خطاب الكراهية وتأثيره المباشر علي إقليم دارفور غربي السودان في فترة الحرب الدائرة الان، تم فرض واقع جديد بعد 15 أبريل 2023، الأسباب التي ساهمت في تفاقمها، وعن تغذية الحرب، والصراعات حول الأرض والموارد في دارفور، وتأثير ذلك علي استقرار الإقليم، بما في ذلك إثر التوترات الامنية والعرقية علي المجتمعات المحلية، وتعايشها.



تقرير: حسن اسحق

خطاب الكراهية وتأثيره المباشر علي إقليم دارفور غربي السودان في فترة الحرب الدائرة الان، تم فرض واقع جديد بعد 15 أبريل 2023، الأسباب التي ساهمت في تفاقمها، وعن تغذية الحرب، والصراعات حول الأرض والموارد في دارفور، وتأثير ذلك علي استقرار الإقليم، بما في ذلك إثر التوترات الامنية والعرقية علي المجتمعات المحلية، وتعايشها.
يقول دكتور عباس التجاني الباحث في مجال السلام والإعلام والمدير التنفيذي لمركز سلاميديا ان الموضوع المرتبط بخطاب الكراهية معقد، وارتباطه لأسباب ثقافية موروثة، الأنماط الاقتصادية، زراعية ورعوية، اضافة الى غياب مشروعات تنموية في المنطقة، وعدم نضوج الخطاب السياسي في فترة من الفترات، لبعض التكوينات والتنظيمات السياسية، وأن هذه الأنماط الاقتصادية حدث لها تصادم، نتيجة لشح المراعي والموارد المحدودة، اضافة الى الصراعات الاجتماعية ما بين مجموعات سكانية متنافسة.
وأوضح عباس أن تصاعد خطاب الكراهية ما بعد فترة 15 أبريل 2023، ليس بجديد، هذا ما يطلق عليه اطار النزاع، وكيفية تأطير النزاع، أشار مقاربة النزاع بين السودان وجنوب السودان، وتحول نزاع شمال مسلم وجنوب مسيحي، وتحول إلى خطاب أكثر حدة، اما الصراع في دارفور في تشخيصه الأولى في عام 2003، الممثل في حركات الكفاح المسلح، وأطلق عليه صراعا بين الرعاة والمزارعين، والصراعات الاجتماعية توجد وكالات اجتماعية تنتج خطاب مجتمعى، علي سبيل المثال ’’ الحكامة ‘‘ والهداي والبوشان، والمغنيين المحليين للمجموعات الاجتماعية، الذي يظهر التمجيد للبطولة الفردية، والجماعية وعزة القبيلة.
اضاف ان الصراعات السياسية المستمرة، خلقت خطابات شحنت الناس، وفي فترات الحروب التي ارتبطت بجنوب السودان، والنيل الازرق وجبال النوبة، تم عسكره لسكان دارفور ، وحرب دارفور حصلت عسكرة لمجموعات اجتماعية، وتسليح، اما الصراعات في دول الجوار لدارفور، ساهمت في تدفق المقاتلين، والسلاح، وتفشي التجارة والجريمة العابرة للحدود، ويقول إن السياسة الخارجية للسودان لفترات طويلة غير متزنة في طبيعة علاقاتها مع دول الجوار، وكانت لها تدخلات في بعض الدول، في تشاد وليبيا وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهذا كان له تأثيراته، علي واقع السكان علي الشريط الحدودي.
قال التجاني ان هذه الاسباب والمفردات كلها تولد خطاب مختلف، والازمة الحالية زادت من حدة الخطاب، أن حرب 2003 حتى ثورة ديسمبر، هذه الثورة أنتجت شعارا قويا، ’’ يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور‘‘ بسبب الانتهاكات التي كانت موجهة لطلاب من دارفور في الجامعات السودانية، منهم من تم تصفيتهم بطريقة بشعة، واعتقال مجموعات تابعة لإحدى الحركات المسلحة، منتج هذا الخطاب له القدره في زيادة الشرخ الاجتماعي، وزيادة خطاب الكراهية، وهي ليست خطاب عفوية ولا فطرية، بل هي خطابات مهندسة ومدروسة، ومنتج الخطاب يعرف مدى تأثيراته النفسية.
اضاف التجاني ان الصراع الحالي زاد علي التراكم التاريخي المرتبط بالكراهية في مناطق مختلفة بشكل أكبر، وآخرون قالوا إن الخطاب يعود إلى فترة المهدية فترة الخليفة عبدالله التعايشي، الممثل في مقولة اولاد البحر واولاد الغرب، وتصريحات الفاعلين في الحرب الدائرة الآن، حتما تولد مواقف مضادة، يمكن أن تكون ارتجالية، وأطراف الحرب لهم خطاب عنصرية تجاه بعضهم البعض، يقللون من شأن الآخر المختلف، وتصورات تجاه الآخر، هذا جزء من آلة الحرب النفسية، البروباغاندا، والحرب الحالية عمقت بشكل كبير الانقسام الاجتماعي والثقافي ما بين المجموعات السكانية السودانية، وخطاب الكراهية وجد مساحة للتمدد، اضافة الى ممارسة أطراف الحرب في مناطق سيطرتها، المرتبطة بالامتحانات ومناطق الارتكازات والتفتيش، وضربات الطيران الحربي، كل هذا يفسر في إطار خطاب الكراهية.
أشار التجاني إلى غياب دور الدولة الوظيفي في دارفور، ويمتد ذلك إلى تشاد ومنطقة الساحل الافريقي التي تعرضت لمجاعة، وتسببت هذه المجاعات في النزوح، وخلقت كثافة سكانية، ان مصادر المياه المتوفرة في إقليم دارفور لم تستغل بشكل سليم، وتم تصفية المشروعات التنموية مثل مشروع تنمية السافنا، وتصفية مشروع جبل مرة، وساق النعام، واوضح ان التنمية تخلق نوع من الاستقرار.
قال التجاني ان الاستقطاب الاثني ليس جديدا في إقليم دارفور، منذ الثمانينات والتسعينيات في عهد عمر البشير، تم استقطاب القبائل بشكل بشع، خاصة الصراع المرتبط بجنوب السودان، ومنطقة جنوب دارفور، والدولة استغلت الرعاة بشكل كبير جدا، والثروة الحيوانية لتفجير الألغام، اضافة الى خلق بدعة مبايعة المجموعات الاجتماعية، كما يحدث الآن في مدينة بورتسودان، وكانت هذه المجموعات يضغط عليها كي تبايع نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويطلب من كل مجموعة توفير 1000 رجل للذهاب للقتال، وهذه الحرب الدائرة الآن، أعادت نفس السياسة السابقة، هذه المجموعات تذهب الي بورتسودان كي تبايع البرهان، وهذه السياسة هي طحن للمجموعات وتجييش لها وتمليش، وهي دمار ممنهج للبنية الاجتماعية لهذه المجتمعات في المدى البعيد.
أن تأثيرات ممارسة أطراف النزاع سوف تستمر لمدة 10 سنوات أخرى، وليس من السهولة معالجة هذه المسألة في المدى القريب، ويمكن ان يحدث تغير في سلوكيات المجموعات الاجتماعية، واضافة الى الانتشار الواسع للسلاح بشكل كبير للغاية، وخلق أشكال جديدة من المليشيات داخل هذه المجموعات نفسها، ان الاطراف التي كانت تقاتل مع طرفي الصراع، سوف تزداد قوة مع مرور الوقت، هذا التمليش جديدا علي الواقع السوداني، بل مستخدم بشكل ممنهج ومنظم، علي المجموعات في السودان، ودارفور كان نصيبها أكبر، في عام 2003، الدولة وظفت مجموعات سكانية معينة، واعطتها اراضي، الجميع يعرف حساسية الأرض، ومسميات للإدارة الاهلية، بل زادت وتفاقمت من حدة الصراع، والآن يتم استخدامها في حرب 15 أبريل 2023.

ishaghassan13@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: خطاب الکراهیة الحرب الدائرة إقلیم دارفور فی دارفور اضافة الى أبریل 2023

إقرأ أيضاً:

خليل الحية : تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء حرب غزة بشكل تام

أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة ، خليل الحية، مساء الخميس، 9 أكتوبر 2025 ، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، مؤكّدا تسلّم "ضمانات"، تؤكد انتهاء حرب غزة بشكل تامّ.

وشدّد الحيّة في أوّل كلمة ألقاها بعد التوصّل لاتفاق بشأن كافة بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ على أن حماس "قدّمت ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقوقه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب"، مضيفا: "وضعنا مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا على طاولة المفاوضات".

كما لفت إلى أن الحركة "واصلت التفاوض غير المباشر، رغم المماطلة والتراجع"، من قِبل الاحتلال الإسرائيليّ، مضيفا أن حماس "تعاملت بمسؤولية عالية أمام خطة الرئيس الأميركي".

وذكر أن الشعب الفلسطيني، "خاض حربا لم يشهد لها العالم مثيلا، وتصدّى لطغيان العدو وبطش جيشه، ومجازره ووحشيته".

وأضاف الحيّة: "ونحن نعيش الذكرى الثانية لمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نقف أمام عهدة الشهداء الأبرار من القادة مفجري الطوفان، الشهيد القائد إسماعيل هنية رئيس الحركة، ونائبه الشهيد القائد صالح العاروري، والشهيد القائد يحيى السنوار، والقائد الشهيد أبو خالد الضيف، ورفاقه من قادة المقاومة الذين اصطفاهم الله، فصدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وقال "نقف أمام بطولات رجال المقاومة وأبطالها الذين قاتلوا من نقطة صفر، وكانوا كالطود العظيم أمام دبابات الاحتلال وآلياته وجنوده، وأفشلوا مخططات العدو واحدا تلو الآخر من مخططات التهجير، والتجويع، وصناعة الفوضى وغيرها من محاولات تحطمت أمام وعيكم وإرادتكم".

وذكر أنه "كان لإخوانكم رجال على طاولة المفاوضات، واضعين مصلحة شعبنا وحقن دمائه نصب أعيننا منذ اللحظة الأولى للمعركة، غير أن هذا العدو المجرم، ماطل وارتكب المجازر تلو المجازر، وأجهض جهود الوسطاء، المحاولة تلو المحاولة".

وأضاف أنه "عندما بدأنا وقفا لإطلاق النار في السابع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، سرعان ما انقلب على الاتفاق، ليؤكد سياسته الدائمة بخرق الاتفاقات، ونقض العهود، واختلاق الأكاذيب".

وشدّد رئيس حركة حماس بالقطاع، على أنه "على الرغم من كل ذلك، واصلنا التفاوض غير المباشر، والذي أخذ فترات طويلة من المماطلة والتراجع والإفشال في كل محاولة، لكننا لم نوقف بذل كل جهد ممكن، لوقف العدوان، وإنهاء حرب الإبادة".

وقال: "تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأميركي، وقدمنا ردًّا يحقق مصلحة شعبنا، وحقوق شعبنا وحقن دمائه، ويتضمن رؤيتنا لوقف الحرب، وحضر وفدنا إلى جمهورية مصر العربية متسلحا بالمسؤولية والإيجابية، بما مكننا نحن وقوى المقاومة من إنجاز اتفاق، نقدمه لشعبنا العزيز".

وأعلن الحيّة البدء بوقف إطلاق نار دائم، وقال: "إننا نعلن اليوم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على شعبنا والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، ودخول المساعدات، و فتح معبر رفح في الاتجاهين، وتبادل الأسرى".

وأوضح أنه "سوف يُطلق سراح 250 من أسرى المؤبدات، و1700 من الأسرى من أبناء قطاع غزة، الذين تم اعتقالهم بعد السابع من شترين الأول/ أكتوبر، فضلا عن إطلاق سراح الأطفال والنساء جميعا".

وأكّد رئيس حماس بغزة، أن الحركة "تسلمت ضمانات من الإخوة الوسطاء، ومن الإدارة الأميركية، مؤكدين جميعًا أن الحرب انتهت بشكل تام، وسنواصل العمل مع القوى الوطنية والإسلامية استكمال باقي الخطوات، والعمل على تحقيق مصالح شعبنا الفلسطيني، وتقرير مصيره بنفسه، وإنجاز حقوقه إلى حين إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس ".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إصابة مواطن وطفل برصاص الاحتلال في يعبد جنوب جنين شهداء وإصابات إثر تواصل قصف إسرائيل لمناطق عدة في قطاع غزة اللجنة التنفيذية تناقش اتفاق وقف العدوان على غزة الأكثر قراءة أول تعقيب رسمي من الاتحاد الأوروبي على خطة ترامب بشأن غزة رام الله - شهيد برصاص الاحتلال قرب بيت عور الفوقا نتنياهو يشيد باعتراض أسطول الصمود صحة غزة تدين اختطاف الممرضة تسنيم الهمص عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وضع ستار على الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات ترومان اثناء خطاب ترامب.. صور
  • نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات دعم السريع في غرب السودان
  • مقتل 53 وإصابة 21 في قصف ميليشيا الدعم السريع لمركز إيواء بالفاشر
  • ماذا بقي من اتفاق جوبا للسلام في السودان بعد خمس سنوات على توقيعه؟
  • في اجتماع “أممي”.. السودان يرد على الإمارات بقوة: من أنتم لتعلمونا الديمقراطية؟ جرائمكم في دارفور موثقة ولن تسقط بالتقادم
  • مرتزقة أوكرانيون في دارفور.. السودان يدخل مرحلة الحرب بالوكالة
  • خليل الحية: الحرب انتهت بشكل تام ونقدر جهود مصر والوسطاء.. فيديو
  • خليل الحية : تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء حرب غزة بشكل تام
  • رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل كامل
  • السودان: تحركات لاحتواء توتر بين مجموعتين بشمال دارفور بعد مقتل آدم صبي