والد شهيد يتحدث كيف كان نجلهُ بطلاً شجاعاً لم يهب الموت ولم يخشى الإرهاب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خـاص
أخذت الحرب منا الكثير.. وتركت لنا الكثير، صنعت في الذاكرة أحداثاً لا نقوى على محوها، تلك الأحداث التي عايشناها وقَبُلناها عنوة وتأصلت فينا، ربما أمكننا الآن القول بأنها قد انتهت تقريبا آخذةً ما في وسعها..
إلا أنها وبالنسبة للكثير من العائلات فقد أخذت منهم بهجتهم وحزنهم تاركة إياهم مجردين من أي مشاعر انفعالية تذكر، مسلمين للحياة الآن وتاركي القدر ليأخذ ويحط بأرجلهم في أي مكان كان، فقد سلبت حياة أفراد الكثير من الأسر الليبية تحت ما يسمى بضريبة الحرب غير المنصفة، وأثارها التي لا تمحى.
إن أحد أولئك المجربين على كونهم جزء من تلك الحرب هو السيد حسين محمد ادم العوامي، والد الشهيد محمد حسين محمد ادم العوامي، مواليد بنغازي-البركة 1982م، والذي استشهد في عام 2016.
قصةٌ جديدة من قصص الإرهاب في ليبيا – وإحدى الملاحم البطولية التي خاضها الجيش الوطني في معاركه القتالية ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة التي روّعت الآمنين في بيوتهم واغتالت العناصر الأمنية ودأبت على منوال تصفية العناصر العسكرية البارزة، بل قطّعتْ الرؤوس ونكلت بالجثث، ونهبتْ وسرقة الكثير الذي لا يًعد ولا يحصى..
وفي بداية الحكاية… يذكر والد الشهيد محمد حسين محمد آدم العوامي لوكالة أخبار ليبيا 24، أن ابنه كان رجلاً مدنياً، إلا أنه التحق بإحدى الكتائب ذلك بعد كونه متطوعًا لمساعدة الجيش في المحاور ولتنظيم وتفتيش الشوارع حينها، وعلى هذا المنوال حتى انضم لعدد من الكتائب في وقتها منها كتيبة الزنتان وكتيبة امراجع العبيدي وغيرها.
يواصل الحديث لوكالتنا.. شارك نجلي في العديد من المحاور حيث كان قائداً في محور منطقة الحدائق وما حولها، كان الشهيد محمد العوامي بطلاً شجاعاً لم يهب الموت، مناضلاً حراً هدفه الأول والأخير النصر وتحرير بلاده ممن قد شكلوا تهديداً حقيقيًا على حياة المدنيين العزل والأبرياء..
ولأن لكل قصة نهاية فإن للشهيد محمد حسين العوامي أيضًا واحدة مريرة أخرى، يتحدث والد الشهيد محمد أنه في إحدى المناورات المعتادة التي كان يخوضها ويوكل بها، ذلك بعد تحرير المنطقة الجامعية من الإرهابيين، خرج الشهيد محمد العوامي ليؤدي واجبه الذي اعتاده حيث كام ذلك صباحاً، في 16 من رمضان لسنة 2016 ليلقى الأخير حتفه ولتُنهى حياته التي ملأت ببطولات عدة، على إيدي أحد القناصين في منطقة عمارات 12، وليُنقل لأسرته تالياً خبر استشهاده فما لأسرة الشهيد سوى القبول والرضوخ لحكم القدر الذي اختاره، محتفيين- ومن جهة أخرى- بدور ابنهم البطل الذي دافع عن بلاده وحريته، حامياً لقوق الآخرين.
إن استشهاد محمد حسين محمد العوامي ليس إلا جزء لسلسلة لا تنتهي من قصص شهدائنا الأبطال الذي نفخر بتضحياتهم، والتي تجعلنا نتساءل من حين لآخر، كيف وجب علينا إكمال المسير من بعدهم؟
المصدر: أخبار ليبيا 24
كلمات دلالية: الشهید محمد محمد حسین حسین محمد
إقرأ أيضاً:
وضع يصعب على تل أبيب تحمّله.. نتنياهو يخشى المواجهة مع ترامب بشأن بيع “إف-35” للسعودية وتركيا
إسرائيل – كشف بن كاسبيت كبير المحللين في صحيفة “معاريف” العبرية أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يخشى المواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن بيع طائرات “إف-35” للسعودية وتركيا.
وأفاد بن كاسبيت أن نتنياهو يفضل الضغط الهادئ خشية الإضرار بالتفوق العسكري الإسرائيلي وعلاقاته بالبيت الأبيض.
وذكر أنه لو كان أي رئيس آخر غير دونالد ترامب في البيت الأبيض، لكانت إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لدرجة المخاطرة بالتحالف مع الولايات المتحدة، لإحباط عملية بيع طائرات إف-35 المقاتلة المخطط لها إلى المملكة العربية السعودية وأي عملية بيع محتملة إلى تركيا.
