أحدهما فقد طفلته بحريق قبل شهر.. المنصات تطالب بتكريم بطلي فيصل بالجيزة
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم أمس الأحد، حين اندلع حريق في إحدى الشقق السكنية نتيجة ماس كهربائي في هاتف محمول كان قيد الشحن.
وفي تلك اللحظات، كان الأطفال الذين لم يتجاوزوا العشر سنوات بمفردهم في المنزل، حيث كان والداهم في العمل، مما جعلهم محاصرين وسط النيران المتصاعدة.
وفي مشهد بطولي، لم يتردد الشابان كريم ناصر ومحمد الشيمي في المخاطرة بحياتهما لإنقاذ الأطفال، ورغم أنهما لم يلتقيا من قبل، فإن الموقف الإنساني جمعهما في لحظة واحدة، حيث تسلقا شرفة الشقة المحترقة وتمكنا من إخراج الأطفال واحدا تلو الآخر قبل أن تزداد النيران انتشارا.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، كشف كريم ناصر أن المشهد أعاد إليه ذكرى فقدان ابنته قبل فترة، مما دفعه للتدخل السريع دون تردد، غير أن عملية الإنقاذ لم تخل من المخاطر، إذ تعرض كريم لحالة إعياء بعد استنشاقه للدخان الكثيف، مما استدعى تدخل فرق الإنقاذ لمساعدته على النزول بسلام.
ولاحقاً، وصلت فرق الإطفاء إلى موقع الحادث وباشرت عملها في السيطرة على النيران وتأمين المبنى، كما قامت بإنزال أسطوانات الغاز من الشقة المحترقة تفادياً لخطر انفجارها.
بطولة استثنائية
وأبرزت حلقة 2025/2/3 من برنامج "شبكات" اتفاق المغردين على شجاعة الشابين وأشادوا ببطولتهما الاستثنائية، وناقشوا أبعاد المسؤولية المجتمعية في مثل هذه المواقف.
إعلانوبحسب رأي المغردة ملك فإن تصرف الشابين يمثل نموذجاً للشجاعة والتضحية، وكتبت تقول "ربنا يحميهم، فعلا هي الجدعنة لسة موجودة وولاد الحلال موجودين، تخيل إن بدون إمكانيات ولا معدات ما خافوش على حياتهم ما مسكوش الموبايل يصوروا وخلاص".
وأيدت الناشطة ليلى ما ذهبت إليه ملك، مشيرة إلى أن: "أقل واجب مع الشباب اللي ضحوا بحياتهم الدولة تكرمهم لو تكريم رمزي بس علشان الشهامة دي بقت حاجة نادرة".
ومن زاوية أخرى، عبر الناشط هشام عن قلقه من بطء استجابة خدمات الطوارئ، وطرح سؤالاً جوهرياً: "ماذا لو الشباب دول متتدخلوش؟ كنا هنستنى فرق الاطفاء توصل بعد قد إيه؟"، مشيراً إلى أهمية المبادرة المدنية في مثل هذه المواقف الحرجة.
أما صاحبة الحساب ميرفت فعبرت عن قلقها من ترك الأطفال بمفردهم في المنزل، وغردت تقول: "معلش هم إزاي أهلهم سايبينهم كدة عادي في الشقة؟ دول أطفال، حياتهم كانت في خطر لأنهم مقفول عليهم الباب من جوا، ربنا ستر".
وشهدت مواقع التواصل مطالبات واسعة بتكريم هؤلاء الشباب على شجاعتهم وتضحيتهم تقديرًا لجهودهم ومسارعتهم في إنقاذ الأطفال الثلاثة.
الصادق البديري3/2/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أزمة إعلام الاقليات
إذا دققت النظر حولك، فسترى شُح المنصات الإعلامية التي تمثّل الأقليات بشكل فعلي. فالمسيحيون في العراق، الذين لا تتجاوز نسبتهم 1 في المئة من إجمالي السكان وفق تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية، لا يحظون بأي حضور إعلامي يذكر، كما هو الحال مع الأكراد في سوريا، الذين يشكلون حوالي 9 في المئة من السكان بحسب معهد السلام الأمريكي (USIP)، أو الشركس والأرمن في الأردن (دون وجود إحصائيات عن نسبتهم المئوية)، وغيرها من الأقليات في المنطقة التي تعاني من تهميش إعلامي واضح.
تمتد ظاهرة التهميش هذه أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث يُصنَّف السكان الأصليون كأقلية يبلغ عددهم نحو 9.5 مليون شخص، مع تراجع عدد وسائل الإعلام الموجهة لهم من حوالي 700 عام 1998 إلى نحو 200 وسيلة عام 2018، بما في ذلك الصحف القبلية والمستقلة وفق تقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي بعنوان "SRES147".
كل ذلك يقودنا الى بعض اسباب تعثّر إعلام الأقليات:
1. طبيعة الفكر والجمهور المحدود: غالبا ما تحمل الأقليات أفكارا أو رؤى لا تلقى قبولا واسعا في المجتمع، مما يحدّ من انتشارها بين العامة. فالإعلام الموجه للأقليات يستهدف عادة شريحة ديموغرافية أو لغوية محددة، وهو ما يقلّص حجم جمهوره مقارنة بالإعلام الجماهيري. يضاف إلى ذلك أن خوارزميات المنصات الرقمية تفضّل الحسابات الكبيرة ذات التفاعل المرتفع، مما يصعّب على المنصات الصغيرة إبراز محتواها.
وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية
2. القيود المالية والموارد المحدودة: تعتمد غالبية وسائل إعلام الأقليات على تمويل ضئيل، وهو ما ينعكس على ضعف الكوادر البشرية، وقلة التسويق، وتراجع جودة الإنتاج. ومع غياب نماذج مستدامة للإيرادات (كالإعلانات أو الاشتراكات أو المنح)، يصبح من الصعب منافسة المؤسسات الإعلامية الكبرى المدعومة ماليا.
3. عوائق المصداقية والاعتراف: حتى مع إنتاج محتوى مهني وهادف، قد تُقابل منصات الأقليات بالتشكيك أو التجاهل من قبل وسائل الإعلام السائدة أو صانعي القرار، وغالبا ما تُستبعد من شبكات التعاون والتغطية الإعلامية الأوسع، ما يحدّ من انتشارها وتأثيرها.
4. تحديات الإعلام الرقمي الجديد: تواجه وسائل الإعلام التقليدية -سواء للأغلبية أو الأقليات- صعوبة في مجاراة الإعلام الرقمي منخفض التكلفة وسريع الانتشار. فإذا كانت المؤسسات الكبرى ذات الموارد الضخمة تكافح للحفاظ على حضورها، فكيف الحال بمنصات الأقليات الأكثر ضعفا وانتشارا؟
الخلاصة
إنّ ما سبق لا يعني التخلي عن فكرة إنشاء منصات إعلامية خاصة بالأقليات، بل على العكس، هو دعوة للتفكير في آليات مبتكرة تُمكّن هذه المنصات من البقاء والتأثير. فكما أن كل إنسان يمكن أن يكون جزءا من أقلية في مكان أو زمان ما، فإن وجود إعلام يعبّر عن هذه الفئات ليس ترفا، بل ضرورة تُسهم في إثراء المشهد الإعلامي وتعزيز التنوع والاندماج مع محيط الأغلبية.
قد يجد الإنسان نفسه ضمن الأغلبية في موضع، لكنه سرعان ما قد يصبح أقلية في مكان آخر. فاختلاف الأفكار، أو المعتقدات، أو الانتماءات العرقية واللغوية، أو حتى التوجهات الفكرية والاجتماعية، كلها عوامل تجعلنا جميعا -بدرجات متفاوتة- أقليات في سياقات معينة.