سودانايل:
2025-06-26@12:36:18 GMT
القدسية وأثرها على نقسامات بيت الميرغني
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن السياسة التربوية التي كان قد أتبعها السيد على الميرغني في تربية أبنائه لها أثر كبير في الصراع الدائر الآن في بيت السيد محمد عثمان الميرغني بين ابنائه، من يكون له الأحقية في قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.. رفض السيد على الميرغني أن يدرس أبنائه في المدارس الحكومية و أيضا الأهلية.
كان السيد على الميرغني راغبا أن يكون السيد محمد عثمان راعيا لسجادة الطريقة الختمية، و السيد أحمد الميرغني ينخرج في العمل السياسي، و قد وضح ذلك جليا في الحوار الذي جرى في 1967م من أجل وحدة الحزبين " الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي" حيث أختار كل حزب سبعة أشخاص من عضويته لقيادة الحوار، و كان بين مجموعة حزب الشعب الديمقراطي السيد أحمد الميرغني.. و ظل السيد أحمد يحضر اجتماعات قيادة الحزب الجديد " الاتحادي الديمقراطي " حتى وقع انقلاب الشيوعيين و القوميين العرب في مايو 1969م، حيث بعث راعي الطريق الختمية السيد محمد عثمان الميرغني برقية تأييد للإنقلاب بأسم الطريقة و ليس الحزب.. و ظل يبعث برقيات باستمرار في كل المناسبة بأسم الطريقة، و كان قد احصاهم الدكتور منصور خالد في كتابه " النخبة السودانية و إدمان الفشل" حيث بلغوا 21 برقية.. و عندما كون النظام "الاتحاد الإشتراكي" تم تعين أحمد الميرغني في قيادته و ظل السيد محمد عثمان بعيدا عن السياسة، و أصبح أحمد الميرغني يباشر عمل الشأن السياسي..
عندما سقط نظام مايو بإنتفاضة في إبريل 1985م ،ذهب السيد محمد عثمان الميرغني إلي سنكات و ظل فيها ثلاثة شهور بيعيدا عن أعين الناس و الشعارات التي كانت مرفوعة محاسبة " سدنة النظام السابق" حتى ضربت بين القيادة الاتحادية عطر منشمي، و تفرقت بينهم السبل و كانوا ثلاثة مجموعات رئيسية " الأولى بقيادة الشريف زين العابدين الهندي و محمد الحسن عبد الله يسن و آخرين، و الثانية بقيادة علي محمود حسنين و طيفور الشايب و أخرين، و الثالثة بقيادة الحاج مضوي و محي الدين عثمان آخرين.. و تخوف كل من زين العابدين الهندي و محمد الحسن عبد الله يسن أن تتحالف المجموعتان ضدهم، لذلك بادرا بحضور السيد محمد عثمان الذي استطاع أن يدخل عددا كبيرا من المريدين له في المكتب السياسي الذي أرتفعت عضويته من ستين إلي مائة و خمسين شخصا، الأمر الذي مكنه على السيطرة على الحزب تماما.. و لكنه لم يدخل مع الاتحاديين في أية صراع، كان يستطيع أن يمرر القرارات التي يريدها بالأغلبية.. و بعد الانتخابات ظل الميرغني قابضا على السجادة و تم تعن السيد أحمد الميرغني رئيسا لمجموعة رأس الدولة، و بعد الانقلاب الجبهة الإسلامية القومية لم ياشر الميرغني العمل لمدة سنتين، أصبح الاتحادي الديمقراطي عضوا في تحالف المعارضة "التجمع الوطني الديمقراطي" يقوده كل من محمد الحسن عبد الله يسن و محمد سرالختم الميرغني و الدكتور أحمد السيد حمد.. و عندما حضر الميرغني أقال الثلاثة أبتعد محمد الحسن عبد الله يسن و محمد سرالختم الميرغني عن العملية السياسيةن و جاء الميرغني للقيادة بآهل الولاء حيران الطريقة و البيت، و هؤلاء كانوا قليلي الخبرة و حتى أنهم لم يمارسوا العمل السياسي الطلابي في المؤسسات التعليمية.. و كان الميرغني يقرب و يبعد العناصر الاتحادية وفقا للحاجة و الضرورة الت يقتضيها الصراع السياسي.. لذلك كان دور الحزب ضعيفا جدا في العملية السياسية.. كان الميرغني رئيسا " للتجمع الوطني الديمقراطي" و لكن كانت الفاعلية للحركة الشعبية و الدكتور جو قرنق.ز لذلك عندما وقعت اتفاقية نيفاشا " 2005" كان نصيب التحالف في توزيع الكيكة 14% فقط مما يؤكد الدور الضعيف للحزب...
سلك السيد محمد عثمان الميرغني ذات طريق والده في تربية أولاده، أن لا يدرسوا مع الطلاب السودانيين، الهدف لكي يحتفظوا بالقدسية التي تجعل الآخرين أن يقدموا فروض الولاء و الطاعة.. و لكن هذه التربية افقدتهم المعرفة بخصائص المجتمع و أبجديات العمل السياسي الذي يؤسس على التفاعل مع المجتمع و الجماهير.. لذلك لم يمارسوا العمل السياسي بالصورة التي توسع مقدراتهم و خبرتهم.. و الآن بدأت تظهر عيوب هذه التربية تماما من خلال الانقسام الحاد في بيت السيد محمد عثمان الميرغني حيث هناك ثلاثة إخوة متصارعين على قيادة الحزب، و ملتفين حولهم آهل الولاء و ليست قيادات سياسية ذات خبرات تستطيع أن تجعل القطار في المجرى الرئيس لكي يتحرك.. أن المجموعة التي تلتف حول هؤلاء هي مجموعة واحدة متنقلة من الحسن إلي جعفر و من جعفر إلي عبد الله المحجوب، لأنها مجموعة مغلقة في تصوراتها تبحث عن مصالحها الذاتية، و الذي يبحث عن مصالحه؛ لا يصادم بالصورة التي يتطلبها الصراع حتى لا يخسر.. و دلالة أن الحزب غائب تمام عن الدور الفعل الذي يجعله يصنع الأحداث في البلاد، أو يقدم أية رؤى تدفع الآخرين للحوار.. و مع الأجيال الجديدة أن القدسية لها أثرا سالبا في العملية السياسية من قراءة التجارب السياسية، لذلك لابد من أحداث تغييرا جوهريا في هذه المنظومة السياسية، أن يتم كما فعل الحسن من قبل إقالة كل هذه المجموعات و الذهاب إلي الأجيال الجديدة.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العمل السیاسی
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات مؤتمر كارلتون الاستثماري في المركز الثقافي بإدلب بحضور محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن
انطلاق فعاليات مؤتمر كارلتون الاستثماري في المركز الثقافي بإدلب بحضور محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن 2025-06-23SAMERسابق التربية و”اليونيسيف” تقيّمان احتياجات المدارس في العاصمة السوريةآخر الأخبار 2025-06-23سوريا تعرب عن تضامنها الكامل مع دولة قطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي 2025-06-23إيطاليا تدين تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق 2025-06-23السورية للبريد تخصص رقماً لتقديم الشكاوى 2025-06-23يوحنا العاشر: تفجير الدويلعة لا يمثل سوريا 2025-06-23تعزيز التعاون بين النقل والجيولوجيا لتطوير عملية تصدير الفوسفات 2025-06-23إزالة الأنقاض من 16 حياً بحلب 2025-06-23اجتماع حكومي لاختيار رؤساء الجامعات السورية 2025-06-23إيران تشن هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة العديد في قطر وسط تصاعد التوترات في المنطقة 2025-06-23بحضور محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن وعدد من المستثمرين، انطلاق فعاليات مؤتمر كارلتون الاستثماري في المركز الثقافي بإدلب. 2025-06-23اعتماد الهيكلية التنظيمية لوزارة السياحة السورية
صور من سورية منوعات “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق 2025-06-22 اليابان: تطبيق إلكتروني جديد يتنبأ بالسكري 2025-06-22فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |