بالحياة أصبح صحراء خرسانية".
"أنا أقترب من منزلي -كما يقول مصعب- لم يعد هناك أي أثر لملعب كرة القدم، والأشجار التي كانت تظلنا احترقت، وعلى جدار بقي قائما ترى بخط يد أحد التلاميذ "سنعود"، وهنا قمت بالحفر بين الأنقاض أبحث عن صور عائلية".
ويتساءل الشاب بلوعة وهو يقترب من حارته "الرمال": كيف تحول كل هذا الجمال إلى خراب؟ فالجامعة الإسلامية التي درس فيها وشهدت على أحلامه وطموحاته سويت بالأرض، أين المقهى الذي سيلتقي فيه بأصدقائه؟ وأين المكتبة؟ أين محل الحلويات الذي كان يشتري منه؟ لقد اختفت كل المعالم.
الشارع الذي كانت تتردد فيه أصوات الأطفال وضحكاتهم البريئة تحول إلى مقبرة صامتة، فيه بعض الشباب يحاولون إزالة الأنقاض، أحدهم يبحث عن أخيه الصغير الذي لم يعثروا له على أثر، وآخر يبحث عن الوثائق المهمة المدفونة تحت منزله المنهار، وفي عيون كل واحد منهم مزيج من الحزن والإصرار على البقاء، كما يقول مصعب.
لا شيء ننقذه
بدأ مصعب يتفقد منازل إخوته وأخواته المدمرة وغير الصالحة للسكن، ولكن كما يقول "لا يوجد ما يمكن إنقاذه وسط الأنقاض التي تفوح منها رائحة المتفجرات، في المنزل تمكنت من جمع بعض البقايا، صور نجت من الحريق ومصحف ومفتاح المنزل الذي لم يعد له باب".
في هذه الأثناء، نفدت بطارية هاتف مصعب، وكان عليه قطع مسافة طويلة لشحنه ثم العثور على إشارة إنترنت لطمأنة عائلته، لأن أقاربه ينتظرون الحكم بشأن حالة المبنى، وهم يرغبون في العودة بأقرب وقت ممكن، يقول مصعب "حاولت أن أشجعهم لكنني لم أجد الكلمات المناسبة".
ويتابع مصعب قائلا "قضيت الليل كله أفكر في قراري، سأعود إلى الجنوب ولكنني لن أبقى هناك، سأعود مع عائلتي إلى حيّنا، قد يقول البعض إنني مجنون ولكن هذا هو منزلنا، هذه أرضنا، حتى لو تم تدمير كل شيء فسوف نقوم بتنظيف البيت المحروق، وسوف نعيش فيه حتى يعاد بناؤه".
إعلان"عندما عدت إلى المنزل سألتني والدتي: كيف يبدو المنزل الآن؟ ثم بكت، ولكنها قالت ما لن أنساه أبدا، يا ابني، ليس البيت مجرد جدران، البيت هو العائلة، وحيث نحن معا فذلك منزلنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الذی کان
إقرأ أيضاً:
مارك زوكربيرغ يعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يحل مكان الأصدقاء.. فماذا يقول علم النفس؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
الشخصيات التي يبتكرها الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في محاربة وباء الوحدة. فقد يجد البعض أنفسهم متعلقين بالنماذج التي يخاطبونها عن قصص حياتهم وعبر تبادل المعلومات والإفصاح عن مشاعرهم. هل هذا الأمر صحيح وصحي؟
في مقابلة أُجريت في أبريل/نيسان على بودكاست دواركيش، تحدث المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، بإسهاب، عن الفرص التي تتيحها علاقات الذكاء الاصطناعي للأشخاص الذين يعانون من الوحدة.
وقال إن الأميركي العادي لديه "ثلاثة أشخاص يعتبرهم أصدقاء.. والشخص العادي لديه طلب على المزيد، أعتقد أنه حوالي 15 شخصاً".
