خطة غزة تكشف من "يدير اللعبة".. نتنياهو أم ترامب؟
تاريخ النشر: 5th, October 2025 GMT
نسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنفسه، خلال عطلة نهاية الأسبوع، الفضل الأكبر في الخطة الجديدة التي يُفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.
لكنّ المشهد بدا واضحا بالنسبة للإسرائيليين، وللفلسطينيين، وللمنطقة بأسرها: من يوجّه الدفة فعلاً هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في خطاب مقتضب ومتلفز مساء السبت، قال نتنياهو إن الخطة جاءت نتيجة تحرك دبلوماسي منسق مع الرئيس ترامب وفريقه على مدى أسابيع.
لكن ترامب قدّم رواية مغايرة تماما. ففي مقابلة أجراها السبت أوضح أنه اضطر للضغط على نتنياهو لقبول شروط الخطة.
وأضاف: "لقد وافق في النهاية، عليه أن يوافق، لا خيار أمامه. معي، يجب أن توافق".
يقول محللون بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" إن نتنياهو لم يعد في موقع يسمح له بتحدي ترامب، في وقت تواجه فيه إسرائيل إدانات دولية متزايدة بسبب سلوكها في الحرب، وعزلة سياسية متنامية تجعلها أكثر اعتمادًا على الدعم الأميركي.
وكتب الصحفي الإسرائيلي البارز نحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا تحت عنوان "هو الرئيس الفعلي: ترامب لا يهدد نتنياهو، بل يأمره".
وقال برنياع أن مجريات الأيام الأخيرة "أظهرت بوضوح هذه الحقيقة للجميع"، في إشارة إلى الإنذار الذي وجهه ترامب لحماس يوم الجمعة بقبول الخطة، ثم إعلانه بعد ساعات أن الحركة وافقت دون شروط، رغم أن ردّها كان مشروطًا.
ترامب يعلن تفاصيل الخطة... قبل إسرائيل
تعرّف الإسرائيليون على تفاصيل الاتفاق الأولي ليس من حكومتهم، بل من منشور لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، حيث كشف أن إسرائيل وافقت على خط انسحاب أولي داخل غزة، في المرحلة الأولى من الخطة.
وتنص الخطة على تبادل نحو 20 رهينة أحياء و28 جثة يُعتقد أنها تعود لرهائن قُتلوا، مقابل 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد ومئات آخرين اعتُقلوا خلال الحرب.
وقال ترامب إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ "فورًا" بعد توقيع حماس على الاتفاق.
على مدى أشهر، حاول نتنياهو تحقيق معادلة شبه مستحيلة: المضي في الحرب لتحقيق "نصر كامل" على حماس – كما وعد بعد هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 – مع الحفاظ على استقرار ائتلافه اليميني المتطرف الرافض لأي اتفاق يُبقي حماس قائمة.
لكن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وانتشر الجوع، أثارت غضبًا دوليًا واسعًا.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين تفضل إنهاء الحرب مقابل استعادة الرهائن، بينما نفد صبر ترامب على ما يبدو من تعثر الميدان.
وقال المحلل الإسرائيلي ميتشل باراك، وهو مستشار سابق لنتنياهو: "يبدو أن بيبي أدرك أن رصيده لدى ترامب قد نفد. لم تعد وعود النصر تُقنع أحدا، لا في الداخل ولا في واشنطن".
نتنياهو تحت ضغط "رئيس لا يمكن مقاومته"
على عكس مواقفه المتحدّية تجاه إدارات بايدن وأوباما، يرى باراك أن نتنياهو اليوم لا يستطيع تجاهل أوامر ترامب، موضحا: "لأول مرة، لا يمكنه تحدي رئيس أميركي، لأن ترامب ببساطة لا يمكن التنبؤ بردوده، ولن يسير وفق الموقف الإسرائيلي".
قبل شهرين فقط، وافقت حكومة نتنياهو على توسيع الحرب نحو السيطرة الكاملة على مدينة غزة، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي لذلك، معتبرة المدينة "آخر معاقل حماس". لكن التقدم الميداني كان بطيئا وتركّز على دفع المدنيين جنوبا.
ومع ذلك، أعلن نتنياهو السبت أن الضغط العسكري والدبلوماسي هو ما أجبر حماس على القبول بالخطة.
لكن مع بقاء التفاصيل التقنية غامضة قبل انطلاق محادثات القاهرة الإثنين المقبل، كان ترامب قد أمر فعليا بوقف التقدم الإسرائيلي نحو غزة.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة: "يجب على إسرائيل أن توقف القصف فورا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة.”
وبحلول السبت، حصر الجيش الإسرائيلي عملياته بما سماه "إجراءات دفاعية" وردا على "تهديدات فورية"، متراجعا عمليا عن مبدأ "المفاوضات تحت النار" الذي تمسك به نتنياهو طويلًا.
مع ذلك، يرى محللون أن نتنياهو، أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاءً في الحكم، يملك قدرة فريدة على امتصاص الصدمات السياسية.
وتقول الكاتبة السياسية مازال معالِم من موقع المونيتور ومؤلفة سيرة نتنياهو: "بيبي يعرف بالضبط ما الذي يحتاجه الطرف الآخر، ومتى يُظهر ضبط النفس. وقد أقنع حزبه وجمهوره بأن الصفقة انتصار لإسرائيل، وأنه صاحب الفضل فيها".
وتضيف: "نتنياهو ينظر إلى الأمور بمنظار التاريخ، ويعلم أن الدخول في مواجهة مع ترامب سيضر به، لا بترامب".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الرئيس الأميركي نتنياهو ترامب ترامب معاقل حماس إسرائيل نتنياهو نتنياهو ترامب غزة الرئيس الأميركي نتنياهو ترامب ترامب معاقل حماس إسرائيل نتنياهو شرق أوسط
إقرأ أيضاً:
3 أهداف.. نتنياهو "يكرر تعهداته" بشأن حرب غزة
كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهداته بخصوص حرب غزة في الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس على إسرائيل.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه، مساء الثلاثاء، إنه سيواصل العمل على تحقيق "جميع أهداف الحرب".
وأشار البيان إلى 3 أهداف طالما تحدث عنها نتنياهو، هي "إعادة جميع الرهائن، والقضاء على نظام حماس، والوعد بأن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل".
ويأتي بيان نتنياهو تزامنا مع بدء مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مصر، الإثنين، بناء على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وقال رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية، الثلاثاء، إن وفد الحركة جاء إلى شرم الشيخ لإجراء "مفاوضات مسؤولة وجادة"، تهدف إلى وقف الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مطالبا بضمانات دولية حقيقية لإنهاء العدوان بشكل تام.
كما اعتبر ترامب، الثلاثاء، أن هناك "فرصة حقيقية" للتوصل الى اتفاق ينهي حرب غزة.
وتجري مفاوضات شرم الشيخ بناء على خطة من 20 بندا اقترحها ترامب الشهر الماضي.
وصرح الرئيس الأميركي للصحفيين في المكتب البيضاوي: "هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمر ما"، مضيفا أن مفاوضين أميركيين يشاركون أيضا في المباحثات.
وأضاف: "أعتقد أن هناك احتمالا لإرساء السلام في الشرق الأوسط. إنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة. نريد الإفراج فورا عن الرهائن" الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وشدد ترامب على أن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما هو ممكن للتأكد من التزام كل الأطراف بالاتفاق"، إذا اتفقت حماس وإسرائيل على وقف لإطلاق النار بهدف إنهاء الحرب.