فيما تعلن حكومة اليمين في دولة الاحتلال تبنيها الكامل للمشاريع الاستيطانية في كامل الأراضي الفلسطينية، فقد كشفت منظمات حقوقية إسرائيلية أن هذا التوجه ليس وليد اللحظة فقط، لأن هذه السياسة تعود الى سنوات سابقة، وتحديدا بين عامي 2016-2019 حين عمل ياريف ليفين الذي يقود الانقلاب القضائي الحالي، وزيرا للسياحة، خصص قرابة نصف ميزانيات وزارته للمستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس.



تظهر البيانات التي حصلت عليها "الحركة من أجل حرية المعلومات"، أنه "في تلك المرحلة الزمنية تلقت المستوطنات 3.5 مرات أكثر من بقية المدن والبلدات، رغم أن الأموال في حينه كان يفترض تحويلها إلى المشاريع السياحية في عكا وطبريا وبيت إيل، وبلغة الأرقام فقد تلقت المستوطنات 70٪ من أموال الدعم التي طلبتها، بقيمة 77 مليون شيكل، مقابل تلقي السلطات العربية لفلسطينيي 48، 13٪ فقط من طلبات الدعم، وفي إسرائيل ضمن الخط الأخضر كانت النسبة 20٪ فقط".

عومر شارفيت مراسل موقع "زمن إسرائيل" العبري ذكر أن "مئات ملايين الشواقل تم تحويلها بين 2016-2019 إلى جمعية "إلعاد" اليمينية الاستيطانية وحدها، وتعمل في الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، وذهبت 84٪ من هذه الأموال لمشاريع استيطانية في القدس لوحدها، وفي ذلك الوقت تلقت الجمعية جميع أموال الدعم التي طلبتها تقريبًا من وزارة السياحة، بينما في باقي أنحاء الدولة تتوق السلطات المحلية لهذا الدعم، وتتلقى جزءً صغيرًا فقط من الطلبات، إلى الدرجة التي تم وصفه بأنه "وزير سياحة المستوطنات".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المشاريع التي وضعها ليفين خارج الخط الأخضر بقيمة 424 مليون شيكل من إجمالي استثمارات 929 مليون شيكل، وهذه المشاريع تخدم السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين، فيما تشكل التجمعات السكانية "مستوطنة سياحية" مغلقة أمامهم، وتشير البيانات أنه في العامين الأخيرين من السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، عمل على زيادة وتيرة تحويل الأموال للمستوطنات في الضفة الغربية وشرقي القدس، وتدفقت مبالغ كبيرة بشكل خاص على جمعية "إلعاد" العاملة منذ ثلاثة عقود من أجل تغيير مساحة القدس، مع التخصص في الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في حوض البلدة القديمة".

وأوضح أنه "خلال تلك الفترة، تم تحويل 350 مليون شيكل من وزارة السياحة إلى الجمعية، وذهب مبلغ آخر مماثل لمشاريع مرتبطة بها من وزارات حكومية أخرى، وهذا يعني خطة كاملة لتطوير السياحة في حوض البلدة القديمة بالمدينة المقدسة وجبل الزيتون وغابة السلام ومنتزه قصر الحاكم، وخصصت موازنات وزارة السياحة في تلك السنوات 50 مليون شيكل لمشاريع في البلدة القديمة، وفي أماكن محانيه يهودا والمتاحف تم استثمار 15 مليون شيكل فقط، وهذه سياسة تحاول التأثير على السياح من غربي القدس للمناطق الفلسطينية في المواقع الواقعة تحت سيطرتها".

وأضاف أن "سيطرة المستوطنين على البلدة القديمة تضمنت تدشين النصب المنمق على بعد عشرات الأمتار من أسوارها، وسيغطي 15 ألف متر مربع بارتفاع 7 طوابق، ورغم أن المشروع أثار معارضة عامة، لكن تمت الموافقة عليه أخيرًا مع مساعدة وزير الداخلية آيليت شاكيد بجانب المحلات التجارية، وسيشمل المشروع مناطق جذب سياحي ومحطة تلفريك، وتم تمويله من الجمعية، وهي منطقة مفتوحة تخدم سكان سلوان وأبو طور ، ومنذ 2020 تعمل الجمعية لربط غرب المدينة بشرقها، وتمتلك مقهى هناك، ويتم الآن بناء الجسر الذي يربطها بجبل صهيون، بتكلفة عشرة ملايين شيكل، بجانب أربعة ملايين شيكل أخرى مصدق عليها للسياحة، وجميع مواقعها تديرها الجمعية".

