لبنان ٢٤:
2025-05-20@22:59:29 GMT

دروسٌ وعِبَرٌ في مشوار العودة إلى الجنوب

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

المشهد ذاته في العمق الجنوبي يتكرّر للأحد الثاني على التوالي. فالجنوبيون الذين أجبرتهم الحرب الإسرائيلية على مغادرة بلداتهم وقراهم ومنازلهم وأرزاقهم وخيرات الأرض يعودون إليها اليوم، وهم على يقين أنهم لن يروا هذه المنازل كما تركوها. لم يبقَ منها سوى كومة من حجارة. وعلى رغم يقينهم هذا نراهم يصرّون على العودة بأي ثمن حتى ولو كانت فيه خسارة جديدة تُضاف إلى خسائرهم السابقة.

يفتشون عمّا تبقّى لهم من ذكريات في تلك المنازل، التي أمست خرابًا، علّهم يجدون ما يبلسم الجراح، أو عساهم يشمّون رائحة أحبّة لهم لا تزال أثار دمائهم على العتبات، أو ظنًّا منهم أنهم سيلتقون من لم تسنح لهم الصواريخ فرصة وداعهم.
فهذه المشهدية تعني الكثير بالنسبة إلى الذين ضحّوا كثيرًا، الذين خسروا كل شيء؛ أحبة لا تزال جثامينهم تحت الركام؛ منازل لم يبقَ منها سوى بقايا ولم تعد لها سقوف تأوي إلى قرميدها الطيور. وأمام هذا الإصرار لم يسع الكثيرين من المراقبين إلاّ التوقف عند مضامين هذه "الهجمة" الجنوبية، التي تتكرّر مرّة تلو الأخرى بعد كل عدوان إسرائيلي. وأكثر ما لفتهم تجمّع العائلات أمام منازلهم المدّمرة إلى موائد الطعام تمامًا كما كانوا يفعلون قبل هذا العدوان الغاشم. فصور هذه التجمعات حول موائد الجود والكرم ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صور فيها الكثير من التحدّي والكثير من الإصرار على العودة إلى أرض الجدود مهما كان الثمن.
ومن بين هذه المضامين منها ما هو موجّه إلى العدو الإسرائيلي، ومنها ما هو مخصّص للداخل بفرعيه "المعارض" و"الممانع" على حدّ سواء.
في ما يخصّ العدو فإن هذا الإصرار غير المسبوق على عودة أهل الجنوب إلى بلداتهم وقراهم ومنازلهم وأرزاقهم يعني الكثير في الوجدان والذاكرة الجماعية. وهذه اللوحة السوريالية إلى موائد العز والافتخار أرعبت جيش العدو، الذي لا يزال يفجّر في القرى غير المحررة، ربما أكثر من الصواريخ والمسيرات.
أمّا الرسالة الموجهة إليه هذه "الهجمة" المحمية من قِبل الجيش فهي أن الأهالي استطاعوا إثبات نظرية "شعب وجيش ودولة"، خصوصًا أن المعادلة القديمة لم تعد صالحة في زمن تخطّته الوقائع الميدانية، وذلك على رغم ترداد الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة "نصر" في إطلالاته المتقطعة أكثر من مرّة حتى ولو كان هذا "النصر" غصبًا عمّن لا يريد أن يصدّق رواية هذا "النصر"، حتى ولو لم يكن نصرًا ربانيًا هذه المرّة.
فالأهالي العائدون إلى بلداتهم وقراهم هم مقاومون أيضًا، وهم الذين يتلقون الضربات بصبر وشجاعة. وبهذه العودة المؤقتة وما فيها من غصّة وحرقة قلب يكون أهل الجنوب قد أعطوا العالم كله درسًا من دروس البطولة والشهامة والعنفوان.
أمّا ما أراد العائدون إلى أماكنهم الحقيقية إيصاله إلى أهلهم الآخرين في الوطن فهو أنهم لن ينسوا يومًا أنهم وجدوا لديهم ما يكفي من الاحتضان المشوب بالمحبة والعطاء المجاني، وهذا الاحتضان الأخوي سيرافقهم في مشوار إعادة بناء ما هدّمته إسرائيل.
وبهذه العودة العفوية يقول الأهالي لدولتهم الآخذة في استعادة ما فقدته من هيبة على مدى سنوات أن لهم ملء الثقة بأنها ستكون إلى جانبهم في مسيرة إعادة الاعمار والتعويض عليهم بمزيد من الاحتضان الرسمي. فمن دون عودة الجنوب إلى أهله لن تكتمل مشهدية الانماء المتوازن المطلوب للجنوب وللشمال العكاري ولطرابلس الفيحاء، وللبقاع المهمل، وللجبل المتروك، وللعاصمة التي تحاول أن تنفض عنها غبار الإهمال.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أغرقتهما في البانيو.. تأجيل محاكمة ربة منزل بأسيوط أنهت حياة طفلتيها

