فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم بتصريح صادم كشف عن رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة مع التأكيد مجدداً على ضرورة تهجير الفلسطينيين منه وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، دون الإشارة إلى السند القانوني الذي يقوم عليه طرحه.
وبدعوى أن قطاع غزة لم يعد صالحاً للعيش فيه، أكد ترامب ضرورة تهجير سكانه والسيطرة عليه، وتحدث عن «ملكية أمريكية طويلة الأمد» لإعادة إعمار القطاع وخلق العديد من فرص العمل به، وتحويله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط».

ولم يستبعد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض فجر أمس الأربعاء، نشر قوات أمريكية في القطاع. ورداً على سؤال بهذا الشأن، قال ترامب: «سنفعل ما هو ضروري. إذا كان ذلك ضرورياً، سنفعل». وفي ما يخص الضفة الغربية، أوضح ترامب أنه لم يحدد بعد، موقفه بشأن سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، وقال إنه «سيعلن قراره خلال الأسابيع الأربعة المقبلة». وأضاف: «نحن نناقش القضية، لكن لم نتخذ قراراً نهائياً بعد».
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط» بعد «إعادة توطين» الفلسطينيين في أماكن أخرى ليضرب بذلك عرض الحائط بسياسة أمريكية متبعة منذ عقود حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال ترامب في أول إعلان كبير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط إنه يتصور بناء منتجع تعيش فيه مختلف الجنسيات في وئام. والعام الماضي وصف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، قطاع غزة بأنه واجهة بحرية عقارية «قيمة».
واعتبر نتنياهو أن خطة ترامب بشأن غزة «قد تغير التاريخ. ترامب يرى مستقبلاً مختلفاً لغزة». وأشاد بالرئيس الأمريكي، ووصفه بأنه «أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق».
ولم يتطرق ترامب ونتنياهو إلى تفاصيل المرحلة الثانية من صفقة التبادل، واكتفيا بالحديث عن رغبة مشتركة في إطلاق سراح من تبقى من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، فيما كان عنوان «الاستيلاء على غزة»، بكبريات الصحف والمجلات الأمريكية، ووصفت مجلة «تايم» طرح ترامب بالغريب، وركزت على أنه يأتي في لحظة حساسة بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورأت المجلة الأمريكية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم، مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط. وربطت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية طرح ترامب بمجموعة من القرارات المماثلة التي طالع بها العالم خلال الأيام المعدودة التي أمضاها في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، مشيرة إلى أن تصوره يأتي في أعقاب كشفه عن رغبة في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
ووصفت شبكة «سي إن إن» تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على غزة بأنها «تأكيد لافت من رئيس أمريكي في منصبه، لاسيما أنه رئيس صعد إلى السلطة السياسية في الولايات المتحدة من خلال انتقاده للحروب الأمريكية الأطول في الشرق الأوسط وتعهده بإعادة الاستثمارات الأمريكية إلى مواطنيها.
ووصفت صحيفة «جيروزاليم بوست» المؤتمر الصحفي المشترك بين نتنياهو وترامب ب«القنبلة». وبعد أن تبادل ترامب ونتنياهو بينهما الإطراء، خلط الرئيس الأمريكي الأوراق وخرج بقرارات مفاجئة للكثيرين، فبينما كانت الأنظار تترقب ما ستتمخض عنه محادثات ترامب ونتنياهو بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار وسبل المضي قدماً في تنفيذ ما تبقى من مراحله وتذليل العقبات أمامها، جاءت تصريحات ترامب لتضع الاتفاق برمته على المحك.
ولا يزال من غير الواضح كيف توصل ترامب إلى فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، لكن مصادر قريبة منه ذكرت أنه كان يفكر في الأمر منذ فترة. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن ترامب تأثر بحجم الدمار في غزة وأدرك أن إعادة إعمارها قد تستغرق 15 عاماً، مما دفعه إلى تقديم مقترح جديد. ونقل موقع «أكسيوس» عن مصدر أمريكي أن المقترح، الذي فاجأ المستشارين في البيت الأبيض، كان فكرة خاصة لترامب وأمضى في إعدادها ما لا يقل عن شهرين.
وقال مسؤول أمريكي إن ترامب «قدم مقترحه لأنه لم يجد أفكاراً أخرى جديدة بشأن غزة». وأضاف أنه «قدم خطته لأنه توصل إلى استنتاج مفاده أن لا أحد آخر لديه أفكار جديدة لغزة».
وقد جاءت خطة ترامب في وقت حساس يتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى. ويرى مراقبون أن هذا الطرح قد يشجع أطراف النزاع، خاصة نتنياهو، على استئناف الحرب بدلاً من التوصل إلى حلول سياسية.
ويرى ترامب أن غزة تمثل «عقاراً رئيسياً» يمكن أن يكون محور صفقة إقليمية تشمل إسرائيل والسعودية ودولاً أخرى، لكن خطته تتجاهل الصدمة التاريخية العميقة التي عانى منها الفلسطينيون بسبب التهجير. وقال مصدر مقرب منه: «إنه شخص مشاغب، أراد تحدي الخطاب السائد». ومن المحتمل أن تشكل خطة ترامب عقبة أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث بدأت الأطراف المعنية في تنفيذ المرحلة الأولى والتفاوض على المرحلة الثانية.
في ظل هذه التطورات، يترقب العالم زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن الأسبوع المقبل، تليها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقاء ترامب. ومن المتوقع أن تشهد هذه الاجتماعات نقاشات حادة حول التصريحات الأخيرة التي أثارت قلقاً واسعاً في المنطقة. (وكالات)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دونالد ترامب قطاع غزة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی وقف إطلاق النار الاستیلاء على الشرق الأوسط قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول ليسانس متخصص بالشرق الأوسط حول «علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية» بجامعة بنها

