زيارة العمل التي يقوم بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا، واجتماعه مع الرئيس إيمانويل ماكرون، تكرّس علاقات تاريخية بين البلدين، وتفتح آفاقاً واسعة جديدة لتعزيزها، انطلاقاً من حرص القيادتين على المضي قدماً في ترسيخ الشراكات الاستراتيجية في مختلف الميادين، والسعي إلى تثبيت الصداقة الممتدة، وتوحيد الرؤى المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية.
تشكل هذه الزيارة تتويجاً لعلاقات استراتيجية، تتعزز باستمرار، بدأت بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1975 بزيارة فرنسا، واجتمع مع الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، حيث وضعا مداميك علاقات استثنائية في مختلف المجالات، تجسدت باستمرار الحوار بشكل دائم على أعلى المستويات، وأرست علاقات صداقة دائمة إلى أن تم الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، حيث تم إنشاء لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي التي بدأت أعمالها عام 2008، بهدف تحديد الفرص والشراكات القائمة والمستقبلية، والتعاون في مشاريع ومبادرات اقتصادية وتجارية واستثمارية وثقافية وعلمية وفضائية وأمنية، وفي إطار لجنة الحوار هذه، تم اعتماد خريطة طريق لشراكاتهما الاستراتيجية خلال الفترة من عام 2020 إلى عام 2030.
من هذا المنطلق تأتي زيارة صاحب السموّ رئيس الدولة إلى فرنسا، لتكرس مفهوم الشراكة الشاملة، وتضفي عليها طابعاً خاصاً يتسم بالخصوصية والاحترام المتبادل، والرؤى المتقاربة حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يعطي الصداقة بين البلدين معناها الحقيقي، من منطلق التزامهما بتعزيز روح التعاون الدولي، والسعي إلى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار.
خلال الزيارة شهد صاحب السموّ رئيس الدولة والرئيس ماكرون مراسم توقيع «إطار العمل الإماراتي - الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي»، إلى جانب بناء شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، واستكشاف فرص للتعاون في مجال المشاريع والاستثمارات التي تدعم استخدام الرقائق المتطورة، والحوسبة السحابية في كلا البلدين.
شهدت السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتم التوقيع على عشرات الاتفاقات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والثقافية والعسكرية والبيئية. وعلى المستوى الاقتصادي ترتبط الإمارات وفرنسا بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة. وتعكس بيانات التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية الممتدة منذ عقود، حيث وصل إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين إلى ما يزيد على 30.4 مليار درهم بنهاية عام 2022. كما تستضيف الإمارات نحو 600 شركة فرنسية يعمل فيها نحو 30 ألف موظف، كذلك تأتي الإمارات كثاني أكبر مستثمر من الخليج العربي في فرنسا. وفي المجال الثقافي، هناك سبع مدارس فرنسية معتمدة في الإمارات، تضم أكثر من ألف طالب، كما يتعلم نحو 60 ألف شخص اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة والحكومية في الإمارات، ويبلغ تعداد الجالية الفرنسية في الإمارات نحو 25 ألف شخص.
هذا إن دل على شيء، إنما يدل على المدى المتقدم في العلاقات بين الإمارات وفرنسا، وهذا ما يعطي زيارة صاحب السموّ رئيس الدولة إلى باريس قيمة تاريخية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات رئیس الدولة بین البلدین صاحب السمو
إقرأ أيضاً:
«حياتنا في الإمارات» في حملة تعريفية بعجمان
عجمان (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مركز شباب عجمان وجامعة عجمان، أمس، حملة تعريفية للترويج لمسابقة «حياتنا في الإمارات»، التي أطلقتها الوزارة بالشراكة مع صندوق الوطن ضمن مبادرات «عام المجتمع».
واستهدفت الحملة التي نظمت في المبنى الرئيسي لجامعة عجمان تشجيع فئات المجتمع كافة على توثيق تجاربهم الحياتية في الدولة عبر الكتابة الإبداعية لترسيخ قيم التسامح والتنوع الثقافي.
واستعرض راشد إبراهيم النعيمي، مستشار التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء المؤسسي في الوزارة شروط المشاركة وأنواع النصوص المقبولة، والتي تشمل القصة القصيرة والمقال والرسالة والخاطرة والشعر باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى المنصة الإلكترونية المخصصة لتقديم المشاركات وتوزيع كتيبات تعريفية توضح آلية التقديم.
وأكد أن الجائزة تسعى إلى إشراك الشباب في إبراز مفاهيم التسامح من خلال أعمالهم الإبداعية، بما يعزز من مكانة الدولة كأنموذج عالمي للتسامح، ويجسّد التزامها ببناء مجتمع متماسك ومتعدد الثقافات، موضحاً أن باب المشاركة في المسابقة سيظل مفتوحاً حتى نهاية شهر نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن موضوع الدورة الحالية خصص لمفهوم التسامح في دولة الإمارات.
وتدعو المسابقة كافة الفئات إلى المساهمة بكتاباتهم حول حياتهم في الإمارات ويعبّرون من خلالها عن رؤيتهم لهذه الدولة الغالية، وعن اعتزازهم بالحياة في مجتمع قوي ومتلاحم له إنجازات هائلة ومتواصلة في كل المجالات.