حقنة كمال عبيد التي سار بذكرها الركبان
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
صفوتنا الليبرويسارية لا تحتمل الهبشة في جنوب السودان.
عرضت يوماً على منبر جريدة الصحافة مفهومي عن الهرج. وقلت إنه حالة تعطل فيها صفوة البرجوازية الصغيرة الفصيحة المعايير لأن الهرج هو ماؤها العكر للصيد. قل لهم إن هناك فساداً في الجنوب مثلاً فيقولون ولكن هناك فساد في الشمال. وكأن الفساد معيار يبطل مفعوله متى عمّ البلاد بشقيها.
عشنا في الأسابيع الماضية حالة من الهرج حتى بغير أن ندري. فقد طفحت وسائط الإعلام بتصريحين لوزراء من المؤتمر الوطني ثم اتضح أن كليهما محرف عن موضعه. فقد كشف علاء الدين يوسف أن تصريح “الحقنة” لوزير الإعلام كمال عبيد داخله سوء نقل. واتهم جريدة “أجراس الحرية” بأنها من وراء ذلك لقولها إن الوزير صرح بأنه “لن يكون الجنوبي في الشمال مواطناً ولن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ولا حق البيع والشراء في سوق الخرطوم ولن نعطيه حقنة في المستشفى”. وجاء علاء بتسجيل كلمة الوزير فإذا به قد قال إنه إذا انفصل الجنوب فالجنوبي لن يكون مواطناً في الشمال: “ولا ح يتمتع بأي امتيازات . . . هم ما مواطنين ما عندهم حق الحقنة في المستشفى ولا عندهم حق المقعد في المدرسة ولا عندهم حق الوظيفة في المؤسسة العسكرية والمدنية ولا عندهم حق البيع والشراء في أسواق الخرطوم”.
سيقول لك عتاة المهرجين إنه لا فرق بين العبارتين. حقنة حقنة والبادي أظلم. وهذا أول تفريط في المعيارية. فمن حق المرء أن يرى تشابه العبارتين، ولكن ليس قبل صحة النقل وإقامة الدليل بالتحليل. وهذه الأمانة في ذمة الناقل.
قال شكسبير إن للجنون نهجاً وكذلك للهرج. فما أخرج علاء لضبط نقل كلمة الوزير ليس نبلاً مهنياً قيماً. بل أراد إحراج جريدة “أجراس الحرية” المائلة للحركة الشعبية. فأوسعها تعريضاً ووصف مهنيتها ب”الفضيحة” وتداعى أنصاره على سودانيزأونلاين ما تركوا للأجراس جنباً ترقد عليه. ثم انقلب السحر على الساحر. فخرج عليهم دنق قوك، كاتب العمود الراتب بالأجراس، وكشف صغائر علاء ورهطه من الحملة على جريدته. فقال لهم إن الأجراس لم تنقل خبر كمال بالمرة. وكل علاقتها به أنه نشر عموده فيها (29-9-2010) معلقاً على “حقنة” الوزير. وطلب من علاء تبرئة الأجراس قبل كل حساب. ثم كانت المفاجأة اعتراف دنق بأنه أخذ عبارة الوزير سيئة النقل من جريدة الرأي العام (25-9-2010) المحسوبة على الحكومة والتي لا ترقى الظنون إلى ولائها لها. ولم يتحسب علاء لذلك. فحبل الهرج قصير أيضاً.
لم يكن للأقلام المعارضة للإنقاذ شغلاً غير “التريقة” على “حقنة” الوزير على مدى الأسابيع الماضية. وكردة فعل نشأ بين مؤيدي المؤتمر الوطني والمتعاطفين “تريقة” مضادة عن “جالون بنزين” قيادي الحركة مارتن ماجوك. فقد نٌسِب إليه أنه قال إنهم متى انفصلوا فلن يعطوا الشمال جالون بنزين واحد. ولا ندري إن قالها، أو قالها بنفس الصيغة، أو لم يفعل. وبلغ من قوة الهرج بحقنة الوزير أن تعهد الرئيس البشير بحماية الجنوبيين في الشمال تلافياً لمفعول تصريح وزيره المحرف. وتواترت التصاريح من الجنوب عن التزامهم بحماية الشماليين في الجنوب بنبل مزعج.
