تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمثل الزراعة إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، حيث تلعب دورًا حيويًا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات ومع ذلك، يواجه القطاع الزراعي تحديات عديدة، من أبرزها تفتت الحيازات الزراعية، مما يؤثر على الإنتاجية ويحد من قدرة المزارعين على تحقيق الاستفادة القصوى من أراضيهم وفي هذا السياق، تبذل الدولة المصرية جهودًا مكثفة لتطوير القطاع الزراعي من خلال تبني سياسات جديدة، مثل التوسع في الزراعة التعاقدية، وتشجيع استخدام الأساليب الحديثة، وتقديم الدعم لصغار المزارعين وتعكس هذه الجهود التزام الحكومة بتعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة، بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات الزراعية.

حيث أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن تفتت الحيازات الزراعية يعد من أبرز التحديات التي تواجه الزراعة المصرية، حيث يتجاوز عدد المزارعين المتأثرين بذلك 3.2 مليون مزارع، مما يشكل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد وأوضح أن الوزارة تسعى للتغلب على هذه المشكلة من خلال توسيع منظومة الزراعات التعاقدية، بالإضافة إلى توفير تمويل ميسر بفائدة 5%، مما يساهم في تحقيق طفرة كبيرة في القطاع الزراعي.

وأشار الوزير إلى أن الدولة المصرية، بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بذلت جهودًا كبيرة في استصلاح الأراضي الجديدة في عدة مناطق، مثل الدلتا الجديدة، الصعيد، توشكى، والوادي وأكد أن الوزارة تشجع المزارعين على تبني الأساليب الحديثة في الزراعة والري لزيادة الإنتاجية وتحقيق عائد اقتصادي كبير، مع التركيز على تعزيز فرص التصدير.

وأشاد وزير الزراعة بالمزارعين والمصدرين المصريين الذى حققوا هذا العام رقما غير مسبوق فى الصادرات الزراعية تجاوز الـ 10.6 مليار دولار بزيادة تقترب من الـ17% عن العام السابق للصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة .

كما شدد على أن دعم صغار المزارعين يأتي ضمن أولويات الدولة، حيث يتم التركيز على تحسين القيمة المضافة وتطوير سلاسل الإمداد وأعرب عن تطلعه لانضمام جميع صغار المزارعين إلى منظومة الزراعة التعاقدية، مما يساعد في زيادة مساحة الأراضي الزراعية بأكثر من 10% كانت مهدرة في الحدود والترع والمصارف والطرق بين الحيازات الصغيرة المفتتة وأوضح أن الزراعة التعاقدية تضمن أيضًا عودة الدورة الزراعية بشكل اختياري دون إجبار المزارعين عليها.

وأكد فاروق اهتمام الدولة بالممارسات الزراعية الحديثة، بما في ذلك الزراعات العضوية، لضمان تكويد المزارع وتسهيل إجراءات التصدير دون تعقيدات إدارية كما أشار إلى أن الحكومة تعمل بروح الفريق، واضعة المستثمرين ضمن أولوياتها، بما يسهم في تطوير القطاع الزراعي.

كما سلط الضوء على دور مركز البحوث الزراعية في استنباط أصناف جديدة من التقاوي والبذور للمحاصيل الاستراتيجية ذات الجودة العالية والإنتاجية المرتفعة وأضاف أن الإرشاد الزراعي يستعيد مكانته من جديد من خلال تقديم التوصيات والإرشادات والتواجد الميداني مع المزارعين لدعمهم في الحقول والمزارعين. 

 

حجم الصادرات الزراعية
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، شهدت الصادرات الزراعية نموًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مما يعكس التطور الذي يشهده القطاع الزراعي في مصر موضحًا أن هذا النمو لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لجهود مكثفة في تحسين جودة المنتجات، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية للمحاصيل الزراعية المصرية في الأسواق العالمية.
وأضاف محمود، خلال العام الماضي، سجلت الصادرات الزراعية المصرية ارتفاعًا غير مسبوق، حيث زادت كمياتها مقارنة بالسنوات السابقة مؤكدًا أن هذه الزيادة تشير إلى تزايد الطلب العالمي على المنتجات الزراعية المصرية، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لتطبيق المعايير الدولية، وضمان جودة المحاصيل المصدرة وقد ساهمت هذه العوامل في توسيع نطاق التصدير ليشمل أسواقًا جديدة في أوروبا، آسيا، وأفريقيا.

