سكرتير بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس: مكانة كبيرة لـ«العذراء» في قلوب المسيحيين والمسلمين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أكد الراهب ثاؤفيلس الأورشليمى، سكرتير بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، أن مكانة السيدة العذراء كبيرة فى قلوب المسيحيين والمسلمين، لذلك يتم الاحتفال بعيدها فى موكب مهيب يترأسه مطران القدس الأنبا أنطونيوس، وعدد كبير من الآباء الرهبان والشمامسة والشعب.
حدثنا عن حياتها على الأرض من واقع الاعتقاد المسيحى؟
- وُلدت العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع القلب لأنه عاقر، وكانت القديسة حنة أمها حزينة جداً فنذرت لله نذراً وصلَّت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة «إذا أعطيتنى ثمرة فإنى أقدمها نذراً لهيكلك المقدس»، فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهى أُرسِل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها الذى أعلم زوجته «حنة» بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وسمتها مريم.
لما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت اثنتى عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة، وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكى يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها فى الهيكل بعد هذه السن، فقرروا أن تخطب رسمياً لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثنى عشر رجلاً أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقاً باراً، فتسلمها وظلت عنده إلى أن أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها.
وما هو عيد الصعود؟
- ماتت القديسة مريم، كابنة آدم، خاضعة لنتائج خطيته، وكما يقول القديس أغسطينوس «جاءت مريم عن آدم، وماتت بسبب الخطية».
مات آدم أيضاً بسبب الخطية، ومات المسيح المأخوذ عن مريم ليُحَطِّم الخطية، وجاء فى مقال للبابا ثيؤدوسيوس الإسكندرى حوالى عام 567 م، بالقبطية البحيرية عن «نياحة مريم»، أنها واجهت حزن الرسل على موتها بالسؤال التالى: «أليس مكتوب أن كل جسد يلزم أن يذوق الموت؟ هكذا يليق بى أن أعود إلى الأرض ككل سكان الأرض» كما يُقَدّم النص السابق تعليلاً آخر لموتها ألا وهو تأكيد حقيقة التجسد، فقد أورد حديثاً للسيد المسيح مع أمه، يقول فيه: «كنت أود ألاَّ تذوقى الموت، بل تعبرين إلى السماوات مثل أخنوخ وإيليا، لكن حتى هذين يلزمهما أن يذوقا الموت».
لماذا يحتل الاحتفال كل هذا الاهتمام؟
- يحتفل الأقباط الأرثوذكس بعيد العذراء فى 16 مسرى وهو احتفال بذكرى صعود جسدها إلى السماء، فهذا العيد يحمل شهادة قوية لحقيقة إيماننا الإسخاطولوجى، أى إيماننا بالحياة العتيدة، ولم يتحلَّل جسدها إلى تراب ولا فسد، اتفاقاً مع ما كُتِب عنها «أنت جميلة» وبسبب كمال قداسة جسدها البتولى وطهارتها مع كونها مسكناً لله بالتمام. وهناك رواية أخرى عن قصة صعود الجسد حسب رواية القديس يوسف الأريوباغى.
بعد انتهاء القداس تبدأ الزيارة الثانية للقبر والانطلاق من الكنيسةحدثنا عن احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية؟
- تحتفل الكنائس الشرقية بالقدس ومنهم طائفة الأقباط الأرثوذكس، الكنيسة المصرية، بعيد إصعاد جسد السيدة العذراء بمقر دفن جسد السيدة العذراء بالجثمانية يوم 22 أغسطس من كل عام، وكالعادة يبدأ الاحتفال بدخول موكب رسمى يترأسه الأنبا أنطونيوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس بالقدس يرافقه الرهبان والقساوسة والشمامسة والشعب القبطى بالأراضى المقدسة وذلك فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وفق نظام الاستاتسكو الخاص بالكنيسة لصلاة قداس العيد يسبقها زيارة رسمية لقبر السيدة العذراء وبعد انتهاء القداس الإلهى تكون الزيارة الثانية للقبر وبعدها الخروج الرسمى من الكنيسة.
اختلاف الاحتفال بين الطوائفالاحتفال بصوم السيدة العذراء مريم يختلف من طائفة لأخرى حسب الوقت، فهناك بعض الطوائف تصوم الأسبوعين من بداية أغسطس، وهناك من يصوم من يوم 7 أغسطس إلى يوم 22 من نفس الشهر، وهذا الاختلاف لا يعنى شيئاً، المهم هو المناسبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس السیدة العذراء
إقرأ أيضاً:
موعد بدء الكنيسة الأرثوذكسية صيام الرسل.. مدته 55 يوما
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدا الاثنين، الموافق 9 يونيو 2025 صيام الرسل وهو أول صيام تصومه الكنيسة بعد الصوم الكبير، والتي بلغت مدته 55 يومًا وبعد الخمسين المقدسة.
صوم الرسلوتبدأ الكنيسة صوم الرسل، غدا الإثنين الموافق 2 بؤونة 1741 حسب التقويم القبطي الموافق 9 يونيو 2025.
ويستمر صوم الرسل 2025 حتى يوم السبت الموافق 12 يوليو، أي ما يقرب من 35 يومًا، ويعد صوم الرسل أول صوم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويمتنع الأقباط خلال أيام صوم الرسل عن تناول اللحوم والدواجن والألبان مع السماح بأكل الأسماك، إذ يعد صوم الرسل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أصوام الدرجة الثانية التي يسمح فيها بأكل السمك تخفيفًا على الأقباط لكثرة أيام الصوم في الكنيسة.
أول صيام في المسيحيةويعد صوم الرسل أول صيام في الكنيسة المسيحية، إذ تتراوح مدة صوم الرسل بين 15 إلى 49 يومًا، ويبدأ الصيام ثاني يوم حلول الروح القدس وينتهى قبل عيد الرسل.
وخلال عيد الرسل تُقرأ النبوات من العهد القديم من كتاب صلوات اللقان، ويقوم الكاهن برشم الصليب، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه كرمز للاغتسال من الخطية.
وفي عام 64 ميلادياً استشهد القديس بطرس مصلوب على إحدى التلال السبعة لمدينة روما القديمة ومنها جاء اسم الفاتيكان حيث بُنيت الكنيسة على اسمه القديس بطرس، واستشهد القديس بولس بقطع رأسه فى عام 67 الميلادي.
صوم من أجل الخدمةويذكر أن القديس بطرس والقديس بولس يعدان صاحبا دور كبير في تأسيس الديانة المسيحية بروما.
وقال المتنيح (الراحل) قداسة البابا شنودة الثالث، إن صوم الرسل هو من أجل الخدمة والكنيسة، لكي نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه لها نصوم لكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها، ونصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية، ونصوم شاعرين بضعفنا.