وكشف أن "الجمعية تمتلك مركز الزوار بالكامل، وتم تمويل التكلفة من الأموال العامة مع 19 مليون شيكل، وتمت الموافقة عليها خلال فترة ليفين بوزارة السياحة في مسار تخطيط أخضر، كما تلقى التليفريك إلى المدينة القديمة مبلغًا ضخمًا قدره 210 مليون شيكل من مكتبه، وسيربط المشروع غرب المدينة مباشرة بالمناطق الفلسطينية في البلدة القديمة، وستكون محطة الإنزال الرئيسية في مجمع إلعاد السابق، وأثار المشروع معارضة بسبب الأضرار التي لحقت بالنسيج البصري للمدينة القديمة، من حيث مصادرة الأراضي والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين الذين لديهم عربات تتحرك فوق منازلهم".

وأشار أن "مركز ديفيدسون حديقة أثرية جنوب الجدار، ويحتوي على مكتشفات من فترات مختلفة، بجانب نفق تم حفره في سلوان، وقد فشلت مبادرة الجمعية في محاولتها لتولي إدارته، فهي المستفيد الرئيسي من التطوير، لأن النفق سيربط مدينة داوود بالبلدة القديمة، بحيث سيشبه مسار الهيكل الثاني وفق المعتقدات اليهودية، وتم استثمار موارد كبيرة في العملية الهندسية، بما في ذلك الحفريات الأثرية تحت الأرض، وفي منازل الفلسطينيين، واعتقدت سلطة الآثار نفسها أنها طريقة حفر غير مهنية، لأنه منذ بداية العمل فتحت شقوقاً في العديد من منازل الفلسطينيين، وقد تم استثمار عشرات الملايين من الشواقل من الأموال العامة هناك".



تكشف هذه الأرقام أن دعم وزير السياحة السابق برئاسة ليفين منحت جمعية "إلعاد" إدارة مشاريع استيطانية في القدس المحتلة بهدف تهويد فضائها العام، وفي السنوات الأخيرة، ضخت حكومة الاحتلال مئات الملايين في سياحة المستوطنات.

فضلا عن ذلك، فقد ارتبط ليفين بالجمعية الاستيطانية قبل تعيينه وزيرا، وقام بتنظيم جولة لعناصر حزب الليكود بالقدس المحتلة، وخلال انتفاضة السكاكين نهاية 2015 دعا لزيارتها، وعند توليه منصب وزير السياحة، بدأ برنامجًا يتطلب من الطلاب زيارة المدينة المقدسة، والتقى أربع مرات مع الرئيس التنفيذي للجمعية، ديفيد باري، وعندما حصل الأخير على جائزة إسرائيل، باركه الوزير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاستيطانية الضفة القدس القدس الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان الضفة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البلدة القدیمة الفلسطینیة فی ملیون شیکل

إقرأ أيضاً:

12 يوما تهز البنتاغون.. حرب الاحتلال وإيران تفضح أنظمة الدفاع الأمريكية

كشفت المواجهة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، التي اندلعت في 13 حزيران/ يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا فقط، عن أزمة حقيقية في القدرات الدفاعية الأمريكية، بعدما استهلكت كميات ضخمة من الصواريخ الاعتراضية في وقت قياسي، في مشهد أثار صدمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

بحسب تحقيق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن البنتاغون اضطر إلى نشر نظامي دفاع صاروخي من طراز THAAD داخل الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر غير مسبوق، حيث لم يسبق أن تم استخدام نظامين من هذا النوع في منطقة واحدة.

