الثورة  / افتكار القاضي

عادت الرياح والأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات قطاع غزة، لتفاقم معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين الذين دمرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية منازلهم، في ظل تأثير منخفض جوي يضرب الأراضي الفلسطينية للمرة الثالثة خلال فصل الشتاء الجاري .

وأغرقت الأمطار -التي هطلت ليل الأربعاء – الخميس، الخيام ومراكز الإيواء في شمالي وجنوبي غزة، مما زاد من صعوبة الأوضاع الإنسانية لهالي غزة الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.

صقيع ورياح شديدة

ويواجه النازحون الفلسطينيون ظروفا قاسية وسط برد وصقيع قارس ورياح عاتية، حيث يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق وتفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، رغم وقف النار في غزة ، لكن المساعدات المتعلقة بالإيواء والتي دخلت إلى غزة شحيحة جدا ، ولم تغطي حتى الآن حاجة 3% من متطلبات الإيواء من الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة.

وفي ساعات الصباح الباكر حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية يفتقر هؤلاء الفلسطينيون إلى أبسط مقومات الحماية من البرد القارس ومخاطر العواصف والأمطار الغزيرة التي زادت معاناتهم داخل المخيمات المنتشرة في أنحاء القطاع.

وتتضاعف معاناة العائدين إلى شمال القطاع، حيث يجدون صعوبات في نصب خيامهم وتثبيتها في ظل ظروف مناخية غير مواتية، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية وانعدام مواد التدفئة.

والحقت الأمطار والسيول الناجمة عنها أضرارا مادية بالممتلكات والأغطية، مما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية داخل المخيمات المؤقتة

وفي مناطق متفرقة بغزة -خاصة شمال القطاع حيث يقع مخيم جباليا وبلدتا بيت لاهيا وبيت حانون- يقيم الناجون من الإبادة بين أنقاض منازلهم المدمرة، وقد لجأوا إلى خيام بدائية مهترئة ، ومصنوعة من القماش والنايلون، ويفتقرون لأي وسائل تحميهم من البرد القارس والعواصف الشديدة .

كما يواجه الفلسطينيون في القطاع ظروفا صعبة مع تواصل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المواد الأساسية، بما في ذلك مستلزمات التدفئة والخيام والمنازل المتنقلة التي تحمي من الأمطار والبرد.

وتجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا.

وتقضي عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية، أوقات عصيبة ، داخل خيامهم التي غرقت بفعل مياه الأمطار الغزيرة وعصفت بها الرياح واقتلعت الكثير منها ، وبات مئات العائلات يفرشون الأرض ويلتحفون السماء ، بعد ان غرقت خيامهم أو تطايرت ، تحت تأثير الرياح العاتية التي تجتاح القطاع.

أوضاع مأساوية

واكد المتحدث باسم حركة (حماس) حازم قاسم إن كيان الاحتلال يراوغ في تنفيذ المسار الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وذلك بتعمد تأخير دخول المتطلبات الأكثر أهمية، خاصة ما يرتبط بمستلزمات الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.

فيما قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الفلسطينيين في القطاع يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية، إذ يضطر عشرات الآلاف منهم للبقاء في العراء دون مأوى أو مقومات حياة، في ظل الدمار الذي خلفته الإبادة الصهيونية

ويشكل استمرار المنخفضات الجوية خطورة بالغة على حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون في الخيام أو المنازل الآيلة للسقوط، في ظل البرد القارس والأمطار الغزيرة.

ودمر جيش الاحتلال على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة نحو 88 % من البنى التحتية في القطاع، بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأمطار الغزیرة الآلاف من

إقرأ أيضاً:

مجزرة جديدة في غزة.. 12 قتيلاً في غارة إسرائيلية على خيام نازحين

البلاد – غزة
ارتكبت القوات الإسرائيلية، أمس (الأربعاء)، مجزرة جديدة بحق مدنيين فلسطينيين، راح ضحيتها 12 قتيلًا، معظمهم من النساء والأطفال، إثر غارة جوية استهدفت خيام نازحين بجوار مدرسة الحناوي في منطقة أصداء بخان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني.
يأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على حادثة دموية أخرى، أسفرت عن مقتل 27 شخصًا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات، ما أثار إدانات واسعة، أبرزها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي اعتبر أن “فقدان مدنيين حياتهم لمجرد بحثهم عن الغذاء أمر غير مقبول”، مطالبًا بتحقيق مستقل.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تصعيد عملياته العسكرية في خان يونس، وقال إنه يخوض مواجهات مع مقاتلين من حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، وذلك عقب إلقائه منشورات تدعو السكان لمغادرة منازلهم والتوجه غربًا.
وفي تطور لافت، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أنها ستغلق مراكز توزيع المساعدات اليوم الأربعاء لإجراء أعمال ترميم وتنظيم، على أن تُستأنف عملياتها الخميس. وأكد الجيش الإسرائيلي القرار، مشيرًا إلى أن الطرق المؤدية إلى المراكز “مناطق قتال مغلقة”.
وتواجه المؤسسة انتقادات من منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي ترفض التعاون معها، وسط اتهامات بعدم الحياد وارتباطها بأهداف عسكرية إسرائيلية، خاصة بعد استبعاد وكالة الأونروا من عمليات الإغاثة عقب اتهامات إسرائيلية لها بدعم حماس.
وتُظهر أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة أن عدد الضحايا ارتفع إلى 54,510 قتيلاً وأكثر من 124,000 جريح منذ اندلاع الحرب، مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتحذيرات أممية من أن كافة السكان يواجهون خطر المجاعة في ظل تقييد إدخال المساعدات.

مقالات مشابهة

  • تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المواطنون في مدينة الفاشر – فيديو
  • مجزرة جديدة في غزة.. 12 قتيلاً في غارة إسرائيلية على خيام نازحين
  • مدريد تلغي صفقة صواريخ من الاحتلال.. إسبانيا ترفض سلاح الإبادة
  • الوزير بدر يبحث مع مديري الزراعة في المحافظات واقع القطاع والصعوبات التي تواجه المزارعين في ظل أزمة الجفاف
  • كيف ستنعكس نتائج مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية على واقع المنشآت السياحية في سوريا؟
  • صحة غزة: استهداف إسرائيل "مستشفى الأقصى" تقويض لمنظومة الصحة
  • 20 شهيدا في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بـ غزة
  • مجلس الأمن يصوت على مشروع يدعو لوقف فوري لحرب الإبادة في غزة
  • تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
  • جيش الاحتلال يقتل 27 فلسطينيا قرب موقع توزيع مساعدات في غزة