الحاج عبد الله السودانية.. عودة حزينة إلى منازل سُرقت منها الحياة
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تعود الحياة ببطء إلى مدينة الحاج عبد الله في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها عودة مثقلة بالألم والحسرة، فالعائدون من النزوح يجدون أنفسهم أمام مشهد قاتم من الدمار والخراب، إذ تحولت منازلهم إلى أطلال وذكريات.
"البيت مخيف"، بهاتين الكلمتين يصف محمد سعيد مشاعره المختلطة عند رؤية منزله، ويروي محمد كيف وجده منهوبا، حتى وثائق زواجه وصور أولاده لم تسلم من السرقة.
وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فإن آثار الدمار امتدت لتشمل كامل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.
فسوق الحاج عبد الله -الذي كان يوما شريان الحياة الاقتصادية في المنطقة- أصبح اليوم ساحة مهجورة يسكنها الفراغ والغبار، وامتد الخراب ليطال جميع الوحدات الإدارية السبع في الولاية، مخلفا وراءه أثرا عميقا على حياة السكان.
وفي محاولة لاستعادة النظام، تسعى الشرطة المحلية إلى جمع المسروقات المبعثرة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، لكن حجم المأساة يتجاوز هذه الجهود المتواضعة.
فالمؤسسات الحيوية في المدينة تحولت إلى هياكل بلا روح، المستشفى أصبح مبنى مهجورا بلا معدات طبية أو أجهزة منقذة للحياة، والمحكمة التي كانت رمزا للنظام والقانون صارت مجرد أطلال تتناثر فيها أوراق القضايا التي لم يحسم مصيرها بعد.
إعلان
بوادر أمل
يحيى -وهو أحد العائدين- يقف أمام ما كان يوما منزله، محاولا استحضار ذكريات السعادة العائلية التي عاشها فيه "لا زلت أتذكر ضحكات البنات في هذه الغرفة"، ويقول بحسرة "20 سنة من العمل والبناء تبخرت في لحظة".
هذه المشاعر المؤلمة تتكرر في قصص العديد من العائدين الذين يجدون أنفسهم أمام تحدي إعادة بناء حياتهم من الصفر.
ورغم المشهد القاتم فإن بوادر أمل خجولة تظهر مع عودة السكان التدريجية إلى مدينتهم "الحمد لله بدأت العودة"، يقول أحد المسؤولين المحليين، لكنه يضيف بأسى أن "الناس رجعوا ليجدوا بيوتهم منهوبة، يجب أن نبدأ من الصفر".
وبينما تستمر عملية العودة يبقى السؤال الأكبر معلقا: كيف يمكن إعادة بناء مجتمع تعرّض لمثل هذا الدمار الشامل؟ العائدون إلى مدينة الحاج عبد الله يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة تحدٍ مزدوج: إعادة بناء منازلهم المادية، وترميم النسيج الاجتماعي والنفسي لمجتمعهم المنكوب، وفي خضم هذه المأساة تبقى قصصهم شاهدا حيا على تكلفة الحرب الباهظة على المدنيين الأبرياء.
وكان الجيش السوداني أعلن في 8 يناير/كانون الثاني الماضي سيطرته على مناطق جنوب وغرب ولاية الجزيرة بعد هجوم واسع على مواقع وارتكازات للدعم السريع ليسترد منطقة الحاج عبد الله.
يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أجزاء كبيرة من الولاية، بما فيها مدينة ود مدني، وأدى ذلك إلى نزوح عشرات الآلاف باتجاه القضارف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحاج عبد الله
إقرأ أيضاً:
وزير فلسطيني: 300 ألف وحدة سكنية مدمرة و85% من شبكة الطرق
قال عاهد فائق بسيسو، وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، إن الحكومة تعمل على حصر شامل للأضرار في قطاع غزة، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة على الأرض.
حجم الدمار الناجم عن الحربوأضاف بسيسو، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحصر يشمل جميع القطاعات، بدءًا من الإسكان، والطرق، والمباني العامة، والاقتصاد، وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، مشيرًا إلى أن الدراسة التي أُجريت تُظهر حجم الدمار الناجم عن الحرب في غزة.
وأوضح الوزير أن قطاع الإسكان تضرر بشكل كبير، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة بالكامل حوالي 300 ألف وحدة من أصل 500 ألف وحدة، بالإضافة إلى وجود 100 ألف وحدة أخرى تعرضت لأضرار جزئية.
كما أشار إلى أن أكثر من 85% من شبكة الطرق، خاصة الطرق الرئيسية التي تربط بين المدن، تعرضت للدمار، مؤكدًا أن حجم الأضرار في قطاع الإسكان يتجاوز 85%.
تكلفة إعادة الإعماروبيّن بسيسو أن مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي كانت قد قدرت تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 53 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر، أي قبل بدء العدوان الأخير الذي أعقب هدنة سابقة، مشيرًا إلى أن التكلفة الآن قد تتجاوز 70 مليار دولار نتيجة الأضرار الإضافية.