 

أهم المحاصيل المصدرة

وتابع محمود، تحتل الموالح مكانة بارزة ضمن قائمة الصادرات الزراعية المصرية، حيث تلقى إقبالًا كبيرًا في الأسواق الخارجية نظرًا لجودتها العالية إلى جانب الموالح، تعد البطاطس من المنتجات الزراعية الأساسية التي يتم تصديرها بكميات كبيرة، لما تتمتع به من جودة تنافسية في الأسواق الدولية كما تشمل الصادرات الزراعية محاصيل أخرى مثل البصل، الفاصوليا، البطاطا، العنب، الرمان، المانجو، والفراولة، حيث تحظى جميعها بطلب متزايد في الأسواق العالمية بفضل جودتها وتوافرها طوال العام.

 

أسباب النمو في الصادرات الزراعية 

وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، عدة عوامل ساهمت في هذا النجاح، من أبرزها تطوير أساليب الزراعة الحديثة التي تضمن تحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل كما أن تطبيق المعايير العالمية في التعبئة والتخزين حيث ساعدت تلك العوامل على زيادة القبول الدولي للمنتجات المصرية إضافة إلى ذلك، فقد لعبت الاتفاقيات التجارية المبرمة مع العديد من الدول دورًا هامًا في توسيع الأسواق التصديرية، مما عزز من مكانة الصادرات الزراعية المصرية على المستوى العالمي.

وأضاف صيام، تشكل الصادرات الزراعية أحد أهم مصادر الدخل القومي، حيث تساهم في توفير النقد الأجنبي وتعزيز العائدات المالية للدولة كما أنها توفر فرص عمل لآلاف العمال في مجالات الزراعة، التعبئة، النقل، والتجارة إلى جانب ذلك، فإن نمو الصادرات الزراعية يسهم في تحسين ميزان التجارة المصري، من خلال تقليل الفجوة بين الصادرات والواردات.

 

التحديات المستقبلية والحلول المقترحة

وتابع صيام، رغم هذا النجاح، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الصادرات الزراعية، مثل تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل، وارتفاع تكاليف الإنتاج، واشتداد المنافسة في الأسواق العالمية ولمواجهة هذه التحديات، من الضروري تعزيز البحوث الزراعية لتطوير محاصيل أكثر مقاومة للظروف البيئية، وتشجيع استخدام تقنيات الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه. كما أن توفير الدعم للمزارعين من خلال الإرشاد الزراعي والتمويل سيساعد في تعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين جودته.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الزراعة الصادرات الزراعية الاقتصاد فرص العمل الإنتاجية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الصادرات الزراعیة المصریة القطاع الزراعی فی الأسواق من خلال

إقرأ أيضاً:

جامعة جنوب الوادي تحقق إنجازًا دوليًا غير مسبوق في تصنيف «التايمز» للتنمية المستدامة

في إنجاز غير مسبوق يعكس تميزها الأكاديمي والمجتمعي، أعلن الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، إدراج الجامعة لأول مرة في جميع أهداف التنمية المستدامة الـ17 ضمن تصنيف "التايمز البريطاني لتأثير الجامعات 2025 (THE Impact Rankings)"، والذي يُعد من أبرز التصنيفات الدولية لقياس مدى التزام مؤسسات التعليم العالي حول العالم بأهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة.

وأكد "عكاوي" أن هذا الإنجاز يأتي تتويجًا لخطة الجامعة الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الحضور الدولي، ودعم الممارسات المستدامة، وتكثيف المساهمات في تحقيق رؤية التنمية العالمية.

وبحسب إصدار 2025 من التصنيف، احتلت الجامعة الفئة (601- 800) عالميًا من بين 2، 526 جامعة مشاركة من أكثر من 130 دولة، فيما جاءت ضمن الفئة الخامسة محليًا، إلى جانب عدد من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، من أصل 51 جامعة مصرية تم تقييمها هذا العام.

وأضاف رئيس الجامعة أن جنوب الوادي حققت قفزة نوعية مقارنة بالعام الماضي، متقدمة بأكثر من 100 مركز عالمي في بعض الأهداف، ما يعكس الجهد المؤسسي المتواصل في مجالات البحث العلمي، وخدمة المجتمع، والإدارة الجامعية المستدامة.

