كان اعلان إعادة ترشيح دونالد ترامب لولاية ثانية من قبل الحزب الجمهوري وقع الصاقعة على كل متابع هميم لاخبار العالم، فما بالك بحاله عشية إعلان فوز ترامب في الانتخابات على كمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي لولاية ثانية!
اذكر يوم فوزه في المرة الثانية، كنت قد عبرت عن ردة فعلي لبعض الأصدقاء بالقول: لا اتوقع ان يكمل فترة ولايته الثانية!
ويبدو هذا ما سوف يحدث.
ولكني أرى أن الأخطر الذي لم يقال حتى الآن ازاء هذا التصريح وغيره من التصريحات والقرارت الصادرة والتي سوف تصدر عن ترامب، هو أنها تمثل تهديدا مباشرا للامن القومي الأمريكي نفسه وذلك لما سوف يترتب عليها في المستقبل المنظور من مضاعفات ونتايج خطيرة تلحق أشد الأضرار بالمصالح الأمريكية. وعندما يقال في الولايات المتحدة ان أمرا ما سيلحق الضرر بالمصالح الأمريكية ويمس الأمن القومي الأمريكي، فهذا يعني ان "الكلام قد كمل"! لدى صناع السياسة الأمريكية.
وانا هنا لا ادافع عن المواقف الأمريكية من قضايا العالم، بل أنني على العكس من ذلك تماما، وانما اتمثل هنا فقط وجهة نظر السياسي الأمريكي المتمرس و الحريص عن مصالح بلاده ومكانتها في العالم.
فمن الواضح أن ترامب بعد فوزه للمرة الثانية، قد وصل قمة جنون العظمة، مما جعله يتصرف وكانه طاغية مستبد من طواغيت العالم الثالث، أو كانه هتلر أو موسوليني، وليس بوصفه ريسا منتخبا لأكبر ديمقراطية في العالم.
فقد تجاهل ترامب طبيعة العلاقة التي تحكم ما بين السلطات التي يتألف منها نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية هو نظام يقوم على مبدأ check and balance اي حفظ التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضاء والأجهزة الأخرى، وذلك حتى لا تغطي سلطة على أخرى أو تتجاوز حدودها وتعبر الخطوط الحمر للسياسة الأمريكية المرسومة.
وقد تجاوز ترامب كل الخطوط الحمر عندما اعلن انه ينوي إغلاق مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة التعليم الفدرالية، إلى غير ذلك من الإجراءات الداخلية المزلزلة الأخرى. ليس هذا فحسب، بل داس ترامب على كل الأعراف والتقاليد غير المكتوبة، والتي ظلت مرعية من قبل كل الادارات الأمريكية المتوالية منذ تأسيسها الدستوري قبل نحو ثلاثمائة سنة، وقدم صورة كاركاتورية للرئيس الأمريكي مسخت الصورة التي كانت مرسومة في الاذهان لريس أعظم دولة في العالم.
كل ذلك يجعل من إمكانية استمرار ترامب في منصبه لمدة اربع سنوات أخرى أمرا مستحيلا أو شبه مستحيل . وهنا يثور السؤال عما يمكن أن يحدث ويؤدي إلى التخلص من هذا الرئيس الاوهج الذي وضع أمريكا والعالم كله في كف عفريت؟
من المؤكد اذا استمر ترامب في السير على هذا النهج الارعن، فكل السيناريوهات: الدستورية وغير الدستورية المفضية الي خروجه من المسرح، قبل إكمال فترة ولايته الثانية، تظل مفتوحة. ولا يزال الوقت مبكرا للتنبؤ بالطريقة التي سوف يزاح بها عن سدة الحكم.
عبد المنعم عجب الفَيا
٨ فبراير ٢٠٢٥
abusara21@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایته الثانیة
إقرأ أيضاً:
إنتخاب الأردنية الدكتورة حنان جودت السبول رئيساً لدستور الأدوية الأمريكي
صراحة نيوز ـ انتخب أعضاء دستور الأدوية الأمريكي United States Pharmacopeia – (USP) أمين عام الاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية الدكتورة حنان جودت السبول رئيساً للدستور لمدة خمس سنوات في إنجاز غير مسبوق على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عُقد الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة أكثر من 400 عضو من 42 دولة حول العالم يمثلون هيئات رقابية، وصناعات دوائية، وكليات الطب والصيدلة إلى جانب جمعيات أطباء وصيادلة.
وتُعد الدكتورة السبول أول امرأة تتولى رئاسة دستور الأدوية الأمريكي، وأول رئيس يتم انتخابه من خارج الولايات المتحدة منذ تأسيسه قبل اكثر من مئتي عام حيث تأسس في العام 1820، وهي سابقة تاريخية تعكس ثقة المجتمع العلمي الدولي بكفاءتها العلمية و تمثل تقديرا مستحقًا لمكانتها المرموقة في مجال الصحة العامة والدواء.
ويُعد هذا الإنجاز مصدر فخر واعتزاز للمجتمعين الطبي والصيدلاني، ويُجسد الدور الريادي للكفاءات الأردنية على الساحتين العربية والعالمية.
ويُعتبر دستور الأدوية الأمريكي الجهة المرجعية لوضع المعايير والمواصفات الفنية للأدوية في الولايات المتحدة، كما يُعتمد كمرجع عالمي لضمان جودة الأدوية وسلامتها وفعاليتها حيث يستخدم في أكثر من 150 دولة