وسنتطرق لهرج آخر حول قول الوزير كرتي المزعوم عن سجم زعماء المعارضة.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی الشمال
إقرأ أيضاً:
القومي للمسرح يطلق مسابقة د. علاء عبد العزيز للتأليف المسرحي للشباب
في إطار خطة وزارة الثقافة المصرية لدعم الكتّاب المسرحيين الشبان وتقديم جيل جديد من المبدعين في مجال الكتابة المسرحية، يعلن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عن انطلاق الدورة الأولى من مسابقة الكاتب الراحل الدكتور علاء عبد العزيز سليمان للتأليف المسرحي للكتّاب الشباب للعام 2025 / 2026، وذلك برعاية ودعم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الفنان القدير هشام عطوة رئيس قطاع المسرح.
وتأتي هذه المسابقة استمرارًا لنهج الوزارة في رعاية الإبداع المسرحي المصري واكتشاف أصوات جديدة قادرة على التعبير عن الواقع المصري برؤى فنية مبتكرة، كما تمثل تكريمًا لاسم الكاتب والأكاديمي الراحل الدكتور علاء عبد العزيز سليمان الذي أسهم بإخلاص في إثراء الحركة المسرحية والفكرية في مصر، و احتضان ورعاية طلابه بمعهد الفنون المسرحية وغيرهم من الشباب.
وقال المخرج عادل حسان مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية أن هذه المسابقة تأتي في سياق حرص المركز على الاحتفاء بجهود الراحل وتخليدًا لذكراه عبر فتح المجال أمام الكتّاب الشباب لتقديم أعمالهم المسرحية في مناخ من الدعم والتقدير، وتُفتح أبواب المشاركة أمام الكتّاب الذين لا يتجاوز عمرهم أربعين عامًا في الأول من أكتوبر 2026، على أن تكون النصوص المقدمة غير منشورة أو منتجة أو فائزة في مسابقات سابقة، وألا تكون مقتبسة عن وسيط إبداعي آخر، وتُقبل النصوص المكتوبة باللغة العربية الفصحى أو باللهجة المحلية، ويُسمح لكل متسابق بتقديم نص واحد فقط، ولا يجوز الجمع بين هذه المسابقة ومسابقة توفيق الحكيم للتأليف المسرحي التي ينظمها المركز.
وتتم المشاركة من خلال ملء استمارة إلكترونية عبر الرابط المنشور على الصفحة الرسمية للمركز على وسائل التواصل الاجتماعي، مع إرفاق النص بصيغة وورد وصورة ضوئية من بطاقة الرقم القومي، كما يمكن تسليم الأعمال يدويًا بمقر المركز الكائن في 9 شارع حسن صبري بالزمالك خلال أيام العمل الرسمية ، وتُستقبل الأعمال المشاركة في الفترة من الرابع عشر من ديسمبر 2025 وحتى الخامس عشر من فبراير 2026.
وتُعلن النتائج خلال شهر مارس 2026، على أن يُقام حفل توزيع الجوائز يوم السابع والعشرين من مارس 2026 تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وتُمنح ثلاث جوائز مالية بقيمة عشرة آلاف جنيه للجائزة الأولى وثمانية آلاف للجائزة الثانية وستة آلاف للجائزة الثالثة.
كما تُرشح الأعمال الفائزة للإنتاج ضمن خطة الإدارة المركزية للبيت الفني للمسرح، وتُنشر النصوص الفائزة في إصدار خاص يصدر عن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وسيُقام احتفال رسمي لتكريم الفائزين وتسليم الجوائز في أجواء احتفالية تليق بقيمة الكاتب الراحل د. علاء عبد العزيز سليمان.