ومع ذلك، لا يرغب رئيس الوزراء في المخاطرة بإثارة غضب الرئيس ترامب، ويبدو أن تصريحات الأخير الحادة تُخيف نتنياهو أكثر من بيع أسلحة متطورة لتركيا، التي وجه رئيسها رجب طيب أردوغان، تهديدات صريحة ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة.
في هذا التقرير، ذكر مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى أنه من المشكوك فيه أن يدرك ترامب مدى نفوذه على نتنياهو، وأن رئيس الوزراء اتخذ قرارا استراتيجيا لتجنب أي مواجهة مع الرئيس الأمريكي.
وفي مساء الأول من ديسمبر 2025، عقد نتنياهو اجتماعا سريا في مكتبه بالقدس مع فرانك سانت جون الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “لوكهيد مارتن” المقاول الرئيسي لإنتاج طائرات “إف-35”.
وكان الإشكال الرئيسي هو كيفية الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط في حال حصول دول أخرى في المنطقة على هذه المقاتلات المتطورة.
ووصفت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع بأنه كان “مطولا ومحبطا” للجانب الإسرائيلي.
وأزالت الولايات المتحدة تركيا من برنامج “إف-35” خلال ولاية ترامب الأولى، بعد أن اشترت أنقرة منظومة الدفاع الجوي “S-400” من روسيا، ولكن في ضوء التقارب الأخير بين ترامب وأردوغان، قد يعمل الرئيس على رفع الحظر بشأن المقاتلات “إف-35” تحديدا.
وفي الوقت نفسه، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستعرض بيع الطائرات للرياض.
وفي الثالث من نوفمبر، قاد سانت جون وفدا كبيرا من شركة لوكهيد مارتن لزيارة المملكة العربية السعودية.
ووفق “معاريف”، يبقى مصدر القلق الأكبر لنتنياهو هو استعداد ترامب لتزويد تركيا بالسلاح الحاسم، حيث يعد تحكم أردوغان في جيش قوي معزز بمقاتلات “إف-35″، مصدر قلق حقيقي لسلاح الجو الإسرائيلي.
وتشير مصادر عبرية إلى خطاب ألقاه أردوغان في يوليو 2024 قال فيه إن على تركيا أن تكون قوية حتى “لا تستطيع إسرائيل القيام بهذه الأعمال العبثية بحق فلسطين”، مضيفا: “كما دخلنا قره باغ، وكما دخلنا ليبيا، قد نفعل شيئا مماثلا معهم”(الإسرائيليين).
وأوضح مصدر عسكري إسرائيلي رفيع أن القلق الرئيسي ينبع من قدرة التخفي المدمجة في طائرة إف-35 وأنظمة التحكم المستقلة الخاصة بها.
وهذه القدرة التي مكنت إسرائيل من مباغتة الإيرانيين، يمكن أن تستغل ضد إسرائيل التي تحتاج إلى إنذار مسبق طويل الأمد بدخول عناصر معادية إلى مجالها الجوي.
وبين التقرير أن قدرة الطائرات على الإقلاع من أي مكان في الشرق الأوسط والظهور فجأة في سماء إسرائيل وضع يصعب على تل أبيب تحمّله أو قبوله.
وكتب معلق بارز بصحيفة “معاريف” في موقع “المونيتور”، أنه قبل اجتماعه المتوقع مع ترامب في 29 ديسمبر في مارالاغو، من المتوقع أن يحاول نتنياهو التأثير على قرار الرئيس وشرح المخاوف الإسرائيلية بشأن التغيير في السياسة الأمريكية طويلة الأمد.
وبحسب التقرير، يمارس نتنياهو ضغوطا خفية على مساعدي ترامب المؤيدين ضمنيا لإسرائيل، بمن فيهم جاريد كوشنر، وستيف ويتكوف، وسفير الأمم المتحدة المعين مايك والز، والمتبرعين الجمهوريين مثل ميريام أديلسون.
ومع ذلك، أشار مصدر إسرائيلي رفيع إلى أنه على عكس الإدارات الديمقراطية التي مارس نتنياهو ضغوطا مكثفة ضدها في الكونغرس وبمساعدة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، فإن هذه الخيارات غير متاحة الآن في مواجهة ترامب، إذ يُعدّ الحفاظ على إسرائيل إلى جانبه أمرا بالغ الأهمية.
إلى جانب قضية الطائرات، من المتوقع أن تُثار قضايا أخرى في الاجتماع مع ترامب، بما في ذلك مساعي الرئيس لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة، والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد بين إسرائيل وسوريا، وجهود نزع سلاح حزب الله في لبنان. يُولي ترامب اهتمامًا بالغًا لهذه القضايا، ولا يرغب نتنياهو في أن يكون عائقًا أمامها، إلا أن تضييق الفجوات يُمثل تحديًا كبيرًا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي.
المصدر: “معاريف”