قررت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات أسيوط، اليوم الاثنين، تأجيل محاكمة ربة منزل، أنهت حياة ابنتيها غرقا في بانيو بمنزلها وشرعت في قـ.ــتل شقيقيهما بقرية المطمر بمركز ساحل سليم ، وذلك لجلسة 16 سبتمبر المقبل للمرافعة.

عقدت الجلسة برئاسة المستشار عثمان سيد محمدين رئيس المحكمة وعضوية المستشارين روميل شحاتة أمين الرئيس بالمحكمة و مصطفى محمد رشاد نائب رئيس المحكمة، وأمانة سر عليان جامع و أحمد سعد.

اغرفت ابنتيها في البانيو 

كان المستشار تامر محمود محمد، المحامي العام لنيابات جنوب أسيوط الكلية ، أحال المتهمة " اية . أ . ع " 34 عاما ، ربة منزل إلى محكمة الجنايات لقيامها بقتل طفلتيها وشروعها في قتل آخر عمدا مع سبق الإصرار وقامت بحملهما أثناء نومهما ووضعهما في بانيو بمنزلهم وألقت عليهما الماء وقامت بالضغط عليهما حتى فارقا الحياة .

 استغلت سفر زوجها واطبقت على انفاسهن 

واتهمت النيابة العامة " أيه . أ . ع “ 34 عاما حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية ”ربة منزل" انه في 21 ابريل 2024 بقرية المطمر بمركز ساحل سليم في أسيوط، قتلت نجلتها "إسراء . د . ع" عمدا مع سبق الإصرار ، لما أوعز إليها شيطانها اقتراف إثمها فبيتت النية وتفكرت بروية وصممت على تحقيق المنية واعدت لذلك  مخططا إجراميا أحكمت دقائقه درسا وتحينت سفر زوجها إلى عمله واختارت اليوم التالي لذلك موعدا لتنفيذه، وما أن ظفرت بالمجني عليها حتى أطبقت على جيدها خنقا فخارت قواها ، وأجهزت عليها بان قامت بحملها إلى حوض الاستحمام " بانيو " وغمرتها بالمياه حتى أودت بحياتها غرقا .

صفّوه بـ26 طلقة.. رئيس جنايات أسيوط قبل إحالة المتهمين للمفتي: المحكمة ترد العدول إلى أهلهاخفوها بالرمان.. جنايات أسيوط تؤجل محاكمة 6 متهمين بتهريب أقراص مخدرة للسعودية

واقترنت بتلك الجناية جنايتين اخرتين وهي قتلها نجلتها الأخرى " دعاء . د . ع " عمدا مع سبق الإصرار بان حملتها أثناء نومها ووضعتها في حوض الاستحمام " بانيو “ وغمرتها بالمياه حتى أودت بحياتها ، كما شرعت في قتل نجلها الثالث ”حمزة . د . ع" عمدا مع سبق الإصرار وما أن أمسكت به حاولت خنقه وأخذت تعتصره بيديها إلا انه قد خاب اثر جريمتها وتمكن من الفرار هربا منها واستغاث بالأهالي.

طباعة شارك أسيوط جنايات أسيوط محكمة جنايات أسيوط محاكمة ربة منزل مركز ساحل سليم رئيس المحكمة نيابات جنوب أسيوط محكمة الجنايات

مقالات مشابهة

  • الحكم على متهم بدهس مهندس فى التجمع بالسجن المؤبد
  • أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح حزب الله
  • دروس انتخابات بيروت.. هل يتلقف نواب التغيير الرسالة؟!
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • مد أجل الحكم على متهم بدهس مهندس فى التجمع لجلسة الغد
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • أغرقتهما في البانيو.. تأجيل محاكمة ربة منزل بأسيوط أنهت حياة طفلتيها
  • بعد قليل.. الحكم على متهم بدهس مهندس فى التجمع
  • دروس موجعة من مفاوضات حماس وإسرائيل
  • خريجون: مبادرة تطوير رأس المال البشري أضافت لنا الكثير في منظومة العمل الإعلامي