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، توقيع بروتوكولي تعاون بين كلية الآداب بجامعة بنها والصندوق، وآخر بين معهد إعداد القادة التابع للوزارة والصندوق، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقع البروتوكولين كلٌ من الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة، والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا ببناء شخصية طلابية متكاملة، من خلال تعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، وتكثيف الندوات التوعوية، مشددًا على أن ملف مواجهة الإدمان يمثل أولوية وطنية تتطلب تعاونًا بين مختلف مؤسسات الدولة، تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار إلى أهمية الشراكة مع الجهات الوطنية مثل صندوق مكافحة الإدمان، لتقديم برامج توعوية فعالة داخل الجامعات، تسهم في غرس قيم الولاء والانتماء بين الطلاب، وبناء وعي مجتمعي حقيقي.

من جانبها، أكدت الدكتورة مايا مرسي أن توقيع البروتوكولين يأتي في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات 2024-2028، التي تركز على دمج البحث العلمي في مواجهة الظاهرة، وإعداد كوادر متخصصة عبر برامج أكاديمية متطورة. وأعلنت عن إطلاق أول برنامج ليسانس معتمد تحت مسمى "علم نفس الإدمان وأساليبه العلاجية" بكلية الآداب بجامعة بنها، وهو الأول من نوعه في مصر والمنطقة، بالتعاون مع الصندوق.

وأضافت أن المناهج العلمية للبرنامج أُعدت وفقًا لأحدث المعايير الدولية، وتتضمن تدريبات عملية داخل مراكز العزيمة التابعة للصندوق، لتأهيل الطلاب لسوق العمل في مجال علاج الإدمان.

وأشارت وزيرة التضامن إلى أن الشراكة مع معهد إعداد القادة تسعى لتوسيع نطاق رسائل التوعية داخل الجامعات، واستقطاب القيادات الطلابية للانخراط في العمل التطوعي، موضحة أن 80% من متطوعي الصندوق البالغ عددهم 34 ألفًا هم من طلاب الجامعات.

وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي أن البرنامج الأكاديمي الجديد يعكس حرص جامعة بنها على تقديم تعليم نوعي يواكب متطلبات سوق العمل، ويخدم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن البرنامج يتيح للطلاب التدريب العملي داخل مقرات الصندوق والاستفادة من خبرات كوادره.

في السياق ذاته، أوضح الدكتور كريم همام أن معهد إعداد القادة يعمل على إعداد كوادر طلابية واعية بقضايا المجتمع، وفي مقدمتها قضية الإدمان، من خلال ورش عمل وأنشطة تدريبية، مشددًا على أهمية دمج المتعافين داخل المجتمع الجامعي.

وأشار الدكتور عمرو عثمان إلى أن الصندوق يعمل من خلال هذه الشراكات على تعزيز دوره المجتمعي، وتنفيذ ورش وفعاليات توعوية داخل الحرم الجامعي، بالإضافة إلى تقديم برامج علاج وتأهيل متكاملة، ومبادرات شبابية تعزز ثقافة الحوار والانتماء.

ويهدف بروتوكول التعاون مع كلية الآداب إلى تقديم برنامج أكاديمي متكامل بنظام الساعات المعتمدة لتأهيل متخصصين في علم نفس الإدمان، مع توفير التدريب العملي، والاستفادة من خبرات الصندوق في التدريس، وتقديم فرص توظيف وتطوع للخريجين، ودعم البحوث المشتركة.

كما يهدف بروتوكول التعاون مع معهد إعداد القادة إلى تعزيز المشاركة الطلابية في أنشطة التوعية، وإعداد كوادر شبابية مؤهلة، وتنظيم فعاليات توعوية وتدريبية، ودعم المتعافين من الطلاب من خلال دمجهم في الأنشطة والبرامج التأهيلية.

حضر مراسم التوقيع عدد من قيادات جامعة بنها وصندوق مكافحة الإدمان ومعهد إعداد القادة، من بينهم الدكتورة جيهان عبد الهادي، والدكتور أمجد حجازي، والدكتور أحمد الكتامي، والدكتور إبراهيم عسكر، والدكتور مدحت وهبة، والدكتور حسام الشريف، والدكتور محمد عبد الفتاح.

مقالات مشابهة

  • طهران: قرار ترامب بشأن حظر السفر يظهر عداء عميقا تجاه الإيرانيين
  • ترامب: الصين توافق على تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى أمريكا
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران
  • قاضية أمريكية تعطل قرار ترامب بشأن منع تأشيرات جامعة هارفرد للطلاب الأجانب
  • إطلاق أول ليسانس بالشرق الأوسط عن علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية بجامعة بنها
  • هل يُعيد لقاء ميرتس وترامب تشكيل العلاقات الألمانية الأمريكية؟
  • الأمين العام للأمم المتحدة يحث قادة العالم على إحياء الجهود لحل الدولتين
  • رئيسة وزراء الدانمارك: لن نرضخ لضغوط ترامب بشأن غرينلاند
  • ليفربول يصدم برشلونة بشأن صفقة لويس دياز
  • إطلاق أول ليسانس متخصص بالشرق الأوسط حول «علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية» بجامعة بنها