يدحض علماء النفس فكرة العدد "المناسب" للأصدقاء. يقول عمري جيلاث، أستاذ علم النفس بجامعة كانساس، إن وجود ثلاثة أو أربعة أصدقاء مقربين "أكثر من كافٍ" بالنسبة لمعظم الناس.
ومع ذلك، يعتقد زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على سد الثغرات لأولئك الذين يعانون من الوحدة ويطلبون المزيد من الأصدقاء. وقال: "أعتقد أنه مع مرور الوقت، سنجد كمجتمع المفردات التي تمكننا من التعبير عن أهمية ذلك".
يختلف جيلاث مع هذا الرأي أيضاً. ويقول إن فكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يحل يوماً ما محل العلاقات الإنسانية "لا تدعمها الأبحاث بالتأكيد"، بحسب تقرير لشبكة CNBC.
لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تعريفك لآخرين
يقول جيلاث إن التفاعل مع مختلف إصدارات روبوتات الدردشة والأصدقاء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر "مزايا وفوائد مؤقتة".
على سبيل المثال، يقول إن الذكاء الاصطناعي متاح "على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.. سيكون مهذباً دائماً وسيقول دائماً الأشياء الصحيحة". لكن في النهاية، لا يمكن لهذه التقنية أن توفر المزايا التي تأتي مع العلاقات العميقة وطويلة الأمد.
وبالتالي لا يمكن توسيع دائرة الأصدقاء: "لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تعريفك بشبكته". لا يمكنه اللعب معك أو تعريفك بشريك محتمل. "العناق سيكون أكثر معنى وفائدة وفائدة" مما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي.
مع ذلك، من الممكن أن تشعر وكأنك أنشأت علاقة حقيقية مع الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً تقريراً عن امرأة وقعت في حب تشات جي بي تي ChatGPT.
ولكن لأن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع الشعور بالآخر، فإن هذه العلاقات في النهاية "زائفة" و"فارغة"، كما يقول جيلاث.
وحتى الآن، ما خلصت إليه الأبحاث هو أنه "لا يوجد بديل لهذه العلاقات الوثيقة والحميمة والهادفة" التي لا يمكن للناس أن يقيموها إلا مع أشخاص آخرين، كما يقول.
أجندات الشركات
يقول جيلاث إن تبادل الصداقات أو الشركاء البشريين مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لن يكون مُرضياً فحسب، بل قد يُفاقم شعور الناس بالوحدة والقلق. تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي يعانون من "قلق واكتئاب أعلى، ولا يُطورون مهاراتهم الاجتماعية".
عندما يتعلق الأمر بتكوين علاقات في حياتك، ينصح جيلاث "باستخدام الذكاء الاصطناعي للتسلية وقضاء الوقت وليس كبديل"، والتأكد من أن استخدام التكنولوجيا لا يُضيّع وقتك على تفاعلاتك مع الآخرين.
للتعرف على أشخاص جدد، انضم إلى نوادي ومنظمات تُعنى باهتماماتك، واعمل على الإنصات الفعال.
وتذكر أنه حتى مع إشادتهم بفوائد الذكاء الاصطناعي، فإن "لهذه الشركات أجندات"، كما يقول. "إنهم يحاولون جني الأموال".
كان زوكربيرغ نفسه يُجري المقابلة في أعقاب أحدث إصدار من ميتا Meta،، وهو تطبيق ذكاء اصطناعي يُشبه تطبيق ChatGPT المُنتشر الآن في كل مكان.
بحسب صحيفة إندبندنت أثارت المحاولات المبكرة لتطوير أصدقاء الذكاء الاصطناعي بعض المخاوف الأخلاقية، بما في ذلك احتمال أن يُعرّض الأصدقاء الرقميون القاصرين لمواضيع جنسية صريحة، أو يُقدّمون نصائح غير سليمة تتعلق بالصحة النفسية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام