قال موقع "إل بوست" الإسباني، إن خطة الرئيس الأمريكي لغزة ترامب قنبلة سياسية تهدد بإشعال المنطقة، وتتعارض مع اتفاقيات جنيف التي تحظر الترحيل القسري.

وأشار إلى أن ما يصدر يجعلها غير قانونية ومثيرة للاضطرابات في المنطقة، حيث ستنتهك القانون الدولي وستسبب معاناة لملايين الأشخاص، فضلاً عن كونها مكلفة للغاية وغير قابلة للتنفيذ من الناحية اللوجستية.



وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن اقتراح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بالسيطرة على قطاع غزة وطرد نحو مليوني فلسطيني يعيشون فيه، يمثل مشكلة على عدة مستويات، فهو شبه مستحيل التنفيذ ومن المؤكد أنه غير قانوني وفقاً للقانون الدولي. حتى بالنسبة لترامب، اعتُبرت الفكرة مفاجئة، إذ أدلى في الأسابيع الأخيرة بسلسلة من التصريحات غير المألوفة على أقل تقدير في العديد من المجالات، من التجارة الدولية إلى المساعدات الإنسانية وغيرها. على سبيل المثال، وصفته صحيفة الغارديان بأنه "صادم، حتى لرئاسة اعتادت كسر الأعراف والتقاليد".

وأوضح أن ترامب قد قدم هذا الاقتراح خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو؛ فلم يُقدم الكثير من التفاصيل، ولكن من طريقة حديثه، يبدو أن الفكرة تتلخص في طرد سكان القطاع بالقوة، أي "السيطرة عليه"، وتطوير مشروع عمراني ضخم يحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". ثم أوضح ترامب صراحةً أنه في هذه المرحلة، لن يُعاد قطاع غزة إلى الفلسطينيين، بل سيتم إدارته من قبل جهة أخرى، غير واضحة الهوية.

إن طرد الأشخاص من أماكن سكنهم هو ممارسة محظورة صراحةً بموجب العديد من المعاهدات الدولية، وعلى رأسها الاتفاقية الرابعة لجنيف بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب، التي تم توقيعها عام 1949. وينص المادة 49 من الاتفاقية على أن «عمليات النقل القسري، سواء الجماعية أو الفردية، خارج الأراضي المحتلة إلى أراضي الدولة المحتلة أو إلى أي دولة أخرى، سواء كانت محتلة أم لا، محظورة، مهما كان الدافع وراءها».

وخلال العقود الماضية، نظرت عدة محاكم دولية في قضايا الترحيل والطرد القسري الجماعي، وأصدرت في بعض الحالات أحكامًا بالإدانة، كما حدث على سبيل المثال خلال الحروب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.

وذكر الموقع أنه بعيدًا عن التناقضات الواضحة مع القانون الدولي، فإن الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة سيتسبب في معاناة هائلة لمليوني شخص، وهم بالفعل منهكون جراء أكثر من عام من القصف الإسرائيلي المستمر والعنيف على القطاع، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص، في حين أُصيب عشرات الآلاف بجروح.



بالنسبة للفلسطينيين، سيكون ذلك صدمة جماعية جديدة، بعد عمليات الطرد الجماعي التي تعرضوا لها قبل وأثناء وبعد الحرب التي خاضها الاحتلال عام 1948 ضد عدة دول عربية، والتي أُجبر خلالها نحو 700 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم.
إن سكان قطاع غزة الحاليون، علاوة على ذلك، لن يكون لديهم أي مكان للذهاب إليه. فقد اقترح ترامب أن يتم استقبالهم من قبل مصر والأردن، وهما دولتان تستضيفان بالفعل العديد من أحفاد اللاجئين الفلسطينيين – حيث يوجد في الأردن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني – ولا تملكان حاليًا الموارد المادية ولا الإرادة السياسية لاستقبال سكان قطاع غزة.

وبالتالي سيكون أيضًا طرد الفلسطينيين من قطاع غزة عملية مستحيلة من الناحية اللوجستية، حيث من المحتمل أن يتطلب ذلك نشر عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين بشكل دائم في القطاع. وفي الماضي، كان ترامب قد روج مرارًا لسياسة انسحاب تدريجي للولايات المتحدة من الشرق الأوسط، لكن هذا الاقتراح يسير في الاتجاه المعاكس تمامًا.

ووفقا للموقع؛ يبدو اقتراح تحويل قطاع غزة إلى مجمع سياحي ضخم على شاطئ البحر أكثر غرابة، قد أشار لذلك بيتر بيكر، رئيس مراسلي البيت الأبيض في صحيفة نيويورك تايمز، قائلًا: "يبدو وكأنه أحد المشاريع العقارية التي كان ترامب يعمل عليها كرجل أعمال".

وصرح المحلل أندرو ميلر، الذي عمل سابقًا مع إدارات الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما، أيضًا لصحيفة نيويورك تايمز بأن مشروع تطوير عقاري بهذا الحجم سيكلف مبالغ طائلة، أكثر بكثير من 40 مليار دولار سنويًا، وهو المبلغ الذي تنفقه الولايات المتحدة حاليًا على التعاون الدولي، والذي اعتبره ترامب نفسه مبالغًا فيه. وقد صرّح ميلر لصحيفة نيويورك تايمز قائلًا: "إنها حرفيًا أكثر المقترحات التي لا يمكن فهمها على الإطلاق والتي يمكن سمعتها من أي رئيس أميركي".

وبعد أن طرح ترامب فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة دون تقديم الكثير من التفاصيل، رفضت عدة دول ذات أغلبية عربية، من بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية – وهي الجهة شبه الحكومية التي تدير جزءًا من الضفة الغربية – هذه الفكرة بشدة. وأوضحت في بيان أن تنفيذها "سيعرّض استقرار المنطقة للخطر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب غزة الاحتلال غزة الاحتلال التهجير ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟

وتتمركز مدينة تدمر داخل البادية السورية التي تشكل نحو 65% من مساحة سوريا، وكانت مسرحا لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنوات الماضية، باعتبارها منطقة رخوة لتحركاته.

وجاء اختيار تدمر بريف حمص لتنفيذ الهجوم على الدورية الأميركية والسورية لكونها تتوسط البادية السورية، مما يؤكد أن تنظيم الدولة لايزال ينشط في البادية، وأن هذه المنطقة لا تزال حيوية بالنسبة له للتحرك وتنفيذ عملياته.

وبخصوص قاعدة التنف العسكرية التي تقع على الحدود بين العراق وسوريا والأردن، ويرجح أن القوة العسكرية المشتركة انطلقت منها، فقد وضعها الجانب الأميركي لمراقبة الطريق الحيوي المهم، دير الزور/دمشق.

وتبعد التنف عن تدمر بنحو 135 كيلومترا، وهي أقرب نقطة لتواجد القوات الأميركية في سوريا. وتكمن أهمية موقع التنف في أنه يقطع الطريق أمام أي عمليات تهريب أو تواصل بين إيران والضاحية الجنوبية لبيروت.

كما تظهر الخريطة التفاعلية أن المنطقة التي وقع فيها الكمين في تدمر -والذي يقول الأميركيون إن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراءه- تقع أيضا على الطريق الدولي دير الزور/دمشق.

Published On 14/12/202514/12/2025|آخر تحديث: 00:05 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:05 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الثوابتة يطالب بالضغط على العدو الإسرائيلي لفتح المعابر وإدخال المساعدات لغزة
  • عرض شعبي لـ 2400 خريج من الدورات العسكرية المفتوحة في عمران
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • سماد "منقباد" كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين
  • هآرتس: هذه أدوار الإمارات في المنطقة.. ومقترح مرتزقة كولومبيين لغزة
  • أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة
  • قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • واشنطن تهدد الأونروا والمحكمة الدولية
  • الأمم المتحدة: أكثر من 760 موقع نزوح في غزة معرضة للفيضانات