يبدو من التقارير الأولية أن هناك تفاهماً واتفاقاً بين الرياض ودمشق كما ظهر في البيان الختامي لزيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية إلى السعودية.
الرهان السعودي بالدرجة الأولى على «الحفاظ على الدولة» في سوريا قبل أن يكون الرهان على شخص أو نظام بحد ذاته.دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لأن تكون سوريا «دولة»، ذات بعد عربي «مستقلة» بعيدة عن الاحتلال أو النفوذ الإقليمي سواء كان تركياً أو إيرانياً أو إسرائيلياً.
دول مجلس التعاون الخليجي تسعى كي تحتضن النظام الحالي الذي يأتي من خلفية تنظيم عسكري جهادي وتدعمه كي يقف على قدميه كدولة مستقلة مدنية عصرية تستطيع أن تنشئ نظاماً يضم كل أطياف القوى السياسية، والحزبية، والمناطقية، والطائفية.
التحدي الأكبر الذي يواجه سوريا الآن هو التحدي الاقتصادي لإرث نظام تركها منهارة مالياً واقتصادياً بحاجة إلى ما لا يقل عن 60 مليار دولار بأسعار اليوم لإعادة بناء وترميم البنية التحتية من كهرباء وطاقة، وإعادة تأهيل، وإسكان النازحين واللاجئين.
ومن مفارقات القدر الصعبة أن الإحصاءات في سوريا تؤشر إلى أن عدد النازحين اللاجئين يزيد على عدد السكان المستقرين داخل الأراضي السورية الآن، هؤلاء في شتات في (الأردن – لبنان – العراق – الخليج – أوروبا – مصر) وكافة بقاع العالم.
ومن المفارقات الأخرى أن هناك عدة دويلات ذات أنظمة ذاتية منفصلة إدارياً عن السلطة المركزية في دمشق (العلويين في الساحل - الأكراد في القامشلي – الدروز) بالإضافة إلى تواجد أجنبي لقوات تابعة لتركيا وإيران والجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ.
اقتصاد منهار وسكان في حالة لجوء، ونزوح قوات جيوش 5 دول أجنبية، مناطق كاملة تقدر بثلث مساحة البلاد خارج سلطة الدولة.
حالة سوريا الآن تحتاج بالفعل إلى كل دعم من أشقائها لإعادتها إلى أول مسار طريق الحياة الطبيعية القابلة للعيش المشترك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
السفير ممدوح جبر: هناك «قنابل موقوتة» في خطة ترامب يجب الحذر منها
أكد السفير ممدوح جبر، مساعد وزير خارجية فلسطين الأسبق، أن الشارع الفلسطيني والقيادة السياسية الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس، يتعاملون مع الخطة المقترحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة وفق ثلاثة أبعاد رئيسية، أولها البعد الإنساني، الذي وصفه بأنه «الأساس الذي يجب أن ننطلق منه جميعًا قبل أي حسابات سياسية».
وقال في مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، «علينا أن نكون إنسانيين في تعاملنا مع أهلنا في غزة، نتيجة المأساة الحاصلة والانهيار الإنساني الكامل هناك، وكما أعلنت تقارير دولية، فإن غزة وصلت إلى المرحلة الخامسة من المجاعة، وهي الأخطر».
وأضاف: «مصر مشكورة أدخلت اليوم معدات وآليات ثقيلة إلى غزة، للمساهمة في تنظيف الطرق وتسوية الأراضي لتسهيل نصب الخيام، وهو دور إنساني أصيل يُحسب لها».
وأكد السفير جبر أن من بين أكبر التهديدات التي لا يمكن القبول بها بأي شكل من الأشكال هو خطر التهجير والنزوح القسري، مشددًا على أن: «القيادة الفلسطينية أخذت قرارًا واضحًا برفض أي تهجير، وموقف مصر كان صارمًا وقويًا وشريفًا في هذا الملف».
فيما يتعلق بالضفة الغربية، قال جبر إن هناك مؤشرات مقلقة، رغم ما يبدو من تراجع في ملف الضم، موضحا: «نعم، الضم تم تجميده مؤقتًا، ولكننا نرصد تلميحات خطيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وهو ما يُنذر بكارثة قادمة على الأرض، إن لم يُعالَج فورًا».
وصف السفير الفلسطيني خطة التسوية بأنها تحتوي على الكثير من «القنابل الموقوتة»، التي يجب تفكيكها بالحوار والمتابعة الدقيقة، وقال: «هناك صورة عامة جميلة للخطة كما صدرت في البيان العربي والإسلامي المشترك، ولكن الحقيقة أن داخل هذه الخطة توجد ألغام وقنابل حقيقية تهدد أي حل عادل ودائم، ولذا نحن بحاجة إلى نقاش مباشر مع ترامب وكل الأطراف الراعية لضمان حماية الحقوق الفلسطينية وعدم الالتفاف عليها».
اقرأ أيضاًمندوب مصر بالأمم المتحدة سابقًا: خطة ترامب في غزة تُجمّد الوضع ولا تضمن استمراره
وفد حماس برئاسة «الحية» يصل القاهرة اليوم لبحث المرحلة الأولى من خطة ترامب
عاجل.. احتجاجات حاشدة في تل أبيب للمطالبة بتنفيذ «مقترح ترامب»