لعشاق الأدرينالين. شاهد مغامرة الطيران الشراعي بسماء إنترلاكن
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
إنترلاكن- الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحا ودرجة الحرارة لا تتجاوز 5 درجات تحت الصفر. ومن نافذة الفندق في مدينة إنترلاكن السويسرية أشاهد الجبال المهيبة والمغطاة بالثلوج من بعيد. ورغم صعوبة الاستيقاظ، دفعني حب الاستطلاع والفضول إلى النهوض والاستعداد لتجربة مغامرة لا تُنسى في مدينة إنترلاكن الواقعة بين بحيرتي ثون وبرينز، وهي من أبرز الوجهات السياحية في سويسرا.
بعد تناول وجبة الفطور وارتداء ملابس تناسب شتاء المناطق الباردة، التقيت الطيار الشراعي بيتر بوهلر، وهو مالك شركة "توين باراغلايدينغ" (Twin Paragliding) لرحلات الطيران الشراعي المزدوج، ورفقته الطيارة الشراعية نيكول نوسباوم، ثم صعدنا جميعا في السيارة متوجهين نحو قمة جبل بيتنبرغ الساحرة، والتي تبعد عن إنترلاكن بقرابة النصف ساعة.
وفي رحلة اكتشاف حقيقية، توفر هذه التجربة حرية التحليق فوق المناظر الطبيعية الخلابة لقمم آيغر ومونش ويونغفراو الشهيرة، بالإضافة إلى بحيرتي برنيز وثون.
عند وصولنا إلى نقطة الانطلاق في بيتنبرغ، بدأت أشعر بارتفاع الأدرينالين من الحماس والتوتر لأنها المرة الأولى التي أقوم بها بالطيران الشراعي، وهو نشاط يصلح لكل المواسم ولا يستلزم الحصول على تجربة مسبقة.
ويُطلب من كل سائح إحضار ملابس مناسبة للطقس وأحذية متينة، كما يمكن للشركة توفير أحذية المشي لمسافات طويلة أو سترة مجانا إذا لزم الأمر. كما يوصي خبراء هذه الرياضة بارتداء النظارات الشمسية أو نظارات التزلج للحماية من الرياح.
إعلانبدأت الطيارة نيكول تشرح مراحل التحضير بشكل تفصيلي، قائلة "أتحقق أولا إذا كنت ترتدين ملابس وأحذية مناسبة ثم اعتمادا على الرياح، سأخبرك بالسرعة التي يجب أن تركضي بها في البداية".
وأضافت "عند الجري والإقلاع ستشعرين بخفة وزنك، لكن هذا لا يعني أنه يمكنك الجلوس، وإنما الاستمرار في التحرك والركض للانطلاق بسهولة. وبمجرد أن نحلق في الهواء يمكن الجلوس بكل أريحية".
ويعتمد طول الرحلة إلى حد كبير على سرعة الرياح، إذ تقدر مدة التحليق بنحو 12 دقيقة تقريبا وقد تصل أحيانا إلى 25 دقيقة في أيام الصيف الدافئة.
خدمة النساء الطياراتوفي حديثها للجزيرة نت، تقول نيكول "تتميز عاصمة الأنشطة الشتوية إنترلاكن بوجود نساء طيارات لتقديم هذه التجربة للسائحات الراغبات في ذلك، حيث يوجد ما لا يقل عن 15 طيارة".
وتستقطب هذه الميزة بشكل خاص عددا كبيرا من السائحات العرب، لأنها تشجعهن أكثر على خوص تجربة الطيران الشراعي والشعور براحة أكبر رفقة سيدة طيارة، وفق نيكول.
ويجب أن تكون اللياقة البدنية للسياح الراغبين بخوض هذه التجربة أعلى من المتوسط للركض على منحدر عشبي متعرج، فكلما زاد وزنك كلما احتجت للركض بشكل أسرع. وفيما يخص الوزن يصل الحد الأقصى للنساء إلى 80 كيلوغراما، وللرجال 90 كيلوغراما.
ويمكن حجز الرحلة مع شركة "توين باراغلايدينغ" بسهولة عبر موقعها على الإنترنت أو الاتصال على رقم مجاني أو إرسال رسالة عبر واتس آب أو الرسائل الهاتفية القصيرة، وهي إحدى الشركات المحلية في إنترلاكن.
وتشمل الخدمة نقل السائح مجانا من الفندق أو النزل الذي يقيم فيه بمدينة إنترلاكن أو في منطقة قريبة منها أو من محطة القطار، أو مقابلته في نقطة الالتقاء الخاصة بالشركة في مكتب استقبال منتجع ماتنهوف.
رحلة الطيرانبعد الركض لمدة لا تتجاوز 60 ثانية، تحولت صرخة الخوف والتوتر التي أطلقتها إلى صرخة استمتاع لا مثيل لها عندما غادرت قدماي الأرض ووجدت نفسي أسبح في مهب الريح واستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية، وشكل الأشجار القريبة على قمم الجبال.
وطيلة فترة التحليق كانت تخبرني نيكول بأسماء الجبال والبحيرات التي نشاهدها من الأعلى، وشجعتني على تولي قيادة الطائرة الشراعية لبضع دقائق والقيام بدوران سريع في السماء.
إعلانوقد استغرقت الرحلة قرابة 20 دقيقة، ثم تلاها هبوط آمن في حديقة هوهمات في وسط إنترلاكن تحت إشراف نيكول.
والتقينا مجددا ببيتر حيث أحضر لي متعلقاتي الشخصية التي تركتها على قمة الجبل الذي انطلقنا منه. وخلال دردشة قصيرة تحدثنا فيها عن الرحلة ومدى استمتاعي بكل ثانية فيها، أرسلت لي نيكول الصور التي تم التقاطها قبل وأثناء التحليق.
ذكريات مصورةوككل مرة نقوم فيها بتجربة مغامرة جديدة، نريد دائما الحفاظ على ذكريات منها مصورة نعود لمشاهدتها في أي وقت نرغب به. ولهذا توفر شركة الطيران هذه الخدمة من خلال تزويد جميع طياريها بكاميرات خاصة لتقديم باقة متنوعة من الصور ومقاطع الفيديو للسائح.
وتشمل هذه الخدمة 20 إلى 40 صورة و2 إلى 4 مقاطع فيديو عالية الجودة مقابل 40 فرنكا سويسرا (44 دولار). ولا تحتاج إلى حجز باقة الصور والفيديو مسبقا إذ يمكنك أن تقرر ما إذا كنت ترغب في شراء صورك ومقاطع الفيديو الخاصة بك بعد انتهاء رحلتك.
كما يمكنك إحضار كاميرا صغيرة لرحلتك إذا كانت صغيرة الحجم وبها حزام آمن، ولكن لا يُسمح بإحضار الكاميرات الكبيرة أو عصي السيلفي والهواتف المحمولة غير المؤمنة لأسباب تتعلق بالسلامة، وسيقرر الطيار (ة) قبل الإقلاع ما إذا كان يمكن استخدام الكاميرا الخاصة بك في الهواء أم لا.
وفيما يتعلق بطريقة الدفع، يمكن ذلك مباشرة للطيار (ة) بعد انتهاء الرحلة ببطاقات الائتمان، أو نقدا بالفرنك السويسري أو اليورو أو الدولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطیران الشراعی
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ببركة الموز.. وجهة سياحية ورياضية واعدة بين أحضان الطبيعة
تشهد "قرية الجزيرة" في بركة الموز بمحافظة الداخلية نهضة تنموية بارزة جعلتها من أبرز مناطق الجذب السياحي والرياضي في المحافظة، ويعود هذا التميز إلى ما تزخر به من مقومات طبيعية ساحرة، تتنوع بين مزارع النخيل والموز، والمناظر الجبلية الخلابة، بالإضافة إلى توفر عدد من المقاهي الحديثة التي تضيف طابعا حضريًا راقيا يعزز جاذبية المكان.
وفي إطار دعم البنية الأساسية وتعزيز الجاذبية السياحية، نفذت الشركة العمانية لنقل الكهرباء مؤخرًا مشروعا مميزا لتركيب 80 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية على امتداد 1.2 كيلومتر داخل المنطقة، ويُعد هذا المشروع من المبادرات الرائدة التي تخدم الزوار والمواطنين على حد سواء، حيث وفر بيئة آمنة وجاذبة لممارسة الرياضة والتنزه في الفترة المسائية، كما يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
كما تواصل لجنة معسكر بركة الموز الأهلي جهودها المجتمعية الداعمة للسياحة والرياضة، من خلال تنفيذها لمشروع جديد يربط شارع الخدمات الداخلي بالشارع المؤدي إلى منطقة الجزيرة. ويتعلق المشروع بإنشاء ممشى تراثي بطول 150 مترًا مزود بـ12 كشافًا يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال هاشل بن سعود الناعبي، رئيس لجنة معسكر بركة الموز الأهلي: "في إطار تفعيل المبادرات الخيرية ضمن روزنامة أعمال اللجنة، شرعنا في تنفيذ مشروع تمهيد طريق مشاة بالقرب من منطقة الجزيرة بلمسة تراثية، مع تركيب كشافات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، لتمكين أفراد المجتمع من استغلال الموقع خلال الفترة الليلية. ويهدف المشروع إلى تسهيل الحركة الداخلية، وتشجيع رياضة المشي، كما يشكل شريانًا أساسيًا يختصر المسافة بين الطرق الحيوية".
وأضاف الناعبي أن المشروع يأتي في تماشٍ مع التوجهات نحو تعزيز الخدمات المجتمعية المستدامة، وقد بلغت تكلفته نحو 1200 ريال عماني بتمويل تطوعي، ما يعكس روح التكاتف المجتمعي وحرص أبناء المنطقة على تطوير بيئتهم بما يخدم مختلف فئات المجتمع والسياح.
وتأتي هذه المشاريع ضمن حراك تنموي متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التراثي المحلي وتوفير الخدمات الحديثة، بما يعزز من مكانة بركة الموز كوجهة سياحية ورياضية واعدة على خارطة السياحة العمانية.