نتائج مشرفة في جميع الأهداف الـ17

من جانبه، أشار الدكتور محمد وائل عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إلى أن الجامعة أحرزت مراكز متقدمة على المستوى الدولي في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وجاء ترتيبها على النحو التالي:

1. القضاء على الفقر: (301- 400) عالميًا من بين 1، 267 جامعة

2. القضاء التام على الجوع: (101- 200) عالميًا من بين 955 جامعة

3. الصحة الجيدة والرفاه: (601- 800) عالميًا من بين 1، 788 جامعة

4. جودة التعليم: (1001- 1500) عالميًا من بين 1، 975 جامعة

5. المساواة بين الجنسين: (1001- 1500) عالميًا من بين 1، 559 جامعة

6. المياه النظيفة والنظافة الصحية: (301- 400) عالميًا من بين 1، 042 جامعة

7. طاقة نظيفة وبأسعار معقولة: (401- 600) عالميًا من بين 1، 181 جامعة

8. العمل اللائق ونمو الاقتصاد: (601- 800) عالميًا من بين 1، 350 جامعة

9. الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية: (601- 800) عالميًا من بين 1، 350 جامعة

10. الحد من أوجه عدم المساواة: (+1000) عالميًا من بين 1، 261 جامعة

11. مدن ومجتمعات محلية مستدامة: (401- 600) عالميًا من بين 1، 154 جامعة

12. الاستهلاك والإنتاج المسؤولان: (401- 600) عالميًا من بين 973 جامعة

13. العمل المناخي: (301- 400) عالميًا من بين 1، 089 جامعة

14. الحياة تحت الماء: (301- 400) عالميًا من بين 711 جامعة

15. الحياة في البر: (301- 400) عالميًا من بين 854 جامعة

16. السلام والعدل والمؤسسات القوية: (401- 600) عالميًا من بين 1، 265 جامعة

17. عقد الشراكات لتحقيق الأهداف: (101- 200) عالميًا من بين 2، 389 جامعة

التميز في أربعة أهداف رئيسية

بدوره، أشار الدكتور حمودة محمد، رئيس لجنة التصنيف الدولي بالجامعة، إلى أن جامعة جنوب الوادي برزت في أربعة أهداف رئيسية من بين الـ17، جاءت على النحو التالي:

القضاء التام على الجوع: ضمن الفئة (101- 200) عالميًا

المياه النظيفة والنظافة الصحية: الفئة (301- 400)

السلام والعدل والمؤسسات القوية: الفئة (401- 600)

عقد الشراكات لتحقيق الأهداف: الفئة (101- 200)

وأكد "حمودة" أن عدد الجامعات المشاركة في التصنيف هذا العام بلغ 2، 526 جامعة، بزيادة كبيرة عن العام الماضي الذي شاركت فيه 1، 963 جامعة فقط، مما يعكس تنافسية التصنيف وأهميته المتصاعدة عالميًا.

معايير دقيقة.. وتقييم شامل

يعتمد تصنيف التايمز للتنمية المستدامة على ثلاثة محاور رئيسية:

1. النتاج البحثي المنشور في المجلات العلمية العالمية بالتعاون مع دار النشر "Elsevier".

2. أنشطة التوعية المجتمعية والمبادرات الطلابية.

3. الإدارة والحوكمة المؤسسية المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضح رئيس الجامعة أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التعاون المثمر بين القطاعات الأكاديمية والإدارية، والاهتمام بتعزيز ثقافة العمل المستدام، مؤكدًا أن الجامعة ماضية في طريقها نحو التميز المحلي والإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • جامعة جنوب الوادي تحقق إنجازًا دوليًا غير مسبوق في تصنيف «التايمز» للتنمية المستدامة
  • فاروق يوجه بمتابعة أثر تداعيات الأحداث الإقليمية على الصادرات والواردات الزراعية
  • صادرات الصناعات الهندسية تقفز 17% لتسجل 2.6 مليار دولار أول 5 أشهر من 2025
  • وزير الزراعة يتوقع تجاوز الصادرات المصرية الـ 10 ملايين طن بحلول 2025
  • طفرة بالصادرات الزراعية| الموالح والبطاطس تتصدر القائمة.. ومصر أكبر المصدرين للفول السوداني للاتحاد الأوروبي
  • ارتفاع صادرات مصر الزراعية إلى 5.2 مليون طن خلال النصف الأول
  • ارتفاع صادرات مصر الزراعية إلى 5.2 مليون طن خلال النصف الأول من 2025
  • الأجانب تضع العملة المصرية أمام اختبار الـ38 مليار دولار رغم تصاعد التوترات
  • طفرة في الصادرات الزراعية ومضاعفة الإنتاجية بالتوسع الرأسي والأفقي
  • «الإصلاح الزراعي» يزيل 438 حالة تعد على الأراضي الزراعية خلال شهر مايو