وقال المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، دان شابيرو، إن هذا الانتشار يعكس حجم التهديد الذي واجهته "إسرائيل"، لكنه في الوقت ذاته كشف مدى هشاشة المخزون الأمريكي.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، أطلق الجنود الأمريكيون أكثر من 150 صاروخا اعتراضايا من طراز THAAD خلال تلك الأيام، وهو ما يعادل نحو ربع المخزون الذي تم شراؤه منذ 2010، الأمر بلغ حدًا دفع المسؤولين إلى دراسة نقل صواريخ اعتراضية كانت مخصصة لدولة حليفة أخرى – لم يكشف عن اسمها – إلى "إسرائيل"، رغم المخاطر التي كانت تهدد منشآت تلك الدولة النفطية خلال نفس الفترة.

ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، فقد اضطرت البحرية الأمريكية إلى إرسال سبع مدمرات من طراز "آرلي بيرك" إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر، لإسقاط الصواريخ الإيرانية باستخدام صواريخ SM-3، لكن سرعان ما استنفدت الذخائر من هذه السفن، واضطرت للعودة إلى الموانئ لإعادة التسلح، في ظل غياب نظام لإعادة التحميل في عرض البحر، وهو ما وصفه الأدميرال جيمس كيلبي أمام الكونغرس في حزيران/ يونيو الماضي بأنه "نقطة ضعف حرجة في الجاهزية العملياتية".


وبحسب مصدرين في البنتاغون، للصحيفة فإن أداء صواريخ SM-3 كان أقل من المتوقع، حيث لم تتمكن من تدمير عدد كبير من الأهداف، ما زاد من القلق حول كفاءتها القتالية، كما واجهت الوحدات البحرية الأمريكية صعوبات في التنسيق مع الدفاعات الإسرائيلية، بسبب اعتماد الطرفين على الاتصال الصوتي، وهو ما أدى أحيانًا إلى تكرار إطلاق الصواريخ على نفس التهديد.

من الناحية الاقتصادية، تبرز خطورة هذا الاستنزاف بصورة أوضح، فتكلفة الصاروخ الواحد من طراز THAAD تصل إلى 13 مليون دولار، بينما يتراوح سعر صاروخ SM-3 بين 8 و25 مليون دولار، وفقًا لوثائق الميزانية الرسمية.

وتشير تقديرات الباحث لويس رومباو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى أن إعادة بناء مخزون THAAD فقط سيكلّف ما بين 1.5 إلى 2 مليار دولار، وسيستغرق أكثر من عام، علمًا بأن شركة "لوكهيد مارتن" لا تنتج أكثر من 100 صاروخ سنويًا.

وتعاني أنظمة THAAD أيضا من ضغط تشغيلي كبير، إذ إن خمسة من أصل سبعة أنظمة موجودة حاليا في الخارج: اثنان في "إسرائيل"، وواحد في السعودية، وآخر في جزيرة غوام، وآخر في كوريا الجنوبية، ما يضع وحدات التشغيل تحت عبء متواصل، ويمنعها من الحصول على فترات الراحة أو التدريب اللازمة، بحسب ضابط في وحدة الدفاع الجوي الأمريكي.


وفي ضوء هذه التطورات، حذر مدير برنامج الدفاع الصاروخي في CSIS، توم كاراكو، من أن تكرار مثل هذا السيناريو يمثل خطرًا لا يمكن تحمله، قائلًا: "الولايات المتحدة تستيقظ متأخرة على حقيقة أنها بحاجة إلى شراء كميات ضخمة من الذخائر الدفاعية... فالعالم الآن لا تحكمه الطائرات النفاثة فقط، بل وابل من الصواريخ الرخيصة التي يمكنها إنهاك أي ترسانة متقدمة".

مقالات مشابهة

  • "حماس": تصريحات سموتريتش تكشف الطبيعة الاستيطانية لحكومة الاحتلال
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب..هذه أبرز الخطوات التي خطتها الجزائر
  • الهلال للمشاريع الناشئة تشارك في جولات تمويل بقيمة 657 مليون دولار
  • 12 يوما تهز البنتاغون.. حرب الاحتلال وإيران تفضح أنظمة الدفاع الأمريكية
  • صرخات المغردين تفضح التناقض الإسرائيلي حول مجاعة غزة
  • الاحتلال يُجدد منع سفر مقدسية ويُبعد أخرى عن البلدة القديمة
  • الاحتلال يُسلم مقدسية قرارًا بمنع السفر ويُبعد أخرى عن البلدة القديمة
  • بكين تخصص 69 مليار يوان لبرنامج استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال بيت أمر